دلكش مرعي
” ليس ثمة سلطة تعلو فوق سلطة العقل ولا حجة تسمو على حجته”
فرويد – مستقبل وهم
” ليس ثمة سلطة تعلو فوق سلطة العقل ولا حجة تسمو على حجته”
فرويد – مستقبل وهم
إنها لفكرة مبدعة ويرتكز على مدلول علمي ولكن قد يسأل سائل في صدد هذه الفكرة ويقول أليس كل التصرفات التي يتصرف بها البشر هي صادرة عن العقل وتخضع لسلطته وإذا كان مصدر سلوك الإنسان وتصرفاته هو هذا العقل ذاته فلماذا هذا التبيان في المستويات الحضارية بين البشر وهذه الفروق الشاسعة بينهم ولماذا لم يكن السياسي الكردي بمستوى السياسي في الدول المتطورة ويتمكن من أن ينجز نفس إنجازاته
ولماذا لم يحقق الشعب الكردي ما حققه هذه الشعوب ويرتقي إلى نفس الحالة الحضارية أليس الشعب الكردي هو من نفس فصيلة وأرومة هذه الشعوب ومن عرقهم ويمتلك نفس كتلة الدماغ لهؤلاء البشر وحجمه ووزنه ويعيش في مناخ جغرافي متميز وعلى أرض زاخرة بالثروات ولماذا لا يتوحد هذا الشعب ويعتمد على ذاته للتحرر من ظلم المغتصبين والمعتدين كبقية البشر خاصة وقد تجاوز عددهم الخمسين مليوناً ناهيك بأن الطفل الصغير يدرك قيمة الوحدة وأهميتها وفي هذه الظروف المصيرية ولماذا لم يستفيدوا من ثورات الربيع العربي ولماذا تتلاعب الأحزاب الكردية بمصير هذا الشعب ولا تتوحد وتنهج سلوك الأنظمة العربية البائدة ولماذا لاتخشى من المصير نفسه ؟ لقد تناولنا هذا الموضوع في العديد من المقالات وكان الجواب هو – إن أي خلل في سلوك الشعوب وتصرفاتها هناك دائماً خلل في تفكيرها – وأن أي خلل في تفكير الشعوب هناك دائماً خلل في مجموعة القيم والمفاهيم والسلوكيات الكامنة في تراثها أي إن ما يكتسبه الإنسان من قيم ومفاهيم وعقائد وسلوكيات من محيطه الاجتماعي ستكون هي الحاسمة في حياته وسيتصرف الإنسان على ضوء هذه المفاهيم في معظم مراحل حياته وسيتخذ منها كمعيار للحكم على الأشياء وكيفية التصرف إزاءها في هذا المجال أو تلك وأن طرح أي قيم أو مفاهيم مغايرة لقيمه سيصطدم ويتحطم بجدار مفاهيمه التراثية المتأزمة ذاتها التي ترضع منها … لأن القيم والمفاهيم التراثية تتحول إلى جزءاً لا يتجزأ من كينونة الفرد وميراثه وقناعته ومن الصعوبة أن يتحمل التغير بعد ذلك ..
فقبل قرن من الآن أو ما يزيد كان الثقافة السائدة داخل المجتمع الكردي كانت ترتكز على ثقافة الملالي الدينية التي كانت تعتمد على الغيبيات ووجود الجن وممارسة السحر والشعوذة ..
والاعتماد على – قال قال وعن عن – وبعد ظهور الفكر القومي ظلت الثقافة الدينية هي الأساس وغلفت تغليفا بالفكر القوموي ومن ثم غلفت بالفكر الماركسي فتحولت جملة هذه الأفكار معاً إلى ما يشبه الخلطة الغير المنسجمة أو الكوكتيل ..
وبعد انهيار المنظومة الماركسية وصعود نجم النهج الديمقراطي على الساحة الدولية ظهر معظم حامل هذه الأفكار ليضيفوا على هذه الخلطة قشرة الديمقراطية وبشكل قيصري ربما ليكتمل معهم النكهة السياسية … أي إن المسئول الكردي لم يجسد يوماً مجموعة هذه القيم السياسية كفكر وسلوك في توجهاته العامة على الأرض وبشكل عملي إلا قلة قليلة منهم بل كان يغلف المسئول تراثه المأزوم تغليفاً بهذه الأفكار لا لشيء إلا لتحقيق غاية في نفس يعقوب … والفكر الأصولي والعقائدي أو التعصب القوموي باستثناء النهح الديمقراطي تصب بجملتها تاريخياً في نسق قيم الاستبداد لأن جملة هذه القيم والمفاهيم لم تنتج عبر تاريخها سوى الطغيان والحروب والغزوات والتخلف والأنا المتألهة … وهذه المفاهيم كان وما يزال المنبع الأساسي الأول لكل حالات الهدر والضياع كضياع الحقوق وضياع الوعي والقدرات والطاقات و الامكانات بأشكالها المتنوعة أي إن هذه القيم كانت على الدوام تشل طاقات العقل وتقمقمه في قوقعة محكمة الإغلاق يبقى حارسها الوحيد مجموعة العصبيات والعقائد والغيبيات المذكورة … ناهيك بأن نتائج هذه القيم وعبر تاريخها كانت تهدر وعلى الدوام حصانة الإنسان وحصانة الأوطان لصالح حصانة سلطة المسئول المستبد وهمجيته وغبائه والأدهى والأمر من كل ذلك بأن جميعنا أو لنقل معظمنا ينهل ويترضع من نفس المناهل الذي ينهل منه هذا المسئول أو ذاك أي أن الكاتب والمثقف والسياسي وكافة الشرائح الاجتماعية تنهل بهذا القدر أو ذاك من ذات البنية الفكرية والقيمية باستثناء قلة قليلة ونادرة من المثقفين نتيجة لجهودهم الشخصية وعوامل لسنا بصددها هنا وهذه القلة لا تستطيع عمل أي شيء وسط هذا الحطام الفكري الهائل والمتأزم أي من المؤسف قوله وبكل مرارة بأنك لن تجد هنا وعبر مثل هذا الواقع المأزوم ذاك الشريحة البديلة القادرة والمؤهلة لقيادة المرحلة … فمنذ عقود من الزمن كان الشعب الكردي في سوريا يعاني من انقسام وشرذمة الأحزاب الكردية وبالأمس القريب ظهر حالة الانقسام والشرذمة بين كتاب الكرد حول مكان انعقاد مؤتمرهم والحالة الأكثر حزناً وأسفاً هو حالة انقسام تنسيقيات شباب الكرد المنخرطين في ثورة الشعب السوري الذين كان يعقد عليهم الآمال لوضع حداً للظلم الذي يعاني منه الشعب الكردي أي أن هذا الإرث بعلاته البنيوية يمنع ويكبح أمكانية التغير الذاتي داخل المجتمع الكردي ويحتاج إلى فترة طويلة لتحقيق هذا التغير فالفكر المأزوم يعيد على الدوام انتاج ذاته وليس أنتاج نقيضه فالمسئول المتخلف والمشبّع بهذه القيم يجعل من نفسه وسط المجتمع الكردي في سوريا مرجعية سياسية وقانونية وحتى شبه إلاهية للشعب فهو لا يملك سوى نزوة السطو والسيطرة والأنا وعدم الاعتراف بالآخرين فيمكن القول هنا بأن العدو التاريخي والأكثر خطورة للشعب الكردي الذي كان وما يزال السبب الرئيسي في تخلف هذا الشعب هو جملة القيم والأفكار والعقائد الكامنة في تراث هذا الشعب الذي لا ينتج سوى المأزومين والمتخلفين عن هذا العصر فعند سقوط الطاغية – صدام – وكمثال للتوضيح ظن الجميع بأن الشعب العراقي بعد همجية ووحشية هذا الطاغية الدموي سيعيش بسلام ووئام ولم يكن يعلمون بأن أمثال – المالكي – الذي يتحلى بإرث هذه الطاغية حتى النخاع سيحمل رايته من بعده وسيسلك سلوكه … والأخوان والسلفيين الذين فازوا في الأنتخبات المصرية يريدون أن يحكموا الشعب المصري بعدما تحرر هذا الشعب من دكتاتورية – مبارك – يردون أن يحكموا الشعب المصري بقوانين وشرائع – أبوهريرة والترمزي والبخاري – التي تعود تاريخها إلى ألف وأربعمائة سنة الماضية هذا القوانين والشرائع التي أثبتت فشلها تاريخياً ولم تنتج سوى أمثال – يوسف بن حجاج الثقفي – وعباس السفاح – وخلف من بعدهم أمثال – مبارك والقذافي والأسد – وغيرهم من المستبدين والطغاة
فقبل قرن من الآن أو ما يزيد كان الثقافة السائدة داخل المجتمع الكردي كانت ترتكز على ثقافة الملالي الدينية التي كانت تعتمد على الغيبيات ووجود الجن وممارسة السحر والشعوذة ..
والاعتماد على – قال قال وعن عن – وبعد ظهور الفكر القومي ظلت الثقافة الدينية هي الأساس وغلفت تغليفا بالفكر القوموي ومن ثم غلفت بالفكر الماركسي فتحولت جملة هذه الأفكار معاً إلى ما يشبه الخلطة الغير المنسجمة أو الكوكتيل ..
وبعد انهيار المنظومة الماركسية وصعود نجم النهج الديمقراطي على الساحة الدولية ظهر معظم حامل هذه الأفكار ليضيفوا على هذه الخلطة قشرة الديمقراطية وبشكل قيصري ربما ليكتمل معهم النكهة السياسية … أي إن المسئول الكردي لم يجسد يوماً مجموعة هذه القيم السياسية كفكر وسلوك في توجهاته العامة على الأرض وبشكل عملي إلا قلة قليلة منهم بل كان يغلف المسئول تراثه المأزوم تغليفاً بهذه الأفكار لا لشيء إلا لتحقيق غاية في نفس يعقوب … والفكر الأصولي والعقائدي أو التعصب القوموي باستثناء النهح الديمقراطي تصب بجملتها تاريخياً في نسق قيم الاستبداد لأن جملة هذه القيم والمفاهيم لم تنتج عبر تاريخها سوى الطغيان والحروب والغزوات والتخلف والأنا المتألهة … وهذه المفاهيم كان وما يزال المنبع الأساسي الأول لكل حالات الهدر والضياع كضياع الحقوق وضياع الوعي والقدرات والطاقات و الامكانات بأشكالها المتنوعة أي إن هذه القيم كانت على الدوام تشل طاقات العقل وتقمقمه في قوقعة محكمة الإغلاق يبقى حارسها الوحيد مجموعة العصبيات والعقائد والغيبيات المذكورة … ناهيك بأن نتائج هذه القيم وعبر تاريخها كانت تهدر وعلى الدوام حصانة الإنسان وحصانة الأوطان لصالح حصانة سلطة المسئول المستبد وهمجيته وغبائه والأدهى والأمر من كل ذلك بأن جميعنا أو لنقل معظمنا ينهل ويترضع من نفس المناهل الذي ينهل منه هذا المسئول أو ذاك أي أن الكاتب والمثقف والسياسي وكافة الشرائح الاجتماعية تنهل بهذا القدر أو ذاك من ذات البنية الفكرية والقيمية باستثناء قلة قليلة ونادرة من المثقفين نتيجة لجهودهم الشخصية وعوامل لسنا بصددها هنا وهذه القلة لا تستطيع عمل أي شيء وسط هذا الحطام الفكري الهائل والمتأزم أي من المؤسف قوله وبكل مرارة بأنك لن تجد هنا وعبر مثل هذا الواقع المأزوم ذاك الشريحة البديلة القادرة والمؤهلة لقيادة المرحلة … فمنذ عقود من الزمن كان الشعب الكردي في سوريا يعاني من انقسام وشرذمة الأحزاب الكردية وبالأمس القريب ظهر حالة الانقسام والشرذمة بين كتاب الكرد حول مكان انعقاد مؤتمرهم والحالة الأكثر حزناً وأسفاً هو حالة انقسام تنسيقيات شباب الكرد المنخرطين في ثورة الشعب السوري الذين كان يعقد عليهم الآمال لوضع حداً للظلم الذي يعاني منه الشعب الكردي أي أن هذا الإرث بعلاته البنيوية يمنع ويكبح أمكانية التغير الذاتي داخل المجتمع الكردي ويحتاج إلى فترة طويلة لتحقيق هذا التغير فالفكر المأزوم يعيد على الدوام انتاج ذاته وليس أنتاج نقيضه فالمسئول المتخلف والمشبّع بهذه القيم يجعل من نفسه وسط المجتمع الكردي في سوريا مرجعية سياسية وقانونية وحتى شبه إلاهية للشعب فهو لا يملك سوى نزوة السطو والسيطرة والأنا وعدم الاعتراف بالآخرين فيمكن القول هنا بأن العدو التاريخي والأكثر خطورة للشعب الكردي الذي كان وما يزال السبب الرئيسي في تخلف هذا الشعب هو جملة القيم والأفكار والعقائد الكامنة في تراث هذا الشعب الذي لا ينتج سوى المأزومين والمتخلفين عن هذا العصر فعند سقوط الطاغية – صدام – وكمثال للتوضيح ظن الجميع بأن الشعب العراقي بعد همجية ووحشية هذا الطاغية الدموي سيعيش بسلام ووئام ولم يكن يعلمون بأن أمثال – المالكي – الذي يتحلى بإرث هذه الطاغية حتى النخاع سيحمل رايته من بعده وسيسلك سلوكه … والأخوان والسلفيين الذين فازوا في الأنتخبات المصرية يريدون أن يحكموا الشعب المصري بعدما تحرر هذا الشعب من دكتاتورية – مبارك – يردون أن يحكموا الشعب المصري بقوانين وشرائع – أبوهريرة والترمزي والبخاري – التي تعود تاريخها إلى ألف وأربعمائة سنة الماضية هذا القوانين والشرائع التي أثبتت فشلها تاريخياً ولم تنتج سوى أمثال – يوسف بن حجاج الثقفي – وعباس السفاح – وخلف من بعدهم أمثال – مبارك والقذافي والأسد – وغيرهم من المستبدين والطغاة
كلمة ختامية نقول: بأن الديمقراطية هي أول خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح ولكنها ستكون الخطوة الأولى من المسير نحو مسافة الألف ميل