«الآبوجية» في مواجهة كرد سوريا

صلاح بدرالدين

  كثيرون من المثقفين والكتاب من كرد وعرب وترك تطرقوا الى موضوعة ” الآبوجيين ” نسبة الى أنصار السيد عبدالله أوجلان زعيم – حزب العمال الكردستاني التركي – ودورهم في كردستان تركيا بصورة أساسية وتأثيراتهم على الجوار الكردي العراقي والايراني والسوري وفي هذه العجالة لاأرى من المفيد الخروج من مسألة العلاقة المباشرة لهؤلاء بكل سلبياتها مع القضية السورية وبصورة خاصة في الساحة الكردية التي تشكل جزءا لايتجزء من الساحة الوطنية العامة
 ولانظلم أحدا اذا أكدنا على حقيقة أن هؤلاء بمثابة وباء تفشى في الجسم الكردي السوري أوهن عزيمته وأضعف ارادته وشوه صورته وسمعته الوطنية الجميلة الأصيلة في أدق وأخطر مراحل النضال الكردي السوري في مجمل تاريخه وأقصد في زمن الثورة الوطنية التي تبنى عليها الآمال على درب اسقاط النظام واجراء التغيير الديموقراطي واعادة بناء سوريا التعددية التشاركية الجديدة فهناك اختلاف بالعمق مع هذا الوافد الجديد ليس حول الأهداف العليا القومية والوطنية فحسب بل حتى في المصالح بين من يعمل في سبيل أجندة الحزب الخاصة والقائد الفرد على حساب الشعب ومن يناضل من أجل تحقيق تطلعات الشعب حتى في الوسائل والسبل هناك تضارب بين حزب شمولي يدين للفرد الدكتاتور ويستخدم العنف والسلاح وحركة كردية سورية مسالمة منفتحة وواسعة ومتعددة التيارات المتعايشة في مناخ سليم ينفرد به المجتمع الكردي السوري كصفة ملازمة لسلمية كفاحه القومي منذ نشوئه طوال تاريخه مقابل اساليب العنف والكفاح المسلح التي مارستها الحركة الكردية في الأجزاء الأخرى محترمين خصوصياتها وظروفها المحيطة .

 هذا الوافد الجديد اضافة الى فضله – الكبير ! – في ظهور تعبير (الشبيحة الكردية) يحمل العديد من العقد والأمراض السياسية والثقافية  ليس في مجال اخفاء الحقيقة عن الشعب فحسب بل محاولة اجباره على تصديق الأباطيل مثل نفي الاتفاق مع النظام السوري واعتبار أن المسميات المستحدثة – مجلس الشعب لغرب كردستان – لجان حماية الشعب – أسماء وهمية لااتحادات ومنظمات  – الاتحاد الديموقراطي – ووو لاعلاقة لها باالآبوجيين ب ك ك والتنصل من مسؤولية جرائم وعمليات اغتيال وخطف مناضلين وناشطين كرد في الثورة والحراك .


هذا الوافد الجديد في محاولة مستميتة لفرض مفاهيم غريبة عن الثقافة السياسية الوطنية الكردية السورية : عبادة الفرد – الخضوع للسلاح  – النزعة الأحادية الفاشية – رفض الآخر المختلف وتخوينه – البروبكندا الموجهة لغسل الأدمغة .

ماذا يجرى في عامودا والقامشلي ؟
 كان قد نشر في وسائل الاعلام الكردية والفضائيات العربية أن (لجان الحماية الشعبية) المسلحة التابعة لجماعة الآبوجيين – ب ك ك – قامت باعتقال عدد من النشطاء الكورد من أهلنا في عامودا البطلة كانوا يحاولون المرور إلى تركيا ، الأمر الذي دفعت بتنسيقية عامودا إلى تنفيذ اعتصام أمام مكان اعتقال رفاقهم مما حدا بهذه اللجان لاستعمال القوة ضد المعتصمين حتى وصل الأمر بالطرفين إلى استعمال السلاح الحي في معركة غير متكافئة كان ضحيتها عدد من الجرحى في صفوف تنسيقية عامودا التي كانت تتهمها هذه اللجان بالعمالة للمخابرات التركية (ميت) و أردوغان ، في حين تتهم الأخرى هذه اللجان بالتشبيح للأسد و تنفيذ أوامر الأمن السوري.
 وأعلن أيضا أن نفس ” اللجان ” أعلنت النفير العام بالقامشلي واضرام النار في الاطارات واقامة الحواجز المسلحة على طول شارع عاموادا – قامشلو وفرض اغلاق المحال التجارية قيل أن ذلك كان رداً على قيام الأمن العسكري باعتقال عدد من الشباب و اقتيادهم لخدمة الجيش كما أعلن عن استنفار عام لمسلحي – ب ك ك – في عدد من مدن وبلدات محافظة الجزيرة – الحسكة من دون بيان الأسباب .
 وقد تردد أن بعض الأهالي في العنترية خصوصا قد أبلغوا أن جماعات – الآبوجيين – ساهمت في حالات عدة بمساعدة قوى الأمن السورية في القبض على مطلوبين الى الخدمة العسكرية في جيش النظام من دون التأكد من الأسماء حتى الآن .
 وأدلى البعض بشهادات – لاندري مدى صحتها –  تنفي أي تواجد لقوات – ب ك ك – في مناطق التوتر وأن ماحصل هو تصدي ” حزب الاتحاد الديموقراطي ” لقوات من الحرس الجمهوري وصلت الى القامشلي .

 غالبية المواطنين في المنطقة ومن جميع المكونات القومية والدينية والمذهبية ومن سائر التيارات السياسية تتساءل بقلق وترقب عن دور ووظيفة جماعات – الآبوجيين – المسلحة بمختلف مسمياتهم ومصدر شرعيتهم وأسباب ظهورهم المفاجىء بعد حوالي عام من الثورة وما اذا كان فعلا أن هؤلاء تصدوا للحرس الجمهوري أو قوات أمن النظام ولايخطىء العين عن تشاركهم وتجاورهم في  الحواجز المسلحة في أكثر من منطقة واذا كان صحيحا مايزعم بعضهم أنهم احتجوا على محاولات سوق بعض الشباب الى الخدمة العسكرية فلماذا يهتمون بالتفاصيل ولا يسألون عن القضية الأساسية وهي التصدي لنظام استبدادي يقتل مئات السوريين على مدار الساعة وشوفيني عنصري حيال الكرد وقضيتهم ولماذا لايعلنون صراحة عن دعم الثورة والانخراط فيها ولماذا لايقدمون على ابطال اتفاقهم المبرم مع النظام من طرف واحد اذا كانوا نادمين والكشف عن خفاياه ولماذا لايعترفون بما اقترفوه حتى الآن بحق السوريين عامة والكرد على وجه الخصوص ويبادروا الى الاعتذار وطلب السماح ومن هنا يعتقد البعض أن مانشر في وسائل اعلامهم مجرد تضليل للتنصل من تعهداتهم المتكررة أمام رئاسة اقليم كردستان العراق حيث لم يعد بامكانهم التستر بأي غطاء قومي بعد الآن خارج قيادتهم الحزبية ومحاولة اخفاء خطاياهم وتورطهم في مسائل تتعلق بالشأنين القومي والوطني وحتى لو حصل بعض الاشكاليات العارضة هنا وهناك بينهم وبين أجهزة سلطة نظام الأسد فماهي الا بعض سوء التفاهم تحصل حتى في العائلة الواحدة وفي السياق ذاته فان الوقفة الشجاعة لأهلنا في عامودا ضد ممارساتهم والمسيرة السلمية الحضارية للجسم الطبي في – كركي لكي – احتجاجا على تجاوزاتهم قد تكون الاشارة الأولى من الأكثرية الصامتة للجماهير الشعبية لتقول كلمتها الحاسمة بحقهم عاجلا أم آجلا .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…