حاوره: زارا مستو
الأزمة السورية تتفاقم وخاصة بعد مجزرة الحولة, ورد الفعل الدولي كان قويا حيث طرد الأوربيون وغيرهم البعثات الدبلوماسية السورية, كيف تقيمون هذا المشهد؟
الأزمة السورية تتفاقم وخاصة بعد مجزرة الحولة, ورد الفعل الدولي كان قويا حيث طرد الأوربيون وغيرهم البعثات الدبلوماسية السورية, كيف تقيمون هذا المشهد؟
نعم الأزمة تفاقمت كثيراً ولكن الرد ليس قويا , ومجزرة الحولة هي جريمة بحق الانسانية والتي هزّت وجدان كل من سمع بها أو رأى المناظر المروعة والرهيبة وهي تعكس مستوى الأزمة , رغم حدوث مجازر كثيرة مشابهة وفي مناطق عدة في سوريا مما استوجب تحركا معينا من قبل بعض الدول والتي يسجل لها نوعا من احترام مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية .
.
وبالتالي ربما هي مضطرة لاتخاذ بعض الخطوات حفاظا على ماء وجهها أمام شعوبها , مما استوجب طرد السفراء والبعثات الدبلومسية للنظام السوري والضغط عليه لاجباره الالتزام بخطة المبعوث الدولي والعربي كوفي انان طالما ليس من بديل.
.
وبالتالي ربما هي مضطرة لاتخاذ بعض الخطوات حفاظا على ماء وجهها أمام شعوبها , مما استوجب طرد السفراء والبعثات الدبلومسية للنظام السوري والضغط عليه لاجباره الالتزام بخطة المبعوث الدولي والعربي كوفي انان طالما ليس من بديل.
إن الأمور وما آلت اليها بتصوري هي مدبرة وتحت السيطرة وليس كما يشاع ويروج لها بوضع اللائمة على الموقفين الروسي والصيني للاعتبارات التالية:
1- أن القوى الكبرى صاحبة القرار لم تمارس الضغط الكافي على النظام السوري , وما تجميد أرصدة بعض المسؤولين أو بعض التصريحات الإعلامية ليس سوى ذر الرماد في العيون , وبات عامة الشعب السوري يدرك ذلك .
2- ليس واضحا قدرة النظام الروسي للوقوف في وجه الإرادة الدولية إذا كانت جدية فعلا
3- يخطأ كل من لا يضع في الحسبان الدور الاسرائيلي الهام في مجريات الحدث بهدف تحقيق مكاسب جمة وذلك بعد انهيار البنية التحتية للبلد بشكل خاص الاقتصادية , وتفكك المجتمع واضعافه لدرجة كبيرة , الى ضعف القدرة العسكرية واستنزافها ,
وهنا فإن استخدام مجزرة الحولة هي ذريعة في وقت مناسب لتلك القوى للانتقال إلى المرحلة التالية والتي يراد منها حلا سياسيا والمؤشرات تسير نحو النمط اليمني.
هناك جملة انتقادات لموقف المجلس الوطني الكردي حول مجزرة الحولة, قيل بأن موقف المجلس كان رفع العتب ليس أكثر, مار أيكم؟ إن موقف المجلس الوطني الكردي من مجزرة الحولة ماهو الا صورة من واقع المجلس وما يعانيه ورغم أن إنجاز المجلس مكسب هام ولكن بالمقابل لا أرى إمكانية لهذا المجلس لمواكبة المرحلة والقيام بالمهام المنوطة به لسببين:
الأول: لطريقة تشكيل المجلس الكردي والذي أقل ما يقال إنها كانت سلقاً وليس على أسس ديمقراطية أو حتى واقعية وبذلك تم استبعاد معظم الكوادر والطاقات الواعدة من المستقلين من أبناء شعبنا الكردي
الثاني: وهو الأهم الممارسة الحزبية الضيقة والمقيتة من قبل بعض الرموز الكلاسيكيين والمتنفذين في أحزابهم والتي انتقلت إلى المجلس , حيث لا يوجد برنامج عمل ولا نظام داخلي, بالتالي الاستحواذ على القرار السياسي وتشكيل لجان كيفية في الداخل والخارج.
كل ذلك جعل موقف الشعب الكردي ممثلا بمجلسه متاخرا في مسار الثورة السورية, مع تقديري لبعض السلبيات في المجلس الوطني السوري تجاه القضية الكردية.
واستفادت أطراف أخرى من هذا التراجع واستغلته بشكل أفضل.
برأيك ما هو المطلوب من المعارضة ا لسورية في ظل هذه الأوضاع المأساوية التي تمر بها البلاد؟
حقيقة تعاني المعارضة السورية أزمات وتصدعات كبيرة افادت النظام وخدمته كثيرا, وبالتالي فهي تتحمل جزءا من مسؤولية معانات الشعب السوري , لأنها لم تتنبه الى خطورة عدم توحدها بالنظر لخصوصية الحالة السورية , وبتصوري لابد من برنامج سياسي واضح يتوافق عليه معظم الفرقاء في الخارج والداخل ممثلا بالمجلس الوطني السوري والمجلس الوطني الكردي وهيئة التنسيق وغيرها لتشكيل ائتلاف وطني واسع
يضم قسما من مكونات النظام الحالي ويراعي القوانين والمواثيق الدولية , ويبدو أن العد التنازلي قد بدأ فعلا .
انعقد مؤخرا اجتماع موسع لحزب آزادي الكردي في سوريا, وحسب البلاغ الصادر منه , بأن هناك عودة للرفاق والكوادر إلى حزب, الذين كانوا خارج الحزب تنظيميا, مع مشروع سياسي وتنظيمي مواكب للثورة السورية, ما أهمية هذه العودة في الوقت الراهن؟
جاء الاجتماع الموسع حصيلة جهود معظم الرفاق القائمين على راس عملهم التنظيمي , والتي أثمرت في خلق أجواء من الثقة والارتياح في صفوف الحزب وبين الرفاق المستنكفين فاستجابو لهذه الدعوة وانضم قسما منهم وقسما ينتظر المؤتمر الثالث
فإن هذه الخطوات تأتي في سياق مقررات المؤتمر الثاني للحزب كمشروع يبنى عليه بهدف تشكيل كتلة كبيرة قادرة على تلبية طموحات شعبنا في هذه المرحلة الهامة .
الكلمة الأخيرة.
1- أن القوى الكبرى صاحبة القرار لم تمارس الضغط الكافي على النظام السوري , وما تجميد أرصدة بعض المسؤولين أو بعض التصريحات الإعلامية ليس سوى ذر الرماد في العيون , وبات عامة الشعب السوري يدرك ذلك .
2- ليس واضحا قدرة النظام الروسي للوقوف في وجه الإرادة الدولية إذا كانت جدية فعلا
3- يخطأ كل من لا يضع في الحسبان الدور الاسرائيلي الهام في مجريات الحدث بهدف تحقيق مكاسب جمة وذلك بعد انهيار البنية التحتية للبلد بشكل خاص الاقتصادية , وتفكك المجتمع واضعافه لدرجة كبيرة , الى ضعف القدرة العسكرية واستنزافها ,
وهنا فإن استخدام مجزرة الحولة هي ذريعة في وقت مناسب لتلك القوى للانتقال إلى المرحلة التالية والتي يراد منها حلا سياسيا والمؤشرات تسير نحو النمط اليمني.
هناك جملة انتقادات لموقف المجلس الوطني الكردي حول مجزرة الحولة, قيل بأن موقف المجلس كان رفع العتب ليس أكثر, مار أيكم؟ إن موقف المجلس الوطني الكردي من مجزرة الحولة ماهو الا صورة من واقع المجلس وما يعانيه ورغم أن إنجاز المجلس مكسب هام ولكن بالمقابل لا أرى إمكانية لهذا المجلس لمواكبة المرحلة والقيام بالمهام المنوطة به لسببين:
الأول: لطريقة تشكيل المجلس الكردي والذي أقل ما يقال إنها كانت سلقاً وليس على أسس ديمقراطية أو حتى واقعية وبذلك تم استبعاد معظم الكوادر والطاقات الواعدة من المستقلين من أبناء شعبنا الكردي
الثاني: وهو الأهم الممارسة الحزبية الضيقة والمقيتة من قبل بعض الرموز الكلاسيكيين والمتنفذين في أحزابهم والتي انتقلت إلى المجلس , حيث لا يوجد برنامج عمل ولا نظام داخلي, بالتالي الاستحواذ على القرار السياسي وتشكيل لجان كيفية في الداخل والخارج.
كل ذلك جعل موقف الشعب الكردي ممثلا بمجلسه متاخرا في مسار الثورة السورية, مع تقديري لبعض السلبيات في المجلس الوطني السوري تجاه القضية الكردية.
واستفادت أطراف أخرى من هذا التراجع واستغلته بشكل أفضل.
برأيك ما هو المطلوب من المعارضة ا لسورية في ظل هذه الأوضاع المأساوية التي تمر بها البلاد؟
حقيقة تعاني المعارضة السورية أزمات وتصدعات كبيرة افادت النظام وخدمته كثيرا, وبالتالي فهي تتحمل جزءا من مسؤولية معانات الشعب السوري , لأنها لم تتنبه الى خطورة عدم توحدها بالنظر لخصوصية الحالة السورية , وبتصوري لابد من برنامج سياسي واضح يتوافق عليه معظم الفرقاء في الخارج والداخل ممثلا بالمجلس الوطني السوري والمجلس الوطني الكردي وهيئة التنسيق وغيرها لتشكيل ائتلاف وطني واسع
يضم قسما من مكونات النظام الحالي ويراعي القوانين والمواثيق الدولية , ويبدو أن العد التنازلي قد بدأ فعلا .
انعقد مؤخرا اجتماع موسع لحزب آزادي الكردي في سوريا, وحسب البلاغ الصادر منه , بأن هناك عودة للرفاق والكوادر إلى حزب, الذين كانوا خارج الحزب تنظيميا, مع مشروع سياسي وتنظيمي مواكب للثورة السورية, ما أهمية هذه العودة في الوقت الراهن؟
جاء الاجتماع الموسع حصيلة جهود معظم الرفاق القائمين على راس عملهم التنظيمي , والتي أثمرت في خلق أجواء من الثقة والارتياح في صفوف الحزب وبين الرفاق المستنكفين فاستجابو لهذه الدعوة وانضم قسما منهم وقسما ينتظر المؤتمر الثالث
فإن هذه الخطوات تأتي في سياق مقررات المؤتمر الثاني للحزب كمشروع يبنى عليه بهدف تشكيل كتلة كبيرة قادرة على تلبية طموحات شعبنا في هذه المرحلة الهامة .
الكلمة الأخيرة.
إن ما يحصل في منطقتنا عموما وفي بلدنا على وجه الخصوص لم يكن مستبعدا كنتيجة حتمية لآثار العولمة والتطور الهائل لوسائل التواصل إضافة للتراكمات المزمنة من معوقات الحياة الطبيعية والتي ارقت الشعوب ونغصتها في عيشها , وما رافق ذلك من هدر للحرية والكرامة , وهذا بحد ذاته يعتبر الشرارة التي اشعلت الثورة في المنطقة , مما جعل المرحلة الجديدة على الابواب بكل تجلياتها من خسائر وتضحيات قد تكون كبيرة , لكن الضريبة لا بد منها .