الأخوات والأخوة الكرام
أحيكم جميعاً وأرحب بكم باسم حزبنا البارتي الديمقراطي الكوردي ـ سوريا، مقدراً تحملكم عناء السفر لاجتماعكم اليوم هنا وفي هذا المكان حتى نحيي معاً أربعينية المغفور له الدكتور عبد الرحمن آلوجي.
السكرتير العام لحزبنا. والذي أفنى عمره في الدفاع عن قضايانا القومي والوطنية المتمثلة في الكوردايتي.
ليبقى خالداً في قلوبنا وفكرنا ولنمضي قدماً على خطاه نكمل ما كان قد بناه..
سبق لنا أن تحدثا عن الراحل كثيراً وعن مأثره وتقديمه من خدماته الجليلة لشعبنا الكوردي بكل الوسائل السياسية والأدبية والاجتماعية مسخراً لذلك مؤهلاته المختلفة للعمل على استرداد حقوقه المغتصبة.
هذا الشعب الذي نكون قد نذرنا له كل غال ونفيس للدفاع عنه لكي نساهم أيضاً في استرداد كل حقوقه المغتصبة منه بغير حق.
ليعيش في أمن ومساواة كاملة مع كل المكونات السورية التي نشاركهم العيش في الوطن.
وبذلك نجد بأننا نلتقي روحياً وفكرياً مع الراحل فيما كان قد نذر نفسه من أجله، فهو يستحق منا كل تقدير واحترام لنلتقي اليوم معاً كي نحيي أربعينيته هذه..
فشكراً لكم مرة أخرى على تحملكم عناء الحضور ومشقاته ..
الأخوة والأخوات الكرام
حيث يقابلها السلطات البعثية الهمجية بشن حرب شرسة بكل أنواع الأسلحة الثقيلة لمنع أهلنا من ممارسة حقهم في التظاهر مما تسفر تلك الحرب في كل حالاتها عن وقوع مجازر بشعة بحق أهلنا يذهب ضحيتها مئات الأبرياء بشكل يومي..
حيث نرى بأنه من واجبنا أن نستعرض في هذه المناسبة ما نكون قد ساهمنا به لإنجاح هذه الثورة.
لتعرف على ما وقعنا فيه من أخطاء كي نتجنب الوقوع في أخطاء مشابهة ولنمضي قدما في المساهمة على إنجاحها بسرعة وفق إمكاناتنا المتاحة.
فقد كان المغفور له في حالة اهتمام دائم بهذه الثورة، ويعمل باستمرار من أجل إنجاحها..
وقبل أن نتطرق إلى ما يجري في سوريا.
هذا البلد الذي نعيش فيه على أرضنا التاريخية كباقي أبناء شعبنا الكوردي الذين يعيشون على أرضهم التاريخية أيضاً في الدول المجاورة لسوريا مثل تركيا والعراق، وإيران اضطهاداً قومياً ووطنياً مزدوجاً قل مثيله في العالم.
خلافاً لمن يعيش منا في إقليم كردستاننا الشبه محرر بفضل النضالات التاريخية للقائد الرمز ملا مصطفى البارزاني وتضحيات أبناء هذا الإقليم وتقديمهم لآلاف الشهداء من خيرة أبنائهم على مذبح حريتهم..
وإذا ما أردنا أن نتحدث عن دور أهلنا في هذه الثورة لا بد أن نقف بكل اعتزاز احتراماً لما ساهم به شبابنا من خلال تنسيقياتهم المختلفة في تسيير مسيرات متواصلة وبالتزامن مع إخوانهم وأهلهم في المدن السورية الأخرى دون كلل أو ملل.
مضحين بكل ما لديهم من مصالح لإنجاح هذه الثورة.
فلهم منا كل التقدير والاحترام..
وإذا ما أردنا أن نستعرض دور أحزابنا في هذه الثورة.
نستطيع أن نقول بأن أغلبها قد تأخرت في تفعيل عمل سياسي منظم لإنجاح ثورتنا السورية.
لا سيما أغلب تلك المنضوية تحت راية المجلس الوطني الكوري حيث تعاملت معها في البداية بحذر شديد تماماً كما سبق لها أن تعاملت مع الحكومات التي تعاقبت على دفة الحكم في البلاد، وما زالت تتعامل مع الثورة وفق سياسة الأمر الواقع التي تمليها ظروف الثورة على أرض الواقع من جهة، ووفق ما يتمخض عنه التعامل الأمني العنيف المدمر للسلطات السورية من جهة أخرى.
ولتلك الأسباب ولما يتعلق بتركيبة المعارضة والتوجهات القومية والعنصرية الضيقة لبعض مِن مَن نصبوا من أنفسهم كمعارضين ليس لهم إمتدادات شعبية حقيقية داخل سوريا.
لم نستطع حتى الآن أن نحقق اعترافاً حقيقياً بوجودنا كما يجب.
“كشعب يعيش على أرضه التاريخية في سوريا”.
لا من شركائنا في الثورة السورية ولا من أولئك الذين يدعون بأنهم يمثلون أطرافاً من المعارضات الأخرى، وهو ما يدفع بمكوننا الكوردي إلى الانسحاب حتى الآن من مؤتمرات المعارضة ليبعدنا وإياهم عن عقد تفاهمات مشتركة بيننا وبينهم ومنهم المجلس الوطني السوري وجماعة الإخوان المسلمين أيضاً..
لذا فإننا نرى بأن ذلك سوف ينعكس بشكل سلبي على مستقبلنا جميعاً في سوريا الجديدة لما بعد الأسد.
بالتوازي مع حجم تضحيات المواطنين ودما شهدائنا الأبرار..
هذا وكما كنا نرى منذ بداية انطلاق الثورة بأنه كان يتعين على أحزابنا الكوردية وكما سبق لنا أن عبرنا عن رأينا في مناسبات كثيرة أن تبادر إلى القيام بترتيبات سريعة تتمثل في الآتي :
1.
دخول ممثلين حقيقيين عن كل الأحزاب الكوردية في اجتماع غير محدد بسقف زمني.
يرمي إلى الإلمام بأساسياتنا القومية والوطنية في سوريا الوطن وتحديدها واعتمادها رسمياً ومن ثم نشرها في جرائدهم الرسمية الخاصة بهم، وفي وسائل الإعلام العامة.
2.
وضع استراتيجيات متكاملة لتفعيل وتبني تلك الأساسيات من قبلهم، ومن قبل أطراف المعارضة السورية المختلفة بالتوازي مع نشر أهداف الثورة السورية والدعاية لها جميعاً بغية الإسراع في حشد التأييد اللازم لها جميعاً ليتسنى للجميع فرص الإطاحة بنظام البعث القمعي في سوريا كما تقتضيه مصالح شعبنا الحقيقية وكل المواطنين السوريين.
3.
التوصل بسرعة إلى عقد تفاهم مع تنسيقيات شبابنا ليتسنى لهم احتضان الشارع الكوردي بالطرق المثلى، وتوجيهه التوجيه السليم لصالح تحقيق أهداف شعبنا والثورة السورية التي تكمل بعضها البعض في كثير من الجوانب..
4.
فتح مباحثات نشطة مع كل الجهات التي تدعي تمثل لأطراف المعارضة السورية بغية التعريف بأساسياتنا القومية والوطنية وأهداف الثورة واعتبارها أساساً لأية اتفاقات ثنائية أم جماعية.
5.
تشكيل مجالس ولجان مختلف لتحقيق أهداف الثورة ، وأساسياتنا، والإلمام بكل ما يستجد على الساحة السورية لتفعيل نشاطات شبابنا وإبعادهم عن كل ما يسيء إليهم بأساليب علمية.
لكن الذي حدث هو تأخر أحزابنا الكوردية عن مسار الثورة بحوالي عشرة أشهر حتى استطاعوا أن يعقدوا أول مؤتمر لهم تحت نظر وسمع السلطات السورية ليتمخض عن تشكيل مجلس وطني كوردي لم يستطع أن يرتقي في البداية لا إلى أهداف الثورة ولا إلى مستوى أساسياتنا القومية والوطنية،.
ليبقى هذا المجلس:
ـ عاجزاً عن التعريف بطموحات شعبنا كما هي، وهو ما لم يمكنهم في تلك المرحلة حتى الخروج بصيغة واضحة للإطاحة بنظام الأسد وإنما تركوا الباب مفتوحاً على مفاوضات مع النظام.
كما لم يستطيعوا أن يحددوا نوعية النظام الديمقراطي المرتقب الذي يرتقي إلى تجسيد مصالح شعبنا وحقوقه القومية والوطنية بشكل خاص والثورية السورية بشكل عام.
ـ كما لم يستطع المجلس أن يؤثر في الشارع الكوردي ولا أن يفعل في نشاطات تنسيقيات شبابنا الكورد في الثورة السورية.
بل على العكس ظهروا عليهم كمن يريد أن يجهض نشاطاتهم ويعرقل مسيراتهم.
بعكس ما استطاعت أحزابنا الكوردستانية أن ترتقي بنفسها إلى ذلك المستوى لقيادة ثورة أبناء شعبهم الكوردي في كركوك وغيرها أثناء انتفاضتهم الأولى ضد صدام.
وهو ما لم يمد أحزابنا بأية قوة جماهيرية أم تدعم توجاتهم نحو المعارضات السورية.
هذا وقد أصبحنا نلاحظ منذ فترة ظهور ميليشيات مسلحة تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكوردي “PYD” وهم يقومون بتنفيذ عمليات مريبة تتمثل في خطف واستجواب المواطنين الكورد.
واحتجازهم وقتل البعض منهم.
كما جرى في مناطق كوباني وعفرين، وغيرها..
ليسارع السيد الرئيس مسعود بارزاني إلى التدخل من أجل وقف تلك الأعمال وليرعى الإشراف على اتفاق مصالحة فيما بين ممثلي أحزاب المجلس الوطني الكوردي من جهة، ومجلس الشعب في غرب كوردستان و “PYD” من جهة أخرى والقاضي باختفاء تلك المظاهر المسلحة في المناطق الكوردية، ووقف التحريض الإعلامي ضد البعض.
ووو.
وتشكيل لجان لتفعيل وتطبيق بنود الاتفاق..
ونرى هنا أن نحذر الأطراف الموقعة على هذا الاتفاق الأخير من أن أي خرق لأي بند من بنوده لا بد أن يترتب ذلك على كل الأطراف نتائج كاريثية لصالح النظام..
ومن جهة أخرى فقد بلغنا بأن النظام السوري بدأ بإرسال تعزيزات عسكرية إلى بعض المناطق والمدن الكورية السورية، وهو ما يزيد من احتمال تدخل أمني عسكري للنظام في النطاق الكوردية على غرار تدخله في المدن السورية الداخلية، ومن جهة أخرى فقد بدأنا نقرأ عن هروب أعداد متلاحقة من المجندين الكورد من داخل الجيش السوري إلى جهات مختلفة وحتى لا تستغل هذه الظاهرة من قبل أطراف لا تريد الخير لتحشرهم ضمن مليشيات مشبوهة لتحقيق مصالحهم الخاص، وأن ذلك لا بد أن يضر بأمن وسلامن شعبنا ويضر بمصالحنا القومية والوطنية.
لذا فإننا نرى بأنه من الحكمة أن لا يضيع المجلس الوطني الكوري في سوريا أي وقت كما سبق له أن ضيع الكثير.
ليسارع إلى تشكيل جناح عسكري منظم من أولئك الجنود الكورد الفارين من الجيش الأسدي في المناطق الكوردية ليعملوا ككتائب ضمن الجيش الحر عند اللزوم في المناطق الكوردية دفاعاً عن أهلهم وذويهم من المدنين والمتظاهرين المسالمين بعد أن يؤمنوا لهم تفاهماً واتفاقاً مع الجيش الحر بذلك الخصوص.
مع السعي إلى توفر ما يلزمهم من العتاد والمال..
وبذلك يتم تنظيم حالات فرار الجنود الكورد وتحييد هم عن الدخول في حروب بينية أم محاربة الجيش الحر، وهو ما يقلل من فرص تعريض أمن ومصالح شعبنا لخطر شديد..
15.07.2011
رئيس منظمة أوربا للبارتي الديمقراطي الكوردي ـ سوريا
نسخة مترجمة من كلمته التي ألقاها مرتجلاً باللغة الكوردية.
قام بترجمتها شخصياً