إبراهيم اليوسف
ثمة أرقام في روزنامتي الشخصية، ما إن تقترب منها بوصلة الزمان، حتى تشحن في روحي نارالألم العظيم، لأنها تذكرني بأسماء جد قريبة من هذه الروح، إلى الدرجة التي لما أزل أعدها جزءاً منها،وأن هذه الروح بقيت ناقصة، في غيابة تلك الأسماء البهية، هذه الغيابة التي جعلتني أشعربيتمات كثيرة، في عدد من هؤلاء، واحداً واحداً، وهم ذووقربى روح أورحم.
ثمة أرقام في روزنامتي الشخصية، ما إن تقترب منها بوصلة الزمان، حتى تشحن في روحي نارالألم العظيم، لأنها تذكرني بأسماء جد قريبة من هذه الروح، إلى الدرجة التي لما أزل أعدها جزءاً منها،وأن هذه الروح بقيت ناقصة، في غيابة تلك الأسماء البهية، هذه الغيابة التي جعلتني أشعربيتمات كثيرة، في عدد من هؤلاء، واحداً واحداً، وهم ذووقربى روح أورحم.
ولئلا يأخذني اغريراق العين بالعبرات، وفاق أسماء هؤلاء، وهم كلهم يتزاحمون-عادة- عندما أدخل محراب أرواح هؤلاء، وهم في عناوينهم الجديدة، يظهرفجأ ة أمام عيني أكرم كنعوأبو لقمان، وهوفي بياض وداعته، وطيبته، وجمال أعماقه، يتابع الحديث في قضايا كثيرة، خضناها من قبل:
الوطن، والقضية الكردية، بعض الرموز الكردية العظمى، منظمة حقوق الإنسان في سوريا-ماف، البارتي، سوريا، الفساد والاستبداد، وغيرذلك من المحاورالتي كانت روحه تدورفي عوالمها، ويعمل بإخلاص وتفان من أجلها كلها معاً، ضمن معادلة، لايمكن أن يوازي بين أطرافها، بالشكل الأكثرنجاحاً، سوى أبي لقمان.
مساء24 نيسان،أحد الأيام الأكثرألماً بالنسبة إلي، حين يداهمني خبروافة صديقي الأكثروفاء أكرم كنعو، في حادث سير، وهوفي سيارته البائسة يتوجه إلى إحدى القرى للمصالحة بين أسرتين، حقناً للدما-ونشرروح التسامح والحب بين الناس- كان أحد اهتماماته الأولى، وقد دفع ثمن ذلك حياته، حياته التي استرخصها، وهوبعد طالب على مقاعد المرحلة الثانوية، عندما هتف مع مجموعة من زملائه” عاشت الأخوة الكردية العربية”..، ودفع ثمن هذا الهتاف البريء سنة من زهرة عمره، مع مناضلين آخرين، منهم من قضى ومنهم من لايزال حياً، هذه العبارة التي أصبحت الآن، من أس وأولويات الوطنية لدى كل سوري، وكان مجرد ذكركلمة كردي، في محفل عام، كدارالسينما في قامشلي، التي كانت شعبة حزب البعث قد دعت في العام1970 إلى إحياء مناسبة خاصة فيها، يعني بسالة لاتقل عن بسالات من يواجهون الرصاص-الآن- بصدورهم العارية، ويطالبون بإسقاط النظام المجرم.
ولم تكن هذه المرة الأخيرة التي اعتقل فيها أبو لقمان من قبل أجهزة الأمن، بل اعتقل أكثرمن مرة، وحدثني عن كيفية خروجه-ذات مرة- من أحد الأقبية الأمنية بعد الضرب المبرح على كل أجزاء جسده ومن بينها قدماه- بل إن الرجل، منع من السفرضمن قائمة من ناشطي منظمة ماف التي كان يرئسها.
ظللت إلى فترة طويلة، أرتعد وأنا أتلقى مكالمة هاتفية، منذ تلك المكالمة التي استلمتها من صديقي أبي برور، وهويعلمني بهول المصاب الأليم، حيث تعد صدمته إحدى كبريات الصدمات التي تلقيتها، في حياتي، في مواقف مشابهة، والفجيعة بواحد من أخلص الخلص في حياة أي إنسان، من قبل أي كائن يحمل بذرة الوفاء، لتعد صدمة عظمى سترافقه، أنى عاش.
وسيكون الأمرفي أقصى أمدائه، في حضرة شهيد، تطهرعن السفاسف، وكرس حياته للآخرين، كما حال” أكرميekrememin” وهذا المصطلح تعلمته منه، عندما كان ينسب أسماء من يحب إلى نفسه، كما يفعله مع اسمي، أو أسماء أولادي، بقلب كردي طاهر، ترفع عن كل دنس الحياة العابرة.
في الذكرى الأولى لرحيل المناضل أبي لقمان، والتي جاءت بعيد اندلاع ثورة الكرامة السورية، قلت لبعض المقربين من كلينا: تصوروا، لو أن أكرم كنعوشهد هذه الثورة التي كرس حياته، منذ نعومة أظافره، وحتى لحظة استشهاده- أجل استشهاده، من أجل واجب إنساني، مقدس-لانخرط في لجتها، وهوالذي اعتقل قبل أشهرمن رحيله، في اعتصام سلمي في مدينته” تربسبي-قبورالبيض” مغتصبة الاسم بتزويره إلى” القحطانية”، في الذكرى الأولى لاستنكارالمرسوم 49 ضد الشعب الكردي في سوريا، مع بعض زملائه من مناضلي منظمة ماف، عندما كانواينفذون احتجاجهم السلمي، منفردين،وهاأصبح ذلك المكان يحتضن احتجاجات كبيرة، يشترك فيها العربي، مع أخيه الكردي، وهوما لم يدر، آنذاك، في خلد، أو داخل حرم مخيال أحد، على ضوء حساسية التركيبة المصطنعة لهذه المدينة في ظل الاستبداد، المدينة التي سأعرفها بأعمق ، بوساطة عدد من أصدقائي فيها، ومنهم أبو لقمان، عندما نقلت تعسفياً إلى إحدى مدارسها، لمدة سنتين-بعد أكثرمن 15 سنة أخرى من نقل تعسفي مرير وسابق-إلى العمل الوظيفي أو مدارس الزراعة،كي أختصرعملي التعليمي، من هناك، بالإقدام على التقاعد المبكر، وكان عنصر الأمن العسكري، يكاد يداوم في مدرستنا، لمراقبتي، مستعيناً ببعض عملائه-وهم موجودون إلى الآن في كل مكان-وإن كان مستقبل هؤلاء المستقوين، بالاستبداد، قاب قوسين وأنى، من الهزيمة إلى الأبد..!.
أعرف، أن صديقي أبا لقمان، وهويبصر، الآن،من أعلى تلة “معشوق” مسقط رأسه، وأحلامه، وحبه، وعنوانه الأخير، إلى حال المكان الكردي، في هذا الربيع الكردي، وهوفي مخاضه، يترجم إلى حيز التطبيق، ما كان يخطه في صميمه، منذ بداية وعيه، كأحد المناضلين الكرد الأفذاذ، من أجل القضية الكردية، بل ومن أجل رسالة”حقوق الإنسان” التي آمن بها، وكان أحد فرسانها الأكثرصدقاً،أجل، وهل أعظم من ترجمة المناضل لرؤيته، عبرالفداء بروحه، ليكون، في أعلى عليين، في ضميرشعبه، ووطنه، وهذا مايجسده-تماماً-صديقي أبولقمان الذي أنتظرلحظة وضعي الورد بيدي على مرقده الطاهر، تحت ظل الحرية والعلم الكردي، وهما أسطونا الحلم الأعظم لدى شهيدنا الكبير، لدى شرفائنا الكرد، جميعاً..!
مساء24 نيسان،أحد الأيام الأكثرألماً بالنسبة إلي، حين يداهمني خبروافة صديقي الأكثروفاء أكرم كنعو، في حادث سير، وهوفي سيارته البائسة يتوجه إلى إحدى القرى للمصالحة بين أسرتين، حقناً للدما-ونشرروح التسامح والحب بين الناس- كان أحد اهتماماته الأولى، وقد دفع ثمن ذلك حياته، حياته التي استرخصها، وهوبعد طالب على مقاعد المرحلة الثانوية، عندما هتف مع مجموعة من زملائه” عاشت الأخوة الكردية العربية”..، ودفع ثمن هذا الهتاف البريء سنة من زهرة عمره، مع مناضلين آخرين، منهم من قضى ومنهم من لايزال حياً، هذه العبارة التي أصبحت الآن، من أس وأولويات الوطنية لدى كل سوري، وكان مجرد ذكركلمة كردي، في محفل عام، كدارالسينما في قامشلي، التي كانت شعبة حزب البعث قد دعت في العام1970 إلى إحياء مناسبة خاصة فيها، يعني بسالة لاتقل عن بسالات من يواجهون الرصاص-الآن- بصدورهم العارية، ويطالبون بإسقاط النظام المجرم.
ولم تكن هذه المرة الأخيرة التي اعتقل فيها أبو لقمان من قبل أجهزة الأمن، بل اعتقل أكثرمن مرة، وحدثني عن كيفية خروجه-ذات مرة- من أحد الأقبية الأمنية بعد الضرب المبرح على كل أجزاء جسده ومن بينها قدماه- بل إن الرجل، منع من السفرضمن قائمة من ناشطي منظمة ماف التي كان يرئسها.
ظللت إلى فترة طويلة، أرتعد وأنا أتلقى مكالمة هاتفية، منذ تلك المكالمة التي استلمتها من صديقي أبي برور، وهويعلمني بهول المصاب الأليم، حيث تعد صدمته إحدى كبريات الصدمات التي تلقيتها، في حياتي، في مواقف مشابهة، والفجيعة بواحد من أخلص الخلص في حياة أي إنسان، من قبل أي كائن يحمل بذرة الوفاء، لتعد صدمة عظمى سترافقه، أنى عاش.
وسيكون الأمرفي أقصى أمدائه، في حضرة شهيد، تطهرعن السفاسف، وكرس حياته للآخرين، كما حال” أكرميekrememin” وهذا المصطلح تعلمته منه، عندما كان ينسب أسماء من يحب إلى نفسه، كما يفعله مع اسمي، أو أسماء أولادي، بقلب كردي طاهر، ترفع عن كل دنس الحياة العابرة.
في الذكرى الأولى لرحيل المناضل أبي لقمان، والتي جاءت بعيد اندلاع ثورة الكرامة السورية، قلت لبعض المقربين من كلينا: تصوروا، لو أن أكرم كنعوشهد هذه الثورة التي كرس حياته، منذ نعومة أظافره، وحتى لحظة استشهاده- أجل استشهاده، من أجل واجب إنساني، مقدس-لانخرط في لجتها، وهوالذي اعتقل قبل أشهرمن رحيله، في اعتصام سلمي في مدينته” تربسبي-قبورالبيض” مغتصبة الاسم بتزويره إلى” القحطانية”، في الذكرى الأولى لاستنكارالمرسوم 49 ضد الشعب الكردي في سوريا، مع بعض زملائه من مناضلي منظمة ماف، عندما كانواينفذون احتجاجهم السلمي، منفردين،وهاأصبح ذلك المكان يحتضن احتجاجات كبيرة، يشترك فيها العربي، مع أخيه الكردي، وهوما لم يدر، آنذاك، في خلد، أو داخل حرم مخيال أحد، على ضوء حساسية التركيبة المصطنعة لهذه المدينة في ظل الاستبداد، المدينة التي سأعرفها بأعمق ، بوساطة عدد من أصدقائي فيها، ومنهم أبو لقمان، عندما نقلت تعسفياً إلى إحدى مدارسها، لمدة سنتين-بعد أكثرمن 15 سنة أخرى من نقل تعسفي مرير وسابق-إلى العمل الوظيفي أو مدارس الزراعة،كي أختصرعملي التعليمي، من هناك، بالإقدام على التقاعد المبكر، وكان عنصر الأمن العسكري، يكاد يداوم في مدرستنا، لمراقبتي، مستعيناً ببعض عملائه-وهم موجودون إلى الآن في كل مكان-وإن كان مستقبل هؤلاء المستقوين، بالاستبداد، قاب قوسين وأنى، من الهزيمة إلى الأبد..!.
أعرف، أن صديقي أبا لقمان، وهويبصر، الآن،من أعلى تلة “معشوق” مسقط رأسه، وأحلامه، وحبه، وعنوانه الأخير، إلى حال المكان الكردي، في هذا الربيع الكردي، وهوفي مخاضه، يترجم إلى حيز التطبيق، ما كان يخطه في صميمه، منذ بداية وعيه، كأحد المناضلين الكرد الأفذاذ، من أجل القضية الكردية، بل ومن أجل رسالة”حقوق الإنسان” التي آمن بها، وكان أحد فرسانها الأكثرصدقاً،أجل، وهل أعظم من ترجمة المناضل لرؤيته، عبرالفداء بروحه، ليكون، في أعلى عليين، في ضميرشعبه، ووطنه، وهذا مايجسده-تماماً-صديقي أبولقمان الذي أنتظرلحظة وضعي الورد بيدي على مرقده الطاهر، تحت ظل الحرية والعلم الكردي، وهما أسطونا الحلم الأعظم لدى شهيدنا الكبير، لدى شرفائنا الكرد، جميعاً..!