عشر وصايا لساسة الكرد.. الوصية العاشرة والأخيرة «أوقفوا نهج الهزيمة.. وحذارِ من حكم التاريخ!»

د.

أحمد محمود الخليل
dralkhalil@hotmail.com

الأمّة الأكثر هزيمة في التاريخ ليست هي التي احتل الغرباء أرضها، واستعمروا شعبها، وغيّبوا تراثها وتاريخها، وإنما هي الأمّة التي هُزمت روحياً، فرضيت بثقافة صاغها المحتلون، وبذاكرة كوّنها المحتلون، وبمرجعية فرضها المحتلون.

وليس عجيباً أن تسقط الأمم في قبضة الاحتلال، لكن العجيب ألا تنهض، والضامن الوحيد لنهوضها هو إعادة بناء شخصيتها القومية، وإعادة تكوين ذاكرتها القومية، وإعادة صياغة وعيها القومي، وإعادة تأسيس مرجعيتها القومية، فماذا عن أمّتنا نحن الكُرد؟
الكُرد والحالة الأَهْريمانية:
أول ما ينبغي الإقرار به هو أننا أمّة تعيش حالة هزيمة مستمرة منذ 25 قرناً، وصحيح أننا ما عَدِمنا في كل مرحلة وجودَ نُخب أصيلة وشجاعة وغيورة، اغتسلت ضمائرهم بأشعة شمس أهورامزدا، وشمخت إراداتهم كقمم جبال كردستان، فثاروا، وقاتلوا، وسقطوا في ميادين المعارك بشرف، ووقفوا تحت أعواد المشانق بكبرياء، لكن روح الهزيمة المهيمنة على غالبية شعبنا كانت تفتك بهم- عبر التجاهل والتخاذل والعمالة والخيانة- قبل أن يفتك بهم المحتلون.
أجل، نحن نعيش حالة أهريمانية؛ وإلا فما معنى أن يكون جيراننا الفُرس أتباعاً لنا، ثم يؤسّسوا إمبراطورية، وهم الآن يحتلون رُبع بلادنا؟ وما معنى أن يؤسّس جيراننا العرب إمبراطورية، ويرث منهم المستعربون الآن احتلال رُبع بلادنا؟ وما معنى أن يأتي التُرك البُداة من وسط آسيا قبل ألف عام فقط، ويؤسّسوا إمبراطورية، ويحتلوا الآن نصف بلادنا؟ وما معنى أن يكون جيراننا الأرمن- مع قلّة عددهم- أصحاب دولة تحفظ كرامتهم، ونبقى نحن- مع كثرتنا- كالأيتام على مآدب اللئام؛ هذا يُحقّرنا ويهدّدنا، وذاك يجردّنا من الجنسية، وآخر يَطمرنا أحياء في الرمال ويُبيدنا بالكيماوي كالحشرات؟ أيّة هزيمة أخطر من هذه الهزيمة؟ وأيّة حالة أهريمانية أكبر كارثية من هذه الحالة؟
إن أكثر ما يهمّ المحتلين هو أن يظل وطننا مُلكاً لهم، كي يستكملوا صهْرنا، ويوظّفوا مواردنا لخدمة أنظمتهم، لقد اعتادوا أن نمسح أحذيتهم، ونكنس شوارعهم، ونعمل في مطاعمهم وفنادقهم، ونقف حجّاباً على أبوابهم، ونكون موظّفين في مؤسساتهم ومقاتلين في جيوشهم، وأحياناً يكبحون جماح شوفينيتهم، ويسمحون بأن يكون بعضنا مدراء ووزراء ورؤساء للوزراء وهياكل رؤساء جمهورية، إنهم يقدّمون لنا هذه (الرُّشى)، ليخدّروا وعينا القومي، ويصرفونا عن قضيتنا الأساسية، وقد أفلحوا في ذلك.
إن ما يهمّ المحتلين هو أن نتخلّى عن (القومية الكُردية) وعن (كُردستان)، إنهم ضدّ وجودنا كأمّة على ترابنا القومي/الوطني، لأنهم يدركون- بقرون الاستشعار الغَزَوية- أن نشأة (دولة كُردستان) يعني ضمناً أن دولهم التي أنتجتها مؤامرة سايكس- پيكو ستتحوّل إلى أقزام، ويصبح مستقبلها في مهبّ الريح، ويدركون أيضاً- بقرون الاستشعار الشوفينية- أن دولتنا ستمتلك جميع مقوّمات الازدهار والقوة (عقول، ثروة زراعية، ثروة حيوانية، مياه، معادن، نفط، موقع استراتيجي)، سنكون منافسين لهم ثقافياًً واقتصادياً وعسكرياً وحضارياً، وستعرفنا شعوب العالم على حقيقتنا، وليس كما صوّرونا (همج، قُطّاع طرق، متعصبون دينياً)، وستقيم علاقات إستراتيجية معنا.
تلك هي مشكلتنا الأساسية مع الشوفينيين فرساً وتركاً ومستعربين، إنهم ضد وجودنا القومي كأمّة، وضد وجود (دولة كُردستان)، وفي هذه الدائرة بالذات تدور معركتنا معهم، وكان من المفترَض أن ينتقل ساستنا برؤيتهم وبرامجهم السياسية إلى هذه الدائرة، وأن ينتقلوا بشعبنا وعياً وأخلاقاً وسياسةً وإعلاماً واقتصاداً إلى هذه الدائرة، ودعونا نستعرْ من الفلسفة الأمريكية الپراغماتية مقولة “العقلُ هو ما يُؤدَّى“- أي المعيار هو الإنجاز- ونحوّلها إلى صيغة “السياسة هي ما تُؤدَّى“، ونتساءل: ما هي إنجازاتنا القومية؟
المؤسف أن الإنجازات محدودة، وفي بعض المجالات هزيلة، ولا ترتقي إلى الدائرة التي تدور فيها معركتنا الأساسية ضد أنظمة الاحتلال، إن معظم أحزابنا بدأت كفاحها برفع شعار (تحرير كردستان)، ثم تراجعت إلى (الحكم الذاتي)، ثم تنازل بعضها عن كلمة (حكم) المتضمِّنة دلالة (سلطة)، وأحلّت محلّها عبارة (إدارة) الحيادية اللطيفة، أي أننا نترك (الحكم/السلطة) للمحتل، ونكتفي بإدارة شعبنا تحت سلطته، والمؤسف أكثر أن هذا يتمّ في أكبر أجزاء كردستان مساحة وسكاناً، وكان المنطق القومي يقتضي أن يكون هذا الجزء قد حرّر نفسه، وشرع في مساعدة الأجزاء الأخرى على التحرر.
في الجنوب فزنا بالفيدرالية على هامش الصراع السُنّّي/الشيعي، لكن سرعان ما اكتشفنا أننا نقف على خط زلزالي عائم فوق (كورديا الشمالية) و(كورديا الجنوبية)، قياساً على (كوريا الشمالية/كوريا الجنوبية).

وفي الغرب، ما إن تنفّسنا الصُّعَداء- على هامش الصراع السُنّي/العلوي- حتى اكتشفنا أننا نقف على خط زلزالي عائم فوق احتمالات انقسام شعبنا بين أكثر من (إمارة)، في حين أسرع فريق ثالث إلى وضع بيض الكرد في سلّة (المعارضة السورية) حبيبة (العثمانية الجديدة) وربيبتها.
أما في الشمال والشرق فالأمور أكثر تعقيداً: في الشمال يوجد الخط الزلزالي العائم على تناقضات (سُنّي/علوي) وتباينات (كُرمانج/زازا)، وبسببه دفعنا الثمن غالياً في ثورات النصف الأول من القرن العشرين.

وفي الشرق هناك الخطّ الزلزالي العائم على تناقضات (سُنّي/شيعي) وتباينات (كُرمانج/گُوران/لُر)، والأخطر من هذا وذاك أن شعبنا يُساق الآن رويداً رويداً- بسبب الاشتباك بين المشاريع الإقليمية، وتشرذم صفوفنا- نحو خطّ زلزالي عائم على تناقضات (الصفوية الجديدة) و(العثمانية الجديدة)، وهذا الخطر كفيل في حدّ ذاته بأن يُخرجنا من القرن الواحد والعشرين أيضاً بدون دولة.
وعدا هذا، هل من الصواب- بحسب المنطق القومي- أن يحمل كل مرة قلّةٌ من شعبنا- لا يتجاوز عددهم واحد من عشرة آلاف- السلاحَ، ويعتصموا بالجبال، ويقارعوا العدوّ المحتل، ويفقدوا زهرة شبابهم، ويستمر هذا الاستنزاف البشري جيلاً بعد جيل، وتبقى الغالبية الساحقة من شعبنا خارج معركة التحرير إلا بالكلام غير المُجدي، وأخجل من أن أسمّيه (ثرثرة)؟ كم هي نسبة توظيف مثقّفينا وثقافتنا في معركة التحرير بمعناها الحقيقي على مستوى كردستان؟ كم هي نسبة توظيف اقتصادنا في معركة التحرير؟ كم هي نسبة توظيف إعلامنا في معركة التحرير؟ إنها لا تتجاوز واحد من مئة، فكيف يمكننا تحرير وطن بأكمله من قبضة شوفينيين شرسين وماكرين بهذه الجهود القليلة الهزيلة؟
ثم هناك أمر آخر مخيف ومثير للغضب حقاً، انظروا، ها هي ذي شعوب شرق أوسطية تثور كباراً وصغاراً، رجالاً ونساء، أُمّيين ومثقّفين، على حكّامها، وتبذل الأموال والدموع والدماء، وهي تفعل ذلك ليس لأنها مستعمَرة، ولا لأن أرضها محتلّة، وإنما لمجرد أنها أدركت أن حكّامها- وهم منها- احتكروا السلطة والثروة، فمن كان أولى بالثورة الشاملة؟ شعبُنا المستعمَر، المحتلَّة أرضُه، المنتهَكة كرامتُه، أم تلك الشعوب؟ لماذا تمتلك تلك الشعوب إرادة الثورة الشاملة والتضحية التي لا حدود لها، ونكتفي نحن كل مرة بدفع بعض شبابنا وشاباتنا إلى حمل السلاح وممارسة (الثورة المعزولة) في الجبال؟ أليست هذه الظاهرة في حدّ ذاتها مَدعاة إلى الحزن العميق؟ أليست دليلاً على أننا نعيش حالة أهريمانية كارثية؟

في محكمة التاريخ:
ما كنت أرغب في أن أكون الغراب الذي يحمل أخبار النَّكد، لكن ماذا أفعل؟ إنني بين خيارين: إما أن أجامل وأساهم في تخدير وعي شعبنا، وإما أن أصف واقعنا القومي كما هو، وها أنتم ترون كم هي اللوحة قاتمة! وإذا كان عملي هذا يجرّ عليّ الحَنََق والغضب، فلا أعتقد أنني خاسر أمام محكمة التاريخ، وإذا لم تجد كلماتي أذناً صاغية من ساسة شعبنا- وهذا ما لا أتمنّاه- أكون على الأقل قد برّأت ذمّتي أمام أجيالنا القادمة، ولعل بعضهم- ولا أدري من أيّة (كورديا) أو إمارة يكون- يقول بعد نصف قرن: “كان هناك من يقول الحقيقة”، وقد يتحمّس ويضع نِرگزة على قبري في يوم ربيعي.
ساستنا المحترمين، لعلكم تقولون: ألم تذكر أن السياسة هي فنّ الممكن؟ ألم تحذّرنا من اللاواقعية في السياسة؟ ألم تذكر أننا نتعامل مع شوفينيين متوحّشين مَكَرة، وأننا في عالم تتحكّم فيه قوى كبرى لا تفهم إلا لغة (المصالح)؟ فهل تريدنا أن نقيم (كردستان مستقلة) بكبسة زرّ؟ ألسنا محكومين بالظروف الداخلية والإقليمية والعالمية؟ أليس من الواقعية السياسية أن نستثمر الفرص المتاحة، ونحقق المكاسب لأمتنا؛ سواء أكانت (فيدرالية)، أم (حكماً ذاتياً)، أم (إدارة ذاتية)، أم (حقوقاً ثقافية)؟
حقاً، ما دامت الانشطارات السياسية والثقافية تمزّق أمتنا، وما دامت حركاتنا السياسية منشغلة بالمشاريع الحزبية، أكثر من انشغالها بالمشروع القومي، وما دامت مهتمة بتحشيد الجماهير في خانة الولاء لهذا السروك أو ذاك، أكثر من اهتمامها بتحشيد الجماهير تحت راية الولاء للأمة، وما دمنا نعيش فوق خطوط زلزالية عائمة على التباينات والتناقضات، فليس أمامنا سوى التمترس خلف حكمة “ليس في الإمكان أحسن ممّا كان“، وسيكون من الغباء تفويت الفرص المتاحة، وعدم اقتناص المكاسب التي يضطر المحتلون إلى إفلاتها من قبضتهم، حتى إن كانت في شكل (حقوق ثقافية).
لكن دعونا نتساءل: هل تقتصر السياسة على التعامل مع الواقع القائم؟ وهل على الساسة أن يبقوا أسرى الظروف القائمة؟ أليس من أولى مهمّات الساسة أن يهيّئوا شعبهم- ثقافياً وأخلاقياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً وعسكرياً- لخلُق ظروف جديدة ولفرْض واقع جديد؟ وإلا فكيف استطاع جورج واشنطن ورفاقه خلْق دولة اسمها الولايات المتحدة الأمريكية من مستعمَرات إنكليزية متباينة إثنياً وثقافياً؟ وكيف استطاع بِسْمارك إنشاء دولة ألمانيا من  38 حكومة ألمانية متباينة؟ وكيف استطاع غاندي تحرير الهند من الإنكليز؟ وكيف استطاع أتاتورك خلْق (دولة تركيا) من حُطام الدولة العثمانية؟
ساستنا المحترمين، بقدر ما يعرف المرء يتألّم، وبقدر ما يتألّم يتكلم، وإنني مضطرّ إلى أن أقرع الأجراس لكم ولجميع شعبنا، وآمل أن يكون صبركم عليّ طويلاً، واسمحوا لي بأن أقول: إن مركبنا القومي يسير في الاتجاه الخاطئ، إن ربابنته يهتدون بالبوصلات الحزبية، وأحياناً بالبوصلات الأيديولوجية، أكثر من اهتدائهم بالبوصلة القومية، بل يبدو لي- وهذا أكثر ما يخيفني- أنّ أنظمة الاحتلال استغلّت تبايناتنا وتناقضاتنا وافتقارنا إلى مرجعية قومية واحدة، وإلى مشروع قومي موحَّد، فاختطفت مركبنا القومي، وشرعت توجّهه بالريموت كونترول نحو الاتجاه الخاطئ، وبعيداً عن المشروع القومي الأكبر؛ ألا وهو تحرير كُردستان، وإقامة دولة كردستان المستقلة.


ورغم أن لوحتنا القومية تغلب عليها القتامة، ورغم أننا ما زلنا في خانة الهزيمة الأهريمانية من المنظور القومي التاريخي، أقول بكل ثقة: إن مجرّد إصرار شعبنا على أنهم (كُرد)، وعلى أن له وطناً ممزَّقاً اسمه (كُردستان)، لهو دليل صريح على أننا لم نخسر كل شيء، وعلى أن المحتلين خابوا في تحقيق هدفهم الأكبر؛ ألا وهو صهْرُنا وإفقادُنا الوعيَ بهويتنا القومية، إن هذا الوعي القومي العفوي والبسيط الذي ما زال راسخاً في شخصية الكُرد- لُرّاً (فيلي) وصُوراناً وگُوراناً وزازا وكُرمانجاً- لهو قاعدة صلبة، ينبغي أن نبادر إلى تأسيس مشروعنا القومي الشامل عليها من غير تأخير.
تلك هي فرصتكم التاريخية- يا ساستنا المحترمين- فحذار من تفويتها! وتلك هي مسؤوليتكم التاريخية، ولا تنسوا أن “المسؤولية ثمنُ العَظَمة” كما قال تشرشل، فحذار من الانشغال عنها بالأجندات الحزبية! لست من دعاة الفوضى، ولا ممن يجهل دور التنظيمات والقادة في السير بالشعوب نحو الحرية، لكن الضرورة القومية تقتضي أن نتجاوز كل حزب يعتقل جزءاً من شعبنا في أجندته الخاصة، ونتجاوز كل سروك يُشغلنا بأجندته الشخصية، لا وقت للمجاملة ولا لإضاعة الوقت، إن مشكلاتنا الموروثة كثيرة ومعقّدة، وتنضاف إليها الآن مشكلات أخرى أكثر تعقيداً، فالمشاريع الإقليمية تستهدفنا من جانب، والعولمة تفترسنا ثقافياً وقِيَمياً من جانب آخر، فعلينا أن نُدرك شعبنا، وعلى كل حزب وسروك أن يُخضع رؤيته السياسية لمراجعة جوهرية شاملة، ويعيد تأسيسها وفق المشروع التحرري القومي الشامل.
ساستنا المحترمين، إن تحقيق سبعة إنجازات سيكون مؤشِّراً على أنكم انتقلتم- عملياً- من الخندق الحزبي إلى الخندق القومي، وأنكم وظّفتم ما هو حزبي خاصّ لمصلحة ما هو قومي عامّ، وهي التالية:
1 – انتظام أحزاب كل جزء من كردستان ضمن جبهة قومية واحدة.


2 – عقد المؤتمر القومي وتأسيس المرجعية القومية  العليا(Kon Gel).
3 – تعميم الوعي القومي المتجاوز للتباينات المناطقية والدينية والمذهبية.
4 – توحيد اللغة الرسمية نطقاً وكتابةً في جميع المجالات.
5 – توظيف الثقافة الكردستانية لخدمة مشروع التحرير بوتيرة عالية جداً.
6 – توظيف الإعلام الكردستاني لخدمة مشروع التحرير بوتيرة عالية جداً.
7 – توظيف الاقتصاد الكردستاني لخدمة مشروع التحرير بوتيرة عالية جداً.
بهذه الإنجازات تصنعون لأمتكم تاريخاً مشرِقاً ومبجَّلاً، وتتخلّدون في ذاكرة أحفادنا جيلاً بعد جيل، إنهم سيتعلمون منكم دروس التكاتف وتجاوز النرجسيات الشخصية والحزبية والدينية والمذهبية، سيقولون بفخر وشموخ: “انظروا! هكذا فعل أجدادنا الحكماء! إنهم توحّدوا بعد فرقة! وحوّلوا الهزيمة إلى نصر! وانتقلوا بنا من ظلامية أهريمان إلى إشراقات أهورامزدا، ووضعوا أسس صرح الأمة بعد 25 قرناً”.

وإلا فإن محكمة التاريخ تنتظرنا جميعاً ساسةً ومثقفين، وإن حكم التاريخ علينا سيكون قاسياً وقاسياً جداً.
فانظروا ماذا أنتم فاعلون؟
ـــــــــــ
توضيح من الكاتب:
الأخوات والإخوة، كنت قد نشرت 3 حلقات من هذا السلسلة بالكردية (الكُرمانجية)، والنيّة قائمة على استكمال نشر الحلقات الباقية، وإذا وجدتم فيها فائدة لأمتنا، فحبّذا التفضل بما يلي:
1 – إرسالها إلى السادة ساسة الكرد، لأني لا أعرف إيميلات كثيرين منهم.
2 – ترجمة الحلقات إلى الكردية (الصورانية) والفارسية والتركية، ونشرها ليطّلع عليها أكبر عدد من شعبنا، وهذا جزء من رسالتنا القومية في تعميم الوعي، وأكون شاكراً إذا أُحطْت علماً بذلك.


وإلى لقاء في ميدان آخر من ميادين فكرنا القومي.

8 – 8 – 2012

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي تحت شعار “وقف العنف والتهجير – العيش المشترك بسلام”، وبمبادرة من مجموعة نشطاء من الشابات والشباب الغيورين، شهدت مدينة إيسين الألمانية يوم 21 ديسمبر 2024 وقفة احتجاجية بارزة للتعبير عن رفض الاحتلال التركي والتهديدات والانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكردي المسالم. الحضور والمشاركة: حضر الفعالية أكثر من مائه شخصً من الأخوات والإخوة الكرد والألمان، إلى…

د. محمود عباس ستكثّف الولايات المتحدة وجودها العسكري في سوريا وستواصل دعمها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. تدرك تركيا هذه المعادلة جيدًا، وتعلم أن أي إدارة أمريكية قادمة، حتى وإن كانت بقيادة دونالد ترامب، لن تتخلى عن الكورد، لذلك، جاء تصريح أردوغان بعد عودته من مصر، ووزير خارجيته من دمشق اليوم كجزء من مناورة سياسية تهدف إلى تضليل الرأي…

شادي حاجي المرء لا يذهب إلى طاولة المفاوضات وهو خالي الوفاض وإنما يذهب وهو متمكن وقادر والمفاوض يكشف أوراقه تدريجياً تبعاً لسير العملية التفاوضية فعند كل منعطف صعب وشاق يقدم المفاوض بطريقة أو بأخرى معلومة ولو صغيرة حول قدراته على إيقاع الأذى بالطرف الآخر من أجل أن يكون مقنعاً فعليه أن يسأل عن مقومات الندية والتي تتركز على مسألة القوة…

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه”1970-2024″ كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. إذ إن بعض…