هل ستجتاح القوات التركية المنطقة الكردية على غرار اجتياح قبرص عام 1975؟

د .

محمد رشيد

تصريح  رئيس الوزراء التركي رجب طيب اوردغان وفي خطوة استباقية تصعيدية بانه لن يسمح بوجود عناصر من حزب العمال الكردستاني في خاصرة تركيا, وبما معناه والمقصود منه وبما يؤشر اليه في انه لن يسمح بوجود عناصر من منظومة المجتمع الديموقراطي في المناطق الكردية و يعني به عناصر من حزب الاتحاد الديموقراطي او بمعنى آخر لعناصر من مجلس شعب غرب كردستان او بدلالة أخرى من منظومة اتحاد ستار او لعناصر من ته ف  ده م  , هذه المسميات هو خلط للاوراق وفد تعود شعبنا على تلك المسميات اثناء اطلاق شبيهتها  في الجزء الشمالي من كردستان (مؤتمر شعب كردستان , المؤتمر القومي الكردستاني, ك ن ك برلمان كردستان , جمهورية الزاب وتشكيل حكومة ووو)
 ومجمل كل ذلك تسمية واحدة  لحزب العمال الكردستاني المعروف بانه الاناء الذي يحوي كل تلك الاسماء والمسميات , الى هنا الامر في غاية الوضوح على الرغم من  ان كلام اردوغان مازال يهزج ويهمهم  بما صرح به قبل سنوات بانه سيلاحق عناصر  حزب العمال الكردستاني حتى لو كانوا في الارجنتين .

كلام اردوغان آنذاك كان الغرض منه هو الدعاية الانتخابية , وشاء الكرد ام أبو فان هذه هي العقلية الكمالية ستكون بالضد من الطموح الكردي لابناء شعبنا في الجزء الشمالي من كردستان سواء كان حزب العمال الكردستاني او اي حزب كردي آخر يقود النضال وهو امر مفروغ منه , فلو كان بمقدور أردوغان  لكان قد قضى على  مقاتلي  ب  ك ك ” الكريلا”  في جبال قنديل  منذ عشرات السنيين وهي اقرب اليه من شحمتي  اذنيه .

اما التهديد الان فالأمر يبدوا بغاية البساطة حيث يحاول ايجاد  مبررات اضافية اخرى للتدخل في سورية , ويتلكأ  ببلع كلامه من دون حرج وكأنه لايمثل دولة تعد من اكبر الدول في حلف الناتو من حيث  تعداد افراد الجيوش ( قصف القوات السورية للأراضي التركية في وقت سابق , اسقاط طائرة عسكرية , انتهاك للأراضي التركية من قبل قوات الاسد , الاعتداء على حرمة الدولة التركية – اختطاف القائد العسكري للجيش السوري الحر حسين همروش – الحشد الدولي من مخاوف ارتكاب مجازر في حلب  والمخاوف من استعمال السلاح الكيماوي وامتلاك الاسد لاسلحة الدمار الشامل ) ومن جهة ثانية فان الامر الام هو بغاية الجدية من قبل الاتراك , حيث ان حزب العمال الكردستاني يستعرض قواته المسلحة في المناطق الكردية ( لجان الحماية الشعبية , المظاهر المسلحة في المظاهرات , مفارز التفتيش , نفاط المراقبة …) في وجه الاطراف الكردية متبجحا بان المنطقة الكردية هي خاضعة  ” للحزب القائد” في ظل غض طرف اجهزة النظام عن ممارسات واستعراضات بل تسليح عناصره , وهذا ما يؤرق الجارة التركية في ان تصبح المنطقة الكردية بمثابة قنديل ثان في خاصرته , اما بالنسبة مدى صحة تواجد عناصر من حزب العمال الكردستاني في سورية وفي المنطقة الكردية , فالأمر ليس سرا او اكتشافا  , فحزب العمال الكردستاني  يعلنها مساء وينكرها نهارا , فالسيد صالح مسلم والذي كان يتواجد في جبال قنديل اعلنها جهارا نهارا بانه توجه من قنديل الى سورية مع وحدات من حمايته المسلحة  , واقام ندوات  واشرف على انتخابات سماها مجلس شعب غرب كردستان وشكل لجان شعبية  وكون وحدات عسكرية , ودخل في تحالفات مع البعض من اطراف المعارضة السورية – هيئة التنسيق للتغيير الديموقراطي-  ويسافر علنا ومن مطار دمشق الدولي من دون اعتراض , واصبح الطريق  سالكا من دون عوائق من خلال السيطرة على  المسالك  مع حدود كردستان العراق ولم يعدوا بحاجة الى طرق التهريب  ,  وكأن الاجهزة الامنية السورية ليست تلك التي منعت ومازالت تمنع وعلى مدى عقود النشطاء الكرد من مغادرات البلاد علنا (القاء القبض على القيادي الكردي مصطفى جمعة اثناء توجهه الى كردستان العراق عن طريق المهربين ؟ وتعرضه الى الاحتجاز الى ان تدخل الخيرين واطلق سراحه من قبل مختطفيه عناصر ب  ك ك).

اما بان يصرح  احد الفصائل المنضوية في منظومة حزب العمال الكردستاني ويتبرأ بانه ليس له اي علاقة مع حزب العمال الكردستاني ” كما إننا نود أن نعلن للرأي العام أنه ليس هناك أي وجود تنظيمي لحزب العمال الكردستاني في سوريا، لا تنظيميا ولا عسكريا، وإذا كان البعض يروج لمقولة إننا فرع لحزب العمال الكردستاني، فذلك مناف للحقيقة -اللجنة التنفيذية لحزب الاتحاد الديمقراطي, 24-7-2012″ الامر هنا ايضا فيها وجهة نظر وقابلة للتداول وبتحفظ في ان المنطقة بمجملها على صفيحة من نار وتتفاعل الاحداث بشكل  دراماتيكي ومنها ما يحدث لأطراف في هذه المنظومة , فمحاولة احد فصائل المنظومة ال ب ك ك ية  بالابتعاد او التبرؤ من  منظومته  لترتيب الاوراق عنا  , (مسؤول من ب ي د يصرح بانه ليست لهم علاقة مع مجلس شعب غرب كردستان – ان ما وقع من اتفاق في هولير مؤخرا هو اتفاق  بين المجلس الكردي ومجلس شعب غرب كردستان فقط ؟؟؟؟) ويبدوا بانه وفي حال سير الامور بهذا المنحى وتوجيه تهديد آخر من رئيس الاركان التركي فانه ليس من المستبعد بان يتبرأ هؤلاء  غدا من قائدهم الاسير ايضا .
–         الامر الاخر الملفت للنظر والمثير والغريب والمريب والمحير في آن واحد بان يصرح السيد حميد درويش  (اليمين الكردي )   في انه لا يوجد عناصر من حزب العمال الكردستاني في سورية ,  ويطالب بعدم التدخل في شؤون سوريا الداخلية .

وهو يعلم قبل غيره بان منظومة حزب العمال الكردستاني منظومة هرمية متكاملة  يضم في حوجلته كل تلك الاسماء التي تفرخت بانطلاقة الثورة السورية وما قبلها  , اما الجملة الاخيرة هذه بعدم قبوله بالتدخل في شأن سورية الداخلية , فان  النظام السوري الممانع وشبيحته  وازلامه ويرددون هذه العبارة عبر اعلامه صباحا مساء , خوفا من تبني قرار يصدر من مجلس الامن الدولي تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة والتدخل العسكري .
–         فحتى لو تم استجواب طفل صغير لا يتجاوز عمره الاربع سنوات عن اي شخص ينتمي الى  منظومة حزب العمال الكردستانية  , فانه سيوضح بانه آبوجي او ب ك ك ,فما بالك بشخص ثمانيني  من عمره ويضع  نفسه موقع لم يطلب منه  في اثبات او نفي جود عناصر ب ك ك في سوريا  ,  وفي المقابل  لماذا التهرب والتكهرب من الاسم وحزب العمال الكردستاني  فصيل كردي تحرري وله مواقفه ورؤيته واستراتيجيته  بالنسبة لمقارعه الانظمة التركية المتعاقبة وعلى مدى اكثر من  38 عاما ,  ولجوءهم الى اسلوب الكفاح المسلح في المطالبة بحقوقهم او بالطرق السلمية  في الجزء الشمالي فان ذلك يخصهم  , وهم اشقاء لنا في الجزء الشمالي من كردستان , وما يهمنا هو بان لا يتدخلوا في شؤون الجزء الغربي من كردستان  , وبان لايجلبوا  الدب التركي لكرومنا حيث ان الضباع نهشت في اجسادنا وعلى مدى عقود وبما فيه الكفاية  .
–         الارباك وارتباك فيما يصرح به رؤساء لأحزاب كردية سورية يكتنفه الريبة ايضا  , فأما القبول بوجود حزب العمال الكردستاني في سورية او عدم وجوده  وتحديدا في المنطقة الكردية , وقد تم  التوقيع على اتفاقية في هولير قبل عدة ايام  فيتوجب الالتزام به والتعهد واحترام ما أتفق عليه , او ان حزب العمال الكردستاني سيكون بحل وانفكاك وعدم التزام بالتوقيع  , وسيكون التعهد في مهب الاحداث التي تفرض نفسها عنوة , وهذا ما حدث ليلة امس اثناء خروج مظاهرة لاتحاد القوى الديموقراطية الكردية في الحي الغربي – بقامشلو , وتم انهاءها بالقوة من قبل عناصر ما يسمى مجلس شعب غرب كردستان وليست من عناصر واجهزة النظام , والحدث ليس عابرا وانما سبقه قبل اشهر حادث مماثل  من امام جامع قاسمو في قامشلو , وتم اختطاف رئيس اتحاد القوى الديموقراطية الكردية المناضل جميل عمر (ابو عادل) من قبل ملثمين ومازال مصيره مجهولا , فهل الاحداث هذه  مرتبطة ببعضها ام ان هناك ايادي خفية واخرى علنية تعبث بمشاركة الكرد في الثورة السورية , حيث ان الكرد هم جزء منها وهي ثورتهم ثورة الحرية والكرامة لاسقاط النظام بكامل رموزه واركانه وادواته ؟ .

30/7/2012

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…