السيد كاسيني رئيس
CENTRIC DEMOCRATIC INTERNATIONA
السادة رؤساء الحكومات المحترمون
السادة ممثلو الأحزاب السياسية المحترمين
الحضور الكرام
CENTRIC DEMOCRATIC INTERNATIONA
السادة رؤساء الحكومات المحترمون
السادة ممثلو الأحزاب السياسية المحترمين
الحضور الكرام
نتقدم بجزيل الشكر لسكرتارية (سنتريك ديموكرتيك انترناشينال) على دعوتها للحزب الديمقراطي الكوردستاني لهذا المؤتمر، ونحن سعداء في المشاركة معكم متمنين لكم وللأطراف كافة النجاح.
إن الحزب الديمقراطي الكوردستاني حزب سياسي له مكانته الواضحة بين شعب كوردستان العراق، فقد تصدر نضال الشعب من أجل الديمقراطية وحقوقه المشروعة منذ تأسيسه عام 1946م وحتى الآن، حيث ناضل جنبا إلى جنب مع الأحزاب الوطنية الأخرى كي تتحقق الديمقراطية في العراق، التي كان غيابها السبب الرئيس لكل ويلات البلاد وتغييب إرادة الشعب.
لقد كان ولم يزل الحزب الديمقراطي الكوردستاني يؤمن بأن المساواة والعدالة الاجتماعية والتعددية في المجتمع تبنى على أسس قبول الآخر والتسامح، إذ يفخر حزبنا بشرف قيادة ثورة شعب كوردستان، كما انه كان المبادر منذ الأيام الأولى للانتفاضة على السلوك الديمقراطي عن طريق الانتخابات، التي من خلالها اختار الشعب ممثليه بأسلوب ديمقراطي حر، حيث كان بعد انتخابات 1992م بمقدورنا أن نؤسس برلمان وحكومة كوردستان.
وبسبب نضال شعبنا من اجل الحرية، قطعنا شوطا كبيرا ومهما في بناء وطننا، فقد تم تثبيت كافة الحقوق والواجبات لجميع المكونات الأخرى في الإقليم عن طريق القانون والمؤسسات الدستورية.
لقد تعرض شعب كوردستان قبل 1991م إلى إبادة جماعية منظمة نتج عنها تدمير شامل لـ 4500 قرية من مجموع 5000 قرية في كوردستان، كما انه لا يوجد أي اثر لـ 182000 شخص، إضافة إلى استشهاد أكثر من 5000 شخص في ضربة حلبجة الكيمياوية عام 1988م.
كل هذا الماضي المؤلم المليء بالتعامل اللا إنساني لم يدفع الكورد إلى الانتقام بسبب إيمانه القوي بروح التسامح والتعايش، بل إن تلك الروح هي التي جعلته ينشغل ببناء وطنه ومؤسساته الدستورية بروح التسامح والأمل بالمستقبل.
الحضور الكرام:
إن طبيعة مجتمعنا في إقليم كوردستان تتسم بالانفتاح، وان حقوق وواجبات كل المكونات القومية والدينية محفوظة، فهناك احد عشر حزبا سياسيا في البرلمان بضمنها المعارضة، إضافة إلى النساء اللاتي يشكلن 33% من أعضاءه عن طريق الكوتا، وخمسة من مجموع 111 أعضاء البرلمان من المسيحيين، وان الآشوريين والكلدان والسريان والتركمان والارمن يتعلمون جميعهم في المدارس بلغاتهم الأصلية، ويمارسون وبكل حرية المسلمون والمسيحيون والايزيديون ومختلف المذاهب الأخرى شعائرهم الدينية بحرية تامة، فلقد كان وما يزال التعايش الديني علامة بارزة يفتخر بها شعب كوردستان.
إن إيماننا بالديمقراطية والتعددية والحرية الدينية والمذهبية والتعايش هيأ لنا هذا الاستقرار السياسي.
إن إيماننا بالديمقراطية والتعددية والحرية الدينية والمذهبية والتعايش هيأ لنا هذا الاستقرار السياسي.
إن تحقق الاستقرار في الإقليم بعد عام 1991م كان السبب وراء تمكننا من اعمار كوردستان، فقد نجحنا في إعادة بناء قرابة 4000 قرية من مجموع 4500 قرية مدمرة، وأصبح لدينا 17 جامعة بعد أن كانت جامعة واحدة.
لقد كان دخل الفرد في الإقليم عام 2002م مائتان وسبعة وخمسون ( 257 ) دولارا فأصبح اليوم عام 2012م خمسة آلاف دولار، كما إن نسبة البطالة في الإقليم انخفضت إلى 7% وان مستوى الاستثمار وصل قرابة عشرين مليار دولار، حيث تعمل أكثر من ثلاثة آلاف شركة أجنبية في إقليم كوردستان، وان قدرة الإقليم على إنتاج النفط هي الآن 175 ألف برميل يوميا، ومن المتوقع أن ترتفع إلى مليون برميل يوميا بحدود 2014م.
الحضور الكريم:
يمر العراق اليوم بمرحلة حساسة، فقد طرح إقليم كوردستان بعد 2003 طبيعة وشكل علاقاته ضمن إطار الدستور الذي صوت له 80% من العراقيين في انتخابات 2005م، حيث يتكون العراق من قوميتين رئيسيتين هما الكورد والعرب، وقد تم تثبيت الحقوق والواجبات في الدستور بين كل من الإقليم والحكومة الاتحادية ضمن إطار النظام الفيدرالي وعلى أساس (التوافق والشراكة الحقيقية والتوازن).
إن سياستنا في الإقليم واضحة وشفافة فطالما التزم العراق بالديمقراطية والدستور طالما كنا جزءً من ذلك النظام الفيدرالي، لكننا أيضا كشعب كوردستان لن نعيش تحت ظل نظام دكتاتوري إذا لم تلتزم حكومة العراق بالدستور واتجهت نحو الدكتاتورية والفردية، حينها سيكون لشعب كوردستان قرار آخر.
إن عشرات الآلاف من العوائل العراقية تركت مناطق الوسط والجنوب العراقي متوجهة إلى إقليم كوردستان ومن ضمنها 12 ألف عائلة مسيحية اتجهت إلى كوردستان ايضا.
الحضور الكريم:
تعيش منطقة الشرق الأوسط مرحلة حساسة ومليئة بالمتغيرات السريعة، ولقد عبرنا عن دعمنا الكامل لصالح إرادة الشعوب وتوسيع نطاق الحريات وتحقيق النظام الديمقراطي، لكن أيضا لا يجوز أن نمنح الفرصة لأي حزب متطرف أن يستغل نتاج ثورات الشعوب وأن ينشر العنف وروح الانتقام، وفي هذا الإطار نحن ندعم مطالب شعوب سوريا بأن تؤسس لنفسها نظاما ديمقراطيا تعدديا وأن يكون لها حق تقرير المصير.
سوريا تمثل لنا أهمية خاصة ففيها أكثر من مليونين من المواطنين الكورد المحرومين من حق المواطنة، ونتمنى أن يكون أي تغيير جديد سببا في تحقيق الخير والسعادة وتمكين مكوناتها القومية والدينية من التحقق.
إننا نؤكد دعمنا لحل عادل لمشكلة الشعب الكوردي في جميع أجزاء كوردستان الأخرى وبأسلوب ديمقراطي سلمي بعيد عن العنف.
مرة أخرى نشكركم على دعوتكم لنا لحضور هذا المؤتمر، ونتمنى أن تصبح العلاقات بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والأحزاب المحترمة المشاركة، أقوى يوما بعد يوم، وان يزداد التنسيق من أجل تطوير العلاقات بين إقليم كوردستان وجميع الأطراف الأخرى.