ما بين الأخضر الأبراهيمي وميشال سماحة

هيبت بافي حلبجة

سألت نفسي ألف سؤال لأعثر عن دافع واحد عساه يبرر ، لو من بعيد ، قبول شخصية دولية مخضرمة ، معروفة بميلها الإيجابي والموضوعي للثورة السورية ، مثل الدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي لمهمة هو يدركها أكثر من غيره إنها فارغة المضمون والمحتوى !!

سألت نفسي ياترى كيف يقرأ هذا السياسي الأحداث الأخيرة في لبنان ، أفلا يرى إن النظام السوري يصنع شخصيات على مقاسه ووفق مخططه ولتنفيذ أغراضه الخاصة حتى لو أشتعلت لبنان حريقاً في كل المدن ، ألا يرى كيف تم إعتقال ميشال سماحة وسحبه من سريره بطريقة قانونية لإن الأدلة هي ثابتة بالمطلق من حيث الصوت والصورة وأدوات التنفيذ ! أفلا يرى إن سماحة قد أعترف بكل شيء لإن الأدلة دامغة (طبعاً لافائدة في العدول عن الأعتراف إزاء أدلة حسية قطعية) !
ثم أفلا يرى إن فعل سماحة يتعلق  بجرائم الإرهاب وفق المرسوم الصادر في لبنان لعام 1958 والذي يقتضي بعقوبة الإعدام أو الأشغال الشاقة المؤبدة !
ألا يرى هذا الدبلوماسي إن النظام السوري يخطط لإشعال حرب طائفية من خلال زرع متفجرات لدى كافة الطوائف في لبنان ، وليزعم فيما بعد إنها من أعمال القاعدة والتنظيمات السلفية !
ألم يسمع ما قاله الدكتور سمير جعجع في هذا اليوم ولقد أصاب كبد الحقيقة ” اليوم أدرك الشعب اللبناني من هو القاعدة والتنظيمات المسلحة ” مشيراً بذلك إن النظام السوري وأمثال ميشال سماحة يصطنعون هذه التنظيمات ويقومون بأفعالها !
ثم سألت نفسي ألا يعلم هذا السياسي من قتل كمال جنبلاط ، وريمون إدة ، ورفيق الحريري ، وجبران التويني ، وجورج حاوي ، والقائمة طويلة ، ناهيكم عن محاولات الأغتيال ! ألم يؤكد التحقيق الأولي إن التفجيرات التي قبضت عليها بحوزة سماحة تتطابق كلياُ مع تلك التي استخدمت في كل تلك الجرائم السابقة !
وأستطردت في التساؤل وسألت نفسي هذا السؤال ، هل من المعقول أن يقبل هذا السيد هذه المهمة  دون أن يسأل زميله وصديقه كوفي أنان عن حجم المأساة وجسامة الصعوبة في إيجاد رقعة مساحتها متر مربع واحد يستند إليها في تفعيل مهمته في الساحة السورية السياسية والدبلوماسية !
سألت نفسي السؤال التالي ، يا ترى بماذا أجابه الأمين العام السابق للأمم المتحدة ، كوفي أنان ، ألم يقل له لو إن ثمة بارقة أمل بدت على مسافة بعيدة من موقعه بمدى مليار كيلومتر وعلى هيئة ضبابية قاتمة حالكة السواد ، لما ترك المهمة !
ألم يسأل هذا الدبلوماسي نفسه وهو الذي عارك الحياة بمهام صعبة متعددة على مدى عقود من الزمن ، بماذا يتفارق عن سلفه ، وبماذا يمتاز عنه ، وعلى فرض إن ثمة ” هذا الشيء ” الذي يفاضل ما بين الأثنين ، فهل ياترى سوف يصيخ بشار الأسد السمع لهذا الشيء ، أم نظامه ، أم ملالي طهران وقم ، أم الخامنئي ، أم روسيا والصين ، أم حتى حزب الله ، أو حتى نوري المالكي !
ألم يسأل هذا السياسي نفسه إن لافائدة ولا مرتجى من السياسة ولا من الدبلوماسية في العثور على بصيص ” قشة واهية ” من الضوء في هذه المحنة السورية ، وذلك ليس لإن الأوضاع قد حفرت في الأعماق جرحاً لن يندمل  ولن يلتئم بالمطلق ، إنما لإن تلك الجهات السبعة لن تتنازل قيد إنملة عن مشروع مرصود له منذ عقود ، ومحاك بأدق أسرار القوى الفاعلة في السياسة التحتية للكرة الأرضية ، ولذلك لاجهة من تلك الجهات سوف تتراجع ، لإن لو تراجعت واحدة منها فقط لأستفاق العالم على سطوع شمس جديدة .
ثم سألت نفسي هذا السؤال ، ياترى ألا يشاهد هذا الدبلوماسي إن الحرب الضروس الدائره الآن هي ما بين نظام لايريد ترك السلطة مطلقاً وبين شعب بكل فئاته وطوائفه وشرائحه وأفراده ! إذ لو كانت تلك الحرب ما بين فئتين ، النظام وفئة خاصة أو شرائح معينة أو تيار ما على سبيل المثال ، لقلنا ربما تفيد الدبلوماسية في إيجاد حل ما ينقذ الشعب السوري من هذه الكارثة اللاطبيعية اللاإنسانية التي فاقت في حدودها وحدتها كل ما يلج في نطاق تصور أو خيال بشري .
والغريب إن هذا السياسي المخضرم لم يسأل نفسه عن السبب الفعلي في تمسك كل من أيران وروسيا والصين بهذا النظام ! لإنه لو سأل نفسه ، ولو لحظة واحدة بسيطة ، لأمتنع عن القبول بهذه المهمة ، لماذا ياترى ؟ لندقق في الشأن الروسي فقط ، فلكي تتشبث روسيا بالنظام السوري لامندوحة من أن يوجد شيء ما لدى هذا النظام يقدمه لها ويعجز الشعب السوري عن تقديمه لها ، هذا هو الشرط الأول ، والشرط الثاني هوعدم قدرة روسيا في الإستغناء عن هذا الشيء ،  فياترى ماهو هذا الشيء الذي كلما بحثنا عنه أبتعد عنا ؟ 
مع العلم إنه تسنى لي في البدايات ، وبمبادرة من شخصية سياسية أمريكية  وبترتيب من شخصيات بريطانية ، أن أطرح السؤال التالي على شخصية سياسية روسية : ما الذي تريده روسيا من الثورة السورية ؟
فكان الجواب مقتضباً وجيزاً ، “روسيا لن تتخلى عن بشار ولا عن النظام ” .
وطالما إن روسيا ( والصين وطهران وحزب الله ونوري المالكي ) لن تتخلى عن النظام السوري ، وطالما إن الأوضاع قد آلت إلى هدم وتحطيم كل طاقات وقدرات ( الدولة السورية ) ، أفلا يحق لنا التساؤل عن أمر خطير وهو كيف يمكن لهذا النظام بعد هذا التحطيم الكامل أن تقدم ذاك الشيء المجهول المستحيل لروسيا !!
أفلا يعني ذلك إنه ينبغي البحث عن شرط ثالث يتضمن في ذاته الأسس التالية :
الأساس الأول : هو الحفاظ على النظام ولو على صورة هيكل .
الأساس الثاني : لايمكن ان يتعلق الأمر بمفهوم الحق أو الموقف الصائب ، أو الحفاظ على أمن وأستقرار المنطقة  كما تدعي روسيا والصين .
الأساس الثالث : وجود أمر خطير لدى طرف آخر ، طرف ثان ما عدا النظام السوري .
الأساس الرابع : لايمكن أن يكون هذا الأمر الخطير في حدود المصالح المعهودة ، ولا في إطار العلاقات الدولية الطبيعية ولا حتى في مجال الإستثنائية أو الشاذة منها .
الآن لو أحدجنا النظر في هذه الأسس الأربعة ، أفلا يتسنى لنا أن ندرك مسوغات وأسباب الحيثيات التالية :
الحيثية الأولى : يقول السيد نوري المالكي ” لن يسقط النظام في سوريا ، ولماذا يسقط ” وهو نفسه قد أقر قبل عدة أشهر من الثورة إن النظام السوري هو الممول الأساسي للسيارات المفخخة والتفجيرات الأنتحارية في دولة العراق .

وليت الأمر توقف عند هذا الحد فإنه قد مول النظام السوري بخمسة مليار وثمانمائة وخمسين مليون دولار لسد العجز في الميزانية السورية .

ولن نتحدث عن زيارة وليد المعلم له قبل فترة طالباً منه بيع البترول السوري بأبخس الأسعار !
الحيثية الثانية : يا ترى من يدفع ثمن الفيتو الروسي والصيني لثلاثة مرات ! هل النظام السوري قادر على التسديد وهو بأمس الحاجة إلى من ينقذه من مأزقه ! هل يستطيع مرفاً طرطوس أن يقوم بهذه المهة ؟ وكيف ؟ وهل سيبقى مستقبلاً لهذا المرفاً ! إذن ينبغي البحث عند طهران ، أفلا نستنتج من ذلك إن إيران هي التي تقوم بترتيب كل هذه المعطيات !
الحيثية الثالثة : لقد ألقى حسن نصر الله في هذا اليوم خطاباً بمناسبة يوم القدس وأكد إن طهران هي الدولة الأولى في محاربة ( إسرائيل ) ، وإنها قالت قبل أيام إن إسرائيل ما هي إلا ورم سرطاني سوف يزول ويجتث ! فياترى هل إزالة هذا الورم السرطاني سيتم عن طريق تدمير كل مقومات الدولة في سوريا ، تدمير مدن بكاملها ، تحطيم الجيش السوري نفسه ، ذبح الشعب بالسكين  ! ياترى من يقاوم إسرائيل يستخدم كل هذه الأسلحة الفتاكة ضد شعبه ! أليست سوريا بحاجة إلى خمسين سنة لإستعادة جزء من عافيتها في مرحلة ما بعد بشار ! ثم أليست إسرائيل هي الدولة الوحيدة ( شراكة مع أيران )  المستفيدة من النظام السوري ! ياترى من كان يحمي الحدود الإسرائيلية ! ياترى من أنشأ تنظيم أحمد جبريل ، وهل كان ذلك ولم يزل لضرب إسرائيل أم لتحطيم الوضع الفلسطيني !!
بعد كل هذا ، أليس من حقنا أن نسأل السيد الأخضر الإبراهيمي هل فكرت ميلاً فيما ستقوله لبشار ! وهل بمقدورك أن تقول لبشار إما رحيلك أو رحيل الشعب السوري ، وإنه لم يعد ممكناً أي حل آخر !
ثم أليس واضحاً إن بشار لم يعد يملك حتى قرار التنحي عن السلطة لإنها بيد السيد خامنئي الذي لن يقرر ذلك أبداً ، إذ لاتهمه إبادة الشعب السوري ولا تحطيم طاقات سوريا .
وأخيراً لم يبق أمام السيد الإبراهيمي ، مثل سلفه ، إلا أن يعد المجازر القادمة ، وكل ما نرجوا منه ألا يخطىء في العد !!
ما بين الأخضر الأبراهيمي وميشال سماحة
هيبت بافي حلبجة
سألت نفسي ألف سؤال لأعثر عن دافع واحد عساه يبرر ، لو من بعيد ، قبول شخصية دولية مخضرمة ، معروفة بميلها الإيجابي والموضوعي للثورة السورية ، مثل الدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي لمهمة هو يدركها أكثر من غيره إنها فارغة المضمون والمحتوى !!
سألت نفسي ياترى كيف يقرأ هذا السياسي الأحداث الأخيرة في لبنان ، أفلا يرى إن النظام السوري يصنع شخصيات على مقاسه ووفق مخططه ولتنفيذ أغراضه الخاصة حتى لو أشتعلت لبنان حريقاً في كل المدن ، ألا يرى كيف تم إعتقال ميشال سماحة وسحبه من سريره بطريقة قانونية لإن الأدلة هي ثابتة بالمطلق من حيث الصوت والصورة وأدوات التنفيذ ! أفلا يرى إن سماحة قد أعترف بكل شيء لإن الأدلة دامغة ( طبعاً لافائدة في العدول عن الأعتراف إزاء أدلة حسية قطعية ) !
ثم أفلا يرى إن فعل سماحة يتعلق  بجرائم الإرهاب وفق المرسوم الصادر في لبنان لعام 1958 والذي يقتضي بعقوبة الإعدام أو الأشغال الشاقة المؤبدة !
ألا يرى هذا الدبلوماسي إن النظام السوري يخطط لإشعال حرب طائفية من خلال زرع متفجرات لدى كافة الطوائف في لبنان ، وليزعم فيما بعد إنها من أعمال القاعدة والتنظيمات السلفية !
ألم يسمع ما قاله الدكتور سمير جعجع في هذا اليوم ولقد أصاب كبد الحقيقة ” اليوم أدرك الشعب اللبناني من هو القاعدة والتنظيمات المسلحة ” مشيراً بذلك إن النظام السوري وأمثال ميشال سماحة يصطنعون هذه التنظيمات ويقومون بأفعالها !
ثم سألت نفسي ألا يعلم هذا السياسي من قتل كمال جنبلاط ، وريمون إدة ، ورفيق الحريري ، وجبران التويني ، وجورج حاوي ، والقائمة طويلة ، ناهيكم عن محاولات الأغتيال ! ألم يؤكد التحقيق الأولي إن التفجيرات التي قبضت عليها بحوزة سماحة تتطابق كلياُ مع تلك التي استخدمت في كل تلك الجرائم السابقة !
وأستطردت في التساؤل وسألت نفسي هذا السؤال ، هل من المعقول أن يقبل هذا السيد هذه المهمة  دون أن يسأل زميله وصديقه كوفي أنان عن حجم المأساة وجسامة الصعوبة في إيجاد رقعة مساحتها متر مربع واحد يستند إليها في تفعيل مهمته في الساحة السورية السياسية والدبلوماسية !
سألت نفسي السؤال التالي ، يا ترى بماذا أجابه الأمين العام السابق للأمم المتحدة ، كوفي أنان ، ألم يقل له لو إن ثمة بارقة أمل بدت على مسافة بعيدة من موقعه بمدى مليار كيلومتر وعلى هيئة ضبابية قاتمة حالكة السواد ، لما ترك المهمة !
ألم يسأل هذا الدبلوماسي نفسه وهو الذي عارك الحياة بمهام صعبة متعددة على مدى عقود من الزمن ، بماذا يتفارق عن سلفه ، وبماذا يمتاز عنه ، وعلى فرض إن ثمة ” هذا الشيء ” الذي يفاضل ما بين الأثنين ، فهل ياترى سوف يصيخ بشار الأسد السمع لهذا الشيء ، أم نظامه ، أم ملالي طهران وقم ، أم الخامنئي ، أم روسيا والصين ، أم حتى حزب الله ، أو حتى نوري المالكي !
ألم يسأل هذا السياسي نفسه إن لافائدة ولا مرتجى من السياسة ولا من الدبلوماسية في العثور على بصيص ” قشة واهية ” من الضوء في هذه المحنة السورية ، وذلك ليس لإن الأوضاع قد حفرت في الأعماق جرحاً لن يندمل  ولن يلتئم بالمطلق ، إنما لإن تلك الجهات السبعة لن تتنازل قيد إنملة عن مشروع مرصود له منذ عقود ، ومحاك بأدق أسرار القوى الفاعلة في السياسة التحتية للكرة الأرضية ، ولذلك لاجهة من تلك الجهات سوف تتراجع ، لإن لو تراجعت واحدة منها فقط لأستفاق العالم على سطوع شمس جديدة .
ثم سألت نفسي هذا السؤال ، ياترى ألا يشاهد هذا الدبلوماسي إن الحرب الضروس الدائره الآن هي ما بين نظام لايريد ترك السلطة مطلقاً وبين شعب بكل فئاته وطوائفه وشرائحه وأفراده ! إذ لو كانت تلك الحرب ما بين فئتين ، النظام وفئة خاصة أو شرائح معينة أو تيار ما على سبيل المثال ، لقلنا ربما تفيد الدبلوماسية في إيجاد حل ما ينقذ الشعب السوري من هذه الكارثة اللاطبيعية اللاإنسانية التي فاقت في حدودها وحدتها كل ما يلج في نطاق تصور أو خيال بشري .
والغريب إن هذا السياسي المخضرم لم يسأل نفسه عن السبب الفعلي في تمسك كل من أيران وروسيا والصين بهذا النظام ! لإنه لو سأل نفسه ، ولو لحظة واحدة بسيطة ، لأمتنع عن القبول بهذه المهمة ، لماذا ياترى ؟ لندقق في الشأن الروسي فقط ، فلكي تتشبث روسيا بالنظام السوري لامندوحة من أن يوجد شيء ما لدى هذا النظام يقدمه لها ويعجز الشعب السوري عن تقديمه لها ، هذا هو الشرط الأول ، والشرط الثاني هوعدم قدرة روسيا في الإستغناء عن هذا الشيء ،  فياترى ماهو هذا الشيء الذي كلما بحثنا عنه أبتعد عنا ؟ 
مع العلم إنه تسنى لي في البدايات ، وبمبادرة من شخصية سياسية أمريكية  وبترتيب من شخصيات بريطانية ، أن أطرح السؤال التالي على شخصية سياسية روسية : ما الذي تريده روسيا من الثورة السورية ؟
فكان الجواب مقتضباً وجيزاً ، “روسيا لن تتخلى عن بشار ولا عن النظام ” .
وطالما إن روسيا ( والصين وطهران وحزب الله ونوري المالكي ) لن تتخلى عن النظام السوري ، وطالما إن الأوضاع قد آلت إلى هدم وتحطيم كل طاقات وقدرات ( الدولة السورية ) ، أفلا يحق لنا التساؤل عن أمر خطير وهو كيف يمكن لهذا النظام بعد هذا التحطيم الكامل أن تقدم ذاك الشيء المجهول المستحيل لروسيا !!
أفلا يعني ذلك إنه ينبغي البحث عن شرط ثالث يتضمن في ذاته الأسس التالية :
الأساس الأول : هو الحفاظ على النظام ولو على صورة هيكل .
الأساس الثاني : لايمكن ان يتعلق الأمر بمفهوم الحق أو الموقف الصائب ، أو الحفاظ على أمن وأستقرار المنطقة  كما تدعي روسيا والصين .
الأساس الثالث : وجود أمر خطير لدى طرف آخر ، طرف ثان ما عدا النظام السوري .
الأساس الرابع : لايمكن أن يكون هذا الأمر الخطير في حدود المصالح المعهودة ، ولا في إطار العلاقات الدولية الطبيعية ولا حتى في مجال الإستثنائية أو الشاذة منها .
الآن لو أحدجنا النظر في هذه الأسس الأربعة ، أفلا يتسنى لنا أن ندرك مسوغات وأسباب الحيثيات التالية :
الحيثية الأولى : يقول السيد نوري المالكي ” لن يسقط النظام في سوريا ، ولماذا يسقط ” وهو نفسه قد أقر قبل عدة أشهر من الثورة إن النظام السوري هو الممول الأساسي للسيارات المفخخة والتفجيرات الأنتحارية في دولة العراق .

وليت الأمر توقف عند هذا الحد فإنه قد مول النظام السوري بخمسة مليار وثمانمائة وخمسين مليون دولار لسد العجز في الميزانية السورية .

ولن نتحدث عن زيارة وليد المعلم له قبل فترة طالباً منه بيع البترول السوري بأبخس الأسعار !
الحيثية الثانية : يا ترى من يدفع ثمن الفيتو الروسي والصيني لثلاثة مرات ! هل النظام السوري قادر على التسديد وهو بأمس الحاجة إلى من ينقذه من مأزقه ! هل يستطيع مرفاً طرطوس أن يقوم بهذه المهة ؟ وكيف ؟ وهل سيبقى مستقبلاً لهذا المرفاً ! إذن ينبغي البحث عند طهران ، أفلا نستنتج من ذلك إن إيران هي التي تقوم بترتيب كل هذه المعطيات !
الحيثية الثالثة : لقد ألقى حسن نصر الله في هذا اليوم خطاباً بمناسبة يوم القدس وأكد إن طهران هي الدولة الأولى في محاربة ( إسرائيل ) ، وإنها قالت قبل أيام إن إسرائيل ما هي إلا ورم سرطاني سوف يزول ويجتث ! فياترى هل إزالة هذا الورم السرطاني سيتم عن طريق تدمير كل مقومات الدولة في سوريا ، تدمير مدن بكاملها ، تحطيم الجيش السوري نفسه ، ذبح الشعب بالسكين  ! ياترى من يقاوم إسرائيل يستخدم كل هذه الأسلحة الفتاكة ضد شعبه ! أليست سوريا بحاجة إلى خمسين سنة لإستعادة جزء من عافيتها في مرحلة ما بعد بشار ! ثم أليست إسرائيل هي الدولة الوحيدة ( شراكة مع أيران )  المستفيدة من النظام السوري ! ياترى من كان يحمي الحدود الإسرائيلية ! ياترى من أنشأ تنظيم أحمد جبريل ، وهل كان ذلك ولم يزل لضرب إسرائيل أم لتحطيم الوضع الفلسطيني !!
بعد كل هذا ، أليس من حقنا أن نسأل السيد الأخضر الإبراهيمي هل فكرت ميلاً فيما ستقوله لبشار ! وهل بمقدورك أن تقول لبشار إما رحيلك أو رحيل الشعب السوري ، وإنه لم يعد ممكناً أي حل آخر !
ثم أليس واضحاً إن بشار لم يعد يملك حتى قرار التنحي عن السلطة لإنها بيد السيد خامنئي الذي لن يقرر ذلك أبداً ، إذ لاتهمه إبادة الشعب السوري ولا تحطيم طاقات سوريا .
وأخيراً لم يبق أمام السيد الإبراهيمي ، مثل سلفه ، إلا أن يعد المجازر القادمة ، وكل ما نرجوا منه ألا يخطىء في العد !!
ما بين الأخضر الأبراهيمي وميشال سماحة
هيبت بافي حلبجة
سألت نفسي ألف سؤال لأعثر عن دافع واحد عساه يبرر ، لو من بعيد ، قبول شخصية دولية مخضرمة ، معروفة بميلها الإيجابي والموضوعي للثورة السورية ، مثل الدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي لمهمة هو يدركها أكثر من غيره إنها فارغة المضمون والمحتوى !!
سألت نفسي ياترى كيف يقرأ هذا السياسي الأحداث الأخيرة في لبنان ، أفلا يرى إن النظام السوري يصنع شخصيات على مقاسه ووفق مخططه ولتنفيذ أغراضه الخاصة حتى لو أشتعلت لبنان حريقاً في كل المدن ، ألا يرى كيف تم إعتقال ميشال سماحة وسحبه من سريره بطريقة قانونية لإن الأدلة هي ثابتة بالمطلق من حيث الصوت والصورة وأدوات التنفيذ ! أفلا يرى إن سماحة قد أعترف بكل شيء لإن الأدلة دامغة ( طبعاً لافائدة في العدول عن الأعتراف إزاء أدلة حسية قطعية ) !
ثم أفلا يرى إن فعل سماحة يتعلق  بجرائم الإرهاب وفق المرسوم الصادر في لبنان لعام 1958 والذي يقتضي بعقوبة الإعدام أو الأشغال الشاقة المؤبدة !
ألا يرى هذا الدبلوماسي إن النظام السوري يخطط لإشعال حرب طائفية من خلال زرع متفجرات لدى كافة الطوائف في لبنان ، وليزعم فيما بعد إنها من أعمال القاعدة والتنظيمات السلفية !
ألم يسمع ما قاله الدكتور سمير جعجع في هذا اليوم ولقد أصاب كبد الحقيقة ” اليوم أدرك الشعب اللبناني من هو القاعدة والتنظيمات المسلحة ” مشيراً بذلك إن النظام السوري وأمثال ميشال سماحة يصطنعون هذه التنظيمات ويقومون بأفعالها !
ثم سألت نفسي ألا يعلم هذا السياسي من قتل كمال جنبلاط ، وريمون إدة ، ورفيق الحريري ، وجبران التويني ، وجورج حاوي ، والقائمة طويلة ، ناهيكم عن محاولات الأغتيال ! ألم يؤكد التحقيق الأولي إن التفجيرات التي قبضت عليها بحوزة سماحة تتطابق كلياُ مع تلك التي استخدمت في كل تلك الجرائم السابقة !
وأستطردت في التساؤل وسألت نفسي هذا السؤال ، هل من المعقول أن يقبل هذا السيد هذه المهمة  دون أن يسأل زميله وصديقه كوفي أنان عن حجم المأساة وجسامة الصعوبة في إيجاد رقعة مساحتها متر مربع واحد يستند إليها في تفعيل مهمته في الساحة السورية السياسية والدبلوماسية !
سألت نفسي السؤال التالي ، يا ترى بماذا أجابه الأمين العام السابق للأمم المتحدة ، كوفي أنان ، ألم يقل له لو إن ثمة بارقة أمل بدت على مسافة بعيدة من موقعه بمدى مليار كيلومتر وعلى هيئة ضبابية قاتمة حالكة السواد ، لما ترك المهمة !
ألم يسأل هذا الدبلوماسي نفسه وهو الذي عارك الحياة بمهام صعبة متعددة على مدى عقود من الزمن ، بماذا يتفارق عن سلفه ، وبماذا يمتاز عنه ، وعلى فرض إن ثمة ” هذا الشيء ” الذي يفاضل ما بين الأثنين ، فهل ياترى سوف يصيخ بشار الأسد السمع لهذا الشيء ، أم نظامه ، أم ملالي طهران وقم ، أم الخامنئي ، أم روسيا والصين ، أم حتى حزب الله ، أو حتى نوري المالكي !
ألم يسأل هذا السياسي نفسه إن لافائدة ولا مرتجى من السياسة ولا من الدبلوماسية في العثور على بصيص ” قشة واهية ” من الضوء في هذه المحنة السورية ، وذلك ليس لإن الأوضاع قد حفرت في الأعماق جرحاً لن يندمل  ولن يلتئم بالمطلق ، إنما لإن تلك الجهات السبعة لن تتنازل قيد إنملة عن مشروع مرصود له منذ عقود ، ومحاك بأدق أسرار القوى الفاعلة في السياسة التحتية للكرة الأرضية ، ولذلك لاجهة من تلك الجهات سوف تتراجع ، لإن لو تراجعت واحدة منها فقط لأستفاق العالم على سطوع شمس جديدة .
ثم سألت نفسي هذا السؤال ، ياترى ألا يشاهد هذا الدبلوماسي إن الحرب الضروس الدائره الآن هي ما بين نظام لايريد ترك السلطة مطلقاً وبين شعب بكل فئاته وطوائفه وشرائحه وأفراده ! إذ لو كانت تلك الحرب ما بين فئتين ، النظام وفئة خاصة أو شرائح معينة أو تيار ما على سبيل المثال ، لقلنا ربما تفيد الدبلوماسية في إيجاد حل ما ينقذ الشعب السوري من هذه الكارثة اللاطبيعية اللاإنسانية التي فاقت في حدودها وحدتها كل ما يلج في نطاق تصور أو خيال بشري .
والغريب إن هذا السياسي المخضرم لم يسأل نفسه عن السبب الفعلي في تمسك كل من أيران وروسيا والصين بهذا النظام ! لإنه لو سأل نفسه ، ولو لحظة واحدة بسيطة ، لأمتنع عن القبول بهذه المهمة ، لماذا ياترى ؟ لندقق في الشأن الروسي فقط ، فلكي تتشبث روسيا بالنظام السوري لامندوحة من أن يوجد شيء ما لدى هذا النظام يقدمه لها ويعجز الشعب السوري عن تقديمه لها ، هذا هو الشرط الأول ، والشرط الثاني هوعدم قدرة روسيا في الإستغناء عن هذا الشيء ،  فياترى ماهو هذا الشيء الذي كلما بحثنا عنه أبتعد عنا ؟ 
مع العلم إنه تسنى لي في البدايات ، وبمبادرة من شخصية سياسية أمريكية  وبترتيب من شخصيات بريطانية ، أن أطرح السؤال التالي على شخصية سياسية روسية : ما الذي تريده روسيا من الثورة السورية ؟
فكان الجواب مقتضباً وجيزاً ، “روسيا لن تتخلى عن بشار ولا عن النظام ” .

وطالما إن روسيا ( والصين وطهران وحزب الله ونوري المالكي ) لن تتخلى عن النظام السوري ، وطالما إن الأوضاع قد آلت إلى هدم وتحطيم كل طاقات وقدرات ( الدولة السورية ) ، أفلا يحق لنا التساؤل عن أمر خطير وهو كيف يمكن لهذا النظام بعد هذا التحطيم الكامل أن تقدم ذاك الشيء المجهول المستحيل لروسيا !!

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…