صلاح بدرالدين
كما يظهر لم يعد هناك أي اصرار كما في السابق بالتمسك برأس النظام السوري وعائلته حتى من جانب حلفائه الايرانيين والروس بل باتت الجهود تنصب في انقاذ مايمكن انقاذه من مؤسسات النظام الحاكم وهناك تسريبات حتى من داخل مفاصل السلطة تشير الى التفكير بامكانية تقبل جميع الاحتمالات وبحث خيارات متعددة من بينها استمرارية النظام بدون الأسد مع رتوش تجميلية شكلية مثل ” الحكومة الائتلافية ” أو ” رئيس حكومة توافقي ” بشرط أن لايتم مس شعرة من مؤسسات النظام العسكرية والأمنية أو عزل حزب البعث الحاكم .
كما لوحظ منذ بداية الانتفاضة الثورية حدوث انقسام بين المعارضات الخارجية والداخلية بخصوص تحقيق عملية تفكيك سلطة النظام واعادة بناء الدولة التعددية الحديثة من عدمه حيث تباينت المواقف ومازال على سبيل المثال – هيئة التنسيق – والمنبر الديموقراطي – وفئات من – المجلس الوطني – من مناصري صيانة هيكلية النظام والتركيز فقط على الرئاسة والحكومة بعكس الحراك الثوري والتنسيقيات الشبابية والجيش الحر المطالبين بازالة النظام مؤسسات ورموزا وبنى .
يفسر البعض أن مشاهد انشقاقات العميد – مناف طلاس – ورئيس الحكومة – رياض حجاب – وبعض الدبلوماسيين واجتماع طهران وظهور دعوات اعلامية تدافع عن حزب البعث الحاكم وتبرؤه من أية مسؤولية ذات صلة بما يدور في الكواليس من سجالات حول بدائل تخدم الابقاء على قاعدة النظام الحاكم وحلول شبيهة بالتجربة اليمنية .
من الواضح أن الابقاء على النظام حتى بدون رأسه سيضمن مصالح حلفائه من الكبار والصغار في الخارج والداخل وسيتناقض مع أهداف الثورة وارادة السوريين في الحرية والكرامة وسيضحي بدماء الشهداء والمعتقلين والأسرى والمشردين وبكل آثار التدمير والخراب .
فهل صحيح أن المعارك الأخيرة المفرطة بالشراسة والتي يشارك فيها كما يتردد الايرانييون والروس اضافة الى ميليشيات حزب الله والصدر هي محاولة أخيرة في الحفاظ على ماتبقى من النظام بدون الأسد ؟ وهل ستنجح المحاولة أمام اصرار رفض السوريين ومقاومتهم الباسلة ؟
القضية تحتاج الى النقاش
· – نقلا عن موقع الكاتب بالفيسبوك .