و من هذا المنطلق أجريت الإتصالات مع تنسيقيات الحراك الشبابي الكردي بهدف التواصل مع نشطاءها و إبداء كافة أشكال المساندة لها، قبل أن ينتهي بي المطاف في إئتلاف شباب سوا الذي وجدت فيه فسحة و قدر من التفاعل الإيجابي و المرن مع المتغيرات الجارية في سوريا، و ذلك بالإستناد الى رؤية سياسية وجدت نفسي متفقاً مع أغلب توجهاتها المرحلية و الإستراتيجية، من خلال الدعوة الى إقامة نظام سياسي جديد يؤسس لعهد جديد يقطع مع عهود الإستبداد و الفساد و القهر.
إلا أن الرياح لم تشتهي سفننا نتيجة لممارسات و مواقف مجحفة صدرت من المجلس الوطني و قيادته بحق المكون الكردي و عدالة نضاله القومي و الديمقراطي، و التي كانت آخرها وثيقة العهد الوطني التي خلت من أية إشارة الى الشعب الكردي و حقوقه و مطالبه القومية.
و يبدو أن المواقف المبدئية التي إتخذتها الكتلة الكردية و التي كان لنا شرف المشاركة في صياغتها و إقرارها كإئتلاف شبابي و على المستوى الشخصي لم تلقى إستحساناً و قبولا لدى بعض الكرد، و هم قلة قليلة، و لكن متنفذة في المجلس للأسف الشديد، فعمدت الى الإتصال مع بعض رفاق سوا في الداخل، من خلف ظهرنا، بغية تآليبها علينا، لا لسبب سوى لأننا نطالب بالشفافية و المصارحة و الثقة و التعامل الإيجابي بين ممثل الكتلة و باقي أعضاءها، و التي وجدنا أنها ضرورات لا بد منها، من أجل تفعيل الكتلة الكردية و دفعها الى ممارسة دورها بشكل بناء في المجلس الوطني السوري.
لذا، فإنني، و من منطلق إحترام الذات و القيم و المبادئ التي ترعرت في كنفها، و من أجل عدم التورط في مهاترات عقيمة و الإنجرار الى ألاعيب دنيئة لا يستفيد منها سوى مخططيها، تستهدف شق صف إئتلاف شباب سوا و تأليب رفاقه على بعضهم البعض، و حرصا ً مني على التجربة الرائعة التي عشتها جنبا ً الى جنب مع شبابه الابطال و تعلمت منها الكثير، و حرصا ً مني أيضا ً على وحدة الإئتلاف و إستمراره كقوة شبابية رائدة في تجربة الحراك الثوري الكردي ، فإنني أعلن إنتهاء العلاقة مع إئتلاف شباب سوا، و كذلك إنسحابي من الكتلة الكردية في المجلس الوطني السوري، متمنيا ً للجميع النصر و الموفقية.
لذا إقتضى التوضيح و التنويه.
كاتب و ناشط سياسي