إبراهيم اليوسف
كان علي، أن أكتشف، أن المكالمة التي وردتني، باكراً، في صباح هذا الخميس الأياري الأخير، والحزين، تحمل نبأ الفجيعة، برحيل شخص عزيز، وهو ما تترجمه لي خفقات قلبي، حيث تستعجل الأذن الخبر الموغل في الألم:
مات عبدالرحمن آلوجي…!
كان علي، أن أكتشف، أن المكالمة التي وردتني، باكراً، في صباح هذا الخميس الأياري الأخير، والحزين، تحمل نبأ الفجيعة، برحيل شخص عزيز، وهو ما تترجمه لي خفقات قلبي، حيث تستعجل الأذن الخبر الموغل في الألم:
مات عبدالرحمن آلوجي…!
لا أعرف، كيف أقفلت خطَّ الهاتف، مودعاً صديقي، وأنا أقول له: لاتقلها!..
لا..أرجوك..!، ربما كان الخبر، غير صحيح؟، الذريعة التي نلجأ إليها -عادة- في هذا المقام، من رحيل الأحبة، والأهلين، في محاولة، خلق اتزان ما للروح، وهو ما فعلته، أكثرمن مرة، خلال السنتين الماضيتين، في هذا المكان البعيد، وأنا أخسرمن روحي، أجزاء، باهظة، مع الغياب الصافع لكل واحد، من هؤلاء، وهم من عدادأسرة روحية، باذخة البهاء، شكلتها، على طريقتي الخاصة، ويدخل الصديق أبو شيار في عالمها بامتياز، لما أعرفه عنه من خصال، ومناقب، ومآثر، ومواقف.
لا..أرجوك..!، ربما كان الخبر، غير صحيح؟، الذريعة التي نلجأ إليها -عادة- في هذا المقام، من رحيل الأحبة، والأهلين، في محاولة، خلق اتزان ما للروح، وهو ما فعلته، أكثرمن مرة، خلال السنتين الماضيتين، في هذا المكان البعيد، وأنا أخسرمن روحي، أجزاء، باهظة، مع الغياب الصافع لكل واحد، من هؤلاء، وهم من عدادأسرة روحية، باذخة البهاء، شكلتها، على طريقتي الخاصة، ويدخل الصديق أبو شيار في عالمها بامتياز، لما أعرفه عنه من خصال، ومناقب، ومآثر، ومواقف.
دون أن أعلم، لم؟، وما السبب؟، تكثفت اتصالاتي بأبي شيار، عفوياً، خلال الشهرين اللذين سبقا سفره إلى الإقليم، حيث رحنا نتناقش، في قضايا جدَّ حسَّاسة، تتعلق بالثورة، ولم لا؟، وهو من أوائل الذين انخرطوا فيها، وكان صوت تيار المستقبل، أولاً، وصوت مشعل تمو في مابعد، يأتياني: أمنوا لو سمحتم اتصالات تلفزيونية، مع د.
عبدالرحمن آلوجي، ذو الموقف المشرّف من الثورة..! – وهو ما لم يتم لسبب فني- أو كنا نتحدث في ما يتعلق برابطة الكتاب، وهو من أوائل أعضائها القدامى الذين جددوا مبايعتها، من خلال توكيد إرسال طلب انتسابه، وصورته، أو في ما يتعلق بالمجلس الوطني الكردي، أو غيره.
أتذكر، أنه في يوم أربعين الشهيد نصرالدين برهك، قلت له: بلغ تعازينا، إلى الأصدقاء في البارتي، لأن هواتف أحد منهم لا تجيب، وكنت اتصلت بالأخ فؤاد عليكو، بعدها، وعلمت أنه هو الآخر، لم يتمكَّن من المشاركة لأسباب ملحَّة، بل تم تكليف بعض رفاق حزبه، بذلك، ليقول لي أبو شيار ولا أعرف لم: بلغ فيصل يوسف سلامي، ولينقل تعازينا المشتركة إلى أسرة برهك، ورفاقنا؟، فأنا على سرير المرض..!، ولم أرد أن أقول له: وفيصل أيضاً أكمل يتمه بأمه قبل أيام، فحسب..!..
أتذكر سألته: سلامتك، عزيزي، مابك؟
طبعاً، كنت أعرف من قبل، أنه يعاني من مرض السكري، بيد أنني لم أكن لأعلم، ما جرى له، في الأشهر الأخيرة، وهل يستطيع المرض أن يقعد أمير الخطابة الكردي، وبليغها، الفذَّ، في منزله، وهو الذي ذهب لاستقبال وتشييع أكثر من جنازة شهيد، في ما مضى ، إلى مثواها الأخير، وربما حتى قبيل سفره، بقليل، ومشاركاً في مجالس عزاء بعض شهداء الحسكة، وهوما كان يطمئنني، وهماً، فقال:
أنا مصاب باعتلال سكري..!
أعرف، من خلال مثال قريب مني، أن هذا المرض صعب، بيد أنني لم أكن أفكر البتة، بأن هناك مرضاً آخر، يعانيه، وهو لا يعلم به، لأن أسرته، ورفاقه، أخفوا عنه الحقيقة، وهو الشاعر، رقيق الأحاسيس، ما جعلني أعطيه، أسماء ما، ليتواصل مع أصحابها، ممن لهم معرفة بأطباء يعالجون المرض، بشكل جيد .
صدمتي كانت كبيرة، عندما وجدت صورة لأبي شيار، وهو على كرسي المرض، ينقل من المطار إلى المشفى، لإجراء الفحوصات له، في خبر سريع نشرته مواقعنا الكردية عنه، وعن البطلة المناضلة زاهدة رشكيلو، بيد أن معرفتي، بشراسة الاعتلال السكري، جعلتني أبقى، في دائرة وهمه، دون أن أشطَّ، بعيداً، لأعرف، أن هناك مرضاً، آخر، مبيتاً، كما سيعلمني بذلك د.
حكيم بشار، صباح هذا اليوم..!
ثمة أسئلة كثيرة، لاتزال تراودني، وأنا في مقام حضرة روح أبي شيار منها: ترى ما الذي أراد أن يقوله لنا عبدالرحمن آلوجي، وهو يغمض كلتا عينيه، في هولير التي أحبها، ودفع ضريبة حبها لها، اعتقالاً، وسجناً، وتعذيباً، ضمن سلسلة اعتقالاته..!؟، كي أظل في دوامة، من الاضطراب، والوجوم، والحزن.
الأسئلة تتناسل
والألم يتناسخ
أتصل برفاقه، لاسيما من أشار هو بالتواصل معهم، لدواع تتعلق، بالمشتركات التي تجمعنا، لاسيما في المرحلة الأخيرة، لأستلم هاتفاً من أحدهم، وإذ به، برفقته، في الإقليم، ليعزي كل منا الآخر، وفي حلقينا الغصص، لاسيما وأن مكالمي، هو بدوره صديق مشترك قديم، ويبدو أنه سيضطر للبقاء في الإقليم لدواع معروفة.
محطات، ومواقف كثيرة، وهائلة، عرفت خلالها أبا شيار، ولعل أولاها، عندما سمعت باسمه، لأول مرة، وأنا طالب في الصف الرابع الابتدائي، عندما كان والدانا الاثنين يتحدثان عن تفوق عبدالرحمن، وربما كانا يتحدثان، عن تأليفه المبكر لنص أدبي، أو تمثيلي، عن أحد من الخلفاء الراشدين، أو أحد الصحابة، وهو طالب، على مقاعد المدرسة، بل تناقلا همساً أن هناك، من كان يلاحقه، لمواقفه، وغيرذلك، مما سأعرفه، حين أكبر، وكان والدي معجباً به، فهويجمع بين الدنيا والآخرة، النبوغ، والوطنية، والدين..!.
أتذكر أباه، عندما كان يزور والدي في القرية، وإحدى أولى الأراجيز الساخرة التي استظهرتها عن طريقه، وهي:
Xirb ê qeplo birincine y ê n………..
al ûcine
بل بعض حزازير النحو وغيرها التي كان يداعبني،باستذكارها، وهويسألني عن مدلولاتها، فأعرف بعضها، وأخيب في الإجابة عن بعضها الآخر، فيرافع عني أبي قائلاً: ملا حسن، إبراهيم، في عطلة الصيف، ومدرسته، أغلقت أبوابها، كي يضحكا، ومن حولهما، وغير ذلك الكثير من الذكريات، التي سيأتي، نجله إبراهيم آلوجي، معلمي الأول حقاً، وأتلقى على يديه، بعض ما لم يقله لي أبوه، عندما درسني، في قرية تل أفندي في العام 1972، وأنال على يديه الدرجة الأولى، على زملائي، في الصف السادس، ولاتزال شهادتي المدرسية تحمل رائحة أصابعه، وتوقيع معلم آخر، هو الشاعر سليمان طاهر، حبيس درباسيته، وكان أستاذي إبراهيم، يقرأ علي بعض رسائله الغزلية، فأعجب من عباراته، وأحاول أن أستفيد منها، وأنا أواصل كتابة أراجيزي الساخرة، عن أبناء قريتي” تل أفندي” ..!.
علاقتي، وعبدالرحمن آلوجي، توثقت في ما بعد، على دروب الكلمة، والموقف، وكان يجمعنا، صديقنا الثالث” أخي في الرضاع” محمد حاج سليمان، جاره، في الحي الحسكاوي، يوطد العلاقة، أنى غاب كل منا في خصوصياته، ونتبادل الزيارات، الاجتماعية، بين حين وآخر، وأكون ممن تم اختيارهم من قبل أطراف البارتي، لرأب الصدع، بيد أني وأحد أنجال الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي، ووالد الشهيد فرهاد، وآباء شهداء آخرون، لم نفلح في ذلك، آنئذ، بعد أن فوضنا هو والأستاذ نصرالدين إبراهيم ،عندما كان يرئس البارتي أحد أجنحته المناضل المرحوم نذير مصطفى، ولكم كنت وأصدقاء آخرون، نتدخل، في قضايا تخصه وأسرته، في بعض الأحيان، لنجده بدوره إلى جانب أي مشروع نعلنه، حقوقياً كان، أم ثقافياً، وكان ذلك سيظهر أكثر، في رابطة الكتاب التي باتت تدخل عهد ترجمتها، فعلياً،وأبدى موقفه المبدئي و الجبار منها، بيد أن يد المنون التي اختطفته، وضعت حداً لمشاركته، إيانا، في إطلاق جريدة الرابطة، كعضو استشاري، في هيئتها، وهو ما سنثبته، بكل تأكيد، تخليداً لذكراه العطرة.
غداً، صباحاً، ستستضيف الحسكة عن بكرة مناضليها، وشرفائها، ووطنيها، أبا شيار، لتحضنه أرض مقبرة، كم زارها وهو يشيع سواه، إلى مثاويهم الأخيرة، ليكون ضريحه، عنواناً، من العناوين الأكثر بروزاً، لمناضل فذ، في هذا المكان الغالي، بذل كل ما بوسعه، من أجل قضيته، وإنسانه، وها هويوارى الثرى، في المكان عينه، المكان الذي أحب، دون أن يرفع يديه، ويستسلم، بالرغم من كل أنواع العداء الذي واجهه به، أعداء الشمس والحرية، وكان من بين ذلك، محاربته، في لقمة أولاده، بيد أنه كان مؤمناً بغد جميل، ينتظر أبناء شعبه الكردي في سوريا، كما هو ينتظر سورياه التي أحبها، ضمن معادلة المثقف، والمفكر، والشاعر الأصيل الذي لا يخطأ..!.
الشارقة
24-5-2012
عبدالرحمن آلوجي، ذو الموقف المشرّف من الثورة..! – وهو ما لم يتم لسبب فني- أو كنا نتحدث في ما يتعلق برابطة الكتاب، وهو من أوائل أعضائها القدامى الذين جددوا مبايعتها، من خلال توكيد إرسال طلب انتسابه، وصورته، أو في ما يتعلق بالمجلس الوطني الكردي، أو غيره.
أتذكر، أنه في يوم أربعين الشهيد نصرالدين برهك، قلت له: بلغ تعازينا، إلى الأصدقاء في البارتي، لأن هواتف أحد منهم لا تجيب، وكنت اتصلت بالأخ فؤاد عليكو، بعدها، وعلمت أنه هو الآخر، لم يتمكَّن من المشاركة لأسباب ملحَّة، بل تم تكليف بعض رفاق حزبه، بذلك، ليقول لي أبو شيار ولا أعرف لم: بلغ فيصل يوسف سلامي، ولينقل تعازينا المشتركة إلى أسرة برهك، ورفاقنا؟، فأنا على سرير المرض..!، ولم أرد أن أقول له: وفيصل أيضاً أكمل يتمه بأمه قبل أيام، فحسب..!..
أتذكر سألته: سلامتك، عزيزي، مابك؟
طبعاً، كنت أعرف من قبل، أنه يعاني من مرض السكري، بيد أنني لم أكن لأعلم، ما جرى له، في الأشهر الأخيرة، وهل يستطيع المرض أن يقعد أمير الخطابة الكردي، وبليغها، الفذَّ، في منزله، وهو الذي ذهب لاستقبال وتشييع أكثر من جنازة شهيد، في ما مضى ، إلى مثواها الأخير، وربما حتى قبيل سفره، بقليل، ومشاركاً في مجالس عزاء بعض شهداء الحسكة، وهوما كان يطمئنني، وهماً، فقال:
أنا مصاب باعتلال سكري..!
أعرف، من خلال مثال قريب مني، أن هذا المرض صعب، بيد أنني لم أكن أفكر البتة، بأن هناك مرضاً آخر، يعانيه، وهو لا يعلم به، لأن أسرته، ورفاقه، أخفوا عنه الحقيقة، وهو الشاعر، رقيق الأحاسيس، ما جعلني أعطيه، أسماء ما، ليتواصل مع أصحابها، ممن لهم معرفة بأطباء يعالجون المرض، بشكل جيد .
صدمتي كانت كبيرة، عندما وجدت صورة لأبي شيار، وهو على كرسي المرض، ينقل من المطار إلى المشفى، لإجراء الفحوصات له، في خبر سريع نشرته مواقعنا الكردية عنه، وعن البطلة المناضلة زاهدة رشكيلو، بيد أن معرفتي، بشراسة الاعتلال السكري، جعلتني أبقى، في دائرة وهمه، دون أن أشطَّ، بعيداً، لأعرف، أن هناك مرضاً، آخر، مبيتاً، كما سيعلمني بذلك د.
حكيم بشار، صباح هذا اليوم..!
ثمة أسئلة كثيرة، لاتزال تراودني، وأنا في مقام حضرة روح أبي شيار منها: ترى ما الذي أراد أن يقوله لنا عبدالرحمن آلوجي، وهو يغمض كلتا عينيه، في هولير التي أحبها، ودفع ضريبة حبها لها، اعتقالاً، وسجناً، وتعذيباً، ضمن سلسلة اعتقالاته..!؟، كي أظل في دوامة، من الاضطراب، والوجوم، والحزن.
الأسئلة تتناسل
والألم يتناسخ
أتصل برفاقه، لاسيما من أشار هو بالتواصل معهم، لدواع تتعلق، بالمشتركات التي تجمعنا، لاسيما في المرحلة الأخيرة، لأستلم هاتفاً من أحدهم، وإذ به، برفقته، في الإقليم، ليعزي كل منا الآخر، وفي حلقينا الغصص، لاسيما وأن مكالمي، هو بدوره صديق مشترك قديم، ويبدو أنه سيضطر للبقاء في الإقليم لدواع معروفة.
محطات، ومواقف كثيرة، وهائلة، عرفت خلالها أبا شيار، ولعل أولاها، عندما سمعت باسمه، لأول مرة، وأنا طالب في الصف الرابع الابتدائي، عندما كان والدانا الاثنين يتحدثان عن تفوق عبدالرحمن، وربما كانا يتحدثان، عن تأليفه المبكر لنص أدبي، أو تمثيلي، عن أحد من الخلفاء الراشدين، أو أحد الصحابة، وهو طالب، على مقاعد المدرسة، بل تناقلا همساً أن هناك، من كان يلاحقه، لمواقفه، وغيرذلك، مما سأعرفه، حين أكبر، وكان والدي معجباً به، فهويجمع بين الدنيا والآخرة، النبوغ، والوطنية، والدين..!.
أتذكر أباه، عندما كان يزور والدي في القرية، وإحدى أولى الأراجيز الساخرة التي استظهرتها عن طريقه، وهي:
Xirb ê qeplo birincine y ê n………..
al ûcine
بل بعض حزازير النحو وغيرها التي كان يداعبني،باستذكارها، وهويسألني عن مدلولاتها، فأعرف بعضها، وأخيب في الإجابة عن بعضها الآخر، فيرافع عني أبي قائلاً: ملا حسن، إبراهيم، في عطلة الصيف، ومدرسته، أغلقت أبوابها، كي يضحكا، ومن حولهما، وغير ذلك الكثير من الذكريات، التي سيأتي، نجله إبراهيم آلوجي، معلمي الأول حقاً، وأتلقى على يديه، بعض ما لم يقله لي أبوه، عندما درسني، في قرية تل أفندي في العام 1972، وأنال على يديه الدرجة الأولى، على زملائي، في الصف السادس، ولاتزال شهادتي المدرسية تحمل رائحة أصابعه، وتوقيع معلم آخر، هو الشاعر سليمان طاهر، حبيس درباسيته، وكان أستاذي إبراهيم، يقرأ علي بعض رسائله الغزلية، فأعجب من عباراته، وأحاول أن أستفيد منها، وأنا أواصل كتابة أراجيزي الساخرة، عن أبناء قريتي” تل أفندي” ..!.
علاقتي، وعبدالرحمن آلوجي، توثقت في ما بعد، على دروب الكلمة، والموقف، وكان يجمعنا، صديقنا الثالث” أخي في الرضاع” محمد حاج سليمان، جاره، في الحي الحسكاوي، يوطد العلاقة، أنى غاب كل منا في خصوصياته، ونتبادل الزيارات، الاجتماعية، بين حين وآخر، وأكون ممن تم اختيارهم من قبل أطراف البارتي، لرأب الصدع، بيد أني وأحد أنجال الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي، ووالد الشهيد فرهاد، وآباء شهداء آخرون، لم نفلح في ذلك، آنئذ، بعد أن فوضنا هو والأستاذ نصرالدين إبراهيم ،عندما كان يرئس البارتي أحد أجنحته المناضل المرحوم نذير مصطفى، ولكم كنت وأصدقاء آخرون، نتدخل، في قضايا تخصه وأسرته، في بعض الأحيان، لنجده بدوره إلى جانب أي مشروع نعلنه، حقوقياً كان، أم ثقافياً، وكان ذلك سيظهر أكثر، في رابطة الكتاب التي باتت تدخل عهد ترجمتها، فعلياً،وأبدى موقفه المبدئي و الجبار منها، بيد أن يد المنون التي اختطفته، وضعت حداً لمشاركته، إيانا، في إطلاق جريدة الرابطة، كعضو استشاري، في هيئتها، وهو ما سنثبته، بكل تأكيد، تخليداً لذكراه العطرة.
غداً، صباحاً، ستستضيف الحسكة عن بكرة مناضليها، وشرفائها، ووطنيها، أبا شيار، لتحضنه أرض مقبرة، كم زارها وهو يشيع سواه، إلى مثاويهم الأخيرة، ليكون ضريحه، عنواناً، من العناوين الأكثر بروزاً، لمناضل فذ، في هذا المكان الغالي، بذل كل ما بوسعه، من أجل قضيته، وإنسانه، وها هويوارى الثرى، في المكان عينه، المكان الذي أحب، دون أن يرفع يديه، ويستسلم، بالرغم من كل أنواع العداء الذي واجهه به، أعداء الشمس والحرية، وكان من بين ذلك، محاربته، في لقمة أولاده، بيد أنه كان مؤمناً بغد جميل، ينتظر أبناء شعبه الكردي في سوريا، كما هو ينتظر سورياه التي أحبها، ضمن معادلة المثقف، والمفكر، والشاعر الأصيل الذي لا يخطأ..!.
الشارقة
24-5-2012