الموسم الزراعي في الحسكة في خطر, الأسباب والمسببات ؟

(ولاتي مه) تمر الزراعة في هذه الأيام فترة حرجة جدا مع انحسار الأمطار وقرب موعد الحصاد , فقد دخلت بعض المحاصيل في مرحلة الحرج وخاصة البعلية منها وبالأخص تلك التي تقع في المناطق التي تعتبر ذات معدل هطولات مطرية قليلة و تشمل معظم محافظة الحسكة فيما لو استثنينا منطقة الخط العاشر والتي تمتد مع الحدود التركية و على عمق من 10 – 15 كم و التي تعتبر ذات هطولات مطرية جيدة.
فقد باتت بعض المحاصيل بحكم المنتهية , وخاصة التي في مناطق الاستقرار الثالثة والرابعة والخامسة أما منطقة الاستقرار الثانية فإن  الوضع أفضل إلى حد ما , فيتوقع أن يكون الإنتاج متوسطا في حال هطلت أمطار في الأيام القليلة القادمة.

ربما تكون حالة منطقة الاستقرار الأولى أفضل ولكنها بحاجة ماسة إلى الأمطار فقد دخلت بعض المحاصيل وخاصة البقوليات في مرحلة الخطر.

تأتي هذه الظروف فيما شهد الموسم الحالي إلى الآن أمطار جيدة إلا أن موجة البرد التي أتت في أوائل و أواخر آذار أثرت سلبا على المحاصيل, ثم سبب انقطاع الأمطار إلى تفاقم الوضع .
أم المحاصيل المروية فهي الى الآن جيدة و لكنها تكبد أصحابها خسائر كبيرة وذلك لغلاء سعر المحروقات المستخدمة في عملية الري .

باتت الزراعة في محافظة الحسكة  تقف أمام تحديات  كبيرة , تبدأ بالتكاليف الباهظة ولا تنتهي بالخسائر الفادحة , فقد بات الكثير يشبهون الزراعة في السنوات الأخيرة بالمقامرة و ذلك لما تشكل من مخاطر و بأخص في الزراعة البعلية وذلك بالنظر إلى حجم التكاليف و تراجع مستويات هطول الأمطار بشكل كبير .

لذلك من الممكن تصنيف  الصعوبات التي تقف في وجه القطاع الزراعي بصعوبات متعلقة بالطقس و صعوبات مادية و صعوبات متعلقة بالدولة .

1-   صعوبات المتعلقة بالطقس : فقد بات انحسار الأمطار في سنوات الأخيرة يشكل خطر كبيرا جدا على الزراعة , فلم تعد الأمطار تكفي المحاصيل و حتى في المواسم الجيدة الأمطار فقد بات عدم انتظام الهطولات يشكل في حد ذاته خطر كبيرا , فانقطاع الأمطار لفترة ما و حدوث موجات حر أو برد يؤثر بشكل سلبي و كبير على الموسم الزراعي .

( بالمرفق  نشرة الهطولات المطرية في محافظة الحسكة بتاريخ 30/4/2012 بحسب وزارة الزراعة )

2-  الصعوبات المادية : لقد أصبحت تكاليف الزراعة باهظة جدا فباتت أسعار المواد الزراعية أضعاف ما كانت عليه في السنوات الماضية فقد أصبح سعر البذار من 12 ألف الى 21 ألف للطن و سعر السماد الذي كان سعره بحدود 15 ألف للطن وصل في فترة من الفترات  46 ألف لبعض الأنواع , بالإضافة إلى التكاليف الأخرى و ما نجم عن فقدان مادة المازوت وغلاء سعرها من كوارث على الزراعة .

فقد ضاعف من تكاليف نقل المواد الزراعية و أجرة فلاحة الأرض و رش المبيدات والسماد .

كما إن أغلب  آبار المياه المستعملة للزراعة تعتمد على مادة المازوت التي باتت تشترى في السوق السوداء بسعار تقارب ضع ما يباع في الدولة .

3-  الصعوبات المتعلقة بالدولة :

يعاني  الفلاح الكردي بشكل خاص من الدولة بشكل كبير , فقد كانت سياسة الدولة هي ضد الفلاح الكردي دائما , ابتدأ من توزيع الأراضي و استملاك مساحات كبيرة للدولة بمسميات عديدة ( مزارع الدولة – أملاك الدولة – ارضي وزارة الدفاع ) , مرورا باستقدام الغمر فسحب ملكية الأراضي من الفلاح الكردي وبمساحات كبيرة على امتداد الحدود مع تركية والتي تعتبر من أفضل الأراضي و أغناها من حيث خصوبة الأرض ومن حيث مستوى الهطولات المطرية ( الخط العاشر ) .


أما بالنسبة للفلاحين في محافظة الحسكة بشكل عام فأن الفساد و الكثير من القوانين لا تخدم الفلاح الحقيقة , بل باتت تخدم السوق السوداء على حساب الفلاح الفعلي , فالكثير من المعاملات الزراعية تتم مع فلاحين يؤجرون أراضيهم للغير ويستفيدون من تمويل المواد الزراعية و خاصة التي تمول بالدين , لدرجة إن حجم الديون فاق قيمة الأرض التي يملكونها و تسمى الحالة التي تقدر فيها سعر الارض في المصارف الزراعية باسم الملاءة , وتتركز هذه الظاهرة بشكل كبير في منطقة تل كوجر ( اليعربية ) وهم في غالبيتهم العظمى من العرب وأصحاب مساحات زراعية كبيرة وهم يعتمدون على ما يمولون به من المصرف الزراعي في معيشتهم .

تؤثر مثل هذه الشريحة التي تحتسب من الفلاحين على القطاع الزراعي وخاصة إذا علمنا إن حجم الديون بلغ على بعض أشخاص عدة ملاين و على بعض الجمعيات التعاونية فاق مبلغ 30 مليون للجمعية الواحدة .
تعاني محافظة الحسكة من نقص شديد في الاحتياط المائي المخزن في السدود القليلة أصلاً .

وكان من المقرر تنفيذ مشروع جر مياه دجلة الذي وقف بالفترة الأخيرة لعدم وجود التمويل نتيجة الظروف التي تمر بها سورية , و يذكر إن هذا المشروع لن يخدم  المناطق الكردية والتي كان من المفترض أن تخدمها باعتبارها أخصب الأراضي  محافظة الحسكة , إلا إن المشروع سينقل المياه إلى مناطق الحسكة و الشدادة مرورا بجنوب الرد .

نشرة الهطولات المطرية في محافظة الحسكة بتاريخ 30/4/2012 بحسب وزارة الزراعة

 
مجموع أمطار الموسم   بـ/مم/
المقابل لتاريخه بالموسم السابق  بـ/مم/
 المعدل السنوي لغاية عام 2010  بـ/مم/    
منطقة الاستقرار
المالكية
346.5
420 547 اولى ب
الزهيرية
320
400 532،6 اولى ب
هيمو
338.6
242.8 433،7 اولى ب
عامودا
262.9
227.6 426,9 اولى ب
القحطانية
318.4
253.5 407,7 اولى ب
القامشلي
320.3
235.1 382,9 اولى ب
اليعربية
214.5
250.5 378,7 اولى ب
الدرباسية
316
342 372,8 اولى ب
الجوادية
258.5
268.5 363,2 اولى ب
أبو قصايب
204.5
210.6 346,3 ثانية
تل حميس
212
157.1 301,9 ثانية
تل براك
301.5
236 299,2 ثانية
راس العين
244.7
174 286 ثانية
تل علو
241
258 276 ثانية
الحسكة
149.8
141.6 272,8 ثانية
المناجير
162
158.5 266,9 ثانية
مبروكة
178
147.6 254,7 ثانية
الهول
246
139 238,8 رابعة
تل تمر
141.5
139 238,2 رابعة
أم مدفع
124.5
132.5 227،6 رابعة
ابو راسين
260.5
200.5 227,1 رابعة
تل بيدر
173
171.5 203,7 رابعة
الشدادة
128.2
90.8 198،5 خامسة
العريشة
162.5
116.5 149,1 خامسة
مركدة
117.5
87 120،8 خامسة
 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…