في سوريا حاولنا الخروج في اليوم الأول، لنرى الناس في سوق الحميدية الأثري مركز أول مظاهرة
لنسألهم عن الوضع، منهم من كان يقول ـ إن الرئيس جيد لأنهم كانوا يشاهدون رجال المخابرات
من حولنا بشكل سري، و هناك من كان يتحدث بالإنكليزية سرا ” لعن الله الرئيس” عرفنا و قتها عن الوضع يحمل الكثير من المأسي في طياته و كنا نتوخى الحذر “
في اليوم التالي ذهبنا إلى حمص مع مترجمتنا دون مرافقة أمنية لكننا كنا نشعر بوجود سيارات تراقبنا من الخلف و استقبلنا رئيس البلدية بحفاوة و أخبرنا إننا أحرار التجوال في تلك المدينة التي دب الموت في أحشائها، و أراد في البداية أن نزور حارة المنحبكجية، و اطلعنا على مظاهرة مجهزة ليقول لنا الناس إننا نحب بشار
ولكن كنا نعلم أنها لعبة مفبركة لأننا كنا نرى المدنين المسلحين، و بعد تلك المسرحية الهزلية أراد رئيس البلدية اصطحابنا لمدرسة التلاميذ و هناك اُطلق علينا قذائف الهاون، خمس طلاقات، أربعة منها موجهة إلينا و الخامسة كانت بعيدة بضع عشرا الامتار و يقول المصور ستيفان واسنار أحد المصورين الذين نجى من تلك الهجمات بعد إصابات عدة في أماكن متفرقة من جسده .
(إنه من سخرية القدر إن يتم الهجوم علينا في تلك الحارة الموالية للنظام السوري و بعدها بعدة دقائق يكون التلفزيون السوري في المنطقة و يسألنا عن الإرهابيين ، إنني أُجزم عن النظام السوري كان وراء تلك اللعبة القذرة ليرهب العاملين في بلاط صاحبة الجلالة بوجود عصابات مسلحة، و لإرهاب السكان الأمنين أيضاً).
ربما هذا الأمر الذي تمكن النظام السوري من فعله ليصبح الصحفي جيل جاكييه ضحية إرهاب ممنهج لدولة ضد مواطنيها، و ليسنج مسرحية هزلية غير محبكة فلا ترابط بين تفاصيل القصة من بدايتها إلى نهايتها
هكذا كان شعور الصحفيان اللذان لازالا يحملان أثار الجروح في وجههما و يحزنان على حمص و شبابها الذين هم عرضة للموت المحتم في كل دقيقة، و بين الحين و الحين كانوا يتساءلون ما هي اخبار حمص؟..
ملاحظة: الصحفيان هما: جاك دوبلسي ، و ستيفان واسنار
حاورهما: مسعود حامد
Massoud.hamid@hotmail.fr