كما السوريون لهم بعثهم وهمهم ولنا بعثنا وهمنا.
فلا تستغرب من هذا الكلام أنها الحقيقة المعاشة على الأرض..؟!! ربيع أزهر وتفتح وشخير سبات شتائنا يملأ الوديان والوجدان ولم تزرنا النوروز بعد.
ملتهون بصغائر الأمور وأسخفها..
اجتمع .
صرح.
وضح ..
اتهم .
تآمر..استقال ..انسحب ..قال ..ائتمر..انتخب ..انشق ..
عقد ..
كتب..قابل ..
زعق ..
نهق ..احتفل ..كرم ..أعلن ..لعن..
خرج ..ألقى ..أسس ..دعا …والنتيجة …Heva hevalê berêإلخ ؟؟
أنهم مزورو التاريخ والحقيقة والقومية ويلوثون الحياة بقذارة أفكارهم وأفعالهم .
إلى متى سنبقى أسرى ثقافة قائمة على الموروث البالي والشعوذة والخرافة والعبودية المقننة وتأليه الأشخاص الذي هو تعبيرا صادق عن الضعف الكامن المزمن في البنية المعرفية.
ربما ويبدو حتى الآن لا يستطيع المرء منا العيش بلا إله آدمي حتى لو كان ذلك الإله كلب سلوقي مزيف zirtajî كما قاله أستاذي الكبير المرحوم أصمان صبري osman sebrî .
قر واعترف من خلال نخبك بما أنت فيه من ضياع وعجز بأن هناك من يقودك مضلل ومحتالا يعبث بمصيرك في غفلة من وعي الذات وإرباك التاريخ فهذا لا يعني أن وضعت محتالا في الواجهة لن يتصرف كالشرفاء .
فيستغل مشاعرك القومية الطيبة وشعورك بالظلم وأنت تبحث عن القشة التي تنقذك .أنه السخف ما بعد سخف والعيش في هامش الحياة .
للعلم فقط أن ذيل الكلب والخنزير أطهر من بعض ممن يزعم النخبة وأقل نجاسة منهم كما أن الفاجرات العاهرات السافرات السافلات الغانيات أشرف من منابت البعض “حاشا الطيبين وأولاد الحلال كثيرين” .فقل كلمتك من خلال نخبك الثقافية الأحياء ولا تنصت للشياطين الخرساء الباحثين عن الزعامة باسم الثقافة والفكر والكردايتي وإلا ستبقى أمدا آخر بلا شخصية واحترام ولن يكون مصيرك سوى ما آل إليه مصير أجدادك .
الإقرار دليل ندم وصحة وجدان وعافية ضمير.
قم وأبدأ من الصفر وأنت الرابح وألعن الماضي ولا تخجل منه ولا من الياقات المزركشة التي تتدلى على الصدور النتنة ومن الشوارب المهانة والمنتوفة نصفها على يد من يعرفونهم في أقبية الظلام وممهورين خلسة في مضاجع الخيانة المستترة.
فلا يغرنك اسمه وعنوانه ونسبه فهو في كله وعلى بعضه شكلا ووزنا جملة وتفصيلا وليس موضع فخر وتمجيد ولا يستحق التأسف ولا تخجل من تاريخ عشيرة ثلاثة أرباعه أمضي في الخيانة وربعه الآخر تخلف وسطو ونحن نتاج هذا الموروث المتخلف.
من العيب والعار الكبيرين الافتخار بمثل هكذا سيرة وتاريخ غير مجيد من عاقل ومحترم لذاته وزد على ما ذكر من الوصف والتوصيف إذا أردت ولا تخجل فالفرزدق والجرير يعجزان عن هجاء أفعالهم وكل ما تقوله في حق هؤلاء ليس إلا شذر مذر”متفرقات “.
ما فائق الاحترام والتقدير للتاريخ المشرف والسلف الصالح والخلف التابع .
لا تحط من قيمة الذهب حينما تزين به طوقا رقبة الكلب وبالمثل الأسماء والعناوين القومية صدر المفتري والكذاب والضلالي فلن تموت القيم والثوابت إذا سطا عليها ابن أمه في غفلة ولحظة ضعف.
كما لا يغرنكم نصب وسطو هذا وذاك على موقع بطريقة غير أخلاقية ومحسوبية مقيتة بل سيأتي اليوم الذي تنكشف آثام الشخصية الطاووسية وزيفها وبهتانها.
فهناك من وصمات العار وبصماته على الجبين ما كثرت سجلات أعدادها فلم يبق مكان للمزيد منها حتى باتت تملأ رفوف مكتبة التاريخ.
لقد آن الأوان بأن تفضض عما في ذاتك المقهورة قبل أن تنفجر من قهر السنين وجور الأيام وتموت وتبقى في بطنك سبعة من أيام الآحاد Heft rojê lehdê كما يقول الأخوة المسيحيون أو كما يقول الكرد Eger ker ne zirê ..wê bi dirê فلا يعتقد أن حالتنا أفضل من حالة الكلب والحمار ومن يعترض على هذا القول عليه أن يثبت أنه الأسد ولا يقبل منه صفة الثعلب والواوي علماً بأن الكلاب باتت على مرمى حجر من نيل حقوقها وقد نال هذا السيد بعضا منها أو كلها في بعض الأماكن من العالم وأغلب الظن أنه سوف يتحرر في زمن قريب قبلنا ولا زلنا نعيش كما يعيش البعير والحمير.
لا نصدق أننا قد تخلصنا من مرتد أفاق ومنافق فإذا بالآخر الآتي اشد نفاقا وتزلفا.
فكيف ستسير الأمور إلى كما يجب والناس تصفق له ..؟ ورائحة الثوم تطغى على عبق الياسمين والنرجس ودردار الطبل على تقاسيم الطنبورة وألحان الناي .
معتوه وبليد من يتفاءل بالمستقبل من خلال هذه السلوكيات والمنهاج والأذهان والشخصيات القذرة “حاشا الطيبين وهم أغلبية ولكنهم ليسوا في مركز القرار والقيادة وليسوا تحت الأضواء” وكيف ينتظر من هذا الصنف من النخب الخبيثة ونمط الثقافة والفكر المعطل القيام بتغيير وتحديث في البنية العامة لشخصية وتفكير الكرد من خلال هذه الأطر والمؤسسات القائمة التي هي في أغلبها قد شاخت وتسرطنت وبالإضافة إلى خضوعها لاعتبارات شخصية ومحسوبيات وتقييمات مزاجية .
ألم يحن الأوان أن نغير ما في أنفسنا ولو شيئا يسيرا ورمي زبالة الثقافة التي في رؤوسنا.
فلا صلاح وإصلاح ولا تغيير واستبدال دون حداثة وتجديد ما في دماغنا ووجداننا وإفراغها من كل قاذورات فلسفة العبودية وثقافتها ومن ثم البحث عن جديد مفيد مقياس جودته فلسفة الحياة الوجودية وتواكبه مع العلوم التجريبية وتطبيقاتها حينها يمكن الحديث بأننا موجودون وترسم طريق المستقبل.