كم تألمتُ وأنا أقرأ مقال العزيز والمفكر الكردي إبراهيم محمود، وأعتقد أنّ هذا الكاتب العملاق يتحسّس جنبه الجريح وهو يكتب، يشعر بألمٍ كبير ينتشر في مساحة جسمه، بعد أن يكون قد تألم بفكره على ما يحصل لبلاده (كردستان) التي شبّهها بالمال الداشر.
الوعي القومي مازال مسطحاً لدى غالبية القيادات الكردية، مازال ذاك الوعي (معلومة) لديهم ولم يتحوّل إلى معرفة.
ومازال القيادي الكردي في طور البداوة والعشائرية بمفاهيمها السقيمة في التعامل مع السياسة.
قد يكون ثمة مَنْ تجاوز هذا المستوى من الوعي، لكنه لم يتجاوز عباءته الشخصية في البحث عن المصلحة، لأنَّ المصلحة الشخصية فوق أيّ اعتبار، أما المصلحة القومية فهي ثالثاً ورابعاً وخامساً.
يا صديقي العزيز، كيف توجّه خطابك الفلسفي السياسي إلى هذه (كومة أصفار) أو (كومة مصالح)، أليس مطلوباً منك أن تنشر مع مقالك (مترجماً غير مرئيٍّ) في الفلسفة والحياة ليترجم لهم مفاهيم الجغرافيا والتاريخ والسياسة؟
كردستانهم، كردستاننا، كردستانكم، (كردستان الكرد) مالٌ داشر، فكردستانهم ((مطعونة)) منهم و((مفجوعة)) بهم أكثر مما هي مطعونة من غيرهم، كردستان الكرد ((مال داشر)) ما أبلغ هذه العبارة البسيطة لغةً، والعميقة فكراً، والحكيمة سياسةً، ما أبلغها في زمنِ (غياب الوعي وكثرة الغلابة).
فضعفُ الكرد يقوِّي الطّمعَ لدى خصومهم، وانقسامُهم يوحّدُ السَّاعين إلى النّيل منهم، فلا كردستان بلا كردٍ موحّدين، ولا مستقبل لهم بلا نضوجٍ في الوعي القومي والسياسي، ولا نجاح للمصلحة القومية العلياء للكرد بلا عزمٍ وإرادة قوية لتحقيقها.
نعم يا صديقي صدقتَ القول في ((إن” المال الداشر يعلّم أولاد الحرام على السرقة”، وكردستانكم مال داشر، يتقاسمه أولاد الحرام)).
===============================================