لقاء خاص مع السيد ريزان شيخموس رئيس مكتب العلاقات في تيار المستقبل الكوردي في سوريا

(ولاتي مه): بعض القوى بشكل ما حملتكم مسئولية أحداث الجمعة المؤلمة من تصادم وضرب اتحاد القوى, وحرق أعلام الاستقلال, والعلم الكردي.

ماذا ترد؟

ريزان شيخموس: ما جرى في الجمعة الفائتة (إخلاصنا..

خلاصنا) من استفزازات ومشاحنات في مدينة القامشلي شيء مؤسف ومدان بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى ذلك ، أو الجهة التي قامت به ، لأنه يدخل في إطار الاحتراب الكوردي  -الكوردي ، يجب معالجته بالسرعة القصوى لكي لا يتكرر في المستقبل ، وقد جاء نتيجة طبيعية لما يجري على الأرض من شحن وتشتيت بين القوى الكوردية المختلفة ، والتنسيقيات الشبابية التي استقالت من فعلها الميداني وباتت تبحث عن موطئ لها في الحقل السياسي، فاغلبها صار عبارة عن استطالات حزبية ؟؟؟، وهناك من يحاول السيطرة الكلية على الشارع لأجنداته الخاصة به ,
لذلك ما جرى لا علاقة لنا به نهائيا ، كشخص وكتيار المستقبل ، وكلام جميل أبو عادل المنشور في موقعكم الموقر مردود عليه ، لأنه يفتقد إلى المصداقية ، لان ما جرى في مهرجان كوباني والكلمات التي ألقيت فيه موثقة بالصوت والصورة ولم يتطرق احد إلى اتحاد القوى وأعتقد بأنه يأتي في إطار التجييش الإعلامي الذي تقوده جهات وأطراف وشخصيات معروفة، ضد تيار المستقبل وبالأخص ضد رئيس مكتب العلاقات ، نتيجة مواقف التيار ومشاركته في ثورة الحرية والكرامة ، ولا يخفى عليكم وليس مصادفة أن يكون المعتقلين الكورد الأوائل في الثورة السورية  هم من تيار المستقبل ، وكذلك الجريح الكوردي الأول ، والشهيد الكوردي الأول القائد مشعل التمو الذي اغتيل نتيجة مواقفه الثورية الصلبة  .

(ولاتي مه): ثمة اتهام لكم بأنه وفي الفترة التي خرجتم فيها من اتحاد القوى فعملتم على خلق المشاكل للشارع الكردي ماذا تقول بهذا الصدد؟

ريزان شيخموس: نحن من أسسنا اتحاد القوى وأرسينا دعائم الفعل الميداني ، بعد انعقاد المجلس الوطني الكوردي في 26/10/2011 ، بغياب تيار المستقبل الكوردي وعدد من التنظيمات والتنسيقيات الكوردية ، وبعد حوارات ومشاورات حثيثة ،جاء اتحاد القوى الديمقراطية الكوردية في سوريا ، كحاضنة للفعل الثوري الكوردي المقاوم على طريق توحيد الخطاب والفعل الثوري في المناطق الكوردية ، وكجزء من الثورة السورية وأهدافها في إسقاط النظام القائم بكل رموزه ومرتكزاته ، وبما أن إحدى أولويات التيار كانت المسألة الديمقراطية في المجتمع وفي التنظيم ،  لذلك أفرد مكانا خاصا لدور المستقلين في الاتحاد ، وخص رئاسة  المكتب التنفيذي لعضو مستقل ، وكان الطموح هو جعل الاتحاد  بيئة حاضنة لتفاعل وصراع التيارات المختلفة سياسياً وفكريا ، إلا أن ما حصل للأسف كان العكس ، بحيث أصبح هؤلاء المستقلون عالة على الاتحاد ، بسبب الميول والممارسات الفردية لرئيس الاتحاد وبعض المستقلين  ، اللذين بادروا إلى التفرد بالعديد من الأعمال ، وإصدار البيانات والتصاريح الإعلامية ، دون الرجوع إلى الهيئات المختصة ، والتهجم على تيار المستقبل بعد انسحاب الكتلة الكوردية من المجلس الوطني السوري نتيجة خلو وثيقة العهد الوطني في اسطنبول من الحق الكوردي ، وقد شكلت هذه التصريحات الغريبة عن التيار مصدر تشويش وإرباك على خط التيار وممارسته، ترافق ذلك مع ما قام به بعض أعضاء الاتحاد في الخارج ، من نشر أنباء وبيانات لا أساس لها ، واكتمل هذا الشرخ بين التيار واتحاد القوى ،  بنشاط تنظيمي خارج هيئات الاتحاد ، إلى حد العمل على تشكيل كتلة سياسية من مشارب مختلفة تضم شخصيات معروفة بسلوكها الانتهازي وبتاريخها ، وعندما وجد التيار بان الاتحاد قد أصبح  خارج العملية الثورية الجارية في البلاد، وباستحالة أية إمكانية للنقد والتصويب على أرضية الانخراط في  الثورة و تحقيق أهدافها في بناء دولة مدنية ذات نظام سياسي ديمقراطي برلماني تعددي ، وجد التيار نفسه ملزما بإعلان موقفه بعدم الجدوى من وجود “اتحاد القوى” لأنه أصبح استطالة لأجندات داخلية وخارجية ولم يعد في خدمة الثورة.

(ولاتي مه): من خلال التظاهرات الأخيرة التي سرتم فيها أيام الجمع, وغردتم في هذا السرب وحيدين عن كل القوى؟ هل من نية لدخولكم المجلس الوطني الكردي؟
 
ريزان شيخموس: علاقتنا مع أحزاب المجلس الوطني الكوردي جيدة ، وقد مورست علينا ضغوط كثيرة قبل عقد الاجتماع الأخير للمجلس للانضمام ، لكننا أثرنا التريث بسبب عدم انتفاء الأسباب التي جعلتنا غير مشاركين في المؤتمر الأول في26/10/2012 ،على المجلس الكوردي أن يحدد موقفه بوضوح من الثورة السورية وأهدافها في إسقاط النظام القائم ، وان يقود العمل الثوري في المناطق الكوردية ميدانيا ،على قاعدة استقلالية القرار الكوردي والتنسيق والتواصل مع مكونات المعارضة السورية الأخرى ، وصولا إلى توحيدها في إطار واحد ،  لأنها السبيل الوحيد لتحقيق أهداف الثورة  السورية والظفر بسوريا ديمقراطية  خالية من الااستبداد ويتحقق فيها الحقوق القومية المشروعة لشعبنا الكوردي .

  

(ولاتي مه): إن لم تدخلوا المجلس الوطني الكردي إلى أين أنتم ماضون في هذا الحراك الثوري السوري؟

ريزان شيخموس: تيار المستقبل جزء لا يتجزأ من الثورة السورية  وأهدافها في إسقاط النظام برموزه ومرتكزاته ، وقد انحاز إليها منذ اليوم ، سيبقى وفيا لمبادئه وخطه السياسي المعارض ، كجزء من الفعل الميداني إلى جانب كافة القوى والتيارات الشبابية  ، سيلجأ إلى كافة أشكال النضال السلمية والديمقراطية في المناطق الكوردية ، لن يساوم على الوجود والحق الكوردي مهما كانت الأسباب والمبررات وسيبقى وفيا للمبادئ والقيم التي أرساها الشهيد مشعل التمو في بناء سوريا المستقبل ، دولة ديمقراطية مدنية تعددية لكافة أبنائها،  بحيث يكون فيها الكورد شركاء حقيقيون إلى جانب المكونات القومية الاخرى .

(ولاتي مه): هل ستسعون مع بعض القوى التي ترونها قريبين منكم في توحيد الخطاب الكردي, وتوحيد الشارع الكردي درءاً للتناحر والخسارة الكبيرة للكل في هذا الظرف الحرج.

ريزان شيخموس: علينا جميعا أن نتحرك  سريعا للاستفادة من المناخات العامة  التي فرضها الوضع  الثوري على الأرض ، وان نستفيد من التبدلات النوعية في السياسة الدولية ورؤيتها حول الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ، وعدم دعم الأنظمة الشمولية والاستبدادية  , لأنه لا سبيل لنيل الحقوق والحريات العامة ، إلا بتكاتف جميع القوى الاجتماعية والسياسية والديمقراطية , وتوحيد كل الطاقات الشريفة لدمقرطة سوريا , والاعتراف بالحالة السورية المجسدة للتعدد والتنوع القومي والثقافي والديني للمجتمع السوري ، وإعادة الاعتبار لمفهوم الشعب صاحب المصلحة الحقيقة في التغيير المنشود .لذا أدعو كافة الأطراف الكوردية ، إلى نبذ الخلافات ومواصلة الحوار والنقاش، لإيجاد مظلة سياسية موحدة تعبر عن الموقف الكوردي وتجلياته في الثورة السورية، لان الكورد إن  لم يستطيعوا أن يحققوا شيئا  في هذه المرحلة ، فإنهم سيخسرون الكثير في المستقبل
في الختام اشكر موقع (ولاتي مه) على خدماته ودوره المميز في خدمة الثورة السورية ، وكمنبر حر في إطار الرأي والرأي الأخر بعيدا عن التحزب والتخندق والرأي الواحد .

قامشلو 9/5/2012

 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين مؤتمر جامع في قامشلو على انقاض اتفاقيات أربيل ودهوك الثنائية لسنا وسطاء بين الطرفين ( الاتحاد الديموقراطي و المجلس الوطني الكردي ) وليس من شاننا اتفقوا او اختلفوا او تحاصصوا لانهم ببساطة لن يتخلوا عن مصالحهم الحزبية الضيقة ، بل نحن دعاة اجماع قومي ووطني كردي سوري عام حول قضايانا المصيرية ، والتوافق على المهام العاجلة التي…

شادي حاجي لا يخفى على أي متتبع للشأن السياسي أن هناك فرق كبير بين الحوار والتفاوض. فالحوار كما هو معروف هو أسلوب للوصول الى المكاشفة والمصارحة والتعريف بما لدى الطرفٍ الآخر وبالتالي فالحوارات لاتجري بهدف التوصّل إلى اتفاق مع «الآخر»، وليس فيه مكاسب أو تنازلات، بل هو تفاعل معرفي فيه عرض لرأي الذات وطلب لاستيضاح الرأي الآخر دون شرط القبول…

إبراهيم اليوسف باتت تطفو على السطح، في عالم يسوده الالتباس والخلط بين المفاهيم، من جديد، وعلى نحو متفاقم، مصطلحات تُستخدم بمرونة زائفة، ومن بينها تجليات “الشعبوية” أو انعكاساتها وتأثيراتها، التي تحولت إلى أداة خطابية تُمارَس بها السلطة على العقول، انطلاقاً من أصداء قضايا محقة وملحة، لا لتوجيهها نحو النهوض، بل لاستغلالها في تكريس رؤى سطحية قد…

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…