تحليل: فؤاد عليكو
إعداد: راوية حشمي (بيروت)
نشرت في صحيفة عكاظ، العدد ،4130 يوم الأحد 7-10-2012
إعداد: راوية حشمي (بيروت)
نشرت في صحيفة عكاظ، العدد ،4130 يوم الأحد 7-10-2012
حتى هذه اللحظة مازال المجتمع الدولي يلعب أدورا سلبية حيال ما يجري في سورية، ولعل الموقفين الروسي والإيراني هما الأكثر سلبية ضد الشعب السوري، إلا أنه في المقابل لم نلحظ مواقف دولية موازية وموازنة لهذه الأدوار السلبية.
ولعل بقاء الأزمة على حالها يستنزف الدولة السورية والشعب؛ ما يؤدي إلى فوضى قد تمتد إلى دول الجوار.
وبالتالي لا بد في النهاية من التدخل”مقدمة أعدت من قبل راوية حشمي”
ولعل بقاء الأزمة على حالها يستنزف الدولة السورية والشعب؛ ما يؤدي إلى فوضى قد تمتد إلى دول الجوار.
وبالتالي لا بد في النهاية من التدخل”مقدمة أعدت من قبل راوية حشمي”
لم يعد خافيا على المتتبع لمجرى تطور أحداث الثورة السورية، كيف أن عوامل خارجية متعددة تلعب دورها السلبي في عدم تمكن الثورة من الوصول إلى نهاية سعيدة تخرج الشعب السوري من هذه الدوامة، وتوقف نزيف الدم، وسط صمت واستهتار عالمي لم يكن له مثيل في تاريخ البشرية.
والكارثة أن البعض يقف موقف الضد من تطلعات الشعب السوري إلى جانب النظام بكامل إمكاناته المادية والسياسية، وليس خفيا على أحد أن روسيا من أبرز هذه الدول.
فهي ذات الدور الأكثر سلبية وخاصة موقفها في مجلس الأمن الدولي، واستخدام الفيتو مع الصين ثلاث مرات على مدى تسعة أشهر ضد تمرير أي قرار يشتم رائحة الإدانة للنظام السوري.
وتنطلق من مبدأ المساواة في الجرم بين الضحية والجلاد.
وكل ذلك من أجل الحفاظ على مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية.
فسورية تعتبر بالنسبة لروسيا السوق الأكثر أهمية لبيع ترسانتها العسكرية، ومن مختلف الأنواع وبمليارات الدولارات، وكذلك تكمن الأهمية الاستراتيجية لموقع سورية على البحر المتوسط.
ووجود القاعدة العسكرية الوحيدة لها في هذا البحر في ميناء طرطوس يؤمن لها هذا الوجود الاستراتيجي، وهناك تخوف روسي كبير من أن تغيير النظام السوري سوف تفقدها كل هذه الامتيازات كما خسرت العراق وليبيا ومصر سابقا.
وهذا ما لا تستطيع تقبله اليوم خاصة بعد تحسن وضعها الاقتصادي، وإرخاء القبضة الأمريكية في المنطقة في عهد أوباما، ومحاولتها الجادة في استعادة دور روسيا السابق كقطب رئيسي في المعادلة الدولية.
أما الدولة الثانية فهي إيران التي تقف مع النظام السوري كما وقف معها في حربها مع العراق مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، ويتكرر المشهد اليوم من جديد حيث يقف النظام الإيراني بقوة إلى جانب النظام السوري سياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا ضد الثورة، ولا تخجل من المصارحة بذلك علنا وعلى لسان أكبر قادتها العسكريين والسياسيين بأن حرب سورية هي حرب إيران.
وقد ساهم هذا الموقف الداعم للنظام في صموده أمام ثورة الشعب السوري بشكل كبير حتى اليوم.
ولم تختلف أمريكا في سلبيتها عن روسيا،إذ يدرك الأمريكيون جيدا تبعات التدخل المباشر في سورية بدون غطاء دولي من الأمم المتحدة، لما لسورية من إمكانات عسكرية لا بأس بها، ومن حلفاء للنظام السوري سوف لا يترددون في التدخل بشكل مباشر في الحرب مثل إيران، وحزب الله وغير مباشر مثل الروس والصين.
ولما للأمريكيين من ذكريات مرة من تدخلها في العراق وأفغانستان.
وهذا يعني إشعال منطقة الشرق الأوسط.
وعندها لا يمكن لأحد أن يتكهن بنتائج هذا الحرب ومداها وتداعياتها على الصعيد الإقليمي والدولي.
كما لا يمكن لبريطانيا وفرنسا وتركيا وبعض الدول العربية المؤيدة للمعارضة أن تتدخل عسكريا بمعزل عن دعم ومشاركة الأمريكيين.
وهذا يعني استمرار الصراع إلى أمد طويل، وما يترافق ذلك من قتل، وتدمير للبنية التحتية لسورية.
وكل ما تفعله أوروبا وأمريكا الآن هو معالجة آثار الأزمة من خلال تقديم بعض الدعم المادي للمهجرين في الداخل والخارج، وليس معالجة الأزمة كما يتطلب الوضع أو كما تتمناه المعارضة السورية.
والكارثة أن البعض يقف موقف الضد من تطلعات الشعب السوري إلى جانب النظام بكامل إمكاناته المادية والسياسية، وليس خفيا على أحد أن روسيا من أبرز هذه الدول.
فهي ذات الدور الأكثر سلبية وخاصة موقفها في مجلس الأمن الدولي، واستخدام الفيتو مع الصين ثلاث مرات على مدى تسعة أشهر ضد تمرير أي قرار يشتم رائحة الإدانة للنظام السوري.
وتنطلق من مبدأ المساواة في الجرم بين الضحية والجلاد.
وكل ذلك من أجل الحفاظ على مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية.
فسورية تعتبر بالنسبة لروسيا السوق الأكثر أهمية لبيع ترسانتها العسكرية، ومن مختلف الأنواع وبمليارات الدولارات، وكذلك تكمن الأهمية الاستراتيجية لموقع سورية على البحر المتوسط.
ووجود القاعدة العسكرية الوحيدة لها في هذا البحر في ميناء طرطوس يؤمن لها هذا الوجود الاستراتيجي، وهناك تخوف روسي كبير من أن تغيير النظام السوري سوف تفقدها كل هذه الامتيازات كما خسرت العراق وليبيا ومصر سابقا.
وهذا ما لا تستطيع تقبله اليوم خاصة بعد تحسن وضعها الاقتصادي، وإرخاء القبضة الأمريكية في المنطقة في عهد أوباما، ومحاولتها الجادة في استعادة دور روسيا السابق كقطب رئيسي في المعادلة الدولية.
أما الدولة الثانية فهي إيران التي تقف مع النظام السوري كما وقف معها في حربها مع العراق مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، ويتكرر المشهد اليوم من جديد حيث يقف النظام الإيراني بقوة إلى جانب النظام السوري سياسيا واقتصاديا وحتى عسكريا ضد الثورة، ولا تخجل من المصارحة بذلك علنا وعلى لسان أكبر قادتها العسكريين والسياسيين بأن حرب سورية هي حرب إيران.
وقد ساهم هذا الموقف الداعم للنظام في صموده أمام ثورة الشعب السوري بشكل كبير حتى اليوم.
ولم تختلف أمريكا في سلبيتها عن روسيا،إذ يدرك الأمريكيون جيدا تبعات التدخل المباشر في سورية بدون غطاء دولي من الأمم المتحدة، لما لسورية من إمكانات عسكرية لا بأس بها، ومن حلفاء للنظام السوري سوف لا يترددون في التدخل بشكل مباشر في الحرب مثل إيران، وحزب الله وغير مباشر مثل الروس والصين.
ولما للأمريكيين من ذكريات مرة من تدخلها في العراق وأفغانستان.
وهذا يعني إشعال منطقة الشرق الأوسط.
وعندها لا يمكن لأحد أن يتكهن بنتائج هذا الحرب ومداها وتداعياتها على الصعيد الإقليمي والدولي.
كما لا يمكن لبريطانيا وفرنسا وتركيا وبعض الدول العربية المؤيدة للمعارضة أن تتدخل عسكريا بمعزل عن دعم ومشاركة الأمريكيين.
وهذا يعني استمرار الصراع إلى أمد طويل، وما يترافق ذلك من قتل، وتدمير للبنية التحتية لسورية.
وكل ما تفعله أوروبا وأمريكا الآن هو معالجة آثار الأزمة من خلال تقديم بعض الدعم المادي للمهجرين في الداخل والخارج، وليس معالجة الأزمة كما يتطلب الوضع أو كما تتمناه المعارضة السورية.
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20121007/Con20121007538351.htm