لقاء خاص مع السيد عيسى حسو «عضو المجلس التنفيذي لحزب الاتحاد الديمقراطي – ب ي د- »

  حاوره سيامند إبراهيم

من المعروف إنكم في ب ي د مع الأحزاب الكوردية الأخرى ضمن إطار ما سمي بمجموع الأحزاب الكردية, أحجمتم عن المشاركة في المظاهرات في بداية الثورة السورية, فكنتم بعيدون عن هذا النضال, وعندما خرجتم الى الشارع كان خروجكم بعيدا عن الجوامع وفي ايام الخميس, وكنتم تنتقدون من كان يخرج من الجوامع وتتهمونهم بالسلفيين والعرعوريين, ولم ترفعوا شعار إسقاط النظام, بل كنتم ترفعون شعار إسقاط اردوغان.

ماذا تقول في كل ذلك ؟

شكرا لكم, نأمل منكم عندما تكتبون ان تكتبوا بما يملي عليكم ضميركم.

قبل كل شيء نضالنا لم ينقطع في الشارع , نحن نمارس النضال في الشارع منذ ثلاثين عاما ضد كل ممارسات النظام بحق شعبنا, وكان باستمرار ما يقارب 1500 عضو من رفاقنا في السجون تحت التعذيب ,
وكنا نخرج حتى لو كان تعدادنا خمسين شخصا وكنا نتلو عليهم رسالتنا ونبين لهم حقوقنا التي اغتصبها البعث, الذي حاول القضاء على هويتنا وصهرنا, واصدر المراسيم بحق شعبنا كـ مرسوم /49/ في 2008 الذي اصاب الشلل في اقتصاد الشعب الكردي , واضر كثيرا به, وفي ذلك الحين كنا نناضل في الشارع برموزنا وألواننا وبمطاليبنا, و في 2011 ايضا عندما بدأت الثورة في سوريا, خطونا خطوات جيدة , وعندما كنت اجلس مع الأحزاب كعضو في مجلس حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) وعضو في المجلس التنفيذي له, وعضو مجلس شعب غرب كردستان “ديوان الرئاسة” في الجمعة الثالثة طلبت من الأحزاب الكردية اصدار قرار جريء للخروج الى الشارع , وقلت لهم اذا لم نخرج الى الشارع فان هذه التنسيقيات التي تتشكل من الشباب, وقد يكون بعضهم تحت امرة الغير , سيخلقون المشاكل لنا , فلم يوافقوا على طلبي, ولم يكن هناك شعار اسقاط النظام مع اننا في انفسنا كنا نريد ان يسقط النظام , ولكن نحن لسنا بدلاء للنظام , ولنا خصوصيتنا, فكما ترون ما يمارسه النظام في حمص وغيرها لا يمارسها في منطقتنا, لانه لنا خصوصيتنا, نحن الكورد لسنا ضد أي نظام , فقط نحن ضد النظام الذي يهضم حقوقنا, ومنذ تأسيس سوريا والى اليوم الحقوق الكوردية مهضومة بشكل علني وبكافة الاساليب, و احداث 2004 ماثلة امامنا , وفي ذلك الحين ايضا كان موقفنا مختلف عن رأي بقية الاحزاب التي ارادت الغاء عيد نوروز واعلان الحداد, فخرجنا الى عيد نوروز وتعرض رفاقنا الى الاعتقال , وقد تعرض اعضاء جميع الاحزاب الى الاعتقال ولكن الأكثرية كانوا من رفاقنا..

الآن لدينا رأينا حول الاحداث, نحلل المواقف الدولية, واحدهم نظام اردوغان الذي هو عضو في حلف الناتو ويؤتمر بأمره وأمر امريكا, وينفذ ما يطلب منه , ونعلم عندما اجتمع مع جورج بوش, طلب منه السماح له لضرب الكورد واقامة نظام ديني سلفي في هذه المناطق..

ان الثورات التي بدأت في الشرق الأوسط هزت أركان انظمة المنطقة, لان هذه الأنظمة التي هي تحت سيطرة الدول المهيمنة, هي نتيجة توازنات الحرب العالمية الأولى والثانية , وعندما انهارت بعض الدول بسهولة مثل تونس ومصر حاولوا ايقاف سقوط البقية , ولهذا يساندون النظام السوري ويمنعون رحيله , وبقاء النظام السوري في الحكم ليس بقوة جيشه او مخابراته او ما يمتلكه من سلاح, وانما بسبب التوازنات الأقليمية والدولية , ولهذا لم تتوقف مطاليبنا الخاصة في الشارع , وعندما طلبنا بعدم الخروج من أمام الجوامع كنا نهدف لإعطاء خصوصية للوضع الكردي ووجوده في هذا الجزء “غرب كردستان” , لا نقبل ان نكون مثل غيرنا , في حمص وحماه, لان عرب منطقتنا يختلفون عنهم وكانوا سيتهموننا بالانفصالية, وكانوا سيعتدون علينا, وقد طالبنا ان نخرج سوية, ولكن ايادي خارجية تدخلت في تنسيقياتنا ليستخدوها ضد ألواننا وأعلامنا, وطالبوا برفع علم الاستقلال, نحن لسنا ضد علم الاستقلال ولكن نحن ضد الرجوع الى الماضي الذي لم نحصل فيه على شيء, فنحن الذين حاربنا فرنسا فماذا تحقق لنا مقابل ذلك..

الآن انتم كحزب ب ي د عضو في هيئة التنسيق, وفي الفترة الأخيرة صدرت تصريحات خطيرة من المنسق العام للهيئة “حسن عبدالعظيم” حين قال باننا متفقون مع ب ي د ضد الفدرالية والإدارة الذاتية , ولم يصدر أي توضيح من جانبكم حتى الآن.

ماذا تقول ؟

لقد انضممنا الى هيئة التنسيق الوطنية باعتبارها معارضة داخلية.

في بدايات الثورة وفي الأسابيع الأولى كان لي لقاء هنا مع المعارضة السورية, بينهم حزب العمل وآخرون, حينذاك قالوا لنا باننا مرتاحون لمواقفكم ونحن مسرورن لهذه الخصوصية التي تخرجون بها الى الشارع, وقالوا انتم ديمقراطيين وغير انفصاليين, وابدوا رغبتهم بانضمامنا الى هيئة التنسيق, وقالوا ان انضمامكم للهيئة يعني ايمانكم بالديمقراطية لسوريا والحرية لكردستان.

نحن نؤمن بوجود كردستان وجغرافيتها, ولا نقول كردستان سوريا بل نقول غرب كردستان, وهو جزء من كردستان, ولكن ليس صحيحا باننا نعمل لتأسيس دولة كردية هنا , وعندما اعلنا في مؤتمرنا الرابع في 2010 عن الادارة الذاتية فاننا نفذنا ذلك عمليا,  كافتتاح المدارس ومراكز الثقافة والفن والمجالس البلدية ومجالس القرى والحارات وشكلنا لجان متعددة لجان السياسية , الحماية , اللغة و الصحة, ونجحنا فيها فتعزز وجودنا في هيئة التنسيق..

وبالنسبة الى تصريح حسن عبدالعظيم فقد كذبه حسن عبدالعظيم, ولكن حتى لو افترضنا انه صرح بذلك, فاننا اعلنا عن الادارة الذاتية التي يتضمنها برنامجنا السياسي, وسنعلنها قريبا على أرض الواقع بشكل علني, لو وافق عليها النظام او لم يوافق , واي نظام كان , نظام البعث او غيره , والخطر الأكبر من النظام القادم , انه نظام ديني وقومي شوفيني من الداخل..

ان اللقاءات التي أجراها وفد التنسيق ومن ضمنه رئيس حزبنا “صالح مسلم” , مع الأوربيين والروس وكوفي عنان والجامعة العربية هي انعكاس لخطواتنا العملية, وقضيتنا هي قضية سياسية ومجتمعية ويجب ان نخطو خطوات في كافة النواحي, ولهذا أسسنا اتحادات لكل الفعاليات ونضع يدنا على كل شيء, ولا نسمح لأحد ان يمد يده الى هذا الجزء , لان هذا الجزء هو جزء الشعب الكردي..

ونمد يدنا الى اخواننا العرب الديمقراطيين , السريان, الآشور والكلدان لحماية هذا الجزء لتأمين الحماية والأمان له, ولا نقبل ان يصبح هذا الجزء كبقية المناطق التي تتعرض الى الدمار , ولهذا فان هيئة التنسيق الوطنية تقوم ببعض الخطوات, ولن يستطيع احد إخراجنا من هيئة التنسيق وستكون لجانها برئاستنا لاننا نشكل قوة فيها وعندما نتخلى عنها ستنهار وتنتهي..

ومن جهة اخرى اننا لسنا بعيدين عن المجلس الوطني السوري أيضا , هناك قنوات بيننا وقد ننضم اليها في حال قبول شروطنا كشعب يعيش على أرضه ويحترم خصوصيته ..

تقولون انكم وضعتم يدكم على كل شيء, وكما تعلمون يعيش مع الشعب الكردي اخواننا العرب والسريان والآشوريين, وليس لهم أي مشاركة في ذلك, الا يخلق ذلك صراع بينكم وبين هذه المكونات بعد سقوط النظام ؟

نحن كشعب كردي في هذا الجزء لسنا ضد أخواننا من المكونات الأخرى , صحيح ان الأخوة العرب لهم قوة في المنطقة او تكونت هذه القوة بفعل حكم النظام , وعندما نتفق مع اخواننا العرب فان المكونات الأخرى ستجلس معنا ايضا, ولكن اذا لم نتفق مع اخواننا العرب فان المكونات الأخرى لن تجلس معنا, و قوتنا في وحدتنا , ونحن كتنظيمات كردية توجد كتلتان اساسيتان (المجلس الوطني الكردي ومجلس الشعب لغربي كردستان) ونحن في مجلس غربي كردستان قلنا اذا لم نتمكن من التنسيق مع التنظيمات الكردية فلا يمكن التنسيق مع غير الكورد ولهذا لم نذهب حتى الآن الى الأخوة السريان والآشور..

وقد اجتمعنا عدة مرات مع المجلس الوطني الكردي.

وقد امضينا حوالي ثلاثة اشهر حتى تمكنا من الاتفاق معه على وثيقة التفاهم , وتم تعميم ذلك على رفاقنا في كافة المناطق من أجل التنسيق, وننتظر الطرف الآخر ليخطو خطوات باتجاهنا لتفعيل هذه الوثيقة, التي لا توجد أي خطوات عملية لتطبيقها حتى الآن.

 الحدث المؤلم والحزين الذي جرى أمام جامع قاسمو, يقال ان ب ي د قمع كل شيء وتم الاعتداء على اتحاد القوى الديمقراطية الكوردية وتم تكسير أجهزتهم الصوتية ومنعوا من ترديدات الشعارات ماذا تقول بخصوص ذلك وما هي خطواتكم المستقبلية ؟

هذه دعايات تقال بحقنا, وهي نفس الدعايات التي كانت تقال باننا شبيحة النظام..

وعندما كانوا يقولون الجيش الحر يحمينا , كنا نقول البيشمركة والكريلا يحمينا , وعندما كان غليون يقول لا يوجد شيء اسمه كردستان في سوريا قلنا هنا كردستان , هذه هي شعاراتنا ..

والآن نحن مستعدون ان يحكم الكتاب وكل انسان صاحب ضمير بيننا, لنتوحد ونسير معا حسب الخصوصية الكردية والمطاليب الكردية, وغير ذلك لا نقبل بها, لا نقبل ان يأتي من يرفع شعارات غليون وعرعور , نحن لسنا ضد علم الاستقلال, علما ان علم الاستقلال لم يحقق لنا شيء , بل تعرضنا الى الاضطهاد , لا نريد لأحد ان يفهمنا بشكل خاطىء , نحن لسنا ضد المسلمين, لسنا ضد اخوان المسلمين ولسنا ضد الجوامع ولكن سنصدر قرار بعدم الاعتلاء فوق سطح الجوامع وان يفتح ابواب الجوامع , لا نقبل ان تدخل الأجندات الخارجية بيننا, لا نقبل ان يتحدث أحد باسمنا, لا نقبل من الذين هربوا واختبئوا ان يخلقوا البلبلة بيننا, وعار عن الصحة من يدعي اننا اعتدينا عليهم, او اننا حرقنا الاعلام الكردية, نحترم العلم الكردي, والبارزاني تاج على رأسنا , وهؤلاء الذين يدعون باننا ضد العلم الكردي كذابون, هؤلاء يتلقون تعليماتهم من عرعور وينفذونها, ولا نقبل بهذا ابداً, لم نحرق العلم الكردي ابدا, فقط قلنا لهم لا ترفعوا علم الاستقلال في المقدمة…

إذا قبل المجلس الوطني السوري شروطكم, وانضممتم الى المجلس, وكما تعلمون ان غالبيته من الإخوان المسلمين , اذا حصل ذلك , وجرت مظاهرات مشتركة, وشارك الأخوة العرب في هذه المظاهرات في الجزيرة وحلب, برأيكم كيف سيكون موقفكم ؟

اخي لا نعمل أي شيء بدون رأي شعبنا , في حال قبلوا بشروط الشعب الكردي في غرب كردستان, قبلوا بالإدارة الذاتية وقبلوا بخصوصية الشعب الكردي , والغيت كافة المراسيم التي صدرت ضد الشعب الكردي , كالحزام والتعريب , عند ذلك من الممكن ان ننضم اليه, غير ذلك مستحيل أن نقبل الشروط ..

شكرا لكم على هذا اللقاء

من جانبنا نشكركم باسم حزب ب ي د , وأود ان أعلمكم بأنني اعمل ميدانيا, وأتمنى ان يتم إعلامنا في حال حصول أي شيء , والكلام الذي قيل لا أساس له من الصحة كلنا أخوة ولا توجد قوة تفرق بيننا ..

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد تقود إلى عواقب وخيمة. لاسيما في السياق الكردي، حيث الوطن المجزأ بين: سوريا، العراق، إيران،…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…