توضيح حول بيان تيار المستقل وناطقه الرسمي

في الوقت الذي نضع جل امكانتنا وقدراتنا وطاقاتنا في سبيل انتصارالثورة السورية , وزج جميع الامكانات في سبيل توهج شعلة الثورة ومن مشاركة الكرد في هذه الثورة النبيلة منذ اليوم الاول  لانطلاقتها من داخل الجامع الاموي بدمشق , ومرورا بالاعتصام في اليوم الثاني من امام وزارة الداخلية , وخروج اطفال درعا في مظاهرة تاريخية وتوسعت  شرارة  الى جميع البلدات والمدن والمناطق السورية , وتقاطعا مع توسيع آتون الثورة أرتأت الحركة السياسية الكوردية في تجميع قواها للانخراط بالثورة رغم تاخرها في الالتحاق بالحراك الشبابي الثائر , فكانت ان تشكلت كتل وتحالفات وائتلافات ,
ومنها كان قرار حزبنا في الانخراط بالثورة و الذي لم يدخر جهدا من طرفه في التنسيق والتوافق مع حلفاء آخرين في تأسيس تكتل باسم ميثاق العمل الوطني الكردي , بالتعارض مع تحالفات سياسية كردية اخرى وبخلاف معها في تبني شعار الثورة من اسقاط النظام والمشاركة في الثورة ورفض الحوار مع النظام والاصلاحات التي تعهد بها النظام الدكتاتوري , ملبيا نداء ابناء شعبنا الكردي وشبابه الثائر في الخروج بالمظاهرات والاعتصامات والاضرابات , وفي ان زوال النظام الاستبدادي وتحقيق الديموقراطية يلبي طموحات الشعب السوري عموما , وفي ان يتمتع شعبنا الكردي بكامل حقوقه المشروعة من ان يقرر مستقبله بنفسه في ظل نظام ديموقراطي تعددي عادل , وكان ان توسع التحالف وتأسيس اتحاد القوى الديموقراطية الكردية متمثلا في انضواء فصيل من خارج التحالفات وهو – تيار المستقبل الكردي – وشخصيات كردية وطنية وتنسيقيات شبابية .
من دون شك بانه يحدث اختلافات في وجهات النظر داخل أي تكتل وذلك  بالنظر الى السياق التاريخي في مسيرة فصائل الحركة السياسية الكردية والتي تكاثرت وانشقت على نفسها منذ بدايات تاسيس اول حزب سياسي كوردي في منتصف الخمسينات من القرن المنصرم , ومايحصل من تباين في وجهات نظر اثناء قيام أي تحالف يجمع عدة فصائل فن ذلك يعتبر من بديهيات العمل السياسي , وفي حالات واوضاع استثنائية وخاصة في خضم ظروف الثورة السورية القائمة واستحقاقاتها ومتطلباتها يتوجب غض النظر او القفز فوق تلك البديهيات الحزبوية , ولكن مالا يمكن القبول به هو بان يتم استثمار العمل الكفاحي لفصيل او شخص وتسخيرها لاجندات خاصة وتحديدا في هذه الظروف المفصلية وبان يتم عرقلة العمل الميداني , فان ذلك يعتبر بحد ذاته تجاوزا لثوابت العمل النضالي وارتدادا على الهدف السامي والذي يلبي مطامح شعبنا الكردي, ولن نخفي سرا بان الفصيل الجديد بقيادة ناطقه الرسمي لم يرق له العمل التحالفي التكاملي والعلاقات الاخوية المرسخة داخل التحالف بين الشركاء البعيد عن الفكر الحزبوي والافق الضيق والذهنية المتفردة, وفي محاولات محمومة منه في الفترة الاخيرة لوضع مكابح للعمل التحالفي النضالي وهذا ماكنا نتوجس منه قبل ان يلتحق بالاتحاد , في سالفة مريرة لم يتم تجاوزها بل انها مازالت مصدر معانات في شرذمة لحركة السياسية الكردية ومنذ عقود عديدة .


ان  الفعل الجماعي والتكاتف النضالي ضمن تحالف باسم اتحاد القوى الديموقراطية الكردية لهو تجربة تحالفية فريدة في النضال الميداني من دون استئثار او اقصاء او تفرد , فكان استمرار مسعى حليفنا الجديد المنضوي في التحالف باللجوء الى تلك العقلية المتفردة بوضع العراقيل في عجلته وسيرورة حركة الاتحاد, وكان آخرها ان تم نشر بيان بتاريخ 14/ 4 / 2012 من قبل مكتب العلاقات العامة – تيار المستقبل الكوردي – والذي هو في حقيقته باسم الناطق الرسمي للتيار السيد ريزان شيخموس .
ان البيان في مضمونه  يحتوى على جملة من الادعاءات والافتراءات الباطلة وسرد لمعلومات لاتمت الى الحقيقة بصلة, في محاولة منه لخلط الاوراق وتشويه للوقائع ومحاولته الاخيرة للهروب من الاستحقاقات النضالية (بالاضافة الى التهرب من عاصفة المشاكل التي تعترض بنية تياره التنظيمي) وتسويق ادعاء وتهمة هو في الاساس جزء من اجندتها “وبعد تدخلات خارجية وداخلية وارتهان البعض لأجندات خاصة” مضيفا في بيانه الاصمعي بان الاتحاد أسس بمعية الناطق الرسمي وشخص السيد عبد الرحمن آلوجي, مفتريا على نفسه بتدليس ماذهب اليه حيث مازال المؤسسين احياء وشهود مفندين ماادعى به , اذ ان السيد عبد الرحمن آلوجي بشخصيته المعنوية كان ناطقا رسميا للميثاق العمل الوطني الكردي.
ما حدا بنا الى كتابة هذا التوضيح في ان الناطق الرسمي للتيار يستميت بانه المنقذ وهو المؤسس لاتحاد القوى الديموقراطية الكردية , منوها مراوغا بان الاخرين ليسوا سوى شخوص هامشين, لابل يتمادى على حزبنا حزب الاتحاد الشعبي الكردي ونضاله وقيادته بتشخيص الحزب باسم شخص رفيقنا القيادي حسن عاكولي , ليس من منطلق لايمكن تفسيره سوى بايصال معلومة الى جهات معينة, اما بذكره في انه تعامل مع اشخاص ليس له اية علاقة بها ” …، أجبرتنا على التعامل مع أحزاب وشخصيات ، لم تكن تربطنا سابقاً بهم أية صلة ،…” حيث ان السيد الناطق الرسمي كان قبل عقدين من الزمن رفيقا منضويا في حزبنا وبسبب تقاعسه في العمل النضالي تم اتخاذ اجراء بحقه وابعد عن الحزب, ومن ثم تم العمل معه مؤخرا قبل ان يتم تأسيس الاتحاد , لظروف الثورة ولضرورات الحراك الثوري والوفاء لنضال رفيقنا السابق الشهيد مشعل التمو وللتيار الذي أسسه , وذلك بإقامة وعقد ندوات والقيام بمهمات واصدار بيانات مشتركة.
السيد الناطق ؛ ان اتحاد القوى الديموقراطية الكردية لهو تحالف فريد في نوعه وجوهره على الساحة السياسة الكردية , وما التهرب من النضال ليس له من تفسير سوى تنفيذ لاجندات معروفة لابناء شعبنا , والمسعى من رفيقنا القيادي وبالتنسيق مع حلفاءنا الاخرين في الاتحاد لتجنب الدخول في المهاترات والمشاحنات التي افتعلتموها والمحاولة الاخيرة بان يتدخل البعض من رفاق التيار المخلصين لوضع حدا لتهوركم وطيشكم , ولكن بدا بان ذلك لم يجدى نفعا , وتذكيرا فان المساعي المستميتة من طرفكم في الاستحواذ على تمثيلية الاتحاد في الخارج ومثال التشويش على ممثل الاتحاد في مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد في استنبول بواسطة ابن العم/ك  – سردار مراد – واخيرا القرصنة على نضال تنسيقية الشهيد مشعل التمو واضطرارهم لتغير الاسم الى حركة شمس كوردستان, لهي افعال بعيدة عن أدبيات الحركة السياسية الكردية منذ تأسيسها والى يومنا هذا.

اما بالنسبة لحزب الاتحاد الشعبي الكردي فاننا نواصل نضالنا في سبيل قضية شعبنا الكردي والدفاع عن حقوقه العادلة وهو ماض في مسيرته , وبمرور اكثر من خمسة عقود على تأسيس حزبنا فان جهود النظام وادواته واعوانه ووكلاءه لم تستطع النيل من حزبنا , وليس بالخافي على احد ماتعرض له الحزب وعلى مدى تاريخه النضالي من مؤامرات ودسائس ومكائد في النيل منه ومن قيادته, ولم يكن على الرفاق سوى الاصرار والتصميم على السير في نهجه وبرنامجه والتمسك بشعاره وهو مبدأ حق تقرير المصير لشعبنا الكردي في ظل نظام ديموقراطي .
ان هذه الافعال التي تصدر من الناطق الرسمي لتيار المستقبل الكردي لهي بعيدة كل البعد عن سلوكيات واخلاق رفاق التيار الذي يجمعنا معهم تاريخ نضالي سواء الجيل الجديد منه او من الجيل الذي كان اغلبهم رفاق لنا في حزب الاتحاد الشعبي الكردي ونكن لهم التقدير والاحترام .

وان هذه السلوكيات تثبت بان افعال السيد الناطق لهو ارتداد واخلال في الوفاء لدم الشهيد الكبير مشعل تمو ومبادئه وقيمه السامية ورمزيته لشعبنا الكردي والحفاظ على ارثه النضالي حتى ان افراد عائلة الشهيد الكبير  ورفاقه المؤسسين للتيار لم تسلم من شرور السيد الناطق.
كنا نأمل بان ينسحب تيار المستقبل الكردي من كتلة اتحاد القوى الديموقراطية كالآخرين ومن دون شوشرة كما يقال, ولكن يبدوا بان للسيد الناطق حساباته الخاصة ؟
وسنبقى على العهد والوعد حينما اقسمنا على ضريح عميد الشهداء ابو فارس في قرية الجنازية والوفاء للمبادئ السامية التي ضحى الشهيد حياته من أجلها .
المجد والخلود للشهداء وعلى رأسهم عميد الشهداء مشعل التمو
قيادة حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا       
    17/4/2012           

 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

رياض علي* نظرا للظروف التاريخية التي تمر بها سوريا في الوقت الحالي، وانتهاء حالة الظلم والاستبداد والقهر التي عاشها السوريون طوال العقود الماضية، وبهدف الحد من الانتهاكات التي ارتكبت باسم القانون وبأقلام بعض المحاكم، وبهدف وضع نهاية لتلك الانتهاكات، يتوجب على الإدارة التي ستتصدر المشهد وبغض النظر عن التسمية، أن تتخذ العديد من الإجراءات المستعجلة، اليوم وليس غداً، خاصة وان…

ادريس عمر كما هو معروف أن الدبلوماسية هي فن إدارة العلاقات بين الدول أو الأطراف المختلفة من خلال الحوار والتفاوض لتحقيق المصالح المشتركة وحل النزاعات بشكل سلمي. المطلوب من الكورد دبلوماسيا في سوريا الجديدة بعد سقوط طاغية دمشق بشار الأسد هو العمل على تأمين حقوقهم القومية بذكاء سياسي واستراتيجية دبلوماسية مدروسة، تأخذ بعين الاعتبار الوضع الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى التوازنات…

نشرت بعض صفحات التواصل الاجتماعي وبعض المراسلين ، معلومات مغلوطة، بشأن موقف المجلس الوطني الكردي حول الحوار الكردي الكردي ، فإننا نؤكد الآتي : ١- ما ورد في المناشير المذكورة لا يمت للواقع بأي صلة ولا يعكس موقف المجلس الوطني الكردي . ٢- المجلس الوطني الكردي يعتبر بناء موقف كردي موحد خياراً استراتيجياً، ويعمل المجلس على تحقيق ذلك بما ينسجم…

إبراهيم اليوسف ليس خافياً أن سوريا ظلت تعيش، بسبب سياسات النظام، على صفيح ساخن من الاحتقان، ما ظل يهدد بانفجار اجتماعي واسع. هذا الاحتقان لم يولد مصادفة؛ بل كان نتيجة تراكمات طويلة من الظلم، القمع، وتهميش شرائح واسعة من المجتمع، إلى أن اشتعل أوار الثورة السورية التي عُوِّل عليها في إعادة سوريا إلى مسار التأسيس ما قبل جريمة الاستحواذ العنصري،…