دعنا من هذه المماحكة الكلامية فليشاور كل امرئ عقله أو طربوشه ويحكم ولا يستمع إلى كلام خليل كالو ربما يكون له غاية وأجندات وشخص حقود .فما الذي يفعله القديم القائم وممثليه الآن لحظة قراءة هذه الكلمات سوى الدوران حول الذات والتسكع وافتعال الأزمات وترك الكرد بلا غطاء سياسي وقيادة وبلا حراك فعال مقارنة مع الحراك العام السوري وما الحكم يا كردو في مثل هكذا حالة ..؟ نرضى ونشاركهم أم نرفض ونهجرهم وكيف سيتم خلق الجديد من رحم القديم والعلم يقول هذا مستحيل ..؟
لا انجازات حقيقية للقديم وشعارات لا معنى لها لأنها ليس لها غطاء سياسي وعملي على الأرض فانظروا إليه ماذا يفعل ..؟ لا شيء يمت بصلة للسياسة والحراك السوري والعمل الكردواري سوى ذر الرماد في عيون الغلابة أيام الجمع بحراك خجول وبعض الصور على النت وبيانات خاوية بلا رصيد عمل حتى يركنوا لخطابه التنظيري وإعطائه فرصة إضافية للبقاء وهو غير مؤهل لأسباب داخلية بنيوية وأطره معوقة للتطور ولجمع الكرد والحالة المريبة التي تعيشها بعض نخبه ونمط الثقافة السائدة لديها.
لقد كان هناك اعتقاد وظن عن نية صادقة ببعض التعويل على الشباب بأنه تطورا ربما سيحصل مع بداية انطلاق الحراك السوري العام و بدء حراك الشارع الكردي وكان مأمولا بتطوير وحداثة ممكنة نتيجة لتغيير الظروف الموضوعية فما على الكرد سوى بعض من تغير الذات والتجمع وصنع مركز قرار وخطاب قومي ووطني لكي تسير عجلة الحركة ولكن مع الأسف خاب الظن والاعتقاد واستوعبت حركة الشباب من قبل القديم وتخندق كل القديم في مواقعها علما بأنه لم يتطلب منه حينها التغيير الجذري بقدر ما هو مطلوب منه المواكبة مع الحالة الراهنة بمسئولية واقتدار ومع ذلك أصر على البقاء كما هو مع بعض من المكياج في شكله الخارجي ولكنه قد تعرى الآن أمام التحديات والمستجدات التي لم تكن في باله فأذهل وتضبع .
إذا ما قبلنا جدلا الآن بالقديم في زمن التغيير والحراك الثوري والمنتفض بلا شروط فكيف يمكن إيجاد البديل “وأي بديل” في غضون الحراك السوري العام المتغير باستمرار والذي يسعى كل طرف لتطوير ذاته والإصلاح حتى النظام البعثي قدر المستطاع كلا بطريقته فكان من الأولى للنخب الكردية وخاصة السياسية والثقافة منها المبادرة على التغيير قبل الإصلاح وتقدم الصفوف على كل المستويات باعتبار الكرد هم الطرف الأكثر ضررا في زمن سابق والأكثر منفعة في المستقبل إذا أحسنوا التصرف ولكن بعد/15/ شهرا من الحراك العنيف بقي كل شيء في مكانه وظل حراك الشارع الكردي بلا غطاء سياسي ودبلوماسي وشعبي .
ربما قد أصبحنا الآن خارج جميع المعدلات السياسية على المستوى الوطني والمعارضة والنظام وعلى هامش الحدث والغريب والمدهش لا نعرف ماذا نريد حتى الآن .
فلسنا مع النظام ولا مع المعارضة بشكل جدي ولا مع أنفسنا فهناك جفاء وريبة وارتباك على صعيد التعامل البنيني ومستوى الأداء .بل يكحل الخطأ بخطأ آخر وتنكس الحركة الكردية نحو الوراء والعمل بأدوات قديمة أثبتت فشلها وعدم نجاحها .
نحن طلاب حقوق وغايتنا الأساسية من أي حراك سياسي ومطلوب منا جميعا ولكن كيف وممن ..؟ نطلب الحقوق من النظام القائم ولا نؤمن بقدرته ونيته على فعل ذلك لأسباب بنيوية فيه وتاريخه شاهد على سلوك العدائي تجاه الكرد وهناك حراك عنيف ضده وكما نطلب تلك الحقوق من المعارضة المنظورة ولا نؤمن به أيضا ونتهمه بشتى النعوت والصفات وفي ذات الوقت نقول نحن سوريون ومشاركتنا خجولة على المستوى الوطني ولا يستحق التقدير مقارنة مع ما عاناه الكرد في زمن سابق .كما أن بقائنا منعزلين ككتلة كردية في مناطقنا كما يزعم البعض لن يحلب لنا شيء وهو محل ريبة وشك وليس حلا عمليا ونحن مشتتون بلا قيادة حقيقية كردية جامعة علما بأن الحركة الكردية قد عملت بعزلة عن محيطها ومنفردة برضاها أو غير ذلك من خلال أحزابها خمسين عاما بلا جدوى .
إذن ما العمل وهل نبقى كما كنا ونولول ونرضخ للأمر الواقع كما كان سلفنا الذي مات مقهورا عبيدا أم الرفض والنفض..؟ سؤال يجب أن نطرحه على أنفسنا إذا كنا فعلا جادون لحقوقنا القومية والديمقراطية في وطن مستقبلي يرعى الجميع ويعيش كل مكون وقومية بهويتها الثقافية القومية .
علما بأن لا حقوق موهوبة هكذا ولا بديل قط في التاريخ قد وجد جاهزاً واستبدل بالقديم كما يستبدل الشخص حذائه أو سرواله الداخلي وطربوشه .فإيجاد الشيء المادي واستبداله بآخر لهو أمر ممكن ولكن استبدال وتغيير حركة الاجتماع عن منحى مسدود وحالة سبات لا يتم إلا من خلال نشر ثقافة الوعي التنويري ونقد الموروث المعوق وعدم العمل به ورفضه رفضا تاما وتعرية ممثليه .علما بأن نشاط وحركة الاجتماع النهضوية لدى الشعوب هي حركة ثورية مركبة تراكمية ثقافية وسياسة واجتماعية وفكرية تفرضه الحالة المعاشة بالضرورة من خلال رجال الثقافة والفكر ومشروع حيوي على المستوى الأمة حيث لا يمكن إيجاد بديل القديم بسهولة من خلال قول ورغبة وحاجة آنية من هذا الشخص وذاك ولا من خلال النقد فقط ورفض القديم والطعن في مصداقيته لأن القديم سوف يقاوم ويتخندق ويحارب التجديد والتغيير بكل الوسائل الممكنة لديه ولا يترك مكتسباته بسهولة ويسر لذا لا بد من العمل في مشروع كردواري جديد متكامل من خلال ذهنية تغيير وثورة داخلية على المفاهيم والمصطلحات ونمط وطبيعة المناهل الثقافية والفكرية ومرتكزات القديم التنظيمية والمعنوية التي تبقي عليه وتوفر له أسباب البقاء والتصدي له تنظيميا وفكرا وثقافة بوسائل عمل أكثر عصرية من خلال تحديث جذري في نمط التفكير وفلسفة الحياة للإنسان الكردي ..
24.6.2012
*…لا يقصد بالقديم الفئة العمرية بل الأفكار وطبيعة الثقافة والأهداف والوسائل …قد يكون القديم شابا والجديد شيبا …
* كل المؤطر على الساحة الكردية هو قديم لا نفع فيه “رأي شخصي” بناء على حركته وحراكه وتاريخه ولا يعني به الأفراد وبعض الفعاليات الشبابية …