تقريرعن ندوة مدينة سالزكيتر لمجلس محلية شمال ألمانيا للمجلس الوطني الكردي في سوريا

بدعوة من مجلس محلية شمال ألمانيا، أقيمت يوم السبت 22.

09.

2012  ندوة سياسية حول أوضاع الثورة السورية و تطوراتها و دور الكرد فيها، و حول الغاية من تشكيل المجلس الوطني الكردي في أوروبا، و ذلك في مدينة سالزكيتر الألمانية، حضرها جمع غفير من أبناء الجالية الكردية.
بدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت احتراماً لأرواح شهداء الثورة السورية بمن فيهم الشهداء الكرد.

ثم تحدث السيد جلال رسول مسؤول الهيئة الإدارية لمجلس محلية شمال ألمانيا، حول أوضاع الثورة و مراحل تطورها إلى الآن،
كما تناول في حديثه بشكل موجز تاريخ الحركة الكردية في سوريا إبتداءً من مراحلها التأسيسية مروراً بمرحلتي حكم الأسد الأب والإبن وصولاً إلى إندلاع ثورات الربيع العربي ومنها بالطبع مراحل الثورة السورية، كما تحدث عن دورالكرد فيها، كما توقف بشكل خاص عند الإتفاق الذي وقع عليه كل من المجلس الوطني الكردي ومجلس الشعب لغربي كردستان الذي انبثقت عنه الهيئة الكردية العليا ممثلة للشعب الكردي في سوريا، و أهاب بالهيئة الكردية العليا  السرعة  في تطبيق بنود ذلك الاتفاق على أرض الواقع.
ومن جهته تناول السيد- حيدر عمر أوضاع اللجنة التحضيرية حول كيفية تأسيس المجلس الوطني الكردي في أوروبا والمراحل التي مرت بها،و ما وصلت إليه هذه اللجنة إلى الآن، حيث أشار في حديثه إلى أن   الجالية الكردية قد عقدت كونفراساتها حتى الآن في عشر دول و مقاطعات أوروبية، و انتخبت  مجالسها المحلية، و ممثليها إلى الكونفرانس العام المزمع عقده بعد انتهاء جميع الكونفرانسات المحلية، لتنبثق عنه هيئة عامة للمجلس الوطني الكردي في سوريا/أوروبا.
 ثم أشارإلى الغاية من تشكيل مجلس وطني كردي في أوروبا وهي العمل على تأطير طاقات و إمكانات الجالية الكردية السورية و زجها في خدمة الشعب الكردي في سوريا، و نوه إلى أن الجالية الكردية في مختلف الدول الأوروبية تمتلك طاقات كبيرة في مختلف التخصصات العلمية و الاعلامية، و لكنها مبعثرة مما يجعل مردودها في الوقوف سنداً لشعبها في الداخل يعاني التشرذم و الضعف، و من هنا يهدف المجلس المزمع تشكيله في أوروبا إلى جمع هذه الطاقات و الامكانات بغية الاستفادة منها و لا سيما في المجال الدعائي و الاعلامي و كسب الأصدقاء و المؤيدين لحقوق شعبنا الكردي الذي عانى و لا يزال يعاني من جرَّاء تطبيق مختلف المشاريع العنصرية التي عرقلت تطوره الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي و الثقافي.

و ركز في حديثه على ضرورة شرح القضية الكردية و دور الكرد في الثورة السورية وضرورة شرح و توضيح المطالب الكردية في سوريا لمختلف قطاعات الشعوب الأوروبية، و لا سيما رجال الصحافة و الاعلام و الساسة بغية كسب الرأي العام الأوروبي إلى جانب القضية الكردية، حيث أن الرأي العام في هذه الدول الديمقراطية يؤثر إلى حد بعيد في سياسات حكوماتها.
و من جانب آخر تحدث السيد حيدر عمر عن مشاركة الكرد في الثورة السورية، و نوه إلى أن بعض أوساط المعارضة السورية تحاول تقزيم هذه المشاركة لغايات في نفسها، و هي تتجاهل كون الكرد شاركوا فيها منذ بدايتها  سواء عبر المظاهرة الأولى في 15.

03.

2011 أمام وزارة الداخلية، أو في استجابة قامشلو لصرخة أطفال درعا، ومازالوا مشاركين فيها مع المحافظة على طابعها السلمي في مناطقهم  مثلما كانت في بدايتها.

أما عن تطور الثورة و تحولها من ثورة سلمية إلى التسلح، فقد ذكر أنه في بعض مقالاته المنشورة سابقأ أبدى خشيته من أن تتحول الثورة إلى اقتتال طائفي، وهو يرى أن على الكرد الذي هو بطبعه شعب غير طائفي، عليه أن يتجنب الانجرار إلى هذا الاقتتال إن حدث.


بعد انتهاء المحاضرين، شارك بعض الحضور في مناقشة بعض محاور الندوة، و كانت المشاركة الأولى من السيد عمرعليكو حيث قال : بما أنكم تحاولون كأحزاب وتنسيقيات ومستقلين تأسيس المجلس الوطني الكردي في أوروبا،أرجوا توضيح الأعمال والخطوات التي قمتم بها على الصعيد الكردي والعربي, سواءً كانت مع مجلس الشعب لغربي كردستان أو مع المعارضة العربية السورية ومنها المجلس الوطني السوري هنا في ألمانيا بشكل خاص وفي أوروبا بشكل عام ؟
حيث أجاب السيد حيدر عمر على سؤاله : نحن في اللجنة التحضيرية مازلنا في مرحلة تأسيس المجلس سواءً كانت في ألمانيا أو في بقية الدول الأوروبية الأخرى، نعم لقد انتهت بعض الولايات الألمانية من تأسيس مجالسها المحلية و كذلك مجالس بعض الدول الأخرى, ولكننا نحن الأن بصدد تكميل باقي المجالس المحلية وإنتخاب ممثليها إلى الكونفرانس العام, وبالتالي انتخاب هيئة عامة وعندئذ ستتخذ الهيئة المنتخبة خطوات مع كافة الأطراف سواءً الكردية أم العربية.
المشاركة الثانية كانت من السيد حسن علي : بخصوص مفاوضات الوفد الكردي مع المجلس الوطني السوري في مؤتمر القاهرة وإنسحابه منه، وكما علمنا أن هناك محاولات تجرى من جانب المجلس الوطني السوري برئاسة عبدالباسط سيدا في هولير يسعى من خلالها إلى التقارب مع المجلس الوطني الكردي في سوريا وذلك لإنضمامه إلى المجلس الوطني السوري، وقال أنه  طالما أن المجلسين مع الثورة السورية وضد النظام فما هو المانع إذاً من انضمام المجلس الوطني الكردي إلى المجلس الوطني السوري   و هل مازالت تلك المحاولات تتواصل أم إنها توقفت ولماذا ؟
أجاب المحاضر حيدر عمر على سؤاله قائلاً: لست من أنصار الإنسحابات من المؤتمرات وخاصة  مؤتمر القاهرة، على الأقل حسب رأي الشخصي، كونه كانت هناك فرصة حقيقية لتتعرف مؤسسات دولية على القضية الكردية، حيث كان بين الحضور ممثلوا الأمم المتحدة، و شخصيات سياسية عالمية، بالإضافة إلى أن المؤتمر كان برعاية الجامعة العربية وإذا كانت ثمة إيجابية واحدة لذلك الانسحاب، فهي أن الكرد انسحبوا ككتلة واحدة، بمعنى أنه كان ثمة وحدة في الموقف، ولكنه كان موقفاً خاطئاً.

أما بالنسبة إلى إنضمام المجلس الوطني الكردي كعضو إلى المجلس الوطني السوري، فأرى أنه لن يكون لصالح الشعب الكردي وبالتالي ستضيع حقوقنا، والمفيد هو بأن يقف المجلس الوطني الكردي كتلة معارضة  إلى جانب المجلس الوطني السوري.
من جانبه وضّح المحاضر جلال رسول: أحد أسباب إنسحاب الكتلة الكردية من مؤتمر القاهرة بإلقاء اللوم على المجلس الوطني السوري كونه دعا بعض الشخصيات الكردية بشكل إنفرادي وكان الإنسحاب في البداية من جانب تلك الشخصيات مما أدى وبشكل عفوي إلى وقوف الكتلة الكردية إلى جانبهم وبالتالي إنسحبت ككتلة واحدة.
  وفي مداخلته تحدث السيد عبدالسلام : عن نضال ونشاطات الجالية الكردية هنا في ألمانيا وأوروبا ولاسيما في مرحلة ما قبل إندلاع الثورة السورية حيث امتعض من أسلوب نضال التنظيمات الكردية، بحيث كانوا ينتظرون أية حجة لمناسبة ما للخروج في مظاهرات أمام السفارات السورية والهيئات الدولية،لأجل مطالب بسيطة كإعادة الجنسية السورية وبعض المطالب الأخرى، التي لم تكن ترتقي إلى مستوى الحقوق السياسية الطبيعية للشعب الكردي، كان الأجدر بهم بأن ينظموا مظاهرات للمطالبة بحكم ذاتي أو حق تقرير المصير للشعب الكردي، وعندما أصدر نظام الأسد مرسوماً بإعطاء الجنسية السورية إلى الأكراد، وصل الأمر بعرب سوريا إلى أن يقولوا لنا ها إنكم نلتم حقوقكم .

و أضاف أيضاً عندما تأسس المجلس الوطني الكردي كان يتسم بالحيوية والحماس ولكن خف ذلك الحماس تدريجياً، ورأى أيضاً عدم جدوى ابتعاد المعارضة الكردية عن المعارضة العربية السورية، ورأى أن أي شكل من أشكال التنسيق بينهم،  بخصوص الثورة السورية،  سيكون مفيداً أكثر.
جواب السيد حيدر عمر : نعم كل ما تفضلت به كان صحيحاً, وكنا في اللجنة التحضيرية  في إجتماعنا الأخير قد تطرقنا إلى هذا الموضوع، أما بالنسبة إلى نشاطات مجلس محلية شمال ألمانيا وبما أنه منتخب شرعياً من قبل الجالية الكردية هنا في الشمال، أقول بأنهم هم وحدهم معنيين بالإجابة على سؤالك حول القيام بالنشاطات التى ترتئيها، إذ نحن في اللجنة التحضيرية أمامنا مهمة معينة نقوم بها، و كما قلت سابقاً إننا في اللجنة سننظر في موضوع توسيع عمل اللجنة بحيث يشمل القيام بالأنشطة المتوقع أن تقوم بها الهيئة العامة التي ستُنتخب في الكونفرانس العام، ريثما ينعقد.

 أما بالنسبة إلى الشطر الثاني من السؤال، فأقول إننا  نحن الكرد نتصف بالتسرع  والعصبية، و لذلك وقعوا في مصيدة مَن كان يُبَيَّت لانسحابهم من مؤتمر القاهرة.
أما بالنسبة لِما تراه من أن المجلس الوطني الكردي كان أكثر حيوية ونشاطاً في بدء تشكيله، ثم خفت تلك الحيوية، فأقول: نحن نتصف بالسرعة في البدايات، ثم تفتر عزائمنا، وهي حالة أشبه ما تكون مرضية، أتمنى أن نبرأ منها.


من جانبه أكد السيد رسول على أهمية بدء النشاطات من قبل محلية شمال ألمانيا، و أضاف أنهم، كهيئة إدارية للمجلس المحلي لشمال ألمانيا قد أعدّوا خطة مرحلية للقيام بما يملي عليهم الواجب حتى قبل إتمام عملية إنتخابات المجالس المحلية المتبقية.

كما أجاب عن بعض التساؤلات الأخرى من جانب الحضور كالسيد حسين داوود, حول الاغتيالات السياسية التي تتم في المناطق الكردية وعدم الوقوف عندها والجهات التي تقف خلفها.

وكان التوضيح من جانب السيد جلال رسول مدافعاً عن موقف المجلس الوطني الكردي: بالعكس تماماً  لقد وقف المجلس ومازال يقف عند كافة الاغتيالات التي تمت، ملقيا مزيدا من الضوء على تلك الأحداث الأليمة ومن كافة الجوانب، كما تحدث أيضاً، عن العلاقات الكردية العربية مبيّناً وجهة نظره عن التعامل غير الموضوعي من قبل المجلس الوطني السوري وأطراف المعارضة العربية السورية مع المجلس الوطني الكردي ومع المعارضة الكردية بشكل عام.

وبالتالي ألقى اللوم ثانية عليهم.
و من الجدير ذكره، أن هذه الندوة هي فاتحة أعمال المجلس المحلي للمجلس الوطني الكردي في شمال ألمانيا، ومن المُنتظر أن تعقبها ندوات أخرى في مدن أخرى في هذه المقاطعة.
وفي ختام اللقاء أبدى الحضور قبوله ورضاه عن عمل المجلس المحلي وكذلك الجهود التي تبذل من قبل اللجنة التحضيرية المؤقتة.
اللجنة الإعلامية
لمجلس محلية شمال ألمانيا
للمجلس الوطني الكردي في سوري

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…