الدكتور: إدريس محمد
يبدو أنّ عقليّة مَنْ يدَّعون أنّهم يمثلون النسيج الوطنيّ المتين في محافظة الحسكة دون سواهم , يبدو أنّها لم تتجاوز عقليّة النظام الحاكم قيد أنملة, هذه العقلية القائمة على الإقصاء والتهميش والاستئثار بكلِّ شيء , ضاربةً عرض الحائط رغبة كلِّ الطيف الوطنيّ السوريّ في المشاركة في عملية الحفاظ على كيان الدولة من خلال الإبقاء على مؤسسات الدولة من جهة, والعمل معاً من أجل غرس قيم التآخي والتعاون والتسامح بين أبناء الوطن من جهة أخرى.
إنّ هذه الدعوة الموجّهة إلى هؤلاء على وجه الخصوص, والعبارات المعسولة التي كان يتسابق إليها كلُّ مَنْ أقنع نفسه , أو حاول أن يقنع نفسه بأنّه يمثل هذا اللسان أو ذاك ما هي إلّا كلمة حقٍّ أريدَ بها الباطلُ , وحتّى يكون هذا النقد بناءً يقوم على أسس العقل والمنطق يجب أن نسلك فيه سبيل الإقناع كي لا نكون عُرضة للنقد الذي ينحدر في كثير من الأحايين إلى ما لا يمتّ بصلة إلى قواعد احترام الرأي الآخر .
لعلَّ الدعوة الموجَّهة من قبل ما يسمّى “تجمُّع الشباب العربيّ” والذي وافق 13/8/2012م إلى المكوّنات الرئيسة في محافظة الحسكة بغية تشخيص الواقع المعاش , والبحث عن السبل الكفيلة التي من شأنها أن تكون قاعدة الانطلاق للمحافظة على السلم الأهلي في ظلّ هذه الظروف الحرجة , لعلّها لم ترقَ إلى المستوى الذي يمنحها صفة شمولية حضور هذا الفسيفساء الذي يتباهى به مجتمع محافظة الحسكة على وجه التحديد , ومَرَدُّ ذلك إلى أنَّ:
– الشيخ محمّد الفارس لا يمثل إلّا نفسه , وفي أحسن حالاته لا يمثل إلّا أبناء عشيرة “الطي” فأين هو من العشائر الأخرى الكثيرة التي تضجُّ بها محافظة الحسكة , هذه العشائر التي نراهن على وطنيتها ودورها الفاعل على الساحة الوطنية السوريّة؟؟؟ ومع هذا كانت مُغيَّبة ً تماماً عن هذا الاجتماع الذي كان من المفترض أن يعجَّ بأسماء ممثلي العشائر العربيّة في المحافظة وما أكثرها!!!
– المجلس الوطنيّ الكرديّ لا يمثل الكرد جميعاً في سوريا ولم يمنحه الشعب الكرديّ هذه الصفة حتّى يتحدّث بهذه الأريحية المطلقة , وما يؤكد حقيقة ما نذهب إليه على سبيل المثال لا الحصر وجود مكوِّن آخرَ له ما له من حضور لافت على الساحة السياسيّة الكرديّة , لا بل يمتلك من القاعدة الشعبيّة الواسعة إلى درجة قد يضاهي بها أكثر الأحزاب اعتداداً بنفسها في المجلس الوطنيّ الكرديّ, فضلاً عن المسار الوطنيّ المشرّف الذي اتّخذه نهجاً , ويمارسه عملاً على أرض الواقع, وأقصد به “اتّحاد القوى الديمقراطيّة الكرديّة ” ومع ذلك فقد غاب أو غُيِّبَ عن هذا اللقاء التشاوريّ الذي تمّ في عُقر دار “اتّحاد القوى الديمقراطيّة” أي في القامشلي مهْدِ ولادة هذا المكوّن .
– كان حقيقاً بهؤلاء أن يوجّهوا دعوة رسميّة إلى مديرية أوقاف الحسكة على أقلِّ تقدير ليكون لها تمثيلها وحضورها في هذا اللقاء الذي يدعو – كما يدّعي هؤلاء- إلى الوحدة الوطنيّة والتعايش السلميّ بــِغَضِّ النظر عن العرق أو الدين أو المذهب أو حتّى الانتماء السياسيّ, مادامت النيّات صادقة , ولا سيّما أنّ الدعوة قد وُجِّهَت إلى الإخوة المسيحيين من خلال ما يسمّى “مجلس الكنائس المسيحيّة” و”المنظمة الديمقراطيّة الآشوريّة ” , وكان من الأجدى أن يكون للدين الإسلاميّ دينِ أغلبية المجتمع السوريّ حضوره ومشاركته في أعمال هذا الاجتماع للوقوف معاً – مسلمين ومسيحيين – أمام عظيم المسؤوليّة الأخلاقيّة والوطنيّة الملقاة على عاتقنا جميعاً للخروج من هذا النفق المظلم بسبب هذه الظروف الاستثنائيّة الحسّاسة والدقيقة التي تعيشها سوريا منذ أواسط آذار (مارس) من العام المنصرم أي: منذ اندلاع ثورة الحريّة والكرامة التي امتدّ لهيبها إلى كلِّ بقعة من الأرض السوريّة الطاهرة.
وعليه فإنّ هذا اللقاء التشاوريّ بين هؤلاء لا يعدو أن يكون لقاء أشخاصٍ , وهم لا يمثّلون إلّا أنفسهم , ولا يمكن لنا أن نسمح لأحدٍ من الآن أن يجعل من نفسه وكيلاً حصريّاً يتحدّث باسم الشعب أو باسم الدين وهما منه براء .
وأخيراً أودُّ أن أشير إلى أمرٍ في غاية الأهمية, ربّما غفل عنه بعض الإخوة , وهو ما ورد على لسان (الشيخ علي العازل), وكيف أنّه دافع عن السجناء الكرد وفي أكثر من مناسبة أمام السيّد رئيس الجمهوريّة, ويعلنها صراحة دون خجل ٍوأمام الملأ, فما يزال هذا الجلّاد سيّداً له و لهؤلاء الحاضرين بعد كلّ هذه الجرائم البشعة التي ارتكبها بحقّ أبناء الشعب السوريّ, وهذا إنْ دلَّ على شيء فإنّما يدلُّ على أنّ هذا اللقاء التشاوريّ هو لقاء تشاوريٌّ أمنيٌّ بامتياز وبعيدٌ عن نبض الشارع السوريّ التوّاق إلى الحريّة منذ أكثر من أربعة عقود ونيّف.
وبذا فقد اقتضى التنويه وكفى.
لعلَّ الدعوة الموجَّهة من قبل ما يسمّى “تجمُّع الشباب العربيّ” والذي وافق 13/8/2012م إلى المكوّنات الرئيسة في محافظة الحسكة بغية تشخيص الواقع المعاش , والبحث عن السبل الكفيلة التي من شأنها أن تكون قاعدة الانطلاق للمحافظة على السلم الأهلي في ظلّ هذه الظروف الحرجة , لعلّها لم ترقَ إلى المستوى الذي يمنحها صفة شمولية حضور هذا الفسيفساء الذي يتباهى به مجتمع محافظة الحسكة على وجه التحديد , ومَرَدُّ ذلك إلى أنَّ:
– الشيخ محمّد الفارس لا يمثل إلّا نفسه , وفي أحسن حالاته لا يمثل إلّا أبناء عشيرة “الطي” فأين هو من العشائر الأخرى الكثيرة التي تضجُّ بها محافظة الحسكة , هذه العشائر التي نراهن على وطنيتها ودورها الفاعل على الساحة الوطنية السوريّة؟؟؟ ومع هذا كانت مُغيَّبة ً تماماً عن هذا الاجتماع الذي كان من المفترض أن يعجَّ بأسماء ممثلي العشائر العربيّة في المحافظة وما أكثرها!!!
– المجلس الوطنيّ الكرديّ لا يمثل الكرد جميعاً في سوريا ولم يمنحه الشعب الكرديّ هذه الصفة حتّى يتحدّث بهذه الأريحية المطلقة , وما يؤكد حقيقة ما نذهب إليه على سبيل المثال لا الحصر وجود مكوِّن آخرَ له ما له من حضور لافت على الساحة السياسيّة الكرديّة , لا بل يمتلك من القاعدة الشعبيّة الواسعة إلى درجة قد يضاهي بها أكثر الأحزاب اعتداداً بنفسها في المجلس الوطنيّ الكرديّ, فضلاً عن المسار الوطنيّ المشرّف الذي اتّخذه نهجاً , ويمارسه عملاً على أرض الواقع, وأقصد به “اتّحاد القوى الديمقراطيّة الكرديّة ” ومع ذلك فقد غاب أو غُيِّبَ عن هذا اللقاء التشاوريّ الذي تمّ في عُقر دار “اتّحاد القوى الديمقراطيّة” أي في القامشلي مهْدِ ولادة هذا المكوّن .
– كان حقيقاً بهؤلاء أن يوجّهوا دعوة رسميّة إلى مديرية أوقاف الحسكة على أقلِّ تقدير ليكون لها تمثيلها وحضورها في هذا اللقاء الذي يدعو – كما يدّعي هؤلاء- إلى الوحدة الوطنيّة والتعايش السلميّ بــِغَضِّ النظر عن العرق أو الدين أو المذهب أو حتّى الانتماء السياسيّ, مادامت النيّات صادقة , ولا سيّما أنّ الدعوة قد وُجِّهَت إلى الإخوة المسيحيين من خلال ما يسمّى “مجلس الكنائس المسيحيّة” و”المنظمة الديمقراطيّة الآشوريّة ” , وكان من الأجدى أن يكون للدين الإسلاميّ دينِ أغلبية المجتمع السوريّ حضوره ومشاركته في أعمال هذا الاجتماع للوقوف معاً – مسلمين ومسيحيين – أمام عظيم المسؤوليّة الأخلاقيّة والوطنيّة الملقاة على عاتقنا جميعاً للخروج من هذا النفق المظلم بسبب هذه الظروف الاستثنائيّة الحسّاسة والدقيقة التي تعيشها سوريا منذ أواسط آذار (مارس) من العام المنصرم أي: منذ اندلاع ثورة الحريّة والكرامة التي امتدّ لهيبها إلى كلِّ بقعة من الأرض السوريّة الطاهرة.
وعليه فإنّ هذا اللقاء التشاوريّ بين هؤلاء لا يعدو أن يكون لقاء أشخاصٍ , وهم لا يمثّلون إلّا أنفسهم , ولا يمكن لنا أن نسمح لأحدٍ من الآن أن يجعل من نفسه وكيلاً حصريّاً يتحدّث باسم الشعب أو باسم الدين وهما منه براء .
وأخيراً أودُّ أن أشير إلى أمرٍ في غاية الأهمية, ربّما غفل عنه بعض الإخوة , وهو ما ورد على لسان (الشيخ علي العازل), وكيف أنّه دافع عن السجناء الكرد وفي أكثر من مناسبة أمام السيّد رئيس الجمهوريّة, ويعلنها صراحة دون خجل ٍوأمام الملأ, فما يزال هذا الجلّاد سيّداً له و لهؤلاء الحاضرين بعد كلّ هذه الجرائم البشعة التي ارتكبها بحقّ أبناء الشعب السوريّ, وهذا إنْ دلَّ على شيء فإنّما يدلُّ على أنّ هذا اللقاء التشاوريّ هو لقاء تشاوريٌّ أمنيٌّ بامتياز وبعيدٌ عن نبض الشارع السوريّ التوّاق إلى الحريّة منذ أكثر من أربعة عقود ونيّف.
وبذا فقد اقتضى التنويه وكفى.
17/8/2012م