اجتماع مجلس الإدارة في تيار المستقبل الكوردي في سوريا (دورة الشهيد مشعل التمو)

بحضور أعضاء مكتب العلاقات ورؤساء هيئات المتابعة والتنسيق وأعضاء منتخبين من مختلف مناطق التواجد الكوردي , انعقد الاجتماع الاعتيادي لمجلس الإدارة في تيار المستقبل الكوردي في سوريا , مفتتحا أعماله بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الكورد والثورة السورية وفي مقدمتهم شهداء تيار المستقبل أنور حفتارو ومصطفى خليل وعميد شهداء الثورة السورية الناطق الرسمي للتيار الشهيد القائد مشعل التمو الذي اغتالته عصابات النظام ومخابراته في مدينة قامشلو 7-10-2011, ثم انتخب الاجتماع لجنة إدارية وباشر أعماله بقراءة التقارير الواردة إلى الاجتماع ،
 بعد ذلك قدم رئيس مكتب العلاقات شرحا دقيقا ومفصلا للمستجدات والمتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية والكوردية , والتي تشكل في كليتها عوامل ايجابية قد تساعد في انتصار ثورة السوريين وإرادتهم المظفرة ، بعد ذلك تم مناقشة وضع الثورة السورية واليات تفعليها في المناطق الكوردية ، وضرورة التنسيق والتواصل مع كافة مكونات الثورة لأن الشعب الكوردي له مصلحة حقيقة في إسقاط النظام الاسدي الذي عانى منه الاضطهاد القومى ، ومورست بحقه عشرات المشاريع والإجراءات العنصرية ، ومنع حتى من التكلم بلغته القومية ، في ظل تعنت نظام الأسد بمواجهة مطالب السوريين عبر القتل والتنكيل والدمار متذرعا بمحاربة عصابات و مجموعات مسلحة ، واعتماده أساسا على العنف كأداة للحكم وقهر السوريين ، ولم تكن الانتخابات البرلمانية الشكلية والتي تشهد سوريا الآن فصول مهازلها ، مع  “الجبهة الوطنية التقدمية” إلا الواجهة السياسية لإخفاء هذا العنف السلطوي عبر لغة خشبية وخطاب جامد ، وقد أكد المجتمعون أن سوريا المستقبل التي يطمح إليها السوريون بعد الإطاحة بنظام الأسد ، دولة  ديمقراطية , تقر بالتعددية السياسية والتنوع القومي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي , سوريا لكل السوريين على أرضية الحق والواجب ، تشكل الحرية والعدالة والمساواة وسيادة الشعب وتداول السلطة جوهرها ، وتوفر حلا ديمقراطيا للمسالة الكوردية , بما يضمن وجود الشعب الكوردي في سوريا دستوريا كقومية رئيسية في البلاد ، على اعتبار أنها قضية وطنية عامة , سياسية وتاريخية , وجزء من المسالة الديمقراطية العامة في سوريا , مما يحقق التشابك والتمازج الموضوعي بين الهوية الوطنية السورية ومكوناتها ، وبين الهوية السياسية/الثقافية للشعب الكوردي كجزء لا يتجزأ من تلك المكونات بعيدا عن كل ما يثير العصبية والرأي الواحد وإنكار الآخر المتمايز والمختلف قوميا أو فكريا .

 ورأى الاجتماع بان الأحزاب الكوردية لم تفهم حتى الآن المعادلة السياسية الحالية وما يجري في المنطقة , لذلك لازال البعض منها لم يخرج من عباءة السلطة وهو ما يضر كثيرا بالكورد ويضعف موقعهم في الثورة القائمة ، ويجعلهم يحتلون موقعا هامشيا في صيرورتها وفي أفاقها المستقبلية , علما أن السلطة حتى الآن ، وبعد كل هذا القمع والقتل والدمار ليست في وارد أي تغيير أو قبول بمطالب الشعب السوري, بقدر ما هي تعيد دورتها القمعية وإنتاج ذاتها وتصدير أزماتها عبر إشاعة الفوضى ، وفق قاعدة إما أنا أو الفوضى , مما يفرض تحركا سريعا من الجميع بالاستفادة من المناخات العامة التي فرضها الثوار على الأرض بدمائهم الزكية ، ومن التبدلات النوعية في السياسة الدولية ورؤيتها حول الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان, لأنه لا سبيل لنيل الحقوق والحريات العامة ، إلا بتكاتف جميع القوى الاجتماعية والسياسية والديمقراطية , وتوحيد كل الطاقات الشريفة لدمقرطة سوريا , والاعتراف بالحالة السورية المجسدة للتعدد والتنوع القومي والثقافي والديني للمجتمع السوري ، وإعادة الاعتبار لمفهوم الشعب صاحب المصلحة الحقيقة في التغيير المنشود , هذا وقد أقر الاجتماع ورقة سياسية تتضمن برنامجنا من أجل سوريا الجديدة و التي سيتم نشرها لاحقاً .
كما اقر الاجتماع بان الحدث اليومي هو صانع الموقف السياسي , ولا وجود لقدسية أي نص او تحالف , في ظل متغيرات يومية تستوجب مواقف جديدة , متغيرة ومتبدلة , لكن منسجمة مع التوجه العام لخط تيار المستقبل ، وفي هذا السياق ثمن الاجتماع انسحاب التيار من صيغة أحزاب الحركة الوطنية الكوردية ، بعد أن تخلفت هذه الأحزاب عن مشاركتها في الثورة السورية ، وكذلك إنهاء علاقته مع “اتحاد القوى” ، كما ثمن موقف التيار المنحاز إلى الثورة السورية منذ اليوم الأول ، والى الشباب الكوردي الثائر لأنهم أمل المستقبل ، وركز الاجتماع  على الوحدة والاختلاف وايلاء الأهمية اللازمة لثقافة الحوار واحترام الرأي الأخر مهما كان لونه او طعمه , على أرضية أن التيار حالة نوعية تؤمن بالتعدد والاختلاف وتسعى إلى بلورة مفهوم مدني جديد للعمل السياسي الكوردي بعيدا عن الانغلاق والتعصب والرأي الواحد .

مما جعل البعض من أعضاء التيار يمارسون مساحة الحرية و الاختلاف بشكل يسيء إلى التنظيم والى الرفاق على حد سواء ، و جعل البعض من متابعي سياسة التيار يعتقدون بوجود خلافات او انشقاقات قد تودي في المستقبل بوحدته السياسية والتنظيمية ، وفي هذا الإطار جاءت ممارسات بعض الرفاق ، بدءا من الوثيقة السياسية المنشورة في بعض مواقع النت ، إلى الرسالة “الإستراتيجية” و إصدار بيانات مزيفة بين الفينة والأخرى باسم الاجتماع الاستثنائي لمجلس الإدارة، أو إصدار فبركات إعلامية هدفها الإساءة إلى رئيس مكتب العلاقات ، وفي هذا الإطار صادق مجلس الإدارة على كافة قرارات مكتب العلاقات وخاصة تلك التي لها علاقة باستبعاد بعض الرفاق سياسيا وتنظيميا وقطع الصلة بهم نهائيا ، كما وجه الاجتماع الرفاق بالابتعاد عن التكتلات والفردية في العمل ، والتركيز على قيم الجماعة والتضحية ونكران الذات ، لما لها من أهمية في حياة التيار السياسية والتنظيمية والاجتماعية ، للحفاظ على مسيرته وتحقيق حلم المؤسس والناطق الرسمي الشهيد القائد مشعل التمو .
أيد الاجتماع الجهود والمساعي المبذولة لتوحيد المعارضة السورية ودعي إلى الإسراع في انجازها مستنكرا في الوقت نفسه الأصوات الصادرة من بعض غلاة القومية العربية ، الذين يتنكرون للحق والوجود الكوردي ، ودعى كافة الأطراف الكوردية إلى نبذ الخلافات ومواصلة الحوار والنقاش، لإيجاد مظلة سياسية موحدة تعبر عن الموقف الكوردي وتجلياته في الثورة السورية، لأنه إن لم يستطع الكورد أن يحققوا شيئا  في هذه المرحلة ، فإنهم سيخسرون الكثير في المستقبل .

                                      
في الختام اتفق الحضور على تسمية الاجتماع (باسم دورة الشهيد مشعل التمو) بعدها تم انتخاب مكتب علاقات عامة جديد ، وانفض الاجتماع بعد أن أقسم الحضور على الوفاء والإخلاص لنهج التيار السياسي والتنظيمي ، وعلى بقائهم جزءا أساسيا من الثورة السورية وأهدافها في إسقاط النظام برموزه ومرتكزاته ، لن يساوموا على الوجود والحق الكوردي مهما كانت الأسباب والمبررات  أوفياء للمبادئ والقيم التي أرساها الشهيد القائد مشعل التمو في بناء سوريا المستقبل ، دولة مدنية ديمقراطية تعددية لكافة أبناءها بحيث يكون فيها الكورد شركاء حقيقيون مع باقي المكونات القومية الأخرى .
المجد لشهداء الثورة وفي مقدمتهم عميد الشهداء مشعل التمو
عاشت سورية حرة أبية
أوائل أيار 2012
اجتماع مجلس الإدارة في تيار المستقبل الكوردي في سوريا

(دورة الشهيد مشعل التمو)

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف يكتسب الخطاب الشعبوي سلطته وسطوته حين يتم استغلاله كأداة لإعادة تشكيل الواقع وفرض رؤية محددة، لتسيدها، بغض النظر عن صحتها أو توافقها مع منطق الواقع. هذا النوع من الخطاب لا يكتفي بتقديم المواقف الخاطئة بوصفها حقائق، بل يتجاوز ذلك إلى تشويه المواقف العقلانية، وتجريم كل من يتبنى رأياً صائباً، في محاولة لترسيخ الوهم وإضعاف كل محاولة للتصحيح. إن…

فرمز حسين ليس سهلاً البقاء في القمة، مقولة سويدية و تعني أن الحفاظ على البقاء في القمة أصعب بكثير من الوصول اليها. هذا المثل ينطبق حرفياً على هيئة تحرير الشام و الفصائل الاسلامية المسلحة الأخرى التي دخلت دمشق منتصرة. الأسد سقط و زمرته بعد ثورة شعبية دامت أكثر من ثلاثة عشر عاماً شارك فيها الأغلبية الساحقة من السوريين مضحّين في…

نظام مير محمدي* لقد أشعل تحرير سوريا الجدل من جديد حول الفرص الضائعة التي أطالت أمد نظام بشار الأسد الوحشي. فقد كشف الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند في مقابلة أجريت معه مؤخرا أنه في عام 2013، خطط هو والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون لشن ضربة لزعزعة استقرار الأسد بعد استخدامه للأسلحة الكيميائية. ومع…

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…