عبد المسيح قرياقس والأفكار الخاطئة برؤية حركة الإحياء الديمقراطي العربي (1)

سيامند إبراهيم*

يحار المرء من أين يبدأ, وهو يطالع كتاب الأستاذ عبد المسيح  قرياقس (المسألة الكردية في سوريا) دراسة سياسية, والكتاب هو الأول للكاتب الذي قبع في السجون السورية مدة 17 سنة بتهمة الانتماء لحزب البعث (جناح العراق) وهو يتناول في هذا الكتاب المسألة الكردية برؤية حركة إحياء العربي الديمقراطي على حسب ما يدعي لكن؟! لكن أية رؤية مقيتة هذه ونقولها: واخيبتاه لهذه الرؤية المشوهة, وما هذه الحركة التي تتبنى هكذا رؤية خاوي من أي فكر إنساني, وتشويه العلاقة التاريخية الأصيلة بين الشعبين السرياني والكردي.
ومن خلال قراءة السطور الأولى لهذا الكتاب الموسوم ب (المسألة الكردية في سوريا) نجد انعدام منهجية البحث العلمي في السير بأدوات الكاتب التي تقدم القراءة التاريخية بصدق وأمانة وبتجرد عن الأنانية في الحكم على الأشياء, والتجني على التاريخ؟! و هو يبدأ يخلط بين سرد ذكرياته عن قريته كاسان وبين الإسقاط التاريخي لرؤاه في قذف الشعب الكردي بحمم من سمومه وخلق أوهام من بنات خيالية وصب جام غضبه عبر هذا التوصيف اللامسؤول بهذه العبارة  “الخوف الأزلي من الكرد” وأي خوف هذا يا سيد قرياقس, والشعبين الكردي والسرياني وبقية شعوب موزوبوتاميا عاشوا خلال أربعة آلاف سنة بود وحب؟! وعلى الرغم من هذه السموم المقززة التي تنبعث من نفس حاقدة؟! لكن رغم ذلك  فهو يقدم صور  جميلة لمرابع طفولته من خلال سرد تاريخي الجميل لمدينة الآباء والأجداد (هزخ) التي غادرها أهله بعد معاهدة سايكس بيكو ضمن الحدود التركية, وهروبهم من الظلم التركي والخوف الأزلي من جوارهم الكردي” لكن بصراحة هو يضع نقاط سوداء مظلمة في فسيفساء اللوحة الهزخية الرائعة التي عاش فيها الشعبين السرياني, الأرمني والكردي متحابين متآخين حتى الثمالة؟ وفي هذه العجالة أتناول العديد من الأفكار والرؤى الخاطئة التي لم يفلح في تناولها بشكل علمي ومنطقي لأنه ثمة خلط ووضاح في دس السم في قناة الأخوة التاريخية بين هذين الشعبين, وكل من يعرف أن قبل الأحداث المؤلمة للمجازر التي قام بها الترك ضد الأرمن والسريان
وبعد فواصل من رسم لوحات جميلة عن عراقة أسرته مع أهل كاسان, وبعد مغادرة أهله كاسان وبيعها بشكل نهائي سنة 1954 فهو يقول لم تنقطع علاقتنا مع أهل القرية, ولكن مع دخول البلاد في العهد الناصري وتبلور الأفكار القومية وخاصة العروبية عند الشباب فيقول:” بدأت عوالمنا نحن المثقفين المسيحيين والكرد تتباعد, ففي نفس العام قامت الوحدة بين مصر وسوريا, التي رأى فيها المثقفون الأكراد ضربة لهم وإضعافاً لوجودهم, فبدأ الأكراد يشكلون تنظيماتهم السياسية لمواجهة هذه الوحدة..

هذه المواجهة التي كانت تفرح الغرب وأعداء الوطن..” يبدوا أن الأستاذ قرياقس غير مضطلع بشكل دقيق عن نضالات الشعب الكردي في سوريا بشكل جيد, فالحزب الديمقراطي الكردستاني والذي عدل اسمه فيما بعد إلى الحزب الديمقراطي الكردي تأسس في سوريا قبل العهد الناصري أي في 14 حزيران سنة 1957 في الدرباسية, وقبل البارتي كانت هناك حركة آزادي سنة 1956 وكانت هناك حركة الاصلاح في الجزيرة, فالافتراق الكردي المسيحي القوموي لم يكن وليد العهد الناصري بل كان منذ تأسيس البعث وفكره الاقصائي الشوفييني ضد كل الأقليات والشعب في العالم العربي وها هو في طريق الاندثار والفشل الذريع أمام الربيع العربي, وثمة مغالطة كبيرة تقولها يا أستاذ أن الأكراد بعد الوحدة بدؤوا يعدون عدتهم لمواجهة هذه الوحدة, لقد طلبت السلطات الناصرية حل حزب البارتي والشيوعي فرفضا , فما كان رد فعل الأمن الناصري من زج آلاف الأكراد والشيوعيين في السجون و لا ينسى التاريخ جريمة قتل الشهيد فرج الله حلو وقاتله حي يعيش في مصر عبد الحميد السراج (الحموي الأصل) وأي تحليل ساذج هذا يا سيد قرياقس حق الشعب التمتع بحقوقهم القومية ليس هو وليد الغرب دع من فكرك هذا التفكير البعيد كل البعد عن الواقع؟! فلكل شعب له الحق في تعلم لغته, وممارسة حقوقه القومية والاعتراف به ضمن النسيج السوري الواحد؟
4 حزيران 2012
قامشلو
Siyamend1955@gmail.com
 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين تستند الشعبوية في خطابها على المشاعر والعواطف الجماهيرية، بدلًا من العقلانية والتخطيط، حيث أصبحت ظاهرة منتشرة في الحالة الكردية السورية، وتتجلى في الخطاب السياسي الذي يفضل دغدغة المشاعر الجماهيرية واستخدام شعارات براقة، ووعود كاذبة بتحقيق طموحات غير واقعية، بدلاً من تقديم برامج عملية لحل المشكلات المستعصية التي تعاني منها المناطق الكردية. إن تفاقم الاوضاع الاقتصادية وانتشار الفقروالبطالة، يدفع…

خالد حسو عفرين وريفها، تلك البقعة التي كانت دائمًا قلب كوردستان النابض، هي اليوم جرحٌ عميق ينزف، لكنها ستبقى شاهدة على تاريخٍ لا يُنسى. لا نقول “عفرين أولاً” عبثًا اليوم، بل لأن ما حدث لها، وما يزال يحدث، يضعها في مقدمة الذاكرة الكوردية. لماذا عفرين الآن؟ لأن عفرين ليست مجرد مدينة؛ هي الرئة التي تتنفس بها كوردستان، والعروس التي تتوج…

خليل مصطفى ما تُظهرهُ حالياً جماعة المُعارضة السورية (وأعني جماعات ائتلاف المُعارضة المُتحالفين مع النظام التركي) من أقوال وأفعال مُعادية ضد أخوتهم السوريين في شمال شرق سوريا، لهي دليل على غباوتهم وجهالتهم ونتانة بعدهم عن تعاليم وتوجيهات دين الله تعالى (الإسلام).؟! فلو أنهُم كانوا يُؤمنون بالله الذي خالقهُم وخالق شعوب شمال شرق سوريا، لالتزموا بأقواله تعالى: 1 ــ (تعاونوا على…

  نظام مير محمدي* يمثل الخامس والعشرون من نوفمبر، اليوم العالمي للقضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة، فرصة للتأمل في أوضاع النساء في مختلف المجتمعات ومناقشة التحديات التي يواجهنها. وعند تأملنا في هذا السياق، تتجه أنظارنا نحو السجون المظلمة في إيران، حيث تُعتقل النساء ويتعرضن للتعذيب لمجرد ارتكابهن جريمة المطالبة بالعدالة وإعلاء أصواتهن لوقف القمع وتحقيق الحرية. هؤلاء…