الكلمة التي حجبتها قيادة «المجلس السوري»

صلاح بدرالدين

   بعد العودة من تركيا اتصل بي العديد من الأصدقاء مستفسرين عن نتائج الاجتماعات هناك وما حصل في أروقة المؤتمر وكنت قد التزمت الصمت ولم أكن أرغب في نشر غسيل – المجلس – حفاظا على سمعة المعارضة عامة أمام نظام القتل والاجرام وجوابا على الحاح الأصدقاء وتساؤلاتهم ورسائلهم ونزولا عند رغبتهم أقول : بناء على دعوة رسمية شاركت في ” مؤتمر المعارضة السورية ” الذي انعقد في – استانبول – بتاريخ 26 – 27 3 2012 وتم الاتفاق مع – اللجنة التحضيرية – على أن يكون لي كلمة باسم ” اتحاد القوى الديموقراطية الكردية ” وتم تثبيت ذلك في جدول أعمال المؤتمر الذي وزع على الحاضرين يوم 26 – 3

وفي اليوم الثاني وقبل الافتتاح تم توزيع جدول أعمال جديد لم يتضمن كلمة – الاتحاد – وبعد استفسار السيدين (سمير نشار وجورج صبرا) اللذان كانا يقومان بتنظيم وتوزيع الحضور على الأماكن والمقاعد أكدا على أن هناك خطأ مطبعي وقدما الاعتذار على أن تثبت الكلمة من جديد ولكن سرعان ماظهر عدم صدقية عضوي المكتب التنفيذي للمجلس واعلن عن الغاء العديد من الكلمات وبينها كلمتنا بسبب – ضيق الوقت ! ؟– وبعد متابعة الموضوع والاستفسارات الواسعة من مصادر مختلفة ظهر بشكل واضح مقرون بالدلائل أن هناك أكثر من شخص وطرف عمل على تغييب كلمتنا يبدأ من بائس حزبي كردي من أعضاء – المجلس – قام بدور المخبر السري مرورا ” بممثل ” الكرد اللاشرعي في مكتب المجلس التنفيذي الذي أدى دور المحرض وانتهاء بأعضاء تحالف القومويين – الاسلامويين  (سمير نشار وجورج صبرا وطيفور وبرهان غليون) الذين أقروا ونفذوا – الحظر –  عبر سبل ملتوية جبانة وأثبتوا مرة أخرى عداءهم للديموقراطية ورفضهم للرأي الآخر المخالف وكرههم للتعددية ونبذهم لمبدأ الشراكة الوطنية وهو دليل آخر على خداعهم وتضليلهم بشأن توحيد المعارضة وماسمي بلجنة العشرة وازاء ذلك المشهد الغريب انتابني شعور استثنائي أعاد الى ذاكرتي كيف أن الغالبية الساحقة من المتسلقين الى قيادة – المجلس – ومن الذين أداروا جلسات – المؤتمر – أو ألقوا خطبا عصماء من العرب والكرد والمكونات الأخرى كانوا جزء من سلطة الاستبداد اما موالون لها أو في مؤسساتها الأمنية أو في جبهتها (الوطنية التقدمية) أو محاورين معها أو من المرضيين عنهم وكنت أنا (ومن أمثل من حركة وتيار سياسي ونهج نضالي) منذ مايقارب 45 عاما معارضا عانيت السجون والمعتقلات ولوحقت وجردت من الحقوق المدنية وتعرضت لمحاولات التصفية ثم أجد نفسي رهن قرار حفنة من المتسلقين لمنعي من التحدث وابداء رأيي بحرية وسرعان ما شعرت بنشوة الانتصار مدركا قيمة ما أمثل فكريا وسياسيا ونضاليا وهزيمة الآخر المطعون في صدقيته الذي لم يتحمل الرأي المخالف وأود أن أوضح أن ماحصل له مدلول رمزي خطير وهو برسم الداخل الثائر ليستخلص منه الدروس والعبر ويكون على بينة من أمر من يزعم أنه ” الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري والثورة ” .

   ومن أجل الاطلاع ننشر نص الكلمة التي منعت من الالقاء علما أنها وزعت مسبقا على عدد من الأصدقاء في المؤتمر .

                 النص الكامل للكلمة – المحتجبة – 

        السيدات والسادة أيها الحضور الكريم
 جئنا اليكم اليوم بهدف تحقيق جملة من المهام الأساسية التي أضحت في عداد المطالب الوطنية العامة وأهمها :
 1 – بما أن – المجلس الوطني السوري – الداعي الى هذا المؤتمر مع طرفين آخرين يعتبر نفسه الطرف الأبرز في المعارضة السورية كنا ومازلنا ندعو الى اعادة هيكلته من جديد لنقص وعدم اكتمال في برنامجه السياسي ومن حيث التمثيل والمشاركة من جانب مكونات سوريا القومية والسياسية والدينية والمذهبية ولأنه كما نرى يعاني من هيمنة طرف آيديولوجي معين قد لايطمئن حوالي نصف المجتمع السوري ولذلك ندعو الى اعادة بناء – المجلس – ومشاركة الجميع وتحقيق ذلك  لصالحه أولا ولمصلحة الشعب والثورة ولكن وكما يظهر بات تحقيق هذه المهمة أكثر صعوبة وأقرب الى المستحيل بسبب رفض القيمين على – المجلس – الاستجابة لهذه الرغبة الصادقة وهي تكاد تشكل مطلبا وطنيا عاما ملحا وعلى ضوء ذلك وبسبب فقدان الأمل نرى وجود خيار آخر وهو :
2   التنسيق والتعاون واعادة اللحمة بين – المجلس – من جهة والقوى والمكونات والكتل والتيارات السياسية والشخصيات الوطنية الأخرى في الداخل والخارج   (هناك أكثر من 12 كتلة وجماعة وتيار وأكثر من عشرين شخصية وطنية مناضلة) من خارجه نحو تحقيق نوع من الاتحاد على أساس جبهوي وفي ظل برنامج متوافق عليه وبصيغة جديدة تتشكل عبر مؤتمر وطني عام ينتخب هيئة مسؤولة عن القرار السياسي تقود المعارضة بصلاحيات كاملة ويكون – المجلس – مكونا لهذه التركيبة التحالفية الجديدة مثل بقية الأطراف بحسب الحجم والدور والفعل على أن يراعى في ذلك التوازن والتمثيل العادل للجميع على قاعدة البرنامج التوافقي وأن يتم وضع مبادىء وصيغ ديموقراطية حول جميع قضايا البلاد وفي المقدمة القضية الكردية كمسألة تتعلق بالقومية الرئيسية الثانية في البلاد وتتعلق بشعب من السكان الأصليين يقيم على أرضه ويكون الحل حسب ارادة الكرد في تقرير مستقبلهم في اطار سوريا الموحدة التعددية وكذلك تلبية مطامح جميع المكونات الأخرى من كلدو- آشور وتركمان وغيرهم .


 أيها الشركاء والأشقاء
  ان ما يظهر حتى الآن من محاولات البعض في اعتبار هذا الاجتماع بمثابة غطاء لكسب الشرعية – للمجلس – لن يكتب لها النجاح في نظر السوريين الثائرين وآمل أن لاتمرر هذه المحاولة على أصدقاء الشعب السوري فقد جئنا وشاركنا في هذا المؤتمر ليس من أجل التوقيع على مسلمات نحملها ونلتزم بها منذ عقود بقدر ما جئنا من أجل توحيد المعارضة الوطنية السورية الذي نعمل وعملنا من أجله منذ أربعة أشهر باسم ” المبادرة الوطنية لتوحيد المعارضة السورية ” وهناك البعض في هذه القاعة ممن كانوا ضمن مبادرتنا .
      اننا نرى أن الجيش السوري الحر هو حامي ثورتنا والمدافع عن شعبنا ويقف في الصفوف الأولى مضحيا من أجل حريتنا وكرامة شعبنا وهو رمز وحدة سوريا لذلك نرى أن يكون للجيش الحر ةمجلسه العسكري الأعلى تمثيل في أي مؤتمر أو اجتماع للمعارضة السورية من الآن وحتى اسقاط نظام الاستبداد وتفكيك سلطته العائلية – المافيوية مؤسسات وبنى ورموزا .
 أيها الشركاء
  ليس هناك في المعارضة السورية – تمثيل شرعي وحيد – للشعب والثورة وبتحصيل حاصل ليس هناك طرف بعينه يمثل الحالة الكردية لوحده ومن هم في الميدان من تنسيقيات شبابية وتيارات سياسية ثائرة منذ اليوم الأول للثورة وفي ظل شعار اسقاط النظام هم يمثلون الآن الشرعية الوطنية في الساحة الكردية ومن بينها وفي مقدمتها ” اتحاد القوى الديموقراطية الكردية ” لذلك أقول في وجه من يحاولون احراج المعارضة السورية لمصلحة نظام الاستبداد بشعارات مزايدة زائفة أننا نحن الكرد ورغم كل مآخذنا وملاحظاتنا جزء لايتجزأ من الثورة والمعارضة وقضية المشاركة الكردية في العمل الوطني الثوري ليست سلعة تباع وتشترى وليست مادة للمزايدات وليست في مكان محايد بين الاستبداد وثورة الحرية والكرامة من جهة أخرى أصارحكم القول أن هذا – المجلس – لايتمثل فيه المكون الكردي والمسألة هنا ليست بمن هو من أصول كردية بقدر مايعبر عن ارادة الكرد السياسية ويستحوذ على ثقتهم ويكون مقبولا من الغالبية الوطنية الثورية .

 ختاما أتمنى مرة أخرى تحقيق النتائج المرجوة من هذا المؤتمر والسلام عليكم

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد حسو عفرين وريفها، تلك البقعة التي كانت دائمًا قلب كوردستان النابض، هي اليوم جرحٌ عميق ينزف، لكنها ستبقى شاهدة على تاريخٍ لا يُنسى. لا نقول “عفرين أولاً” عبثًا اليوم، بل لأن ما حدث لها، وما يزال يحدث، يضعها في مقدمة الذاكرة الكوردية. لماذا عفرين الآن؟ لأن عفرين ليست مجرد مدينة؛ هي الرئة التي تتنفس بها كوردستان، والعروس التي تتوج…

خليل مصطفى ما تُظهرهُ حالياً جماعة المُعارضة السورية (وأعني جماعات ائتلاف المُعارضة المُتحالفين مع النظام التركي) من أقوال وأفعال مُعادية ضد أخوتهم السوريين في شمال شرق سوريا، لهي دليل على غباوتهم وجهالتهم ونتانة بعدهم عن تعاليم وتوجيهات دين الله تعالى (الإسلام).؟! فلو أنهُم كانوا يُؤمنون بالله الذي خالقهُم وخالق شعوب شمال شرق سوريا، لالتزموا بأقواله تعالى: 1 ــ (تعاونوا على…

  نظام مير محمدي* يمثل الخامس والعشرون من نوفمبر، اليوم العالمي للقضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة، فرصة للتأمل في أوضاع النساء في مختلف المجتمعات ومناقشة التحديات التي يواجهنها. وعند تأملنا في هذا السياق، تتجه أنظارنا نحو السجون المظلمة في إيران، حيث تُعتقل النساء ويتعرضن للتعذيب لمجرد ارتكابهن جريمة المطالبة بالعدالة وإعلاء أصواتهن لوقف القمع وتحقيق الحرية. هؤلاء…

عبدالرحمن کورکی (مهابادي)* تطورات هامة ومستجدات كبيرة تشكل واقع إيران والمنطقة والعالم. وتشير المواقف المتخذة إلى أن “إيران” في محور هذه التطورات! من هو الرابح ومن هو الخاسر؟ أجريت الانتخابات في ما يقرب من 70 دولة حول العالم، في عام 2024، وكان أهمها الانتخابات الأمريكية. كما فاز الحزب الجمهوري في أمريكا برئاسة الجمهورية، بالإضافة إلى الفوز بأغلبية مقاعد مجلسي…