عبدالباسط حمو: «كانت رؤيتنا سباقة واثبت التاريخ والثورة اليوم بإن خطابنا كان متقدماً على اقراننا من الاحزاب الكردية»

  اجرى الحوار : هوزان أمين

عبد الباسط حمو سياسي كردي معروف وهو احد مؤسسي حزب يكيتي الكردي في سوريا عام 1993 ، معروف بحنكته الدبلوماسية ، ونشاطه الدؤوب ، غادر سوريا متوجها الى اوربا عنوة ، بسبب الملاحقات الامنية المتكررة له ، فالغربة ومآسيها لم تستطع النيل من عزيمته بل زادته اصراراً على المثابرة والسير في طريق السياسة والعمل النضالي وقام بقيادة العديد من المظاهرات والاعتصامات امام مباني المنظمات الدولية ، لفضح اعمال واجرام النظام البعثي في سوريا .

وهو حالياً مسؤول الاعلام والعلاقات وعضو الهيئة الادارية في حزب يكيتي الكردستاني ، وحزبه فصيل كردي ديمقراطي ليبرالي يؤمن بنظام المؤسسات ، ويرفض نظام المركزية الحزبية ، ويؤمن بجيل الشباب ونضال المرأة الكردية ،  ويطالب بالتغيير واسقاط الدكتاتوريات .
وعلى الرغم من كل ما قيل عنه ولا يزال يقال انه اخترق صفوف حزب يكيتي وعمل انشقاق في صفوف الحزب ، حيث استقل مع رفاقه في اوربا واسس حزب يكيتي الكردستاني وطرح الفيدرالية كحل للقضية الكردية في سوريا ، وغير اسم منظمته من يكيتي الكردي الى الكردستاني ، وشارك مع حزبه في الثورة السورية ، لانهم يؤمنون بالشراكة في وطن واحد  ،كان في زيارة عمل سياسي الى اقليم كردستان والتقينا به واجرينا معه الحوار الحصري لجريدة التآخي وتحدث لنا  حول مختلف المسائل المتعلقة بالاوضاع في سوريا والحركة الكردية ومستقبل سوريا .

– نرحب بك في البداية ونتمنى ان تحدثنا عن اسباب زيارتك الى اقليم كردستان  ؟

– اشكركم بدوري على استضافتكم لنا واجراء هذه المقابلة في دهوك، طبعاً نحن كحزب يكيتي الكردستاني جئنا الى هنا مع وفد من مجموعة رفاق من حزب اليكيتي ، وفي جعبتنا عدة اهداف او مشاريع ، اولاً لاجل عقد عدة لقاءات، وبشكل خاص اقامة علاقات مع حكومة اقليم كردستان ، وشرح قضيتنا كحزب يكيتي الكردستاني ، وكذلك عقد اللقاءات مع الاحزاب الكردستانية الاخرى ومن بينها احزاب كردية من سوريا ، بالطبع نحن جزء من المجلس الوطني الكردي ، ما يهم المجلس الوطني يهمنا ايضاً نحن كحزب يكيتي الكردستاني ، بالاضافة الى تعزيز او انشاء منظمتنا بشكل مؤسساتي في كردستان العراق ، لاننا نرى كردستان العراق السند والعمود الاساسي لانطلاقتنا نحو كردستان سوريا ،وهولير اصبحت مركز القرار السياسي الكردي في الشرق الاوسط ، جئنا الى هولير لنطرح مشروعنا السياسي للاخوة في الحزب الديمقراطي الكردستاني الى فخامة الرئيس مسعود البارزاني ، لان المرحلة القادمة تتطلب جهود وطاقات شابة ، وكوننا حزب شبابي كردي ، كان مشروعنا السياسي الكردي متقدما على الاحزاب الاخرى من حيث المفهوم الكردستاني والخطاب الكردي ، وكان دورنا اساسياً في الثورة السورية ، كحزب سياسي كردي من ناحية المشاركة في المؤتمرات التي كانت تعقد حول سوريا وكذلك في الاعلام ، ان هذه الحقائق غائبة عن اخواننا في الحزب الديمقراطي ومكتب رئاسة الاقليم، لاننا لم نكن من الاحزاب التي دعيت الى مؤتمر هولير ، كنا ننضوي تحت الميثاق الوطني لاتحاد القوى الديمقراطية ولكن بعد خطاب الرئيس مسعود البارزاني وندائه لاجل توحيد الصف الكردي ، استجبنا لهذا النداء وارتأينا بان الوحدة الكردية بداية انطلاقتنا من اجل انتزاع حقوقنا ، وبدون الوحدة لا يمكن ان يفرض الكرد اجندتهم على المعارضة السورية وايضاً على دول الجوار ، لان القضية السورية وثورتها اصبحت ملعباً دولياً ، والكرد باتوا عنصراً اساسياً في هذه المعادلة .

– انتم اول من طرحتم قضية الفيدرالية في سوريا ، وايضاً انتم طرحتم قضية كردستانية كردستان سوريا ، بالرغم من انكم واجهتم مشاكل ومعوقات من خلال طرحكم ، ونجد اليوم اغلب الاحزاب الكردية تطالب بالفيدرالية ؟

– نعم نعتنا العديد من الاحزاب الكردية آنذاك على اننا مجموعة مغامرة ، ولكن كانت رؤتنا سباقة واثبت التاريخ والثورة اليوم بإن خطابنا كان متقدماً على اقراننا من الاحزاب الكردية ، لاننا ننطلق من حقيقة ومفهوم البعد القومي للشعب الكردي في سوريا ، وايضاً البعد الوطني ، لاننا على ارض هي جزء من كردستان ، على غرار الاحزاب في كردستان ايران وتركيا والعراق ، لماذا يقترن اسمنا بالكردي فقط في كردستان سوريا ؟ ما دام اننا نقول هناك اربع اجزاء كردية ومن بينها كردستان سوريا ، هذا يدل على اننا نؤمن بوجود كردستان سوريا، وبما ان سوريا تتألف من عدة قوميات ومكونات فيكون الحل الامثل هو الفيدرالية ضمن حدود سوريا ، مثل ما حصل في كردستان العراق ، وكذلك مثلما قبل الاحزاب الكردية في كردستان ايران بتبني الفيدرالية ، لان القضية الكردية خاصة بعد اقامة حكومة اقليم كردستان،  اصبحت قضية دولية وليست اقليمية فحسب ، فنحن الكرد ايضاً بات بعدنا الدولي كبيراً ، لذلك لم نعد نتطلع الى دمشق ، بل اصبحت لدينا قوى ساندة وداعمة سواء في اربيل او دياربكر او مهاباد ونشكل جميعاً عامل قوة في هذه المنطقة فهذه كانت قراءتنا ، واردنا تجاوز تلك النظرة الدونية التي كنا ننظر بها على انفسنا ، والقضية لم تعد محصورة في الجبال والسلاح بل اصبحت هناك وسائل اخرى للنضال مثل الانترنيت والتكنولوجيا الحديثة والشعب الكردي في سوريا غني في هذا المجال ويملك الكفاءات لتحقيق هذا الهدف وايصال صوته للعالم .

– ماهي الاستنتاجات التي نتجت عن تلك المشاورات والعلاقات التي عقدتموها مع الاحزاب والقوى الكردستانية ؟

– في البداية التقينا مع الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ولمسنا ايجابية في التعامل ، وكذلك التقينا مع الدكتور حميد دربندي مسؤول الملف الكردي السوري ، وكذلك مسؤول العلاقات في الحزب الديمقراطي الكردستاني السيد كمال كركوكي، وايضاً قدمنا في هذا الصدد رسالة الى الاخ مسعود البارزاني ، طرحنا فيها وجهة نظرنا كفصيل شبابي ، يملك طاقة ورؤية شبابية ، وكذلك بيننا رؤيتنا لمستقبل سوريا وما بعد سقوط  بشار الاسد ، واكدنا على مسألة اعداد انفسنا قبل فوات الاوان ، وعلى بذل جهود كبيرة قبل السقوط وقبل حصول تراكمات لا نستطيع مجابهتها آنذاك، ونرجوا ان يكون هناك تجاوب ولقاء مباشر معنا حتى نستطيع ان نشرح ما في صدورنا ، لان هناك العديد من الاقاويل حول حزب يكيتي الكردستاني ، ولا تصل الحقيقة كما هي الى الاخوة في الحزب الديمقراطي الكردستاني .

– بعد توقيع وثيقة اربيل وتشكيل هيئة كردية عليا ، يمثل فصيلين رئيسيين من المجلس الوطني الكردي ومجلس شعب غرب كردستان ، كيف تنظرون الى هذه الهيئة ومدى استجابتها لمطالب الشعب داخل سوريا ، وهل هي قادرة على تلبية طموحات الشعب هناك .؟

– اتفاق هولير هو اتفاق تاريخي ، لانها وقعت برعاية الرئيس مسعود البارزاني وهذا ما يريح الشعب الكردي ، وان توحد المجلسين هو شيء ايجابي ولكن ما نأمل ان يترجم هذه الاتفاقية على ارض الواقع ، وان لا يكون بغايات تكتيكية او حزبية ضيقة ، ويجب ان يكون الهدف القومي فوق الاهداف الحزبية ، والقضية الكردية بحاجة الى وحدة الصف والى اكثر من اتفاقية ، وهذه بداية جيدة ونباركها ، والطرفين اصبح عارفاً بأنه كل جبهة لوحده لا يمكنه تحقيق مطالب شعبه ، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بالوحدة المتماسكة ، والمسؤولية تقع على عاتق الجميع وعلينا نحن ايضاً ، واي فشل سوف ينعكس على الجميع ، فكل حزب سفينة ونجتمع جميعاً في باخرة واحدة ، ويواجه الباخرة امواج متلاطمة لا يمكن الوقوف امامها بدون وحدة متماسكة ، لهذا يجب تجاوز الاجندات الحزبية والاطر الحزبية الضيقة ، فيجب علينا عدم اضاعة هذه الفرصة التاريخية .

– البعض من القوى والدول يشككون حتى الآن في مشاركة الكرد بالثورة السورية ، ويقولون انهم غير منخرطين فيها ، ولم يندمجوا مع المجلس الوطني السوري ، ويتهمون الكرد بأن لهم اجندات وخطط اخرى ، بعد اللقاءات التي جرت بين المجلس الوطني السوري والمجلس الوطني الكردي ، نجد ان هناك محاولات للضغط على الكرد من اجل الدخول الى المجلس الوطني السوري بالرغم عنهم ، مع عدم قبول جميع طلباتهم ما رأيك في هذا الامر ؟

– نحن كنا مشاركين مع المجلس وفي جميع مؤتمرات المعارضة السورية ، ابتداءً بانطالية وانتهائاً بمؤتمر القاهرة الاخير ، حتى كنا اعضاء في مؤتمر تونس ايضاً ، وفي مؤتمر الانقاذ ايضاً ، والشعب السوري شارك في الثورة منذ البداية والمظاهرة الثانية التي قامت كانت في عامودا والقامشلي بعد درعا ، والمظاهرة لم تتوقف في كافة المنطقة الكردية ، في ديريك والقامشلي وعفرين وكوباني ..الخ وكانت الشعارات التي ترفع نفس الشعارات الثورة السورية ونفس شعارات درعا وادلب وحمص ، وكانت الدعم والسند لاخواننا في ديرالزور ودرعا ، ربما هناك فرق من حيث سقوط الشهداء في المناطق الكردية ، وهذا لا يعني اننا لم نشارك في الثورة ، هذه رؤية عنصرية قاصرة من جانب البعض ، والذين ينظرون الى الثورة كانها استبدال شخص بشخص، ولكن رؤيتنا تختلف فهي تغيير فكر والمنظمة الامنية واعادة بناء سوريا من جديد ، وما اللقاء الذي عقد في اربيل بين وزير خارجية تركيا والمجلس الوطني الكردي ، دليل على ان تركيا فهمت بان القضية الكردية هي قضية اساسية ، ولا يمكن تجاوزها، والاتراك يعرفون التاريخ ولهم قراءاتهم للشرق الاوسط ، وانا ارى بان التنسيق والتعاون مع المجلس الوطني السوري شيء جيد ولكن لا ارى بان الانضمام اليها شيء ايجابي لانه هناك اشكال من المعارضة ، والمجلس الوطني لا يعبر عن المعارضة السورية بجميع مكوناتها ، والمجلس الوطني جزء من المعارضة ، وهو متقدم في خطابه عن غيره حول القضية الكردية ، ورؤيتهم تلك جاءت نتيجة مشاركة الاحزاب الكردية التي شاركت معهم والتنسيقيات الشبابية ، وتوحدت الرؤية اليوم من قبل جميع القوى والاحزاب الكردية بضرورة اسقاط نظام بشار الاسد ، وتأمين حقوق الشعب الكردي الدستورية وفق المواثيق والعهود الدولية وهو الفيدرالية لكافة سوريا، والكرد هم جزء اساسي في هذه الدولة السورية اللامركزية ، وبات بعض المثقفين العرب امثال صادق جلال العظم يقبلون ذلك وهم بدورهم يطرحونها على انها الحل الامثل ، والكرد متقدمون في قراءتهم لسوريا المستقبل ، وسيقتنع اغلب المثقفين العرب بهذه الرؤية .

– كيف ترى مستقبل سوريا حسب وجهة نظرك ، سوريا الى اين يتجه ؟

– معركة الثورة السورية سوف تكون طويلة ، ولن تنتهي بسهولة ، والسبب تداخلات الاجندات القوى الاقليمية والدولية ، وسوريا مؤلفة من مكونات وشعوب مختلفة ، وهناك محاور دولية ، والنظام يستفيد ويحتمي بها ، ونحن مع سقوط النظام وسنكون المستفيدين الاوائل ، لان الشعب الكردي عانى من هذا النظام اكثر من غيره ، والمعركة ستطول ، ويجب علينا ان نكون على مستوى تلك المعركة ، لان هناك من يحاول دك الاسفين بين الكرد انفسهم وبينهم وبين المكونات الاخرى سواء من الاخوة العرب وغيرهم ودفعهم الى الاقتتال الداخلي ، والقضية الكردية سوف تكون صمام الامان ، وخاصة يجب الالتفاف على موقف الرئيس البارزاني ، وان حل القضية الكردية في سوريا هو مفتاح الحل لقضية كردستان ، وهو العامل المساعد لاعلان دولة كردية ، والكرد في سوريا قدموا تضحيات كبيرة للقضية الكردية في كردستان الشمالية وايضاً من اجل جنوب كردستان .

جريدة التآخي :العدد والتاريخ: 6414 ، 2012-09-30

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…

شادي حاجي لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي أن هناك فرق كبير بين الحوار والتفاوض. فالحوار كما هو معروف هو أسلوب للوصول الى المكاشفة والمصارحة والتعريف بما لدى الطرفٍ الآخر وبالتالي فالحوارات لاتجري بهدف التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط القبول…

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، من جديد، وعلى نحو متفاقم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، انطلاقاً من أصداء قضايا محقة وملحة، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…