إلا أن الأنكى هو أن يصبح للإنسان ـ وفي قلب الإنسان الواحد ـ مجموعة من التلوينات حتى تكاد تصاب بعمىً في الألوان، وتترنح، وتدخل في دوامةٍ من التفسيرات وكأنك أمام قطعةٍ من قوس قزح، تعرفه بلون وتتعرف عليه بآخر وآخر، بقناع وقناع، بأسلوب وأسلوب، بمشروع ومشروع، داعية لكل القيم النبيلة ومرتعاً للنقائص البديلة .
وهكذا المشاريع، وخلف المشاريع، وسقف المشاريع، وأرضية المشاريع، طرحها جميل … حقيقتها نبيلة، لكن ممارستها في القبح أجمل حين … تمارس !!
فأنت أيها الكردي كم من مشروع متوجه إليك ويحتويك، من الخصم، من الصديق، ومن حاميك، وحتى في كل واحدةٍ منها سيوف مسلطة عليك لتقطع أوصالك إرباً إرباً..
خصمك يجزؤك ليمحي وجودك ….
وصديقك لسهولة احتوائك… وحاميك ليرضي الخصم والصديق ويعيد التوازن إلى المعادلة – ولا جعلني الله في خانة السوادويين أو الواشين – وتتجزأ إلى متناثرات وأشلاء ..
ومن تجابه ..
لتلم أوصالك المبعثرة حياله وقلبك المنتشي بنشوة الصراع الطبقـي / الفكري / السياسي..
والخلفيات..
والماضي المليء بالإنجازات…!! وتخوض في صراعات الوجود والماهية ..
فللمعركة طرفان ..
طرفك وطرف الخصم ..
لكن كم هي أطراف معركتك …؟!
وللوحدة معنىً واحداً ومدلول واحد..
أما وحدتك فتحتاج إلى جرعات وجرعات..
إلى مقدمات ومباركات وضوء أخضر، وبالأخير تنجز بالإخفاقات..
لأنها ودائماً لا تستند على حقيقتها بل على المترادفات..
وحينها..
وعندها، تنتابها القشعريرة وتنتحر الكلمات..
وتتلاشى من الوجود لتجد نفسك الذات والأنا، وتبقى وحدك أنت الكردي تبحث للكلمة عن المجازات وللحقيقة عن المترادفات ولنفسك عن الملاذ … عن التسكينات ..؟