بديهية نوردها تذكيرا بأن البشرية لم تجد قانونا وطريقة أخرى بعد غير منهج القوة باستعمالها في الحكم وفض النزاعات وردع الظلم والاستبداد ولماذا أنتم الاستثناء ..؟ فحتى ذلك الوقت الذي يرعى الذئب مع الغنم و امتلاك البشرية قانونا وأخلاقا وثقافة بديلة سيبقى البقاء للأصلح والأقوى وما قصة الحضارة والسلوك الحضاري ليست إلا الشكل المهذب للتضليل وخداع أبيض.
واعلم أن السياسة لا تدار بالنيات الطيبة والرغبات والأخلاق حتى لو كانت لك من حقوق مغتصبة وكنت مظلوما .فعلى طول مسيرة البشرية وعرضها مكانا وزمانا لا يوجد للسياسة من سجل أخلاقي حميد ومنذ الخليقة.
لا يزال للقوة جواز سفر وفيزا مفتوحة أينما أراد الذهاب فحتى الله الذي نعبده ربما يكون خوفا من قوته لا حبا فيه ولا طمعا في جنته بل خشية من الجهنم الذي أنشأه وارهبنا به جزاء حين الخروج عن طاعته.
وستبقى القوة هي الميزان والوازن والموزون في نظام هذا الكون إلى الأبد .
لسنا أخوة أعداء يا سادة كما يتصورها البعض من النفوس النرجسية ومن يعمل في هذا الاتجاه .
فما يجري الآن من فعل انقسامي وسوء نية وسلوك أناني ومظاهر مثيرة للسخط وما يرمي و يرمى بها أنصار المجلسان “الوطني الكردي وغربي كردستان” من سهام طائشة متبادلة سرا وعلنا لا علاقة لها بالكرادايتي والعمل السياسي المنتج ولن تخدم الكرد سوى المزيد من التقسيم وصنع الفوضى وعدم الثقة وتخطأ مرماها المفترض هذا إذا لم يكن اعتداء سافر على مشاعر ووحدة وعي الذات والانتماء على أقل تقدير .
ولم يكن يخطر على البال أن تصل الأحوال والأمور إلى هذا المنزلق من حيث التشهير والتجييش والتخندق والاصطفاف الحزبايتي والسير عكس التيار وتوجيه عربة الكرد صوب أيام الخوالي وسنوات العجاف في عقدي الثمانيات والتسعينات من القرن الماضي ونحن على مفترق طرق إما أن نكون أو لا نكون .
كلام نرميه خلف ظهورنا ونقول : ففي هذه القضية تحديدا كفانا مسلسلات التفتيت والتقسيم وزع الغل في النفوس افتعالا ولا أحد بمنأى عن المسئولية ليست فقط القوى السياسية بهذا القدر أو ذاك بل الكثير من النخب الثقافية والاجتماعية والشرائح الشعبية المستقطبة أيضاً لأنها تشارك التقسيم وانقسمت وتصفق لتأجيج نار الفتنة على حساب البؤس الكردي والغريب في الأمر أن الجميع يدركون تمام الإدراك بأن نتائج وتبعات استمرا ر هذا الجفاء والغل والمزاج القروي ستكون وخيمة غدا وسوف تشمل الجميع ولن يخرج أحدا منتصرا في مثل هكذا أحوال على اعتبار أننا أمة وقومية واحدة تسعى إلى إثبات الذات والوجود ونيل الحقوق وعدونا التاريخي مشترك وغير خفي .وهنا تقضي العمل الكردواري الحكمة والتمسك بالمصالح الكردية وتجاوز الخلافات والذهنية الحزبوية والقفز فوق الجزئيات غير الضارة وستبقى المسئولية التاريخية والأخلاقية في أعناقنا جميعا بلا استثناء …………………….تذكروا بأنكم ستندمون يوم لا ينفع الندم .