صالح بوزان
في الجمعة أطلق عليها الثوار الكرد “جمعة حقوق الشعب الكردي” رداً على وثيقة العهد التي أصدرها المؤتمرون السوريون في اسطنبول وبذلك انقسم الشارع الكردي بين المجلس الوطني السوري والمجلس الوطني الكردي.
كانت التسمية في محلها, لأن تلك الوثيقة خلت من أي حق للشعب الكردي السوري.
وبالتالي فالتسمية كانت رسالة واضحة إلى المجلس الوطني السوري وخصوصاً إلى أولئك الذين لم يستطيعوا بعد التحرر من التربية البعثية العروبوية.
لكن ما أعتبره زلة غير مبررة هي عدم رفع علم الاستقلال في هذه الجمعة.
كانت التسمية في محلها, لأن تلك الوثيقة خلت من أي حق للشعب الكردي السوري.
وبالتالي فالتسمية كانت رسالة واضحة إلى المجلس الوطني السوري وخصوصاً إلى أولئك الذين لم يستطيعوا بعد التحرر من التربية البعثية العروبوية.
لكن ما أعتبره زلة غير مبررة هي عدم رفع علم الاستقلال في هذه الجمعة.
فهذا السلوك لا يتناسب مع وعي الشبيبة الكردية المعاصرة.
هذه الشبيبة التي أدركت منذ اليوم الأول للثورة أن حقوق الشعب الكردي السوري تتجسد في الثورة وتتحقق من خلال الثوار.
أن علم الاستقلال هو علم الثورة وليس علم المجلس الوطني السوري, هذا أولاً.
وثانياً هو علم أولئك الآلاف الذين استشهدوا حتى الآن في مدن وبلدات سوريا.
وثالثاً هو علم مشعل تمو وحمزة الخطيب.
وأخيراً وليس آخراً هو علم أولائك الكرد الأوائل الذين ناضلوا ضد فرنسا تحت راية هذا العلم, واستشهدوا من أجل سوريا المستقبل وهم يرفعونه عالياً.
وبالتالي لزام على الشبيبة الكردية أن تحترم كفاح أبائها وأجدادها وتضحياتهم على أقل تقدير.
من الخطأ الجسيم الخلط بين الشباب السوري الثائر والمجلس الوطني السوري أو المجلس الوطني الكردي.
لقد جاء هذان المجلسان في العربة الخلفية من قطار الثورة.
على الشبيبة الكردية أن تدرك,قبل العربية, ليس النظام السوري وحده يشعر بالخوف من هذا الانسجام الثوري الذي حدث بين الشبيبة العربية والشبيبة الكردية, بل هناك جهات عديدة أخرى في الداخل والخارج تشعر بهذا الخوف.
لأن هذه الجهات لا ترى مصالحها في هذا التلاحم الوطني المتميز.
بإمكاني القول أن انسحاب العثمانيين من سوريا وتطبيق اتفاقية سايكس – بيكو وتشكيل الدولة السورية على أساسها لم يضع أسساً واضحة للوطنية السورية.
كما أن الكفاح المشترك لقوميات وطوائف الشعب السوري ضد الاستعمار الفرنسي هو الأخر لم يؤد إلى وطنية شاملة على صعيد كل مكونات الشعب السوري.
وجاءت الوحدة السورية المصرية عام 1958, ومن ثم سيطرة البعث على مصير سوريا لتخلق مفهوماً غربياً للوطنية, وهي الولاء للحاكم, فمن يعلن الولاء له فهو وطني وكل ما عدا ذلك لا وطني وعميل للامبريالية والصهيونية.
من هنا أرى أن التلاحم الذي تجسده اليوم الثورة السورية تضع, ولأول مرة في تاريخ سوريا الحديث, أسساً صحيحة لوطنية, لا تختزل في قومية واحدة ولا في ديانة واحدة ولا في طائفة واحدة.
إنها وطنية لا تصادر الجغرافيا ولا التاريخ.
لقد شعرت باشمئزاز عندما قرأت على صفحات فيسبوك هجوماً سوقياً على الدكتور عبد الباسط سيدا بعد صدور وثيقة العهد وعدم انسحابه من المجلس الوطني السوري مع رفاقه.
في الحقيقة لا أعرف هذا الأكاديمي شخصياً, لكنني أدرك منطقه وطريقة تفكيره ورؤيته للقضية الكردية السورية من خلال ما قرأت له, وما أسمع من مقابلاته التلفزيونية.
إنه نمط جديد من التفكير السياسي الكردي الذي يعلن القطيعة مع النمط الكردي الكلاسيكي الفاشل, والذي يحاول مصادرة ثورة شباب الكرد.
من المستبعد أن يخون شخص مثل عبد الباسط سيدا حقوق شعبه الكردي وقضية شعبه السوري, باعتبار أن هذا الإنسان جاء إلى السياسة من خلفية فكرية.
فهو لا يمتهن السياسة, ولا يرى نفسه من خلالها.
كل ما في الأمر أنه وجد جيلاً من الشباب يسعى للخروج من عبودية النظام لفتح طريق إلى مستقبل طالما حلمنا جميعاً به وعجزنا عن تحقيقه.
فهب سيدا مع رفاقه ليضعوا أنفسهم في خدمة هذا الجيل الذي يحتاج إلى أمثالهم دون شك.
كتبت في مقالة سابقة أنه كان من المفروض أن ينسحب سيدا مع كتلته الكردية من المجلس الوطني السوري, سيما أن رفاقه الأربعة والعشرين قد انسحبوا وأصدروا بياناً توضيحياً لموقفهم, يستند إلى معطيات ملموسة وليس مجرد ردة فعل, أو تكتيكاً استعراضياً كما فعل المجلس الوطني الكردي.
لا شك أن للدكتور عبد الباسط سيدا فضل واضح في صدور الوثيقة الوطنية حول القضية الكردية من المجلس الوطني السوري.
هذه الوثيقة التي استدركت الغبن الذي لحق بالشعب الكردي في وثيقة العهد.
وعلى سيدا الآن أن يلملم كتلته من جديد, إذا أراد أن ترى هذه الوثيقة النور.
كان ملفتاً للانتباه ما قاله الدكتور برهان غليون في كلمته أمام أصدقاء الشعب السوري في اسطنبول, حيث ورد فيها أن سوريا المستقبل ستضمن حق الشعب الكردي دستورياً, قال ذلك أمام أردوغان وداود أغلو اللذين مازال تتعشعش في دماغهم مخلفات الشوفينية الكمالية البغيضة, وكذلك أمام ممثلي أكثر من ثمانين دولة من العالم.
لا أدري لماذا أشك بمصداقية المجلس الوطني الكردي, مع احترامي الكامل لكافة أعضائه, وهناك بينهم أصدقاء شخصيين لي.
فسلوك هذا المجلس لا يدل على جدية الحوار مع المجلس الوطني السوري (لا أبرئ الأخير أيضاً من عدم الجدية مع المجلس الوطني الكردي خلال الفترات السابقة) لكن المجلس الوطني السوري سعى نحو المجلس الوطني الكردي, وزار غليون أربيل في العام الماضي بهدف ضمه للمجلس الوطني السوري.
تجلت عدم جدية المجلس الوطني الكردي في تجاهله لوثيقة مؤتمر تونس التي تكفلت للشعب الكردي السوري حقوقه مبدئاً.
فلم يصدر بياناً بهذه الوثيقة وكأنها لا تخص الشعب السوري والشعب الكردي السوري خاصة.
وفي المقابل أخذ ينشر بين الشبيبة الكردية نوعاً من الفكر القومي البدائي والأعمى.
وعلى ما يبدو أن ما قاله عبد الباسط سيدا أن المجلس الوطني السوري جاء إلى اسطنبول وقرار الانسحاب في يده صحيح تماماً.
والدليل الأول على ذلك أنه لم يعقد مؤتمراً صحفياً يشرح فيه موقفه.
في الوقت الذي كانت جميع الجهات السورية والاقليمية والعالمية تريد توضيحاً لانسحابه من المؤتمر.
لدي اعتقاد, وأتمنى أن أكون مخطئاً, أن المجلس الوطني الكردي ليس سيد نفسه, فقراره في أربيل.
عندما تقرر أربيل أن ينضم المجلس الوطني الكردي إلى المجلس الوطني السوري سينضم إليه عندئذ وعلى أرضية حقوق كردية أقل مما أقره المجلس الوطني السوري في وثيقته الاستدراكية.
هذه الشبيبة التي أدركت منذ اليوم الأول للثورة أن حقوق الشعب الكردي السوري تتجسد في الثورة وتتحقق من خلال الثوار.
أن علم الاستقلال هو علم الثورة وليس علم المجلس الوطني السوري, هذا أولاً.
وثانياً هو علم أولئك الآلاف الذين استشهدوا حتى الآن في مدن وبلدات سوريا.
وثالثاً هو علم مشعل تمو وحمزة الخطيب.
وأخيراً وليس آخراً هو علم أولائك الكرد الأوائل الذين ناضلوا ضد فرنسا تحت راية هذا العلم, واستشهدوا من أجل سوريا المستقبل وهم يرفعونه عالياً.
وبالتالي لزام على الشبيبة الكردية أن تحترم كفاح أبائها وأجدادها وتضحياتهم على أقل تقدير.
من الخطأ الجسيم الخلط بين الشباب السوري الثائر والمجلس الوطني السوري أو المجلس الوطني الكردي.
لقد جاء هذان المجلسان في العربة الخلفية من قطار الثورة.
على الشبيبة الكردية أن تدرك,قبل العربية, ليس النظام السوري وحده يشعر بالخوف من هذا الانسجام الثوري الذي حدث بين الشبيبة العربية والشبيبة الكردية, بل هناك جهات عديدة أخرى في الداخل والخارج تشعر بهذا الخوف.
لأن هذه الجهات لا ترى مصالحها في هذا التلاحم الوطني المتميز.
بإمكاني القول أن انسحاب العثمانيين من سوريا وتطبيق اتفاقية سايكس – بيكو وتشكيل الدولة السورية على أساسها لم يضع أسساً واضحة للوطنية السورية.
كما أن الكفاح المشترك لقوميات وطوائف الشعب السوري ضد الاستعمار الفرنسي هو الأخر لم يؤد إلى وطنية شاملة على صعيد كل مكونات الشعب السوري.
وجاءت الوحدة السورية المصرية عام 1958, ومن ثم سيطرة البعث على مصير سوريا لتخلق مفهوماً غربياً للوطنية, وهي الولاء للحاكم, فمن يعلن الولاء له فهو وطني وكل ما عدا ذلك لا وطني وعميل للامبريالية والصهيونية.
من هنا أرى أن التلاحم الذي تجسده اليوم الثورة السورية تضع, ولأول مرة في تاريخ سوريا الحديث, أسساً صحيحة لوطنية, لا تختزل في قومية واحدة ولا في ديانة واحدة ولا في طائفة واحدة.
إنها وطنية لا تصادر الجغرافيا ولا التاريخ.
لقد شعرت باشمئزاز عندما قرأت على صفحات فيسبوك هجوماً سوقياً على الدكتور عبد الباسط سيدا بعد صدور وثيقة العهد وعدم انسحابه من المجلس الوطني السوري مع رفاقه.
في الحقيقة لا أعرف هذا الأكاديمي شخصياً, لكنني أدرك منطقه وطريقة تفكيره ورؤيته للقضية الكردية السورية من خلال ما قرأت له, وما أسمع من مقابلاته التلفزيونية.
إنه نمط جديد من التفكير السياسي الكردي الذي يعلن القطيعة مع النمط الكردي الكلاسيكي الفاشل, والذي يحاول مصادرة ثورة شباب الكرد.
من المستبعد أن يخون شخص مثل عبد الباسط سيدا حقوق شعبه الكردي وقضية شعبه السوري, باعتبار أن هذا الإنسان جاء إلى السياسة من خلفية فكرية.
فهو لا يمتهن السياسة, ولا يرى نفسه من خلالها.
كل ما في الأمر أنه وجد جيلاً من الشباب يسعى للخروج من عبودية النظام لفتح طريق إلى مستقبل طالما حلمنا جميعاً به وعجزنا عن تحقيقه.
فهب سيدا مع رفاقه ليضعوا أنفسهم في خدمة هذا الجيل الذي يحتاج إلى أمثالهم دون شك.
كتبت في مقالة سابقة أنه كان من المفروض أن ينسحب سيدا مع كتلته الكردية من المجلس الوطني السوري, سيما أن رفاقه الأربعة والعشرين قد انسحبوا وأصدروا بياناً توضيحياً لموقفهم, يستند إلى معطيات ملموسة وليس مجرد ردة فعل, أو تكتيكاً استعراضياً كما فعل المجلس الوطني الكردي.
لا شك أن للدكتور عبد الباسط سيدا فضل واضح في صدور الوثيقة الوطنية حول القضية الكردية من المجلس الوطني السوري.
هذه الوثيقة التي استدركت الغبن الذي لحق بالشعب الكردي في وثيقة العهد.
وعلى سيدا الآن أن يلملم كتلته من جديد, إذا أراد أن ترى هذه الوثيقة النور.
كان ملفتاً للانتباه ما قاله الدكتور برهان غليون في كلمته أمام أصدقاء الشعب السوري في اسطنبول, حيث ورد فيها أن سوريا المستقبل ستضمن حق الشعب الكردي دستورياً, قال ذلك أمام أردوغان وداود أغلو اللذين مازال تتعشعش في دماغهم مخلفات الشوفينية الكمالية البغيضة, وكذلك أمام ممثلي أكثر من ثمانين دولة من العالم.
لا أدري لماذا أشك بمصداقية المجلس الوطني الكردي, مع احترامي الكامل لكافة أعضائه, وهناك بينهم أصدقاء شخصيين لي.
فسلوك هذا المجلس لا يدل على جدية الحوار مع المجلس الوطني السوري (لا أبرئ الأخير أيضاً من عدم الجدية مع المجلس الوطني الكردي خلال الفترات السابقة) لكن المجلس الوطني السوري سعى نحو المجلس الوطني الكردي, وزار غليون أربيل في العام الماضي بهدف ضمه للمجلس الوطني السوري.
تجلت عدم جدية المجلس الوطني الكردي في تجاهله لوثيقة مؤتمر تونس التي تكفلت للشعب الكردي السوري حقوقه مبدئاً.
فلم يصدر بياناً بهذه الوثيقة وكأنها لا تخص الشعب السوري والشعب الكردي السوري خاصة.
وفي المقابل أخذ ينشر بين الشبيبة الكردية نوعاً من الفكر القومي البدائي والأعمى.
وعلى ما يبدو أن ما قاله عبد الباسط سيدا أن المجلس الوطني السوري جاء إلى اسطنبول وقرار الانسحاب في يده صحيح تماماً.
والدليل الأول على ذلك أنه لم يعقد مؤتمراً صحفياً يشرح فيه موقفه.
في الوقت الذي كانت جميع الجهات السورية والاقليمية والعالمية تريد توضيحاً لانسحابه من المؤتمر.
لدي اعتقاد, وأتمنى أن أكون مخطئاً, أن المجلس الوطني الكردي ليس سيد نفسه, فقراره في أربيل.
عندما تقرر أربيل أن ينضم المجلس الوطني الكردي إلى المجلس الوطني السوري سينضم إليه عندئذ وعلى أرضية حقوق كردية أقل مما أقره المجلس الوطني السوري في وثيقته الاستدراكية.