أحزابنا الكوردية حققت أهدافها !!

لازكين ديروني

إن من يضع هدفا نصب عينيه و يكون جادا في العمل من اجله لا بد أن يحققه عاجلا أم آجلا,أما من يتقاعس و لا يعمل و ينتظر حتى يأتي من يهديه حقوقه ,فهو يحلم و ليس له هدف بالتأكيد.

فإذا كان هدف الأحزاب الكوردية في سوريا هو تامين الحقوق القومية للشعب الكوردي و الدفاع عنها فعلا , ألم تكفي خمسين سنة لتحقيق و لو جزء بسيط منها؟ و لكن لماذا و كيف استطاعت هذه الأحزاب أن تحافظ و تدافع عن أنفسها و تتكاثر؟ فلنرجع إلى الوراء قليلا و نذكر الأحداث كما حدثت والوقائع كما وقعت:
 لماذا أخمدت انتفاضة قامشلو في 2004 التي أشعلها الشعب الكوردي في سوريا من ديرك حتى زورآفا في دمشق مرورا بجميع المدن و البلدات الكوردية و بقيت الأحزاب الكوردية و في حالة أفضل؟ ألم يداهم وقتها الأمن السوري البيوت و اعتقل آلاف من أبناء الشعب الكوردي و زجهم في السجون و منهم من مات تحت التعذيب و منهم من اقتلعت أظافرهم؟ فلماذا لم يداهم الأمن بيوت قيادات الأحزاب و يعتقلهم؟ ألم يستنجد النظام وقتها بهذه القيادات و الطلب منهم إنهاء الانتفاضة ؟ الم يسرعوا كالاطفائيات لإخماد نارها ؟ و هل يخفى على أحد تصريح ذلك القيادي بالصوت و الصورة على أحد الفضائيات الكوردية بأنها فتنة و ليست انتفاضة و يجب إخمادها.

فلننسى الماضي و لنقل عفا الله عما مضى و نحن أولاد اليوم و الآن في سوريا ثورة تريد إسقاط النظام و تطالب بالحرية و الكرامة و إعادة الحقوق إلى أصحابها.و هي فرصة تاريخية للشعب الكوردي في سوريا أكثر من غيره لاستعادة حقوقه القومية المشروعة , و بالفعل لم يقصر الشباب الكوردي فقد أسسوا تنسيقيات مستقلة عن الاحزاب و نزلوا إلى الشارع و كسروا حاجز الخوف و الأمن و اتسعت دائرة التظاهرات يوما بعد يوم لتشمل معظم المدن و البلدات الكوردية ليقولوا لإخوتهم ها نحن معكم و شركاء في الثورة لأننا شركاء في الوطن ,فلنا ما لكم و علينا ما عليكم.

طبعا هذا الأمر لم يعجب الأحزاب الكوردية , لأنهم رأوا في ذلك بديلا لهم ,و خطرا على وجودهم , الامر الذي جعلهم يبحثون عن وسيلة لضرب هذه التنسيقيات و تشتيتهم ,فوجدوا ذلك في عقد مؤتمر للاحزاب و لكن بغياب اكثر من نصفها مع بعض الشخصيات على اساس انها مستقلة و لكنها تابعة لهم واصبحو يدافعون عن الاحزاب و وجودهم اكثر من الاحزاب , و تم تشكيل مجلس وطني كوردي (نسخ, لصق) و قاموا بتشكيل تنسيقيات تابعة لهم و على شاكلتهم ثم نزلوا الى الشارع في مسيرات و في ايام غير الجمعة و رفعوا لافتات المجلس الوطني الكوردي يمثلني و في ايام الجمعة كانوا يبعثون بعناصرهم الى اماكن المظاهرات لرفع لافتات تحمل شعارات حزبية و قد اصدرت تنسيقيات الشباب في كل من الحسكة و عامودة و ديرك عدة بيانات بهذا الخصوص دون جدوى و بهذا حققت الاحزاب الكوردية هدفها في الداخل بالقضاء على البديل و احتواء الشارع المنتفض.
اما في الخارج و عندما تشكل المجلس الوطني السوري و الذي كان يضم عدد لا بأس به من الشخصيات الكوردية المستقلة الامر الذي شكل قلقا و إحراجا للأحزاب الكوردية و خوفا منهم ان يصبحوا بديلا لهم في المستقبل بعد سقوط النظام و يحققوا للشعب الكوردي ما لم تستطع هذه الاحزاب تحقيقه, فذهبوا الى القاهرة و تونس و استنبول ليس بهدف الانضمام الى المجلس الوطني و المشاركة في مؤتمرات وحوارات المعارضة السورية و الدفاع عن حقوق الشعب الكوردي و انما لاقناع تلك الشخصيات الكوردية للانسحاب من المجلس الوطني السوري و بالفعل نجحوا في ذلك ايضا.
اذا حققت الاحزاب الكوردية اهدافها في الداخل و في الخارج كما خططوا , و ماذا بعد؟و لكن السؤال المهم و الجوهري و الذي يساله كل مواطن كوردي غيور هو: ما البديل عن كل ذلك؟ و ما هي قوة الشعب الكوردي لوحده في سوريا؟ و ما هي امكانيات ووسائل و آليات العمل لدى هذه الاحزاب لانتزاع حقوق الشعب الكوردي و الدفاع عنها؟ الم يثبت تاريخ الشعب الكوردي بان احد اسباب حرمانه من حقوقه هو بعده عن مراكز صنع القرارات وعدم مشاركته مع شركائه في المؤتمرات و الدخول معه في الحوارات؟ لقد اثبت العمل الحزبي الضيق فشله, و هذه الثورة هي ثورة شعبية و ليست ثورة احزاب انه ربيع الشعوب ضد الظلم و الطغيان و كل ما هو قديم و تقليدي , انها ثورة الحرية و الكرامة.
  13/4/2012

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

انتفاضة قامشلو 2004م وغرفة عمليات الأخبار.. (حقائق تُذكر للمرة الأولى) 1 ــ يوم الجمعة (12 آذار عام 2004م) كنتُ في مسجد الهلالية لأداء الصلاة، وبعد انتهاء خطبة الجمعة التي ألقاها فضيلة الشيخ الجليل “الملا عبدالله ملا رشيد رحمه الله”، تقدّمنا (أنا وصديقي عبدالرحيم مقصود)؛ لإيصال الشيخ إلى منزله ثمّ استودعناه.. وعُدتُ إلى البيت، حينها كان أخي كرم وأحد أعمامي وبعض…

مهدي كاكەيي في البداية يجب القول بأنّ هذه الاتفاقية هي غير متكافئة، وهي لصالح تركيا وحكومة المرحلة الانتقالية في سوريا، بل يمكن القول بأنّه نوع من الاستسلام من قِبل الإدارة الذاتية للإقليم. كما أنّ الاتفاقية تتألف من خطاب عام، تفتقد الى التفاصيل. من المؤكد أن إبرام الإدارة الذاتية لهذه الاتفاقية جاء نتيجة ظروف قاهرة أجبرتها على توقيعها وهناك…

صلاح بدرالدين   وفاء لذكرى ميلاد هذه الشخصية الكبيرة المؤثرة ، ولانني عاصرته ، والتقيته مرارا ومطولا أرى من واجبي ، ومن حق محبيه ، وكل المناضلين الكرد ، وبالإضافة الى كل ماكتبت عن سيرته خلال الأعوام الماضية ، الادلاء بشهادة استثنائية حول جانب يهم الحركة الكردية في كل مكان ، التي تعيش ازمة مستعصية متفاقمة في مسالة البيت الكردستاني…

بيان صادر عن المجلس الوطني الكردي في سوريا حول الإعلان الدستوري فوجئنا بالإعلان الدستوري الصادر في دمشق يوم ١٣ آذار ٢٠٢٥، والذي جاء مخيبًا للآمال، بعيدًا عن التطلعات نحو بناء دولة ديمقراطية تعكس التنوع الحقيقي للمجتمع السوري. فقد أُعدّ هذا الإعلان من قبل لجنة لا تمثل مختلف المكونات السياسية والقومية والدينية، مما أفقده الشمولية والتوافق الوطني، وأدى إلى تكريس نهج…