(قامشلو – ولاتي مه – خاص) بمشاركة وفود من منظمات الحزب في قامشلو وبقية مناطق المحافظة بالاضافة الى حضور وفد قيادي من الحزب و عدد من الضيوف وبمناسبة الذكرى الخامسة والخمسون لتأسيسه أقام الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا مهرجانا خطابيا يوم أمس السبت في مدينة قامشلو, بدأ المهرجان بدقيقة صمت على أرواح شهداء الكورد وشهداء الثورة السورية ومن ثم تتالت الكلمات التي القيت بهذه المناسبة, وبدأت بكلمة الحراك الشبابي في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي تحدثت فيها عن بدايات تأسيس الحزب بمبادرة نخبة من المناضلين المخلصين وما لبث ان انضم اليهم قادة آخرين,
و في فترة قصيرة استطاع الحزب استقطاب أوساط واسعة من أبناء الشعب الكوردي الأمر الذي لم يرق للأوساط الشوقينية التي سارعت الى شن حملات متواصلة من القمع الشديد وحملات الاعتقال بحقه ومارست سياسة الاضطهاد والتفرقة العنصرية البغيضة والمشاريع الاستثنائية بحق الشعب الكوردي حتى وصلت هذه المشاريع الى درجات ليس لها مثيل في العالم دمرت المناطق الكردية وأبعدتها عن كل سبيل للتطور والنمو وجاء في الكلمة ” اليوم يتزامن إحياء هذه المناسبة الوطنية مع تجاوز ثورة الشعب السوري شهرها الخامس عشر وهي ماضية بعزيمة قوية وارادة صلبة لدى جميع أبناء سوريا وبشكل خاص الجيل الشاب الذي اكتوى بتلك السياسات الظالمة والبغيضة والمدمرة ، ولذلك تجدون مدى اندفاع الشباب إلى التضحية والاستبسال على طريق تحقيق أهداف ثورة الشعب السوري وعلى طريق الخلاص من تلك الحقبة السوداء من تاريخ سوريا ، والانطلاق إلى مستقبل مشرق واعد يجد فيه الشباب الفرصة للمشاركة بكل طاقاته الخلاقة في بناء الوطن الحر الذي يؤمن لأبنائه جميعا الحقوق المتساوية والكرامة الإنسانية التي افتقدها شعبنا طويلا .”
ثم القيت كلمة المنظمة النسائية للحزب التي اكدت ان تأسيس الحزب جاء استجابة لضرورة تاريخية في إنقاذ الشعب الكوردي من براثن سياسات التفرقة العنصرية ومن مشاريعها البغيضة التي اعتمدتها الحكومات السورية المتعاقبة والتي هدفت بشكل مكشوف وبدون مواربة إلى القضاء على وجود الشعب الكردي ومحو هويته القومية بمنعه حتى من أبسط الحقوق القومية مثل استخدام لغته القومية وإحياء تراثه الثقافي وابسط حقوقه الانسانية ..واضافت الكلمة: من الطبيعي في ظل مثل هذه السياسات الظالمة أن تكون المرأة الكردية في مقدمة ضحايا هذا النهج الشوفيني الذي أراد فرض الفقر والتخلف والجهل على مجتمعنا وإعادته الى ما يشبه القرون الوسطى في قمع المرأة واضطهادها وسلبها حقوقها المدنية وسد كل سبل التعلم والعمل والمشاركة في الحياة العامة أمامه واضافت : ومن هنا جاء الدور التاريخي والهام لحزبنا في مقاومة هذه السياسات عندما بادر ومنذ السنوات الأولى من التأسيس الى تنظيم عدد لا بأس به من المناضلات الأوائل في صفوفه حيث قمن بواجبهن في النضال السياسي وفي تلقى الوعي القومي واشارت الكلمة الى المشاركة الواسعة للنساء في التظاهرات ، ليكون صوتها القوي الى جانب صوت الرجل من أجل طي صفحة الدكتاتورية و الاستبداد والاضطهاد وقالت: نحن على يقين أن الشعب السوري سينتصر وسيحقق أهدافه النبيلة لتكون بلادنا سوريا وطنا لجميع أبناءها دون تمييز أو تفرقة سواء كان تفرقة قومية أو دينية أو تفرقة بين الرجال والنساء هذه التفرقة البغيضة التي ستلقى مصيرها المحتوم على أيدي بنات وأبناء الشعب السوري المكافح .
وألقى السيد فارس عثمان عضو اللجنة المركزية للحزب كلمة باسم اللجنة المركزية للحزب تحدث فيها عن ظروف تاسيس الحزب الذي استطاع وعلى الرغم من دخوله حديثاً معترك الحياة السياسية أن يثبت أقدامه على الأرض في الوسط الكردي واتسعت قاعدته التنظيمية خلال فترة وجيزة لتشمل أغلب القرى والمدن والبلدات الكردية، وأضحى قوة جماهيرية وسياسية لا يستهان بها في الوسطين الكردي والسوري على حدٍ سواء، إلا أن ذلك لم يدم طويلاً إذ سرعان ما تم الانقضاض على تلك المكتسبات الديمقراطية بإعلان الوحدة بين سوريا ومصر، والإعلان عن تأسيس الجمهورية العربية المتحدة التي قامت بحل الأحزاب السياسية في مصر وسوريا والتضييق على الحياة السياسية في البلاد وتحول الحزب إلى هدف للكثيرين من الخصوم ومن القوى الشوفينية داخل السلطة الجديدة وخارجها، وكذلك من بعض قوى المجتمع الكردي، وازدادت حدة المؤامرات والمشاريع العنصرية ضد الشعب الكردي في سوريا وكان أخطر هذه المشاريع المشروع الشوفيني العنصري الذي وضعه محمد طلب هلال الذي طالب فيه بتجريد الكرد من الجنسية السورية وتطبيق مشروع الحزام العربي السيئ الصيت وتجهيل الكرد وإفقارهم والضغط عليهم لتهجيرهم من مناطق سكناهم وغيرها من الممارسات الشوفينية التي لا تعد ولا تحصى بغية تغيير الطابع الديمغرافي للمناطق الكردية .
واضاف السيد فارس : وكان من أولى أهداف هذا المشروع هو ضرب حزبنا الفتي وتفتيته لكي يبقى الكرد بدون تنظيم سياسي إلا أن الحزب وعلى الرغم من الضربات المؤلمة التي تلقاها نتيجة حملات القمع والاعتقالات بقي صامداً في وجه المؤامرات وحملات السجن والتشريد والتنكيل هذه، وناضل بدون هوادة وواصل نضاله لتحقيق أهداف وتطلعات الشعب الكردي القومية المشروعة وبناء سورية ديمقراطية يتمتع فيها كافة المواطنين بحقوقهم الإنسانية والديمقراطية والقومية .
واشارت الكلمة الى الثورات العربية التي امتدت شرارتها إلى سوريا أيضاً واكدت ان الحزب التقدمي كان أحد الأحزاب المشاركة في هذه الثورة المباركة التي رفع شعار ” الحرية والكرامة ” إلى جانب غالبية أحزاب الحركة الوطنية الكردية، ومع امتداد رقعة الثورة واتساع عدد المشاركين فيها وتطور الأحداث بشكل متسارع نتيجة لجوء النظام إلى الحل الأمني والعسكري واستخدام القوة لمواجهة المتظاهرين السلميين، اقتضت الحاجة توحيد طاقات المجتمع الكردي وحركته السياسية على الرغم من أن الحزب وفي إطار التحالف الديمقراطي الكردي في سوريا كان من الداعين إلى هذه الوحدة، ونتيجة لجهود الحزب وباقي احزاب الحركة الوطنية الكردية تم الاتفاق على عقد مؤتمر وطني كردي في 26/10/2011 الذي انبثق عنه المجلس الوطني الكردي ويعتبر الحزب هذا المجلس انجازا قوميا ووطنيا يجب الحفاظ عليه وتطويره وتفعيل دوره الوطني ليقوم بالمهام الموكلة إليه وهي بناء دولة ديمقراطية تعددية برلمانية تقر دستورياً بالشعب الكردي كمكون رئيسي في البلاد وتعترف بهويته القومية وبلغته الكردية وبحقوقه القومية المشروعة وفق المواثيق والعهود الدولية.
وجاء في الكلمة: أن المجلس الوطني الكردي مدعو اليوم إلى اتخاذ خطوتين هامتين الأولى العمل على توحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية من خلال الدعوة لعقد مؤتمر وطني شامل يشارك فيه كافة أطياف المعارضة وإقرار برنامج سياسي واضح يحدد ملامح سوريا المستقبل، ويتضمن هذا البرنامج حقوق الشعب الكردي كمكون وطني سوري.
والثاني توحيد صفوف الكرد من خلال إيجاد شكل من أشكال التعاون والتنسيق أو أي صيغة وحدوية مع الأخوة في مجلس الشعب لغربي كردستان بهدف ترتيب البيت الكردي ولتجنب أي صراع محتمل أو افتراضي في المرحلة المقبلة لما لهذه الخطوة من أهمية إستراتيجية على مصير ومستقبل الشعب الكردي في سوريا.
ثم القى السيد سلمان حسو عضو المكتب السياسي للحزب كلمة اكد فيها انه بسبب الظروف التي يمر بها البلاد تم اختصار احتفالات الحزب على زيارة وفود المنظمات الحزبية إلى أضرحة الرفاق المناضلين من الحزب الذين رحلوا ..
وتليت بعد ذلك البرقية التي بعث بها سكرتير الحزب السيد عبدالحميد درويش الى الاحتفال : تمنى فيها لو كان بينهم للاحتفال سوية بميلاد الحزب كما في السنوات السابقة ولكن شاءت ظروف البلد الخاصة أن يغادر الوطن وأن يغيب عن الاحتفالات, واكد ايمانه العميق بأن الشعب سينتصر وسيحقق اهدافه في الحرية والديمقراطية مهما غلى الثمن وغلت التضحيات وينال الشعب الكردي كامل حقوقه القومية التي ناضل الحزب من أجلها بكل ثبات وصبر وعزيمة …
كما ألقى الكاتب محفوظ رشيد كلمة باسم رابطة الكتاب و الصحفيين الكورد في سوريا هنأ فيها الجميع بمناسبة الذكرى 55 لتاسيس الحزب الام البارتي الديمقراطي الكوردستاني في سوريا الذي وضع الاسس ونظم الصفوف للحفاظ على الهوية الكوردية وحماية مقوماته القومية والوطنية وصيانة ثوابته التحررية والسلمية والديمقراطية وحيا المؤسسين الأوائل الاحياء منهم والراحلين وخص بالذكر الاستاذ عبدالحميد درويش الذي ما زال في اوج عطائه ..
و ألقى الدكتور غيفارا شيخو كلمة باسم صوت المستقلين الكورد السوريين قال فيها ان خمسة وخمسون شمعة التي تضيئونها اليوم لذكرى حزبكم المناضل هي التي كانت اللبنة الأولى في بناء و نشر الفكر القومي بين أبناء شعبنا الكردي للخلاص من نير الظلم الذي كان و ما يزال يلاحقه نتيجة الذهنية الشوفينية والاستعلائية لدى الحكام والنظم المتعاقبة في سوريا.
و لا ينسى أحداً من الذين بادروا ببناءه و تنظيمه ليقودوا مسيرة شعبهم رغم الملاحقة و السجون و المعانة، فهؤلاء الابطال الذين سيتذكرهم التاريخ و الشعب و الذي ننحني اليوم إجلالاً و إكباراً لهم ( أوصمان صبري، نور الدين زازا، عبد الحميد درويش، شيخ محمد عيسى، رشيد حمو، محمد علي خوجة، حموة نويران، شوكت حنان، رحم الله من رحل ، و ألف تحية لمن بقي منهم حياً و اخص هنا بالذكر المناضل الاستاذ عبد الحميد درويش.
واكد الدكتور كيفارا في كلمته ان سوريا تتجه نحو نفق مظلم وعلينا ان ناخذ الوضع بعين الجد لان شعبنا سيحاسبنا على كل خسرة في هذه المرحلة وبالاخص المجلس الوطني الكوردي الذي بدأ الكورد يلتفون حوله ويهتبرونه ممثلا له الى جانب القوى الاخرى ..