عدنان بدرالدين
( لا ، لايوجد شيئ إسمه كردستان سوريا ، هذا نقل للنموذج العراقي .
في سوريا توجد منطقة أغلب سكانها من الكرد ، في بعض المدن يشكل الكرد أغلبية لكن لاتوجد أي منطقة أو إقليم بإسم “كردستان” ، سوريا هي فقط سوريا.
كمنطقة ضمن سوريا تسمى الجزيرة.
وتاريخيا سميت هذه المنطقة بهذا الإسم.
هذه المنطقة هي ضمن سوريا.
كما أننا لانقول أنه يوجد إقليم بإسم “لاذقستان” (يقصد محافظة اللاذقية – روداو).
لايوجد الكرد في منطقة الجزيرة فقط ، لكن في دمشق وبأعداد هامة.
في حلب وعفرين أيضا هناك كرد.
بمعنى أن الكرد يوجدون في كل منطقة من سوريا.
المصطلح الذي يتم التحدث عنه الآن ، لم تتطرق إليه المصادر التاريخية وأدبيات الأحزاب الكردية .
هذا برمته نقل للنموذج العراقي إلى سوريا).
في سوريا توجد منطقة أغلب سكانها من الكرد ، في بعض المدن يشكل الكرد أغلبية لكن لاتوجد أي منطقة أو إقليم بإسم “كردستان” ، سوريا هي فقط سوريا.
كمنطقة ضمن سوريا تسمى الجزيرة.
وتاريخيا سميت هذه المنطقة بهذا الإسم.
هذه المنطقة هي ضمن سوريا.
كما أننا لانقول أنه يوجد إقليم بإسم “لاذقستان” (يقصد محافظة اللاذقية – روداو).
لايوجد الكرد في منطقة الجزيرة فقط ، لكن في دمشق وبأعداد هامة.
في حلب وعفرين أيضا هناك كرد.
بمعنى أن الكرد يوجدون في كل منطقة من سوريا.
المصطلح الذي يتم التحدث عنه الآن ، لم تتطرق إليه المصادر التاريخية وأدبيات الأحزاب الكردية .
هذا برمته نقل للنموذج العراقي إلى سوريا).
ما أوردناه أعلاه هو جزء من مقابلة الدكتور برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري مع صحيفة – روداو – التي تصدر في كوردستان العراق ، وهو يلخص إلى حد كبير الرؤية الإستراتيجية لأهم فصيل سوري معارض لحل القضية الكوردية في سورية الديمقراطية المنشودة مابعد زوال نظام الأسد.
ومن الواضح أن الدكتور غليون وصحبه في مجلسه الوطني الموقر ليسوا في وارد التعامل مع القضية الكوردية كونها قضية شعب أصيل يعيش على أرضه التاريخية التي إلحقت بسورية بموجب معاهدات إستعمارية جائرة لم تأخذ بالحسبان إرادته الحرة في تقرير مصيره بنفسه التي تقرها القوانين والمواثيق الدولية ذات الصلة.
وجزم الدكتور القاطع بعدم وجود “شيئ إسمه كردستان سورية” هو واحدة في سلسلة من سقطاته السياسية والمعرفية الكثيرة ، وينم عن جهل فاضح بالقضية الكوردية وتاريخها الذي يمتد إلى أكثر من قرنين من الزمن ، بينما يرجع هو بداياتها إلى عدة عقود كرد فعل على سياسات البعثيين وحسب ، وهذا، بطبيعة الحال ، جهل ، وربما تجاهل ، للحقائق الجغرافية والديمغرافية والتاريخية التي تؤكد بجلاء على أن كوردستان سورية هي إمتداد طبيعي لأراضي كوردستان الملحقة بالدولة التركية ، وبأنها لم تكن قبل عشرينيات القرن الماضي بأي شكل من الأشكال جزآ من سورية الطبيعية أو التاريخية ، سمها ماشئت.
صحيح أن الكورد ناضلوا بضراوة ضد الإحتلال الفرنسي لبلادهم ، وساهموا بفعالية في بناء الدولة السورية الحديثة ، لكن كل نضالاتهم هذه قوبلت بسياسات شوفينية وإقصائية من جانب النخب السياسية المشبعة بالفكر القومجي العروبي/ المحزن حقا أن من بين هذه النخب كان هناك عددا لايستهان به من الكورد المستعربين/ التي حكمت البلاد بقوة السلاح والسجون حتى قبل مجيئ حزب البعث إلى السلطة على ظهر الدبابة ، وإن كان هذا الأخير أوغل بعيدا في سياسة معاداة الكورد لتطال حتى الكورد المستعربين الذين شاركوا بشراسة في هذه السياسة السيئة الصيت.
لقد وجد الكورد أنفسهم غرباء ومنبوذين في بلدهم الجديد مبكرا ، وقاوموا هذه السياسات المجحفة بحقهم بكل ماأوتوا من قوة وإمكانيات متواضعة ، والدكتور غليون الذي أرجح أنه “تعرف” على قضية الشعب الكوردي في سورية مع بدء ثورة الحرية والكرامة ضد نظام الإستبداد الأسدي قبل عام ونيف ، لايعرف مثلا أن إحدى أكبر الحركات الكوردية في التاريخ وهي حركة – خويبون – أعلنت من كوردستان سورية ، ومن مدينة القامشلي بالتحديد في النصف الثاني من عشرينيات القرن المنصرم ، وكانت ذات بنية وتوجهات كوردستانية واضحة ، كما أن الكورد السوريين قاموا بتأسيس العديد من الجمعيات والتنظيمات الثقافية والإجتماعية في ثلاثينيات القرن المنصرم .
وفي أربعينييات القرن ذاته تأسس الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا ، وكان على صلة وثيقة مع الحركات الكردية في أجزاء كوردستان الأخرى مثل الحزب الديمقرطي الكوردستاني في العراق بقيادة المغفور له الزعيم الكبير مصطفى بارزاني ، والحزب الديمقراطي الكوردستاني في إيران بزعامة الشهيد قاضي محمد ، حتى أن ممثل الحزب قدري جميل باشا حضر حفل إعلان جمهورية كوردستان الديمقراطية في مهاباد عام 1946 ، وقبل ذلك كانت الزعامات الكوردية في سورية أرسلت مذكرة رسمية إلى عصبة الأمم بتوقيع الوجيه الكوردي الشهير حاجو آغا هفيركي يطالبون فيها بالحكم الذاتي للمناطق الكوردية في سورية ، ولهذا فإن القول بأن الكورد السوريين كانوا يعيشون في سلام وحبور ويتمتعون ب”كافة حقوقهم” في سورية ماقبل البعث ، أو أن الحركة السياسية الكوردية إنبثقت كرد فعل على سياسات البعث التمييزية بحق الشعب الكوردي هو كلام لاأساس له من الصحة.
و”حجة” الدكتور غليون على عدم وجود “شيئ إسمه كردستان سورية” تبدو طريفة ، لو أنها لم تكن حزينة ، كما يقال ، لأنها تصدر عن رجل فكر وأكاديمي بارز من طراز الدكتور المبجل ، فهو لايرى في سورية مناطق كوردية صرفة ” نسبة قاطنيها مائة بالمائة من الكرد” ، وهي لعمري نكتة باهتة لاتليق بحمصي أصيل مثل الدكتور برهان ، فمن المستحيل العثور على أية دولة ، أو إقليم ، ينتمي كل قاطنييهما إلى إثنية واحدة.
حوالي ربع سكان بلغاريا التي عشت فيها ردحا من الزمن هم من أصول غير بلغارية/ أتراك ، غجر ، بوماك ، غاغاوز ، يونانيون ، أرمن وغيرهم/ ، وأربعون بالمائة من سكان جمهورية مقدونيا المجاورة هم من الألبان ، وأكثر من ستين بالمائة من سكان إيران هم من غير الفرس/آذريون ، كورد ، عرب ، بلوش ، تركمان ، آشوريون ، أرمن وغيرهم/ ، ثم هل وجود أكثر من نصف مليون كوردي في عاصمتنا دمشق يلغي واقع كونها “قلب العروبة النابض”؟!.
كوردستان ، ياعزيزي الدكتور ، ليست إستثناءا في ذلك ، فهي تضم إلى جانب “الأغلبية” الكوردية ، شعوبا أصيلة هي صاحبة كوردستان مثلها مثل الكورد تماما كالكلدو/آشوريين ، والتركمان ، والأرمن ، والآذريين ، واليهود ، والشركس ، والشيشان ، وغيرهم من فسيسفساء كوردستان الجميلة ، و”حجتك” هذه ، على بؤسها المتمادي ، غير قابلة للصرف بأي شكل.
هناك ، مع الأسف الشديد ، محاولات من جانب أطراف المعارضة العربية السورية ، وعلى الخصوص قطباها الرئيسيان: المجلس الوطني وهيئة التنسيق لتقزيم القضية الكوردية عبر طرح مشاريع فضفاضة وغير واضحة المعالم ، واتباع أساليب الإقصاء والمراوغة في مقاربة هذه القضية الحساسة التي تخص مصير ومستقبل أكثر من ثلاثة ملايين من سكان سورية.
هناك إيضا تزوير متعمد للحقائق التاريخية والجغرافية التي تمس الشعب الكوردي وأرضه ، ومحاولات حثيثة لتجزئة قضية الشعب الكوردي في سورية تحت مسميات ومصطلحات شتى لعل من أبرزها مصطلح اللامركزية الإدارية الذي يستهدف من وراءه تقسيم الشعب الكوردي بين وحدات إدارية منفصلة من أجل إضعاف دوره وتهميشه في سورية المستقبل.
على الأخوة في كل فصائل المعارضة العربية السورية إدراك أن الشعب الكوردي في سورية واحد لايتجزأ، وأن مطالب وطموحات وأحلام الكوردي هي هي ، في القامشلي كان هو أم في كوباني أو عفرين أو دمشق أو حلب أو الرقة.
كوردستان سورية هي حقيقة تاريخية وجغرافية غير قابلة للنقاش ، وتجزئة القضية الكوردية هو خط أحمر لايمكن لأي كوردي تجاوزه تحت أي طائل ، وهذا لايضير بأي شيئ وطننا المشترك سورية ، بل أنه يزيده قوة ومنعة ، فالكورد هم كوردستانيون بقدر ماهم سوريون ، وليس في هذا أي تناقض ، وقلوبنا تخفق لآمد ومهاباد وهولير بنفس القوة التي تخفق فيها لدمشق وحلب ودير الزور .
أستغرب من منطق أخوتنا في المعارضة العربية السورية الذين يستكثرون على أكثر من ثلاثة ملايين كوردي مجرد حكم ذاتي في إطار الدولة السورية الواحدة الموحدة ، بينما لايرضون بأقل من دولة مستقلة لمثل هذا العدد تقريبا من الفلسطينيين ، وهو طبعا حق مشروع ومقدس نؤيده ونباركه بقوة.
إننا جميعا نواجه الآن نظاما دمويا مجرما يقوم بذبح شعبنا يوميا بدم بادر تحت سمع وبصر العالم الذي لايحرك ساكنا ، أو يكاد ، وهذا مايجب أن يحفزنا على التوحد ، والعمل يد واحدة من أجل إزالة هذا الكابوس الرهيب عن كاهل شعبنا ، وهذا لن يتم إلا بتوخي الصدق في التعامل ، وقبول الآخر المختلف فردا كان هو أو جماعة ، وإنتهاج مسلك ديمقراطي في حل القضايا الخلافية ، هذا إذا أردنا حقا أن نرتقي إلى مصاف تضحيات شعبنا الجسام ، ونعجل في نصره المؤزر على نظام الطغيان الأسدي المقيت كخطوة لابد منها من أجل بناء سورية الديمقراطية التعددية الموحدة.
ومن الواضح أن الدكتور غليون وصحبه في مجلسه الوطني الموقر ليسوا في وارد التعامل مع القضية الكوردية كونها قضية شعب أصيل يعيش على أرضه التاريخية التي إلحقت بسورية بموجب معاهدات إستعمارية جائرة لم تأخذ بالحسبان إرادته الحرة في تقرير مصيره بنفسه التي تقرها القوانين والمواثيق الدولية ذات الصلة.
وجزم الدكتور القاطع بعدم وجود “شيئ إسمه كردستان سورية” هو واحدة في سلسلة من سقطاته السياسية والمعرفية الكثيرة ، وينم عن جهل فاضح بالقضية الكوردية وتاريخها الذي يمتد إلى أكثر من قرنين من الزمن ، بينما يرجع هو بداياتها إلى عدة عقود كرد فعل على سياسات البعثيين وحسب ، وهذا، بطبيعة الحال ، جهل ، وربما تجاهل ، للحقائق الجغرافية والديمغرافية والتاريخية التي تؤكد بجلاء على أن كوردستان سورية هي إمتداد طبيعي لأراضي كوردستان الملحقة بالدولة التركية ، وبأنها لم تكن قبل عشرينيات القرن الماضي بأي شكل من الأشكال جزآ من سورية الطبيعية أو التاريخية ، سمها ماشئت.
صحيح أن الكورد ناضلوا بضراوة ضد الإحتلال الفرنسي لبلادهم ، وساهموا بفعالية في بناء الدولة السورية الحديثة ، لكن كل نضالاتهم هذه قوبلت بسياسات شوفينية وإقصائية من جانب النخب السياسية المشبعة بالفكر القومجي العروبي/ المحزن حقا أن من بين هذه النخب كان هناك عددا لايستهان به من الكورد المستعربين/ التي حكمت البلاد بقوة السلاح والسجون حتى قبل مجيئ حزب البعث إلى السلطة على ظهر الدبابة ، وإن كان هذا الأخير أوغل بعيدا في سياسة معاداة الكورد لتطال حتى الكورد المستعربين الذين شاركوا بشراسة في هذه السياسة السيئة الصيت.
لقد وجد الكورد أنفسهم غرباء ومنبوذين في بلدهم الجديد مبكرا ، وقاوموا هذه السياسات المجحفة بحقهم بكل ماأوتوا من قوة وإمكانيات متواضعة ، والدكتور غليون الذي أرجح أنه “تعرف” على قضية الشعب الكوردي في سورية مع بدء ثورة الحرية والكرامة ضد نظام الإستبداد الأسدي قبل عام ونيف ، لايعرف مثلا أن إحدى أكبر الحركات الكوردية في التاريخ وهي حركة – خويبون – أعلنت من كوردستان سورية ، ومن مدينة القامشلي بالتحديد في النصف الثاني من عشرينيات القرن المنصرم ، وكانت ذات بنية وتوجهات كوردستانية واضحة ، كما أن الكورد السوريين قاموا بتأسيس العديد من الجمعيات والتنظيمات الثقافية والإجتماعية في ثلاثينيات القرن المنصرم .
وفي أربعينييات القرن ذاته تأسس الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا ، وكان على صلة وثيقة مع الحركات الكردية في أجزاء كوردستان الأخرى مثل الحزب الديمقرطي الكوردستاني في العراق بقيادة المغفور له الزعيم الكبير مصطفى بارزاني ، والحزب الديمقراطي الكوردستاني في إيران بزعامة الشهيد قاضي محمد ، حتى أن ممثل الحزب قدري جميل باشا حضر حفل إعلان جمهورية كوردستان الديمقراطية في مهاباد عام 1946 ، وقبل ذلك كانت الزعامات الكوردية في سورية أرسلت مذكرة رسمية إلى عصبة الأمم بتوقيع الوجيه الكوردي الشهير حاجو آغا هفيركي يطالبون فيها بالحكم الذاتي للمناطق الكوردية في سورية ، ولهذا فإن القول بأن الكورد السوريين كانوا يعيشون في سلام وحبور ويتمتعون ب”كافة حقوقهم” في سورية ماقبل البعث ، أو أن الحركة السياسية الكوردية إنبثقت كرد فعل على سياسات البعث التمييزية بحق الشعب الكوردي هو كلام لاأساس له من الصحة.
و”حجة” الدكتور غليون على عدم وجود “شيئ إسمه كردستان سورية” تبدو طريفة ، لو أنها لم تكن حزينة ، كما يقال ، لأنها تصدر عن رجل فكر وأكاديمي بارز من طراز الدكتور المبجل ، فهو لايرى في سورية مناطق كوردية صرفة ” نسبة قاطنيها مائة بالمائة من الكرد” ، وهي لعمري نكتة باهتة لاتليق بحمصي أصيل مثل الدكتور برهان ، فمن المستحيل العثور على أية دولة ، أو إقليم ، ينتمي كل قاطنييهما إلى إثنية واحدة.
حوالي ربع سكان بلغاريا التي عشت فيها ردحا من الزمن هم من أصول غير بلغارية/ أتراك ، غجر ، بوماك ، غاغاوز ، يونانيون ، أرمن وغيرهم/ ، وأربعون بالمائة من سكان جمهورية مقدونيا المجاورة هم من الألبان ، وأكثر من ستين بالمائة من سكان إيران هم من غير الفرس/آذريون ، كورد ، عرب ، بلوش ، تركمان ، آشوريون ، أرمن وغيرهم/ ، ثم هل وجود أكثر من نصف مليون كوردي في عاصمتنا دمشق يلغي واقع كونها “قلب العروبة النابض”؟!.
كوردستان ، ياعزيزي الدكتور ، ليست إستثناءا في ذلك ، فهي تضم إلى جانب “الأغلبية” الكوردية ، شعوبا أصيلة هي صاحبة كوردستان مثلها مثل الكورد تماما كالكلدو/آشوريين ، والتركمان ، والأرمن ، والآذريين ، واليهود ، والشركس ، والشيشان ، وغيرهم من فسيسفساء كوردستان الجميلة ، و”حجتك” هذه ، على بؤسها المتمادي ، غير قابلة للصرف بأي شكل.
هناك ، مع الأسف الشديد ، محاولات من جانب أطراف المعارضة العربية السورية ، وعلى الخصوص قطباها الرئيسيان: المجلس الوطني وهيئة التنسيق لتقزيم القضية الكوردية عبر طرح مشاريع فضفاضة وغير واضحة المعالم ، واتباع أساليب الإقصاء والمراوغة في مقاربة هذه القضية الحساسة التي تخص مصير ومستقبل أكثر من ثلاثة ملايين من سكان سورية.
هناك إيضا تزوير متعمد للحقائق التاريخية والجغرافية التي تمس الشعب الكوردي وأرضه ، ومحاولات حثيثة لتجزئة قضية الشعب الكوردي في سورية تحت مسميات ومصطلحات شتى لعل من أبرزها مصطلح اللامركزية الإدارية الذي يستهدف من وراءه تقسيم الشعب الكوردي بين وحدات إدارية منفصلة من أجل إضعاف دوره وتهميشه في سورية المستقبل.
على الأخوة في كل فصائل المعارضة العربية السورية إدراك أن الشعب الكوردي في سورية واحد لايتجزأ، وأن مطالب وطموحات وأحلام الكوردي هي هي ، في القامشلي كان هو أم في كوباني أو عفرين أو دمشق أو حلب أو الرقة.
كوردستان سورية هي حقيقة تاريخية وجغرافية غير قابلة للنقاش ، وتجزئة القضية الكوردية هو خط أحمر لايمكن لأي كوردي تجاوزه تحت أي طائل ، وهذا لايضير بأي شيئ وطننا المشترك سورية ، بل أنه يزيده قوة ومنعة ، فالكورد هم كوردستانيون بقدر ماهم سوريون ، وليس في هذا أي تناقض ، وقلوبنا تخفق لآمد ومهاباد وهولير بنفس القوة التي تخفق فيها لدمشق وحلب ودير الزور .
أستغرب من منطق أخوتنا في المعارضة العربية السورية الذين يستكثرون على أكثر من ثلاثة ملايين كوردي مجرد حكم ذاتي في إطار الدولة السورية الواحدة الموحدة ، بينما لايرضون بأقل من دولة مستقلة لمثل هذا العدد تقريبا من الفلسطينيين ، وهو طبعا حق مشروع ومقدس نؤيده ونباركه بقوة.
إننا جميعا نواجه الآن نظاما دمويا مجرما يقوم بذبح شعبنا يوميا بدم بادر تحت سمع وبصر العالم الذي لايحرك ساكنا ، أو يكاد ، وهذا مايجب أن يحفزنا على التوحد ، والعمل يد واحدة من أجل إزالة هذا الكابوس الرهيب عن كاهل شعبنا ، وهذا لن يتم إلا بتوخي الصدق في التعامل ، وقبول الآخر المختلف فردا كان هو أو جماعة ، وإنتهاج مسلك ديمقراطي في حل القضايا الخلافية ، هذا إذا أردنا حقا أن نرتقي إلى مصاف تضحيات شعبنا الجسام ، ونعجل في نصره المؤزر على نظام الطغيان الأسدي المقيت كخطوة لابد منها من أجل بناء سورية الديمقراطية التعددية الموحدة.