يقال عن الإعلام هو التبليغ عن أمر ما ويقال في اللغة هو نبأ أو خبر (إيصال خبر ما) في إطارها الصحيح ونقلها بصدق وأمانة إثناء حدوثها وهو العصب الرئيسي لنقل الإحداث والمعلومات عن طريق وسائل الإعلام المتوفرة من الإعلام المرئي والسمعي والكتابي والانترنيت و التواصل الاجتماعي وهو آخر ما توصل إليه العلم من فيسبوك وتويتر و……………… وللإعلام نوعان
أولا: إعلام يقوم بتزويد الناس بمعلومات صحيحة تعتمد على الوقائع التي تحدث على أرض الواقع ونشر معلومات وبرامج ثقافية لرفع المستوى الثقافي للمجتمع ويكون المصلحة العامة هو الهدف والمراد
وبما إن الإعلام يلعب دوراً أساسياً في توجيه وتطوير المجتمعات وهو يعبر عن تطلعات وآمال الشعوب و وسيلة من وسائل الكفاح والنضال ضد الاستعمار وهو أيضا لسان حال (شعب – حزب – مؤسسة ……..).
وهو سلاح فعال للتصدي لأي هجمة إعلامية تريد النيل من شعب أو مجتمع ما مثلما حدث للشعب الكردي حيث بقي الشعب الكردي في نظر الأتراك بأنهم أتراك الجبال هكذا كان إعلامهم يرسخ في أذهان شعوبهم وغيرهم من شعوب المنطقة بأن الشعب الكردي شعب همجي لا يحب التطور والتقدم والسبب في بقاء الشعب الكردي هكذا في نظر الآخرين هو عدم وجود إعلام كردي للدفاع عن الشعب الكردي والإعلام الموجود لم يستطع إن يؤثر حتى في الشارع الكردي بسبب الأنظمة الاستبدادية المنتشرة في العالمين العربي والإسلامي فكيف لها أن تؤثر في الشارع العربي والإسلامي.
من خلال دور الإعلام المهم والضروري في حياة المجتمعات حيث يستطيع الإعلام أن يوجه مجتمع ما نحو هدفه وله قدرة فعالة في اجتياز الحدود والوصول إلى أية نقطة في العالم دون عوائق وخاصة المرئية والمسموعة والآن المكتوبة أيضا والتأثير المباشر في حياة المجتمعات وخاصة من خلال التواصل الاجتماعي (فيسبوك – يوتيوب – تويتر) هذه الوسائل الحديثة لعبت و تلعب دوراً مهماً في ثورات الربيع العربي و التوجيه والتوعية والتحذير وخاصة في المناطق التي تتعرض لكوارث طبيعية –هزة أرضية – تسونا مي وفي الحروب أو ما شابه ذلك .
ومن واجبات الإعلام نقل الخبر من منطقة الحدث بأمانة ومصداقية بما يحدث على ارض الواقع وبيان مكامن الخلل في المجتمع والبحث عن كيفية معالجتها أو وضع حلول مناسبة لها.
ومن هذا المنطلق الأساسي الذي يلعبه الإعلام في حياة المجتمعات فأننا نرى بأن الحركة الكردية في سوريا يفتقد حتى الآن إلى أعلام كردي مسئول يواكب العصر والإحداث المتسرعة التي تحدث هنا وهناك وخاصة نحن نواجه إعلاما قوياً فأن جميع الأحزاب الكردية لا يملكون إعلاما يواكب الإحداث المتسرعة , بل يملكون جرائد شهرية أو نصف شهرية لا يواكبون الحدث أخبارها قديمة يكون قد مضى عليها زمنٍ طويل واغلب الأحيان تستغرق أكثر من شهر وخاصة نحن في عصر العولمة والسرعة الفائقة ولا تستطيع إن تؤثر في الشارع الكردي بسبب الإقصاء التي تمارسه هذه الأحزاب لان التفكير الاقصائي أو مقال إقصائي يؤدي إلى إقصاء بإقصاء فإذا تقصي جزءاً من مجتمعك فبأي قاموس سيقبلك مجتمعك أو شعبك لأننا في عصر لا يجوز فيه إلغاء الأخر بأي شكل من الإشكال والمنطق السليم هو منطق قبول الرأي الأخر المخالف لرأيك والتعامل بهذه الروح هي سمة العصر وعنوانه
الإعلام يستطيع إن يعرف قضية شعب ما بالمجتمعات الأخرى من خلال التعريف بتاريخ وعادات وتقاليد هذا الشعب والدفاع عن حقوق الشعوب حسب الاتفاقيات الدولية.
يقال عن الإعلام بأنه السلطة الرابعة أو بأنها جلالة الملكة, إما الآن فقد أصبحت السلطة الأولى في التأثير المباشر على المجتمعات على الرغم من ذلك لم نعطي الإعلام الدور المطلوب في مواكبة الإحداث فكيف للحركة الكردية إن تؤثر على الشارع الكردي بشكل خاص والشارع السوري بشكل عام والتعريف بعدالة القضية الكردية للمجتمعات الأخرى من خلال إعلام كردي متخصص حر وخاصة نحن نخوض ثورة شعبية عارمة منذ أكثر من خمسة عشرة شهراً وحتى الآن لم نستطع إن نبين الرؤية الكردية الواضحة والموحدة مثلما فعلت الجبهة الكردستانية حيث كانت شعارها (الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي الحقيقي لكردستان) ولا أن نؤثر في مكونات المجتمع المحيط بنا من عرب وغيرهم من مكونات مجتمعنا الأساسي , فهناك أشخاص يملكون قنوات تلفزيونية وأشخاص يملكون مواقع انترنيت معروفة لدى الناس أكثر من مواقع الأحزاب وحتى هناك أحزاب لا يملكون مواقع الكترونية ولا تستطيع أن تنشر مقالاً أو رأياً أو ما شابه ذلك في المواقع الحزبية لأنها غير حرة وحتى تنشر مقالك أو رأيك يجب أن تكون من منتسبي أو مؤيدي ذلك الحزب لذلك يلجأ الكتاب والشعراء إلى المواقع الحرة لطرح أفكارهم وأرائهم حسب ما يملي عليهم واجبهم , فآن الأوان إن نفكر بتأسيس إعلام كردي حر شامل يخدم القضية الكردية لا أن يخدم أشخاص أو أحزاب لأن تأسيس قناة تلفزيونية وإذاعية سيلعب دورا أساسيا في إيصال الصوت الكردي إلى الرأي العام وتعريف القضية الكردية بالشعب السوري بشكل خاص والشعوب العربية و الإسلامية بشكل عام أمامنا امتحان صعب والظروف ملائمة والتاريخ لا يرحم فيجب علينا أن نكون مع الحدث ونستغل الظروف الدولية والعالمية لصالح قضيتنا من خلال إنشاء مؤسسة إعلامية كردية حرة شاملة تخدم القضية الكردية لان الإعلام جزء أساسي من حياة الشعوب وبحريتها نرتقي إلى مصاف الشعوب المتقدمة والمتطورة.