كاميران حاج عبدو حديثه حول سياسات النظام الحاكم منذ 48 عاما التي كبتت ممارسة العمل السياسي و الحريات العامة في البلاد لأكثر من أربعة عقود عانى فيها الشعب السوري بمختلف مكوناته و أطيافه من حكم الحزب الواحد و النظام المركزي الاستبدادي.
و أكد د.
كاميران حاج عبدو بأن كافة أحزاب الحركة الوطنية الكردية و غيرها من الأحزاب الوطنية السورية قد نادت قبل انطلاق الثورة إلى حوار وطني شامل و عام من أجل الوصول إلى تغيير ديمقراطي حقيقي للسلطة في البلاد و انهاء عهد الاستبداد و بناء دولة الدستور و التعدد السياسي و القومي, إلّا أن النظام الحاكم أصرّ على نهجه المعروف منذ أكثر من أربعة عقود من الزمن فكانت الثورة.
و حول الحراك الجماهيري الذي يعم البلاد منذ أكثر من عام قال حاج عبدو بأن قوة الثورة السورية تتمحور في نقطتين أساسيتين: الأولى هي سملية الثورة و الثانية هي شمولية الثورة بما معناه مشاركة كافة مكونات الشعب السوري من عرب و كرد و آشوريين و سريان و مسلمين و مسيحين و علويين و دروز وغيرهم فيها.
و لكن ما حدث مع الأسف أن بعض الأطراف أرادت و ما تزال تريد عسكرة الثورة و تحريفها عن مسارها السلمي و جعلها ثورة من لون واحد, كما أن هناك أطرافا في المعارضة لا تعمل للمصلحة العامة في البلاد بقدر ما تعمل لصالح أجندة خارجية.
ثم تحدث عن خارطة الطريق التي أقرتها أحزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا في شهر نيسان عام 2011 و التي طالبت حينها بضرورة اعتماد الحلول السياسية لا الأمنية و العسكرية لحل الأزمة في البلاد و البدء بحوار وطني من أجل دمقرطة سوريا من خلال عقد مؤتمر وطني سوري شامل و إيجاد حل عادل لقضية الشعب الكردي في سوريا.و الآن و بعد سقوط أكثر من 14 ألف شهيد تأتي مبادرة كوفي عنان مندوب الأمم المتحدة و التي تتطابق في مضمونها إلى حد بعيد مع خارطة الطريق الكردية المطروحة من قبل أحزاب الحركة الوطنية الكردية حينها.
كما تطرق إلى أهمية وحدة الصف الكردي و الذي تم من خلال عقد المؤتمر الوطني الكردي بتاريخ 26.10.2011 في مدينة القامشلي بمشاركة ممثلين عن أحزاب الحركة الوطنية الكردية و الحراك الشبابي و منظمات حقوق الإنسان و المرأة و شخصيات وطنية مستقلة و مثقفين كرد و غيرهم و اعتبر المؤتمر مجلسا وطنيا كرديا.
و بالنسبة للكرد في سوريا استطاع المجلس الوطني الكردي أن يحدد مطالب الشعب الكردي في سوريا و لأول مرة بشكل واضح وصريح حين أقر مبدأ حق تقرير المصير للشعب الكردي في مؤتمره التأسيسي و الذي يفسر بشكلين لا ثالث لهما: الأول هو الانفصال و تأسيس دولة مستقلة و الثاني هو الاتحاد الاختياري الحر مع شعب أو شعوب تعيش ضمن إطار دولة واحدة.
و المجلس الوطني الكردي من خلال مقررات مؤتمره قد اختار التفسير الثاني إذ طالب بحق تقرير المصير في إطار وحدة سوريا و لم يطالب بالانفصال بالرغم من أنه حق مشروع أيضا بكل الأحوال.
أما بالنسبة لبعض الأطراف التي تدّعي بأن الكرد أقلية في سوريا فعليهم أن يعرفوا بأن الكرد أقلية قومية و التي لا تعني في القانون الدولي شيئا آخر سوى الشعب و لها الحق في تقرير مصيرها أيضا.
وحول الحوارات مع المعارضة السورية قال الدكتور كاميران حاج عبدو بأن هناك أطراف في المعارضة حاولت تهميش الممثل الشرعي للشعب الكردي في سوريا من خلال خلق بدائل له متبعين بذلك أساليب النظام السوري.
و بالرغم من ذلك حاول المجلس الوطني الكردي و مازال يحاول توحيد المعارضة السورية من خلال عقد مؤتمر وطني شامل لكافة أطرافها.
و أنه لا حل سوى الحوار و أن عدم قبول الآخر سيزيد من عمر الاستبداد.
اما بالنسبة لرؤية المجلس الوطني الكردي لسوريا المستقبل قال حاج عبدو بأن الدولة السورية بعد زوال النظام الاستبدادي يجب أن تكون ديمقراطية تعددية برلمانية و على أساس اللامركزية السياسية يتمتع فيها جميع الأفراد بغض النظر عن الجنس أو الدين أو العرق أو أي اختلاف آخر بالحرية و المساواة مع ضمان الحقائق التاريخية و الجغرافية لسوريا في الدستور الجديد و استبدال الاتحاد القسري باتحاد اختياري حر يضمن وحدة سوريا مؤكدا بأن من لا يريد ذلك يقوض أسس العيش المشترك.
و في الختام دارت نقاشات مع الحضور و تمت الاجابة على اسئلتهم و استفساراتهم.
منظمات أحزاب المجلس الوطني الكردي في هولندا