رئيس مؤسسة كاوا الثقافية ( صلاح بدرالدين ) :
دعا السياسي الكردي ،السوري، صلاح بدرالدين الجماعات السياسية الكردية الى عدم الانجرار نحو تنفيذ بعض الاجندات الخارجية والداخلية .
في لقائه مع جريدة هولير يقول السيد صلاح بدرالدين “مسألة تخويف الناس بالسلاح وتهديدهم للانضمام الى صفوف بعض الجهات المعينة أمر غريب و جديد على المجتمع الكردي السوري.
1- تركيا متخوفة من انتشار حزب الاتحاد الديمقراطي في كردستان سوريا وتعتبر ذلك خطراً عليها في المستقبل، ما رأيك بهذا الصدد؟
برأيي إن كان هناك خطر ، فإنه خطر على الكرد السوريين وليس على تركيا ،إن ما تظهره تركيا بأن وجود ب ي د خطر على أمنها القومي ، لا أساس له .
وهناك أسباب لذلك : بداية وضع كردستان سوريا مختلف عن وضع كردستان العراق بشكل تام .
إضافة الى ذلك ، الشعب الكردي في سوريا شعب مسالم .
ولو توفر الحد الأدنى من موقف سياسي تركي رسمي معلن معترف بوجود الشعب الكردي السوري ومحترم لحقوقه لكنا قبلنا النقاش حول التهديدات التي تطلقها منذ أيام .
الحركة الكردية في سوريا ، في الاساس، حركة سياسية ولم تكن مسلحة في أي وقت .
سوريا تشهد ثورة وتمر بوضع خاص لن يستمر ،من المحتمل أن يحمل الكرد السوريون السلاح لحماية أنفسهم من عدوان النظام الجائر المستبد ،لكن الحركة الكردية في سوريا ،ذات طبيعة سياسية سلمية ولم تكن مسلحة في يوم من الايام.
نحن نرفض بشكل قاطع امتداد مشاكل تركيا الى صفوف الكرد السوريين ،ولانقبل أن تتحول قضية الشعب الكردي في سوريا الى صراع بين حزب العمال الكردستاني وتركيا .القضية الكردية قضية قومية وطنية سورية ولا علاقة لها بمشاكل تركيا.
2- بدون أدنى شك المتغيرات الداخلية والاقليمية مرتبطة ببعضها بشكل مباشر ، برأيك هل دخلت كردستان سوريا في هذه المرحلة في لعبة القوى الاقليمية؟
الازمة السورية أصبحت أزمة إقليمية ودولية بمعنى أفرزت أصدقاء الشعب السوري وثورته من أعدائه ، والقضية الكردية جزء من ذلك الترتيب تجد موقعها ضمن الوضع الثوري الوطني الديموقراطي العام ، نحن الكرد والشعب السوري نرى أنه لابد من الاستفادة من الصراع والتنافس الاقليمي بهدف إسقاط النظام وتحقيق الديمقراطية في البلاد، الى جانب ذلك ، نرفض أن تفرض الدول الاقليمية أجنداتها علينا.
بالتأكيد ، هناك مخططات إقليمية ودولية من أجل تغيير مسار الاحداث ، لكن الشعب السوري يعرف ماذا يريد.
3 – ما أخطر المشاكل والتحديات في كردستان سوريا في الوقت الراهن ؟ أو ماذا تتوقع أن تكون في المستقبل؟
هناك مجموعة من التحديات تهدد سوريا حاضرا ومستقبلا ، اذا سقط النظام ستشكل فلوله وأذرعه مخاطر على سوريا الجديدة.اضافة الى تحديات الاسلام السياسي .
بالنسبة للكرد السوريين ، المظاهرات السلمية مستمرة منذ سبعة عشر شهرا ، لكن بدأت المشاكل الخاصة بهم وبمناطقهم منذ شهور ، بفعل ممارسات جماعات من حزب العمال الكردستاني .
مسألة السلاح وتهديد الناس من أجل الانضمام لصفوف جهة محددة أو فرض رأي واحد وموقف واحد ، أمر جديد وغريب عن المجتمع الكردي في سوريا ، هذا الامر سبب المشاكل ، وفي الحقيقة تم قتل بعض الاشخاص وخطف آخرين.
أتمنى أن يُحل هذا الموضوع بشكل أخوي وسلمي ، نحن أخوة ومصيرنا واحد ،لكن المكان الصحيح لحزب العمال الكردستاني هو في كردستان تركيا ، وليس في سوريا .نتمنى من الاخوة الكرد في جميع أجزاء كردستان ، احترام حقوق وارادة وخيارات الكرد السوريين.
4 – هل التقيتم مع قيادة حزب العمال الكردستاني من أجل التباحث حول هذا الامر ، حتى الآن؟
أجل،تجرى محادثات كثيرة بهذا الصدد واللقاءات مستمرة حتى الآن بين مختلف الأطراف الكردية المعنية بالقضية السورية .
هناك توجه ضمن حزب الاتحاد الديمقراطي يرى أنهم جزء من المسألة السورية ووجوب عدم خلط أمور أخرى مع المسألة المركزية ، ويرغب في النضال بشكل سلمي ولكن هل سينجح ؟ .
والمحادثات وصلت الى مرحلة توجت بتوقيع الأطراف على الاتفاق برعاية السيد رئيس إقليم كردستان ،نأمل أن ينفذوا الوعود التي قطعوها.
نحن لا نحتاج الى إقتتال الاخوة، وقد سنحت الآن في ظل الثورة الوطنية السورية فرصة لكرد سوريا ، إن أضعناها، من الصعب تكرار فرصة كهذه ، لذا من المهم تحقيق وحدة الكرد .
5 – تركيا قلقة من أن النظام السوري انسحب من المناطق الكردية وسلمها لحزب العمال الكردستاني ، لأي درجة هذا الامر صحيح؟
قد يكون هناك عدم دقة في التفاصيل .
مع ذلك ، نظام الاسد وقيادة – ب ك ك – كان لهما سوابق في ذلك ، كانت قيادة العمال الكردستاني تقيم في سوريا لاكثر من 20 سنة ،وكان هناك تعاون بين الطرفين في الصراع الاقليمي ، هذا الامر واضح.اضافة الى توفر دلائل حول حصوله لدى المعارضة السورية والقوى الدولية المعنية بالقضية السورية ومامن شك أن – ب ك ك – يقف حاليا في اصطفاف اقليمي مع حلفاء النظام السوري بحسب مواقفه السياسية المعلنة بقادته وأنصاره وأصدقائه وتقييمه السلبي للثورة السورية وانطلاقه فقط من مصالحه الخاصة بخصوص الساحة التركية .
،حدث شيء من هذا القبيل الان ،لذا نقول من الضروري عدم خلط مشكلة دولة أخرى مع مشكلة الكرد السوريين.
6 – ماذا توصلتم مع المجلس الوطني السوري؟
قرابة 40 عاماً ونحن نتحاور مع الشركاء العرب ، في الوقت السابق كان قبول الوجود الكردي بالنسبة لهم صعبًا ،لكن بعد بدء الثورة قاموا بخطوات جيدة .
لدى بعض الاطراف السياسية رؤى لابأس بهاعن القضية الكردية في سوريا .
بالتأكيد هذا ليس كل ما نطلبه ، لكن بامكاننا تعميق ذلك .
مادام هناك عيش مشترك ، من المفروض أن يكون هناك تفاهم سياسي أيضاً والآن،هناك أطراف ضمن المعارضة السورية تعترف بقسم من حقوق الكرد ،لذا إن غاب وحدة الصف الكردي هذه الحقوق ستكون في خطر.
7 – ما الضمانات لتنفيذ إتفاق أربيل؟
بالرغم من أن ميكانيزمات التطبيق غير مذكورة في الاتفاق، لكن كل الاطراف موقعة على الاتفاق ومن المفروض أن تلتزم به ، من أجل تفادي المشاكل .
8 – جيد ، يعني هل هناك ضمانات لتنفيذ الاتفاق؟
لا ، لا توجد ميكانيزمات ولا ضمانات .
وللاسف هناك خروقات للاتفاق ، وهذا يحدث من جانب جماعة حزب العمال الكردستاني.
إنهم ينشطون تحت يافطة بعض الاسماء الاخرى ، لكنهم جميعاً ذو علاقة مع حزب العمال الكردستاني .الساحة السياسية السورية تتسع للجميع .
الكل له الحق في التعبير عن رأيه ووجهة نظره وتوجهه ، لكن بشرط ان يكون ذلك بشكل سلمي وديمقراطي.
الشعب الكردي يملك الحق في تحديد مصيره ضمن سوريا عن طريق الاستفتاء.
أنتم تتحدثون عن مرحلة تحرير سوريا ، ليس لديكم مخاوف من ظلم الاطراف الاخرى للكرد في تلك المرحلة؟
الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها، لكن الحرب السياسية ستبدأ بعد سقوط نظام الاسد .
في ذلك الوقت ،إن كان الكرد متحدين ومرصوصي الصفوف ، سينجحون في نيل حقوقهم .
برأيي ، إذا تحققت الديمقراطية في سوريا ، ستحل القضية الكردية أيضاً.
الشعب الكردي يملك الحق في تقرير مصيره ضمن سوريا موحدة عن طريق الاستفتاء.الحر النزيه .
9 – كيف يستطع إقليم كردستان مساعدة ثورة الشعب الكردي في كردستان سوريا؟
صرح الرئيس البارزاني أنهم مستعدون لمساعدة الكرد السوريين بكافة الاشكال ، ولن يتدخلوا في شؤون كردستان سوريا بأي شكل من الاشكال .
نأمل من جميع الاطراف الكردستانية الاخرى أن تحذو حذو نهج الرئيس البارزاني .
ونحن راضون.
10 – لكن ، بعض الاطراف ترى أن كردستان سوريا غدت ساحة نفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال الركردستاني ، هل هذا صحيح؟
توجه ديمقراطي وسلمي وقومي ، وفي الحقيقة الحزب الديمقراطي الكردستاني يلعب دوراً رئيسياً في هذا التوجه ، وتوجه آخر يمارس العنف وغير ديمقراطي لايعترف بالآخر المقابل المختلف .
وهناك خلاف بين هذين التوجهين طوال التاريخ الكردستاني المعاصر .
برأيي ،شكل من هذا الصراع التاريخي بين هذين التوجهين يستحضر الآن بطرق جديدة وعناوين مختلفة .
من الناحية التاريخية والجفرافية كردستان سوريا مدينة لنهج البارزاني الخالد ، حيث كانت هناك علاقة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني على مر تاريخ الكرد السوريين ،نريد أن تستمر هذه العلاقة ، لأن الحزب الديمقراطي الكردستاني لم يرد في أي وقت أن يكون الكرد السوريون فرعاً لهذا الحزب ،أو التدخل في شؤونهم آملين استمرار ذلك مستقبلا .
نريد أن تتعزز العلاقات الأخوية بين أطراف الحركة الكردية في اجزاء كردستان الاربعة وأن يؤسس مركزقومي سياسي ديموقراطي ، أنا لا أتحدث عن قيادة قومية على غرار تجارب أخرى فاشلة ومدمرة في محيطنا الشرق أوسطي ، لكن أرى من الضرورة الملحة أن يكون هناك تنسيق بين الاحزاب والاطراف والشخصيات السياسية المستقلة والقوى والتيارات الجديدة في مجتمع كردستان وبينها القطاع الشبابي الواعد في أجزاء كردستان الاربعة.
ملاحظة : تم تصحيح واضافة ماسقط سهوا في النص الأصلي خلال التسجيل والترجمة .