للكورد ضرورات تاريخية وموضوعية ملزمة لهم بالمشاركة في الثورة السورية مما أهّلهم ليكونوا أكثر المكونات الوطنية التصاقاً و التزاماً بالثورة السورية و لم يكن للنظام سوى الرد على هذا الولوج إلا بالقتل والاعتقال والاختطاف ، فضحينا كشعب بشخصيات كبيرة فكان منهم عميد الشهداء مشعل التمو ونصرالدين برهك ودكتور شيرزاد و جوان قطنة وآخرون زينوا قافلة الشهداء الثورة السورية المباركة باللون الكوردي الخالص ليختلط مع دماء شهداء الوطن بأكمله، لا بل أن أنات وعذابات السجون التي يقاسيها أبناء الوطن بأجمعه يسمع في أقبية تلك الزنزانات تختلط بآلام أمير الحراك الشبابي الكوردي شبال ابراهيم و رفاقه المناضلين، كما تحمل الشعب الكوردي في الآونة الأخيرة احتضان إخوانه من السوريين النازحين من مناطقهم في المحافظات السورية لا سيما من حمص ودير الزور وحلب و إدلب وغيرها بكل رحابة صدر و كرم إنساني نبيل بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يقاسيها الكورد منذ عقود.
و على الجانب الآخر من وجود الشعب الكوردي لم يتوانَ الكورد إلا ان يكونوا جزءاً من المفهوم السياسي للثورة السورية و عملوا منذ أيامها الأولى على الانتقال بالبلاد إلى مرحلة جديدة تتكلل بنظام جديد يتبنى عقداً اجتماعياً جديداً يجمع الكل السوري دون تمييز أو إقصاء أو تهميش بل تجد كل المكونات نفسها في سوريتها المشتركة أرضاً و دولة و نظاماً، فتبنى الحراك السياسي كما الشباب الالتزام المطلق والمتوازن بين المفهومين الوطني السوري والقومي الكوردي دون تعارض بينهما بل ليكونا شرطين متلازمين ومتكاملين .
لا شك أن المجتمع الكوردي خضع لارتدادات الظروف الوطنية والاقليمية والدولية فقد مرّ بحالات معقدة جعلت منه عرضة للتهميش والاقصاء في معظم مؤتمرات و محافل المعارضة في الخارج والداخل ليبين النقص الواضح في فهم القضية الكوردية في البلاد كقضية وطنية بامتياز تعني كل السورين على اختلاف مشاربهم و انتماءاتهم .
فكان التحول الكبير في الحراك السياسي الكوردي بتأسيس المجلس الوطني الكوردي الذي ضم الاحزاب و المستقلين والشباب و المرأة، وفي الجانب الآخر كورديا تأسس مجلس الشعب لغربي كوردستان ليوقع امؤخراً اعلان هولير برعاية رئاسة إقليم كوردستان مشكوراً حيث تمخض من هذا الإعلان الهيئة الكوردية العليا التي أفرزت لجانها المشتركة على عدة مستويات شابها بعض النواقص بخصوص الحراك الشبابي تجلى بتهميش هذه الشريحة الهامة والمحركة لروح وجسد الثورة في المناطق الكوردية خصوصاً من جانب المجلس الوطني الكوردي الذي يعد الشباب فيه مرتكزاً أساسياً في بنيتها التنظيمية والسياسية مما خلق شعوراً من الامتعاض الشديد لدى الحراك الشبابي جراء هذا التهميش كونه خطوة في الاتجاه الخاطئ.
هذا التلاحم الكوردي الوطني أثار مخاوف الدولة التركية والأنظمة الغاصبة لأراضي كوردستان لتخرج الدولة التركية من صمتها المقلق إلى التصريح بالدخول العسكري للمناطق الكوردية السورية بذرائع واهية غير مقنعة و لتظهر الدولة التركية اطماعها بهذه المناطق الغنية بشرياً واقتصادياً و متحججة بمخاوف انفصالية كوردية و لتثير مخاوف الأطراف الوطنية بهذا الخصوص و الهدف منها تقويض حقيقة القضية الكوردية في البلاد وهذا التدخل السافر نرفضه رفضاً قاطعاً و ندينه بأشد العبارات مؤكدين على التزامنا بمسار الثورة السورية المباركة.
و في ظل هذه الأوضاع و الظروف الدقيقة والصعبة التي تعيشها سوريا جراء التعامل الإجرامي من قبل النظام الأسدي الذي تجسد في القتل والتهجير والاعتقال و التنكيل بحق الشعب السوري ، نؤكد على وقوفنا إلى جانب الهيئة الكوردية العليا و نحن كاتحاد تنسيقيات شباب الكورد في سوريا ندعو الجماهير الكوردية وسائر المكونات للتظاهر يوم الأحد 29 -7-2012 الساعة التاسعة / 9 / مساءً للتظاهر دعماً للهيئة الكوردية العليا، و تأكيداً على تحميل هذه الهيئة مسؤولياتها التاريخية تجاه الشعب الكوردي في سوريا الشريك الحقيقي في الثورة السورية المستمرة حتى تحقيق اهدافها النبيلة.
عاشت سوريا حرّة لكل السوريين
المجد و الخلود لشهداء الثورة السورية
الحرية للمعتقلين و الشفاء العاجل للجرحى
اتحاد تنسيقيات شباب الكورد في سوريا