الشعوب المُضطهدة والإسلام

 كاردوخ

وأحد هذه الشعوب, هو ألشعب الأمازيغي المعذب والمهمش من قبل الأنظمة الشوفينية الحاكمة عليه بقبضتها الحديدية, هذا الشعب العريق الراسخ الجذور كعمق جذر التاريخ على تربة أرضه ووطنه التاريخي والذي تفاعل مع الأحداث التاريخية المهمة وشارك في بناء الحضارة الإنسانية قبل الميلاد بآلاف السنين, وهذا الشعب الذي طغى عليه النسيان وطمس ذكره المتعمد, في شمال إفريقيا,ونحن نرى بأن أوجه التشابه بينه وبين الشعب الكردي في كردستان المغتصبة, تكاد أن تكون متطابقة من حيث المظالم الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية و الاضطهاد القومي والعنصري على أيدي الحكومات العنصرية المستبدة التي تحكمهما, وكذلك من حيث التقسيم الاستعماري المشوه أرضاً وشعباً .

لو درسنا واقع بعض من الشعوب الإسلامية غير العربية, التي كانت منضوية تحت حكم الإمبراطوريات الإسلامية, ذات النزعة القومية أو الطائفية0 سواء كانت تلك الإمبراطوريات سنية أو شيعية, لأثبتنا: بأن المظالم والاضطهاد القومي والعنصري التي مورست بحقهم,من قبلها أو من قبل الدول العنصرية التي أنشئت فيما بعد, لا تختلف في مضمونها0 من حيث محاولة تلك الإمبراطوريات أو هذه الدول0 كتذويب هذه الشعوب في بوتقة مذهبها الطائفي أو قوميتها الحاكمة من خلال مصادرة هويتهم القومية ومحاربة تراثهم الثقافي الإنساني وتشويه تاريخهم المضيء والحضاري0 و انتزاع لغتهم الأم عنهم ومن ثم إنكار وجودهم أرضا وشعباً0 وإجبارهم على تعلم فرائض الدين وأصوله باللغة العربية حصراً0 أو فرض تعليم اللغة القومية الحاكمة عليهم, ومنعهم من التعليم بلغتهم الأم 0 أو ممارستها بشكل رسمي , لجعل هذه الشعوب في خدمة مصالحها المذهبية الطائفية, أو قوميتها الحاكمة واستخدامها في سبيل توسيع نفوذها وحماية مصالحها0 سواء كانت أثناء حكم الإمبراطوريات , كالعثمانية التركية أوالصفوية الفارسية وقبليهما كالعباسيين والحكم الفاطمي أو الحكومات القومية العنصرية الحديثة التي أنشئت بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية المتخلفة والموصوفة في حينها بـ (الرجل المريض) , بعد الحرب العالمية الأولى0 بهزيمة دول المحور وانتصار دول الحلفاء عليها, وتقسيم المنطقة بينها, كغنيمة لها سواء كانت روسيا الشيوعية0 أو الدول الرأسمالية كبريطانيا وفرنسا وأمريكا وحلفائها ,وذلك حسب مشيئة الدول المنتصرة في الحرب ومصالحها الاستعمارية المعروفة,لا حسب رغبة الشعوب وإرادتها الحرة, وذلك من خلال اتفاقيات استعمارية جائرة معروفة بحق بعض من الشعوب الأصيلة في المنطقة , كالشعب الأمازيغي في شمال إفريقيا, الذي سماه القوميون العرب فيما بعد بـ (البربر العرب) وغيره من الشعوب الإفريقية التي لازالت ترزح تحت حكم بعض من الدول العربية الجائرة في السودان ومصر ودول المغرب العربي كما هو الحال بالنسبة للشعب الكردي الذي لا يزال يرزح تحت وطأة حكم الطغاة العرب والفرس والترك , حيث هُمّشََتْ هذه الشعوب من قبل الدول الاستعمارية 0 خدمةً لاستراتيجيتها العسكرية0 وبسط نفوذها الاستعماري على المنطقة ونهب خيراتها, وإنشاء كيانات هزيلة فيها تابعة لها0 عسكرياً وسياسياً واقتصادياً0 وتكريسها في خدمة نفوذها وتوسعها, كبعض من الدول العربية ,كسوريا والعراق والأردن والسعودية ومصر وغيرها , وكذلك كأغلب دول المغرب العربي, وتركيا وإيران, وجعلت من هذه الدول الناشئة تابعة لها سياسياً وعسكرياً واقتصادياً ,كما أسلف, و نتيجة الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي بزعامة الاتحاد السوفيتي السابق والمعسكر الرأسمالي بقيادة أمريكا, ولشدة الصراع الأيديولوجي بينهما, بقصد توسيع نفوذهما على المنطقة, وكذلك لبروزالتناقضات الدولية حول مصالحها0فإن جميعها قد دفعت بالدول صاحبة القرار المتمثلة بعصبة الأمم حين ذاك, من استصدار قرارات بالغة الأهمية ,كي تحدد من خلالها مصير الشعوب, ونتيجة لقراراتها, وخاصة المتعلقة بخروج الدول المنتصرة من الأراضي التي احتلتها بالقوة ,وما تبعتها من قرارات ومعاهدات دولية أخرى, قد استفادت منها تلك الكيانات الناشئة0فأصبحت دول ذات سيادة ,ووضعت قدمها محل قدم الدول الاستعمارية, ونتيجة لاستمرارية الحرب الباردة قد قسمت هذه الدول الناشئة إلى قسمين, منها ما دارت في فلك المعسكر البلشفي بزعامة الاتحاد السوفيتي السابق, والأخرى في فلك المعسكر الرأسمالي بزعامة أمريكا, مما خلقت وضعاً ملائماً لنشوء عقلية دكتاتورية وعنصرية استبدادية جديدة شبيهة بالستالينية والنازية الألمانية والفاشية الإيطالية, ناهيك عن العقلية الإسلامية الطوباوية المستبدة القديمة التي سيطرت على عقلية الشعوب وثقافتها في المنطقة أكثر من 1400عاماً غير أن هذه الدول السالفة لم تعرأي اهتمام بحقوق الشعوب التي ظلت تحت هيمنتها وسلطتها الجائرة وخاصة الشعب الأمازيغي الأصيل والأقدم في شمال أفريقيا على الرغم من تقديم تضحياته الجسيمة في سبيل الدفاع عن الإسلام ومساهمته في رفع شأنه والفتوحات الإسلامية كفتح الأندلس بقيادة البطل طارق بن زياد( الأمازيغي) بزج أبناء جلدته في تلك المعركة التاريخية المميزة, التي أصبحت محطة تاريخية إسلامية مضيئة,إلا أن هذا القائد العظيم, قد شوه العروبيو ن العنصريون انتماءه الأمازيغي وألبسوه عباءتهم العروبية لطمس هويته القومية الأمازيغية الإنسانية زوراً وبهتاناً دون خجل, كما تعاملت تلك الحكومات الإمبراطورية الأنفة الذكر0 وبعدها الحكومات العنصرية المتتابعة مع الشعب الكردي في جميع مراحلها التاريخية بالرغم من أن هذين الشعبين لم يبخلا جهداً0 في سبيل الدفاع عن الإسلام وحمايته وتوسيعه ونشر تعاليمه, وكذلك مساهمتهما الوطنية قي الدفاع عن هذه الأوطان المشتركة, كسوريا وتركيا وإيران والعراق بالنسبة للشعب الكردي , وكذلك بالنسبة للشعب الامازيغي, كتونس والمغرب والجزائر وغيرها من البلدان (موطن الشعب الأمازيغي) التي تحكمها هذه الحكومات العنصرية المستبدة حالياً , وعليه فإننا نستنكر وندين جميع الأعمال الإجرامية العنصرية البغيضة, التي ترتكبها السلطات الحاكمة بحق الشعب الأمازيغي في كل من المغرب وتونس وغيرهما من الدول التي تحكم على الأمازيغ أرضاً وشعباً, وندعوها بالكف عن أعمالها النكراء ضد الشعب الأمازيغي وكما ندعو هذه الدول بحل مشكلة الشعب الأمازيغي حلاً عادلاً.

كما نشجب وندين الأعمال الوحشية التي تقدم عليها السلطات العنصرية المستبدة الحاكمة على كردستان المغتصبة .

ولتحيا حركات تحرر الشعوب في كل مكان .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي في السنوات الأخيرة، بات من الصعب تجاهل التحوّل المتسارع في نبرة الخطاب العام حول العالم . فالعنصرية والكراهية والتحريض عليهما لم تعودا مجرّد ظواهر هامشية تتسلل من أطراف المجتمع، بل بدأت تتحول، في أكثر الدول ديمقراطية ولم يعد ينحصر في دول الشرق الأوسط ( سوريا . لبنان – العراق – تركيا – ايران وو .. نموذجاً ) وحدها…

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…