افتتاح مركز لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا بمدينة عفرين

في أجواء الحرية النسبية التي بتنا نعيشها في ظل تقوّض سلطة الاستبداد ، نّظمت منظمة عفرين لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) حفل افتتاح مركزٍ للحزب بمدينة عفرين، الذي بدأ في الساعة الخامسة عصراً يوم الخميس 2 آب 2012 بالنشيد الكردي أي رقيب والوقوف دقيقة صمتٍ على أرواح الشهداء الكرد وشهداء ثورة الحرية الكرامة ، حيث تم قطع شريط الحرير وإسدال الستار عن لوحة تعريف المركز من قبل الأستاذ رشيد شعبان عضو اللجنة السياسية للحزب ، ودعي ممثلي الأحزاب والمجالس والجمعيات إلى إلقاء نظرة على المركز والاطلاع عليه والذي ازدان بباقات ووردٍ تبريكاً من شخصيات وجهات عديدة ،
وتم الترحيب بهم وبممثل الحزب الشيوعي السوري الموحد وبوجهاء كرداغ والشخصيات الثقافية والوطنية والجماهير الكردية والفرق الفلكلورية المشاركة وأعضاء حزب الوحـدة ، الذين حضروا بحشدٍ غفير وهم يرددون الشعارات الوطنية والقومية والثورية مع الأغاني المعبرة ورافعين العلم الكردي وراية الحزب وسط مشاعر حماسية متفائلة وزغاريد النساء ورش حبات الأرز فوق رؤوس المجتمعين .
البداية كانت مع كلمة منظمة الحزب في عفرين ألقاها المهندس عبد الرحمن إيبو أبو ريناس باللغة الكردية ، وبعد الترحيب بالحضور الكريم ، جاء فيها :
” منذ عشرات السنين يدافع حزبنا عن حقوق الشعب الكردي بإسلوب سلمي ودون توقف عن العمل والنضال وتعرض للآلام والصعوبات ولأفعال عنصرية من قبل سلطة نظام البعث الشوفيني التي لم تستطع كسر أجنحة نضال الحزب أو تضعف قناعة الكردايتي في أرواحنا وقلوبنا …
ونعاهد أن يستمر نضالنا السلمي من أجل حرية شعبنا وأهدافه ، … واللحظة الحالية للعمل والنضال ، لدور المثقفين والطلبة والمتدينين والفلاحين والعمال وقبلهم لدور الشباب .
دون شك قبل انتفاضة وثورة الشعب السوري كانت هناك حواجز الخوف أمام قسم كبير من المجتمع الكردي تَحول دون تقربه من الحركة السياسية الكردية ، لكن اليوم سقطت تلك الحواجز وعلى كل كردي أن يعمل تحت سقف الكردايتي “
ثم ألقى الشاعر مروان بركات قصائد كردية حماسية وذات مدلولات عميقة ، قُطعت بتصفيقات حارّة من الحضور.
وألقى الأستاذ عارف شيخو أبو دلو كلمةً ارتجالية باسم مجلس الشعب لغربي كردستان وتحدث باسم الهيئة الكردية العليا بعفرين ، جاء فيها :
” أبارك فتح هذا المركز وأتمنى له النجاح ، حيث أننا نمرّ بمرحلة تاريخية جديدة تفرض علينا العمل من أجل وحدة الشعب الكردي ووحدة الأحزاب ، على أن ننسى صراعاتنا القديمة ، وما يحصل الآن في غرب كردستان وإذا نلنا حقوقنا سيكون له تأثير على أجزاء كردستان الأخرى ، نحن والعرب إخوة ، نحن والجيش الحرّ إخوة ومعاً ضد النظام ، تآلفنا نحن الكرد فتم تأسيس الهيئة الكردية العليا ، لقد أبعدنا مناطقنا من الحرب والقتال وأوصلناها إلى هذه المرحلة بسياسات صائبة ، لانريد الدخول في حرب دموية ، وكلنا كسوريين نتفق على شعار : الشعب يريد إسقاط النظام .


وألقى الدكتور محمد أنور كلمةً ارتجالية باسم المجلس الوطني الكردي المحلي في عفرين ، قال فيها :
” نحن نجتمع اليوم بمناسبة افتتاح مركز حزب الوحـدة ( يكيتي ) ونتذكر رفاقنا الأوائل الراحلين منهم ومن هم على قيد الحياة ، الذين ذاقوا عذابات السجون والملاحقات الأمنية، والذين ناضلوا بكدٍ وإخلاص ، لهو فرح كبير بعد 55 عاماً من الكفاح أن نلتقي اليوم ونحصد الثمار ، الشكر للجميع ومبروك هذا المركز .”
وألقى أبو لهنك كلمةً باسم منظمة الحزب في حلب باللغة الكردية ، جاء فيها :
” من الضرورة التذكير بأن هذا المركز يفتتح في لحظة تاريخية ووضع حساس جداً ، … وقد جاء اتفاق المجلسين على إعلان هولير وتأسيس الهيئة الكردية العليا لأجل الشعب الكردي وقضيته العادلة ونجاح الثورة السورية ، علامة خير وموضع فخر ، نأمل أن تلعب دوراً إيجابياً في سوريا … نأمل أن يصبح هذا المركز مقراً للأنشطة والتآلف وخدمة منطقة كرداغ وحمايتها من ألاعيب وبؤر المسيئين ، ويتم قيادة الكرد بشكل حضاري مشترك إلى أن يصل شعبنا إلى بر الأمان والسلام … نتمنى النجاح لهذا المركز “
وألقى أبو روﮊين كلمة مؤسسة تعليم وحماية اللغة الكردية ، قال فيها :
نبارك افتتاح هذا المركز ونتمنى له النجاح ، كما نبارك اتفاق المجلسين الكرديين على إعلان هولير ، إن الدفاع عن اللغة الكردية لايقل شأناً عن الدفاع عن أي قضية أخرى …”
وألقيت كلمةً باسم جمعية روشن بدرخان للمرأة الكردية في منطقة كرداغ باللغة الكردية ، جاء فيها :
” نشكر لجنة إدارة وتنظيم هذا الحفل ونبارك فتح هذا المركز … في هذه الثورة المباركة ، قدم شعبنا العديد من الشهداء لكي يعيش يوماً حريته بعيداً عن القتل والعنف … والشيء الذي يدخل الفرحة إلى قلوبنا هو تأسيس الهيئة الكردية العليا … نتمنى وحدة جميع القوى والأحزاب أمام ألاعيب وتصريحات أعداء الشعب الكردي .


وألقى المحامي حسين نعسو كلمة منظمة المحامين – حلب لحزب الوحـدة ، جاء فيها :
نرحب بكم ونشكر حضوركم وننحني إجلالاً لأرواح الشهداء … وتحية إلى شباب وثوار سوريا من درعا جنوباً إلى القامشلي شمالاً ومن دير الزور شرقاً إلى اللاذقية غرباً … والنظام يرتكب جرائم حرب ضد الإنسانية في مواجهة التظاهرات السلمية يعاقب عليها القانون الدولي ، ومع ذلك فإن شعبنا السوري ما زال صامداً يحقق الانتصار تلو الانتصار وكلنا ثقة بأن الثورة ستنتصر وستبقى سورية حرة ديمقراطية تعددية تتمتع فيها كل المكونات بحقوقهم القومية المشروعة وفي مقدمتهم شعبنا الكردي … إننا في منظمة المحامين كنا وما زلنا جزءاً من هذا الحراك الثوري … نتمنى لهذا المكتب والقائمين عليه النجاح والتوفيق في مهامهم والقيام بواجبهم .”
والكلمة الأخيرة ألقاها الأستاذ رشيد شعبان باسم الحزب باللغة الكردية ، بعد الترحيب جاء فيها :
” هذا اليوم ، يوم تاريخي خاص في منطقة عفرين .

بعد مضي ما يقارب الخمسين عاماً على نظام البعث وسياسته المبنية على قانون الطوارئ والأحكام العرفية ومحاربة الإنسان في لقمة عيشه … وانتهاج سياسة شوفينية بحق الكرد … هذه السياسة الشمولية الأحادية الظالمة أدت إلى إندلاع ثورة الحرية والكرامة في 15 آذار 2011 لتعم سوريا وتبقى سلمية في مناطقنا .
لكن هذا النظام لم يستطع تقديم حلٍ ما بل لجأ إلى قتل وجرح عشرات الآلاف واعتقال أضعافها ونزوح مئات الآلاف ، ودمرّ القرى والمدن ودفع الثورة نحو التسلّح والعسكرة .
في هذا الوضع ، نحن كحركة كردية استطعنا حماية مناطقنا وتأسيس المجلس الوطني الكردي وتوحيد خطاب الكرد ، وبعد التواصل والتحاور مع مجلس الشعب لغربي كردستان وبمساعدة الأخ الرئيس مسعود بارزاني والرئيس مام جلال استطعنا التوقيع على اتفاقية هولير .
نبارك شعبنا بإفتتاح هذا المكتب ، ونأمل أن تنتصر الثورة السورية في أمدٍ قريب ويتوقف القتل وسيل الدماء وتصبح سوريا دولةً ديمقراطية تعمل فيها جميع الأحزاب وتُحل فيها قضيتنا الكردية … وشكراً “
وبهذه المناسبة أيضاً قال البعض :
– الأستاذ محمد رؤوف مصطفى أبو بشار(وجه قيادي في الحزب) :
” إن إفتتاح هذا المكتب عمل نضالي متقدم وجزء من أعمال الحزب ودعايته الإعلامية ، واليوم أعبر عن فرحتي وقد رأينا هذا ، وبالتالي لست نادماً على العمر الذي أمضيته في صفوف الحزب “
– الأستاذ كمال مصطفى أبو شيار (وجه قيادي في الحزب) :
” نتمنى أن يصبح هذا المركز شمعةً تنير ما حوله ، وتتواصل العلاقات مع جميع القوى وبشكل خاص بين المجلسين الكرديين “
– صبحي خليل حسين أبو عبدو ( من الرفاق القدماء ) :
” بعد أن رأيت هذا المركز وهذا الحفل ، إذا رحلت عن هذه الدنيا فلن أكون نادماً على العمر الذي قضيته مع الحزب ، لأن هذا العمل شرفٌ لنا “
– الدكتور عبد المجيد شيخو (عضو الهيئة التنفيذية للمجلس الوطني الكردي في سوريا) :
” هذا اليوم كان حلماً بالنسبة لنا ، لكن تأسيس مكتب حزب الوحدة – يكيتي – هذا حقق حلمنا ، أتمنى من الحزب أن يلعب دوراً إيجابياً في وحدة المجلس الوطني الكردي وفي العمل المشترك مع مجلس الشعب لغربي كردستان ، ويقطع الطريق أمام جميع الكارهين في الداخل والخارج … مبروك ”
– الدكتور محمد علي عبدو (كاتب) :
” يوم افتتاح مقرّ حزب الوحـدة (يكيتي) انتظرناه طويلاً ، وأخيراً تحقق بفضل نضالات الشعب السوري بكافة مكوناته وبدماء شهداء الحرية من أقصى جنوب سوريا إلى أقصى شمالها ، من غربها إلى شرقها ، ننتظر ساعة انتصار الحرية وساعة البدء ببناء سوريا ديمقراطية تعددية علمانية يتمتع فيها الشعب الكردي بحقوقه القومية المشروعة ..

بالنجاح والتوفيق ومعاً نحو الحرية “
كما وزعت منظمة الحزب في عفرين منشوراً تضمن نص رسالةٍ عاجلة جداً إلى كل أبناء الشعب الكردي حول حق اللغة على أهلها وماذا تعني اللغة القومية وما هي أهميتها ، وجاء فيها :
لقد تأخرنا كثيراً … لغتنا الكردية تنادينا للاهتمام بها … إنها تنادينا أن نتعلمها قراءةً وكتابةً ، ونشرها بكل الوسائل الممكنة … نعم اللغة وحدها كفيلة في حفظ تراثنا الثقافي والحضاري ونقلها من جيل إلى جيل .
وتخلل الحفل أغنيةً من الفنان رمزي شيخموس – بلبل جبال هاوار – ومشاركة الفرق الفنية في عفرين :
Rojava (Memila) – Zanîn (Miskê) – Niştiman – Cûmê – Hawar – Rojhilat – Zîlan – Zarokên koma Zanîn – Zarokên koma Zîlan
واختتم بتوجيه الشكر لقناة روناهي الفضائية على حضورها ، وبالنشيد الكردي أي رقيب .
2 آب 2012
إدارة موقع نـوروز
www.yek-dem.com
info@yek-dem.com

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…