إبراهيم اليوسف: الكثير من النشطاء منشغلين بالسؤال العربي عن السؤال السوري !

رزان زيتونة

باستثناء منظمة واحدة “لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان”، لم تحظ  بقية المنظمات واللجان الحقوقية السورية- وقد ناهز عددها العشرة، بالعديد من النشطاء الأكراد بين صفوفها.

وبدلا عن ذلك تأسست ثلاث منظمات كردية  لحقوق الإنسان:
اللجنة الكردية لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية- لجنة  حقوق الإنسان الكردي في سوريا (ماف)- المنظمة الكردية لحقوق الإنسان (داد).
في ظروف سياسية وقانونية طبيعية، يغدو تشكيل وتعدد منظمات حقوق الإنسان أمرا صحيا ومرغوبا به.

لكن في مثل الظروف التي تعيشها سوريا، في ظل الغياب شبه المطلق للحريات العامة بما فيها حرية تشكيل الجمعيات والانتساب إليها، ومع الإشكاليات والعقبات التي واجهت المنظمات الحقوقية السورية خلال الأعوام القليلة الماضية وأدت إلى الكثير من الانشقاقات والخلافات فيما بينها، يغدو من المشروع التساؤل عن تشكيل منظمات حقوق إنسان كردية.

ما السبب الحقيقي وراء تشكيل هذه المنظمات، هل هو مجرد ممارسة حق مشروع أم ينطوي على ردود فعل ناتجة عن أسباب معينة، وبماذا تختلف تلك المنظمات عن مثيلاتها المنبثقة أصلا عن المعارضة “العربية” في سوريا، وإلى أي مدى استطاعت تجاوز الخلافات القومية التي تظهر في إطار العمل والتعاون بين الأحزاب العربية والكردية؟

 

في محاولة للتعرف على ظروف ودوافع تأسيس المنظمات الكردية لحقوق الإنسان، أجرينا اللقاءين التاليين مع كل من اللجنة الكردية لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية ولجنة حقوق الإنسان الكردي في سوريا، ننشرهما على التوالي.

السيد ابراهيم اليوسف ناشط حقوق كردي يحدثنا عن لجنة حقوق الإنسان الكردي في سوريا (ماف).
س :هل من الممكن إعطاءنا لمحة عن لجنة حقوق الإنسان الكردي في سوريا؟

ج : انطلقت منظمة حقوق الإنسان في سوريا – ماف- وتحت عدد من الأسماء والتواقيع- وإن سيغلب واحد منها عليها إلى حين- تجمعها مفردة :  ماف في العام 2004، وكان هناك قبلها منظمة أخرى باسم لجنة حقوق الإنسان الكردي في سوريا – ماف ،  قام عدد من الشباب الكردي بمحاولة تأسيسها ، لكنّهم سرعان ما تخلوا عن الفكرة، نتيجة الخوف من بطش السلطة من جهة ، و خشية تخوين الأهلين لهم  ،من جهة أخرى ، هؤلاء الذين  لم يألفوا مثل هذه المنظمات من قبل ، وكان التشظّي المستمرّ لأوّل حزب سياسي كردي ، مدعاة خوف من قبلهم ، لئلا تتحول أية نويّة حقوقية – لو انطلقت- إلى حزب جديد ، واكتفى نشاطهم ببرقية عزاء أرسلت –سرّاً- بمناسبة استشهاد الشهيدين الكرديين : كمال أحمد- شيخموس يوسف في 5-10-1996،الذكرى السوداء لإصدار قرار الإحصاء الجائر كنقطة افتراض، هذا التاريخ الذي حاولت أن أعتمده شخصياً ، مدفوعاً بحسن نية ، كيوم لانطلاقة أول  لجنة حقوقية كردية في سوريا ، رغم معرفتي – وكما روى د.

اسماعيل ميرو بأن ستينيات القرن الماضي شهدت ولادة أول لجنة حقوقية كردية ، على أيدي كوكبة من الطلاب الجامعيين الغيارى في دمشق العاصمة ،و أعني مجموعة مؤسسي ماف1996 –  والذين بدؤوا نشاطهم آنذاك بإصدار بيان بمناسبة ذكرى الإحصاء في العام التالي كأعلى سقف ممكن، كما يقول أحد هؤلاء الزملاء المؤسّسين الذي سينضمّ- لاحقاً – إلى منظمة ماف بعد أن يقوى عودها ، وتبدو وكأنها انتزعت ( بعض ) ألغام الطريق ، من خلال إقناع الوسط الكردي بذاتها، معتمدة على عملها الدؤوب ،والجهد المستمر  ( ذي الطابع الفرديّ جداً) لمطلقيها في العام 2004،لدرجة أنها لاتزال حتى اللحظة نتاج جهاز حاسوب واحد ، هذه المحطة الفعلية لولادة ماف التي ستغوي  ذلك الزميل المؤسّس، مشكوراً، ،بعد ترك الفكرة من قبل جميع  زملائه من مطلقيها- بكسر اللام ممن صاروا مطلّقيها – بتشديد اللام نفسها ، ليتوزّعوا خريطة السياسة، والمنافي ، أو الصمت ، لمحاولة الإعلان  من قبل هذا الزميل المتبقّي عن رغبته في العمل فيها ، لاسيّما بعد أن ثبتت أقدامها على الأرض ، وكان ذلك منذ عدة أشهر خلت فقط ، لاسيّما بعيد انضمام لجنتين أخريين إليها هما : رأي – قسطاس، اللتين تملكان بدورهما طاقات كتابية قادرة على رصد انتهاكات حقوق الإنسان في ظلّ الانتشار الهائل للثورة المعلوماتية ، وإمكان القيام بدور من هذا النوع حتى اعتماداً على كادر يكاد لايذكر رقمياً ، كما كان حال انطلاقة 2004،التي كانت أنترنيتية / إعلامية،أولاً، وبصراحة ، وإن كانت ستوسع دائرتها في كل اتجاه، وتشكل قوامها التنظيمي على هذا الأساس….!

ما هي الأسباب التي دفعت إلى نشوء منظمات كردية لحقوق الإنسان ؟ ألم تكن المنظمات الأخرى قادرة على تغطية هذا الجانب؟

إن أي تفكير بأن المنظمات الحقوقية الكردية ، لا ضرورة لها في ظل وجود منظمات حقوقية عربية سورية ، هو ليس إلا نتيجة الانطلاق من ذهنية إمكان التفكير عن الآخر ،والإيمان بإلغاء خصوصيته، بل ربما وإنه انجراراً  وراء مثل هذا التفكير ، يمكن القول أيضاً :لا لزوم للمنظمات الحقوقية في مجمل بلدان العالم العربي، ما دامت أنها موجودة في واحد منها ، ولا داع لوجودها في مجمل أقطار العالم العربي، مادامت أنها موجودة ،عالمياً، لاسيّما أنه وبفضل الثورة المعلوماتية التي صار في ظلّها إمكان أن يسمع خبر ما ،عالمياً، ويرى أي حدث ، في أية قرية قصية من العالم قبل بعض أبناء القرية ممن يقطنون في الشارع المجاور للشارع الذي تم فيه الحدث من القرية نفسها، فلقد علمت بتفاصيل أحداث ملعب – قامشلي-12 آذار 2004 من قبل الصديق الكاتب والإعلامي دخيل شمو في وهو في إحدى القارات القصية من المعمورة، قبل أن أعرفها، وأنا  ابن المدينة ،نفسها، وعلى مقربة مئات الأمتار من هذا الملعب …..!
إذا آمنا أن هناك خصوصية للشعب الكرديّ في سوريا، هذا الشعب الذي يشكل ثاني أكبر مكوّن سكاني قومي في البلاد ، وأن لهذا الشعب أسئلته، وألمه ، وأمله ، ضمن السقف الوطني نفسه ، كما تطرحه الحركة الوطنية الكردية في سوريا برمتها ، فهذا ليسوّغ أن تكون للكرديّ مدرسته بلغته الأم، وتلفازه، وجريدته ، ونقابته ، ومنظمته ،بل ووزراؤه وبرلمانيوه بحجم تواجده ، لاسيما أن فهم السؤال الكردي السوري- وهنا أطرحه في صيغته الحقوقية  – لم يتبلور سوريا ، إذ أن كثيرين من زملائنا في المنظمات الحقوقية غير الكردية مشغولون بقضايا عروبوية، وإذا كان هذا وسواه ، من حقهم ، إلا أنهم ليفردون لهذه القضايا الأولوية ، وعلى حساب شركاء المكان : الكرد، كما سواهم من الأثنيات الأخرى،بل وتأتي المفارقة الكبرى من أن بعض هؤلاء يقفون ضد أيّة مشاعر كردية / كردية،تجاه الأخوة الكرد، في سائر أجزاء كردستان الأخرى ، في  الوقت الذي يجدون فيه أنّ من حقّهم البكاء حتّى على أطلال طليطلة وأرضروم  وكل مرابع الفردوس المفقود الذي وطأته أقدام خيول الفرسان المسلمين، ناهيك عن انشغالهم بالسؤال العربي على حساب السؤال السوري بل تقديمه عليه ،وهو ما أثرته في لقاء باريس 2004،عندما استكثر أحد المؤتمرين تعاطف كرد سوريا مع أخوتهم في أجزاء كردستان……!
وهنا ، اسمحي لي أن أسوق مثالاً طازجاً، حياً – كما روي لي – وهو أنه أثناء التصويت لاختيار ممثلين لشبكة الانتخابات في العالم العربي ، كان يوجد ستة أعضاء كرد ، من سوريا والعراق ،مقابل حوالي أربعين عضواً عربياً من أرجاء العالم العربي ،وأثناء التصويت ، لم يحصل المرشح الكردي إلا على أصوات الكرد الموجودين ، بالإضافة إلى صوت زميل” أمازيغي” أثبته له زميله الكردي بخط يده ، أجل :  كان صوت زميل أما زيغي لا سوري أو عربي ، وياللمفارقة الصارخة…!، في الوقت الذي صوّت فيه هؤلاء الكرد لمرشحي هؤلاء الأخوة الأعزاء،وإذا قلت لك: هذا ما يحصل في عمق هذه المنظمات، ترى هنا ، أليس من حقنا السؤال: إلى أي درجة يقلد الضحية جلاده ؟ ،بل إلى أية درجة وسط هذا المناخ  المكربن ، أجتثت عرى و أواصر التواصل بين الكرد وأخوتهم العرب ؟  وأي اختلاف سأكتشفه بين سلطة تتنكّر لوجودي وحقي ، ومنظمة حقوقية- ولابد من الابتعاد عن التعميم – تتنكر لوجودي وحقي أيضا، وأدفع الضريبة نفسها من المظلمة الواقعة علي، مع اختلاف أن لا زنزانات ومحققين –الآن – لدى بعض هؤلاء- ممن هم مشاريع ظلام كما يخيل إلي، ومعذرة من قساوة التشبيه……!
ولكي أضيء إجابتي بأكثر هنا أقول لك مستفسراً: لو أن كل المنظمات الحقوقية في سوريا كردية ، هل ستنتفي بذلك الحاجة إلى وجود منظمات حقوقية عربية سورية؟
من جهتي ، وعلى ضوء  طبيعة اللحظة المعيشة وظروفها الملتبسة أجزم بالإجابة : لا……!
شخصياً، إنني متفائل بأن ذلك الحقوقي في المنظمة السورية ،أو العربية الذي يتحفظ على التصويت لشقيقه الكردي ، وهو مؤشر مؤلم ،إنما هو ضحية التعصب القوموي ، وهو ضحية الإيديولوجيا ، وإن من شأن الإخلاص للعمل الإنساني، ووفق معايير وقوانين مناسبة ، ستجعله يعيد النظر في موقفه من صنوه ، شريك المكان ، وبالتالي فإن هذه المنظمات سوف تعيد الاعتبار لعلاقات كثيرة أصيلة ومطلوبة ، غيبتها الإيديولوجيا الشاملة في ظل التفكير الأحادي الأعرج..!

هل تهتم لجنتكم بانتهاكات حقوق الإنسان السوري ككل أم ينحصر اهتمامها في انتهاكات الوسط الكردي؟

هناك في منظمة ماف – كما أعلن عنها- أعضاء سريان ، وعرب ، وهي مفتوحة الأبواب أمام جميع أبناء سوريا ، كما أن قراءة بيانات هذه المنظمة تؤكد أنها منذ ولادتها ، لم تفرق بين انتهاك وآخر ، مادام أنهما بحقّ المواطنين في سوريا، مهما كانت هويتهم ،وإن كان انبثاق المنظمة من الوسط الكردي سوف يجعلها أقرب إلى الكردي ولو مرحلياً، وسط هذا التخريب المنظم للعلاقات المجتمعية لأنها أدرى بحجم معاناته وما يمارس بحقه من انتهاكات فظيعة ، وهناك حالات معينة من الانتهاك بحق غير الكردي ، كانت “ماف”  فيها سباقة لرصدها ،بأكثر من زميلاتها ، بل وأقول : شقيقاتها، وهو خطه الذي ستنتهجه دوماً……

ألا تعتقدون أن نشوء هذه المنظمات يعزز التباعد الحاصل بين المجتمعين العربي والكردي في سوريا؟

إني أرى خلاف هذا تماما ً،إذ أجزم أن ولادة المنظمات الكردية ، وبدء الناشطين الكرد في الانخراط في هذا المجال، دعا إلى تقريب وجهات النظر في قضايا كثيرة وعلى أصعدة متعدّدة ، بل صار الأخوة في المنظمات غير الكردية ،يتحركون للتركيز على الانتهاكات في الجانب الكردي ، وتجلى ذلك في 12 آذار 2006، عندما تحركت المنظمات واللجان الحقوقية بشكل مكثف، تجاه منطقة الجزيرة وبروح حقوقية عالية ، وكان ذلك بفضل الزملاء السابقين علينا ممن سمحت لهم أحزابهم الكردية، أن يعملوا في المجتمع المدني وحقوق الإنسان – سورياً، وأذكر هناك  من الرواد حقوقياً كما أزعم :مشعل التمو( الذي وجه إليهم الدعوة بحضوري وكان مجيئهم ثمرة التنسيق معه وربما سواه) بالإضافة إلى الأصدقاء:  فيصل يوسف- زردشت محمد- محمد أمين محمد وآخرون ، من الجيل السابق الذي عمل في هذه المنظمات ذات الطابع السوري ،لا تحضرني أسماؤهم، فمعذرة منهم، إن كانوا موجودين،آنذاك ، ولهم دور فاعل أيضاً، بمستوى أدوار من ذكرتهم…..!
عموماً ، علينا هنا أن نعلم أننا أمام مكوّنين سوريين، لكلّ منهما خصوصيتهما ،أما إذا كان طرح مفهوم التقارب يعني السير نحو إمّحاء خصوصية الشقيق الأصغر، بل الأضعف هنا ، وتذويبه قي بوتقة الآخر كامتداد للسياسة الممنهجة التي عمدت على ذلك في العقود الماضية ،بغرض إمحاء ملامح الكردي الذي يدون في بطاقته الشخصية أنه :” ع .

س” هكذا ، أي عربي سوري ، لا سوري فقط ،كما هي حقيقته،وإن كان مثل هذا الدّمج على خلاف  وتناقض ،مع قوانين الحياة والطبيعة التي يأتي من صلبهما هذا التنوع الجميل، لان في التراب نفسه ثمة معدن مختلف عن الآخر ، ولا يمكن تحويل الحديد إلى سواه، بل وإن جمال الحديقة يكمن في تعدد ورودها ، كما أن الاهتمام بكل شجرة لمضاعفة عطائها أفضل من تحويل شجرة التفاح إلى شجرة رمان أو موز….!

هل هناك تعاون بينكم وبين المنظمات الأخرى الكردية أو العربية في سوريا؟

على الرغم من أن هذه العلاقات تبدو سليمة أحياناً وعرجاء أحياناً أخرى ، في ظلّ خلافات مأسوف عليها  في بعض تلك المنظمات السورية نفسها ، إلا أنني متفائل بأنها سوف تتحسن أكثر،لاسيما عندما نتمكن كناشطين كرد أن نكون عاملاً مساعدا ً في التواصل وإمحاء مثل تلك الخلافات وغيرها ، وهو ما أعلنت عنه” ماف” إزاء استعراضها للخلاف بين الأعزاء شطري  لجان الدفاع ، خاصة وأن بعض مهرة الصيد المعتّقين من تلك المنظمات الحقوقية بات موقناً أنناعلى معرفة تامة بما يدور ولايمكن زجنا في لعبة ” الغميضة ” معها، مع احترامنا سلفاً لكل من هو جاد وصادق في هذا المجال…!.
وعلى سبيل المثال ، فإنني أسجل بعض المآخذ على زملائنا في المنظمات السورية الشقيقة، ومنها أن  بعضاً من هؤلاء يريد أن يمارس إزاءنا دور الأخ الكبير والوصي بل والحادي ،وأن تتنفس  المنظمة الكردية عبر رئته لاسواه ،وأن تزجّ في حروب لا ناقة لأحد فيها ولا جمل ،وليس عبر التنسيق معه وسواه  هنا وهناك ، مستغلاً امتلاكه مفاتيح التنفس والتواصل مع الآخرين ،كما أريد التنبيه بشدة إلى أن المنظمة الحقوقية قادرة أن تكون عامل إجماع سوري، بعد فشل التجربة الحزبية على الإطلاق، وهو ما يمكن الاستفادة منه، ولكن  بعد توافر الإجابة عن كامل السؤال السوري الذي  ينتفي فيه القمع والأحكام العرفية وحالة الطوارىء، ونشر الديمقراطية الحقيقية وثقافة حقوق الإنسان ، كي يتعلمها أبناؤنا في مناهجهم الدراسية .
كرديا ، هناك –الآن – لجنة تحضيرية للشبكة الكردية لحقوق الإنسان ، دعوت إليها ، ولاقت استحسانا واسعا ً،كي تكون حاضنة لنا معاشر الناشطين أو العاملين في المنظمات واللجان الحقوقية، والمدنية، والأهلية، الكردية في سوريا، وهو ما أرجو أن يتحقق ، بمساعدة كثيرين من الغيارى ، وإن كنت سأقرر- سلفاً –  الابتعاد عن العمل اليومي في هذا المجال، في حال وقوف هذه الهيئة على رجليها،وسدّ الفراغ الموجود من خلال  بروز كوكبة جادة، استهوتها ثقافة حقوق الإنسان ، متفرغاً لشؤوني الإبداعية كما أحلم……!
وإذا كان لي من كلمة أخيرة كما يقال ، فإنني لأتوجه بالنداء وبأعلى صوتي إلى كل الناشطين الغيارى في هذا المجال، متوسلاً إليهم الالتقاء – على كلمة سواء- حقوقية ، ونبذ الذات المريضة ، وأوهامها مدفوعين بالمهمة النبيلة لهذا العمل الطاهر، بغض النظر عن أية مواقف مسبقة الصنع  ، وهذا ما من شأنه أن يزيل أية عقبة للتواصل المنشود، الذي نحن أحوج إليه- الآن، ماداموا – الآن-مكررا كلمة : الآن- جزءاً لم يتلوث من “ملح العصر،إن كانوا صادقين مع ذواتهم وطروحاتهم، غير مكررين لسقامات سابقة عليهم، أعفو نفسي من التنظير لها وتشخيصها في هذا المقام….!

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…