أن تكون سكرتيرآ ناجحآ ( هذا إذا كنت ناجحآ ) لايعني أنك دبلوماسي ومفاوض ناجح

شادي حاجي

الذي دعاني الى اختيار هذا العنوان لمقالتي هذه : هو التهافت الملفت للنظر والتساؤل بنفس الوقت من قبل سكرتيري الأحزاب على عضوية لجنة العلاقات الخارجية .

بداية وقبل الخوض في الموضوع لابد من أن أوضح بأن الدبلوماسية موضوع مهم للغاية من حيث تاريخها ، ومؤسساتها ، وأنواعها ، وقوانينها ، ومدلولها ، ومعناها ، وتعريفاتها ، ومفاهيمها ودلالاتها وتنوع أنماطها وتعدد صورها وأشكالها التي تطورت مع الزمن ، وأصبح يشير الى معان مختلفة ، حيث أنها أداة من أدوات التعريف الحضاري بين الدول والشعوب والتجمعات ومن أهم القنوات الحضارية في التمثيل الخارجي وفي العلاقات الرسمية وغير الرسمية التي تساعد على توطيد العلاقات المختلفة الجوانب فيما بينها

فهي بذلك تعتبر نشاطآ مؤسساتيآ لها أصولها وأتيكيتها وبروتوكولاتها الخاصة وتستند على قاعدة إستراتيجية عميقة تتضمن رؤى سياسية وقانونية وثقافية واجتماعية واقتصادية وخطط واضحة المعالم والمراحل ويراد من الذين يقومون بمثل هذا العمل إمتلاك مقومات الدبلوماسي الناجح بحيث يتوفر فيه مزيج من العلم والفن معآ .
 حيث جانبه العلمي يتطلب أن يكون على درجة عالية من العلم والمؤهل العلمي بمجالاته المتعددة علم القانون الدولي والعلاقات الدولية والعلوم السياسية والاجتماعية ومعرفة العلاقات القائمة والإطار القانوني أو الاتفاقي لتلك العلاقات وماينتج عنها من أثار ، وبتقاليد فن التحاور والتفاوض ، أما الجانب الفني فهو امتلاك الشخص بشكل أساسي وأولي _ كل الصفات الشخصية والذهنية التي يتمتع بها أقرانه من الناجحين من رجال الأعمال أو المديرين أوكبار الموظفين ، وأن تكون له دراية تامة بتاريخ وحضارة وتراث شعبه وبلاده ومؤسساتها ومواردها .
 والى جانب ذلك يتعين أن يكون الدبلوماسي قادرآ على فهم استراتيجيات الدول الكبرى والتيارات السياسية في المناطق الاقليمية المختلفة فيها .
مع التركيز بصفة خاصة على مايتعلق ببلاده وشعبه وقضيته ، وبالدول المجاورة وبالمنطقة التي يعيش فيها ، كما يقتضي أيضآ فهم (ميكانيزم) عمل المنظمات الدولية والاقليمية ، وأن يكون قادرآ على تقديم التوصيات المفيدة للقيادة السياسية أو الجهة التي يمثلها ، الى جانب  الصدق والذكاء وحسن التصرف واللباقة والتبصر في المواقف وعواقب الأمور والتقدير المتزن والمتوازن لها بالإضافة الى امتلاك المقدرة على التوجيه والاقناع وتتبع الأحداث والدقة في التعبير والملاحظة والتحليل والتقرير والإدارة كما عليه أن يتميز بالحس السياسي وبالتعاطف مع التعدد الفكري والاجتماعي والديني في الدول المختلفة.
ليس هذا وحسب فإلى جانب ماسبق هناك بعض الأمور التي تتعلق بالشكل والمظهر والتي لابد من الأخذ به وهو: مظهر وأناقة الدبلوماسي واتفاق ملابسه مع عمره ومركزه الدبلوماسي وقدرته على الامتناع عن الصوت العالي والتوتر ، وعلى إدارة دفة الحديث مع مختلف الأفراد بصرف النظر عن الطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها وعلى تجنب المشاكل ، علمآ أنه لدينا نحن الكرد السوريين الكثير من الكفاءات التي تنتظر فرصتها ولديها الموهبة الدبلوماسية والمعرفة القادرة على تغيير الأمور فمعركتنا ونضالنا السياسي السلمي نحو الحرية هي أحد أهم أدواتها الدبلوماسية الفاعلة والنشطة والداعية لرسالتها النضالية والحضارية.

فهل سكرتيري أحزابنا الذين يتنافسون ويتهافتون على عضوية لجنة العلاقات الخارجية يتمتعون بما ذكر أعلاه من المؤهلات والقدرات والإمكانات التي يتطلبها هذا العمل ويتقنون فنون الدبلوماسية وإدارة العلاقات العامة وفنون الإحتواء وطرق وأدوات الضغط ودوائر التأثير ….

؟ لاأعتقد ذلك … إذآ ماهو السر … ؟ هل نحن محكومون بالتوافق ومبدأ الدورية كما قال الإعلامي مكسيم عيسى في صفحته على الفيسبوك ( المجلس الوطني الكردي الدوري … الرئيس الدوري … المجلس الوطني الكردي الدوري …لجنة العلاقات الخارجية الدورية … الناطور الدوري …منظف قاعة الاجتماعات الدوري … كردستان سوريا الدوري … الشعب الكردي الدوري … ( كل دورة لمدة ثلاثة أشهر ) … ؟ أم أن على كل سكرتير أن يجرب حظه حيث فشل الأخرون … ؟ أم على حسب المبدأ مافي حدا أحسن من حدا …؟ أم لبساطة قياداتنا فالكل يبدوا أن حلمه أن يصبح عضوآ في لجنة العلاقات الخارجية ليس لأنه دبلوماسي ومفاوض ناجح ومتمكن بل ليركب الطائرة ويقيم بضعة أيام في إحدى الفنادق في عاصمة من عواصم العالم بعد أن يكون قد قام بجولة في ربوع كردستان الجنوبية المحررة ونال نصيبه في الراحة والإستجمام و … ، فلذلك نرى بأنه لم يبقى سكرتير واحد ولم يصبح عضوآ في لجنة العلاقات الخارجية …فالسؤال هل هكذا سنحصل على حقوقنا وهل هذا هو المطلوب …؟ الى متى سننتظر حتى نتمكن من تحرير الدبلوماسية الكردية من هيمنة وحدود أشخاصبعينها والوصول بها الى مؤسسات فاعلة ؟ متى سنرى بأن الوفد الكردي أو الوفود الكردية تم تعزيزها بهيئة استشارية مكونة من خبراء متخصصين في اللغة العربية والقانون الدولي والسوري وإعلاميين ومحللين سياسيين لهم باع طويل وخلفية متينة بالسياسةالدولية أو لهم إلمام بتلك الأمور المهمة على الأقل … ؟ متى سيلتفتون الى المسائل المهمة والمصيرية التي تتعلق بمستقبل سوريا ومستقبل الشعب الكردي في سوريا في اليوم التالي من سقوط النظام السوري اللانظام ( مشروع اليوم التالي الذي وضعه مجموعة من المعارضين السوريين يصل عددهم إلى الخمسين، في العاصمة الألمانية برلين لمدة ستة أشهر للعمل على وضع قواعد أساسية لدستور جديد لسوريا في مرحلة ما بعد نظام الرئيس السوري بشار الأسد؛ وذلك برعاية وزارتي الخارجية الألمانية والأمريكية وبإشراف مؤسسة الدراسات الأمنية والسياسية الألمانية ومعهد السلام الأمريكي.

( نموذجآ ) … ؟ متى سيلتفتون الى مسألة تشكيل المجالس المحلية للمجلس الوطني الكردي في الخارج وبشكل خاص في أوروبا ويعطون جزء من وقتهم لهذه المسألة المهمة وتشكيل ممثليات لها في العالم من خلال الجاليات الكردية المنتشرة … ؟ أسئلة مشروعة برسم المجلس الوطني الكردي في سوريا ؟ .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…