أحمد سليمان: تم تحديد جدول زمني لتنفيذ كافة بنود اتفاقية هولير تنتهي بحلول 15 تشرين الأول

  بحثت الهيئة الكردية العليا خلال اجتماعاتها المنعقدة بهولير في إقليم كردستان سبل تنفيذ القرارات التي اتخذتها الهيئة و تطبيق بنود اتفاقية هولير و توصلت إلى عدة قرارات من بينها الإسراع في تنفيذ تلك القرارات وفق جدول زمني أقصاه الخامس عشر من شهر تشرين الأول 2012.

و في هذا السياق أجرت فضائية Gelê Kurdistan لقاءاً مع الأستاذ احمد سليمان الناطق الرسمي باسم الهيئة الكردية العليا تحدث فيه عن أسباب تأخير تنفيذ اتفاقية هولير و عن مسألة حماية الحدود مع إقليم كردستان و الشبان الذين تم تدريبهم في الإقليم ، وعدة قضايا أخرى..

و فيما يلي نص اللقاء:
G K: بعد يومين من لقاءات الهيئة الكردية العليا في هولير ما هي أجندة هذه اللقاءات؟

جئنا بناء على دعوة من ديوان رئاسة إقليم كردستان لتقييم اتفاقية هولير، وللتوقف على مدى تنفيذها و الصعوبات والمشاكل التي تعترض طريقها، و اجتمعنا مع الدكتور فؤاد حسين، كما عقدت الهيئة عدة اجتماعات لها و ناقشنا تلك القرارات التي تم اتخاذها ولم تجد طريقها للتنفيذ بعد، و أصبحت موضع عدم ارتياح لدى شعبنا ،كما جرت بعض المشاكل في عدة مناطق و خلقت جواً من عدم الارتياح لدى أبناء شعبنا في تلك المناطق.
و الآن و بعد انتهاء هذه الاجتماعات توصلنا لعدة قرارات لتنفيذ تلك النقاط التي لم يتم تنفيذها بعد و بأسرع وقت لأننا وضعنا جدولاً زمنياً لتنفيذها .

G K
: هناك معلومات إنكم حددتم جدولا زمنيا حدود الأول من شهر تشرين الأول 2012 فما هي مدى صحة هذه المعلومات؟

– هناك بعض البنود تم تحديد تاريخ 15 الشهر الحالي كأقصى حد لتنفيذها و هناك أخرى تم تحديد الأول من الشهر القادم ، بحيث تنتهي جميعها بحلول الخامس عشر من الشهر القادم كأقصى حد لتنفيذها .

G K
: و إذا لم يتم تنفيذ هذه النقاط خلال الفترة المحددة، ماذا ستعملون بشأن ذلك؟

– إن عدم تطبيق هذه النقاط لا تتعلق بجهة واحدة ، قد تكون جهة مسؤولة أكثر من غيرها حيال ذلك ، ففي بعض النقاط المجلس الوطني الكردي مسؤول عن عدم التنفيذ و في بعضها الآخر مجلس الشعب لغرب كردستان مسؤول عن عدم تنفيذها، و لكننا كهيئة كردية عليا توقفنا مطولاً و انتقدنا أنفسنا ، كما انتقدنا اللجان التي تم تشكيلها، و هناك العديد من الأمور متعلقة بالإمكانات و الكوادر المشرفة على تنفيذ بعض النقاط و نحن في المجلس الوطني الكردي عندما تأسس كان في بدايته للوصول إلى رؤية سياسية أما اليوم فقد شهدت سوريا و المنطقة الكردية وضعاً آخر يتطلب منا جهوداً أخرى بعد قيام السلطة بترك فراغ في بعض النواحي، و التي أصبحت مسؤوليتنا الآن  علينا أن نقدم الخدمات لأبناء شعبنا و نحمي مناطقنا و الحفاظ على ممتلكات الناس و حل مشاكلهم، و هذه كانت أمور مستجدة علينا كمجلس وطني كردي، أما مجلس الشعب لغرب كردستان فقد قام بخطوات في هذا الاتجاه حسب رؤيتهم التي قد نختلف معها ، و هذا الاختلاف في الرؤية كانت سبباً في عدم تنفيذ بعض الخطوات، و إن بعض الكوادر التي عملت في هذه اللجان ربما لم تكن على قدر المسؤولية و أصبحوا مشكلة في عمل هذه اللجان، أن أمامنا وضع هام و صعب ربما يتجاوز إمكاناتنا في المجلسين معاً ، غلا انه من الأهمية أن نستمر و أن لا خيار أمامنا سوى خيار واحد فحسب ألا و هو العمل من اجل تنفيذ هذا الاتفاق، و إذا لم تتم فإن أوضاعا صعبة و مأساوية بانتظار شعبنا، لذا فان الطرفان ملزمان بالعمل بمسؤولية من اجل تنفيذ هذا الاتفاق لأنها تعبر عن مصالح شعبنا و تحقق له الأمان و تضمن له حقوقه في مستقبل سوريا.

G K
– في حال تم افتتاح مكاتب للهيئة الكردية العليا هل ستشرف الهيئة على مكاتب المجلس الوطني الكردي و بيت الشعب التابع لمجل الشعب لغرب كردستان؟

–  كانت هذه إحدى النقاط التي تم مناقشتها وهي إن قرارات الهيئة الكردية العليا لم تكن تجد التنفيذ على الأرض لا من قبل المجلس الوطني الكردي و لا من جانب مجلس الشعب لغرب كردستان، لهذا تم اتخاذ قرار بافتتاح مكاتب للهيئة في كل من قامشلو و كوباني و عفرين و ديريك، ثم العمل من اجل افتتاح مقرات للهيئة في المناطق الأخرى، من جهة ثانية تم اتخاذ قرار بإنشاء غرفة عمليات تداوم على مدار ساعات اليوم الأربع و العشرين، فكثير من القضايا و المشاكل لم تكن تجد طريقاً للحل بسبب عدم التمام شمل الهيئة في مكان واحد و عدم حل هذه المشاكل في وقتها و زمانها المناسب ، لذا باعتقادي إن افتتاح هذه المقرات في المناطق الأربعة و من بعدها في المناطق الأخرى و توفير وسائل الاتصال و التواصل بين هذه المقرات في المناطق و إنشاء غرفة عمليات بدوام 24 ساعة و بحضور الرفاق أعضاء الهيئة و بمساعدة بعض الكوادر القادرة على العمل في هذا المجال، ستكون لها دور هام في حل الكثير من  القضايا، كما ستكون عاملاً هاماً لتنفيذ القرارات  المتخذة.

G K
– إن قضية الحدود مع إقليم كردستان إحدى القضايا المهمة، فكيف تم الحوار بينكم حول حماية هذه الحدود؟

– الحدود بيننا و بين إقليم كردستان هي المعنية بمسألة الحدود نظراً لأنها تشهد حركة لجوء مكثفة  و سببت بعض المشاكل و العراقيل و هي بحاجة لإعادة نظر و تنظيم نظراً لان السلطة سحبت يدها من هذه الحدود لذا فهي بحاجة للحماية و التنظيم، الآن هذه الحدود تدار من قبل جهة واحدة و قد تحدثنا عن ضرورة المشاركة في تنظيمها و قد تم اتخاذ قرار بتشكيل لجنتين  احدهما مدنية للإشراف على المنفذين الذين تم اعتمادهما و إقرارهما من قبل الهيئة و هذه اللجنة عليها أن تكون قادرة على تنظيم و حل المشاكل و التنسيق مع حكومة الإقليم ، كما تم إقرار تشكيل لجنة لحماية هذه الحدود و هذان الأمران تم وضع تاريخ محدد لتنفيذهما و نأمل عند تشكيل هذه اللجان أن تستطيع وضع حد للمشاكل التي تقع في هذا السياق بالرغم من إن مثل هذه الأمور بحاجة للوقت خاصة و أن المنطقة الكردية تشهد حركة نزوح إليها من العديد من المناطق السورية الأخرى كحمص و حلب و دير الزور إضافة إلى الكرد الذين كانوا يعملون في دمشق و غيرها من مناطق الداخل السوري, و هذا الأمر غلى خلق صعوبات جمة في الأوضاع الصحية و المعيشية و الاقتصادية و التي إذا لم نتحضر لها حالياً فإنها ستسبب مشاكل كبرى عاجلاً أو آجلاً.

G K
– خلال الثمانية و الأربعين الساعة الماضية لجأ أكثر من 1000 شخص من المناطق الكردية في سوريا إلى إقليم كردستان، ما مدى ايجابية هذا الأمر برأيكم؟

– لقد أصدرنا بياناً بهذا الشأن لأننا نرى بأن هذه الهجرة تترك فراغاً في مناطقنا، بالرغم من أن مناطقنا لا تزال آمنة و لا توجد مخاوف عليها في الوقت الحاضر، و نحن نأمل من شبابنا و جميع أبناء شعبنا أن يتحلوا بالمسؤولية تجاه أهلهم و شعبهم و تراب وطنهم و أن هذه الطريقة خاطئة و نحن بحاجة لهذه الإمكانات و هؤلاء الشباب ، كما أن هذا اللجوء ليس بالأمر السهل عليهم بل هناك مصاعب حقيقية لهم و للإقليم أيضا .

G K
– هناك انتقادات توجه لكم لان معظم هؤلاء إنما يلجأون للإقليم بسبب الفقر و الوضع المعيشي الصعب و أن الهيئة الكردية لديها لجان أمنية و سياسية و غيرها بينما ليس لديها لجنة اقتصادية بالرغم من أهميتها ، ألا تعتقدون انه بإنشاء مثل هذه اللجنة و تقديم الخدمات للشعب سيساهم من تقليل هذه الظاهرة؟

–  لقد قررنا اليوم خلال اجتماع الهيئة تشكيل لجنة للمساعدات الإنسانية من شخصيات مستقلة و ذي خبرة في هذا المجال و سيتواصلون مع الهيئات الإنسانية الدولية حول كيفية إيصال المساعدات الإنسانية و الصحية و نأمل أن تكون جاهزة في أقرب وقت للمساعدة في هذا المجال.

G K
–  كيف سيكون وضع الجنود الكرد المنشقون عن الجيش السوري و المتواجدين في إقليم كردستان؟

–  وضعهم سيكون كما اخبرنا به رئاسة الإقليم أن هؤلاء تم تحضيرهم لحماية الأمن و الاستقرار بشكل مدني في المدن، و نحن إلى اليوم لم نقل بأننا بحاجة لهؤلاء للعودة و حماية الأمن، و إذا ما اقتضت الحاجة إليهم فان رئاسة الإقليم أكدت بان هؤلاء هم تحت تصرفكم بكل الأحوال و سيعود هؤلاء متى ما طلبتهم الهيئة الكردية العليا، و نحن لم نطلب إلى اليوم عودتهم بسبب عدم وجود الحاجة لمثل هذا الأمر ، و حتى في حال لم نحتج إليهم فهم بالمحصلة أبناءنا و سيعودون إلى بيوتهم و أهلهم متى ما استقرت الأوضاع.

G K
–  ما هي الخطوات التي ستخطوها الهيئة الكردية حيال الشباب الكرد المدعوون إلى التجنيد الإجباري و الاحتياط عنوة؟

–  هناك مبالغة حيال هذا الموضوع و اخذ اكبر من حجمه ، ما حصل هو دعوة الشباب إلى الخدمة الاحتياطية في الجيش ، و هؤلاء خدموا الخدمة الإلزامية و تم دعوتهم مجددا للالتحاق بالجيش و لكن هناك دعايات و إشاعات حول قيام السلطة باقتحام البيوت و يقومون باحتجاز الشبان و اعتقالهم ، و هذا ما لم يحصل، و باعتقادي أن الشبان الكرد قادرون على البقاء في مناطقهم و حماية  أنفسهم بل و حتى القيام بإعمالهم و إن مغادرتهم لبلدهم ليست خطوة صحيحة و أنا اكرر بأنهم قادرون على حماية أنفسهم بين أهلهم ، كما إننا سنحتاج إليهم في المرحلة المقبلة و أن بقاءهم أفضل من مغادرتهم للوطن.

ترجمة و نقل عن التلفزيون: موقع الديمقراطي

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…

نظام مير محمدي* عادةً ما تواجه الأنظمة الديكتاتورية في مراحلها الأخيرة سلسلةً من الأزمات المعقدة والمتنوعة. هذه الأزمات، الناجمة عن عقود من القمع والفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية والعزلة الدولية، تؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها. وكل قرارٍ يتخذ لحل مشكلة ما يؤدي إلى نشوء أزمات جديدة أو يزيد من حدة الأزمات القائمة. وهكذا يغرق النظام في دائرة…