جهاد أسعد محمد
حافظوا خلال حضورهم الطويل والثقيل على الشعارات الكبرى التي لم يمارسوا يوماً إلا نقيضها التام، وصفقوا وأزلامهم وحلفاؤهم وشركاؤهم كثيراً للثورات والانتفاضات الشعبية التي تفجرت في بلدان مختلفة في الماضي البعيد والقريب، ونددوا بالأنظمة القمعية والرجعية والعميلة في كل مكان، وأشادوا ببطولات الجماهير وتضحياتها في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وبعض البلدان العربية والإسلامية، وأرسلوا باسم مؤتمراتهم واجتماعاتهم المختلفة التسميات والمناسبات رسائل التضامن مع نضالات الشعوب من أجل حريتها وكرامتها،
حافظوا خلال حضورهم الطويل والثقيل على الشعارات الكبرى التي لم يمارسوا يوماً إلا نقيضها التام، وصفقوا وأزلامهم وحلفاؤهم وشركاؤهم كثيراً للثورات والانتفاضات الشعبية التي تفجرت في بلدان مختلفة في الماضي البعيد والقريب، ونددوا بالأنظمة القمعية والرجعية والعميلة في كل مكان، وأشادوا ببطولات الجماهير وتضحياتها في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وبعض البلدان العربية والإسلامية، وأرسلوا باسم مؤتمراتهم واجتماعاتهم المختلفة التسميات والمناسبات رسائل التضامن مع نضالات الشعوب من أجل حريتها وكرامتها،
وأفردوا عبر إعلامهم ومناهجهم الدراسية مساحات واسعة لفضح أساليب الاستبداد والاستعمار القديم والجديد، ولم يوفروا جهداً إلا وبذلوه في سبيل إقناع من يحكمون ومن لا يحكمون أنهم مستهدفون دائماً من الدوائر الإمبريالية والصهيونية العالمية بسبب مواقفهم العظيمة وأهدافهم النبيلة..
علماً أنهم لم يقوموا يوماً بعمل بطولي واحد ضد أعدائهم المزعومين، ولو على سبيل المصادفة أو الخطأ غير المقصود..
ولأنهم كذلك كما ما يزالون يدّعون، أي مستهدفين لأنهم ممانعون وحاملو لواء المقاومة والتحرير والعدالة الاجتماعية، لم يسمحوا طوال عقود تحكّمهم بمصائر الناس ولقمتهم وكرامتهم لأحد أن يتنفّس، أو أن يتكلّم، أو يتوجع، أو يعترض، أو ينتقد، أو يقترح، أو يصرخ، أو يقاتل العدو..
على الرغم من أنهم اعتمدوا الفساد منهجاً في الحكم والإدارة والقضاء و”حماية” الحدود والقيم، والقمع والترهيب والتجويع أسلوباً في التعامل مع المؤيدين والمعارضين والمحايدين، والجهَلة أدوات طيّعة في مراقبة الجميع وتقييم وتقويم أدائهم بشكل مستمر لـ”المحافظة على أمن الدولة”، وعديمي الكفاءة والشرف والرؤية وزراء ومدراء ومحافظين ومخططين استراتيجيين، وعديمي الكرامة والرجولة والمصداقية والبصيرة والحيلة حلفاء تابعين..
وحين طفح كيل الناس، وفاض بهم ألمهم، وضاقوا ذرعاً بهم وبشعاراتهم الجوفاء وبحلفائهم وشركائهم السريين والعلنيين، ونزلوا إلى الشوارع غاضبين، صرخ الناطق الرسمي باسم استبدادهم وكذبهم وفسادهم: “مؤامرة..
مؤامرة!!”..
وبطبيعة الحال فإن المؤامرة المزعومة التي يقصدون لا تعني محاولة طرف داخلي الانقضاض على كراسيهم وثرواتهم بمساعدة أعوان ومتواطئين ومناصرين محليين، وإنما تعني “مؤامرة كونية” تبرز في واجهتها وجوه وأسماء محلية مقيمة أو مهجّرة “سيئة السمعة والتاريخ والغايات”، وتتوارى في أعماقها أطراف عربية وإقليمية وأمريكية وصهيونية وإنكلوساكسونية وفرانكوفونية وشرق آسيوية وغرب إفريقية..
ويشترك فيها الموساد والسي آي إيه والنيتو والقاعدة والمافيات الدولية وعصابات الهاغانا وسعد الحريري وسمير جعجع وحرّاس الأرز وآل سعود وأمراء الخليج والجامعة العربية ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والصليب الأحمر ومنظمات حقوق الإنسان والبنك الدولي وصندوق النقد واليونيسكو واليونيسيف واليونفيل والفيفا والأوبك والمؤسسات الإعلامية الغربية الكبرى..
وتدعمها جمهوريات الموز والبطاطا والمتة والبندورة وحاكم جزر المالديف وسلطان بروناي وبابا الفاتيكان والدالاي لاما وفرسان مالطا والماسونية العالمية والمعارضة الروسية..
أما هدف المؤامرة فواضح وضوح الشمس في رابعة النهار، وهو ضرب آخر قلاع الممانعة في العالم العربي!.
انطلاقاً من هذا التقييم، وبمساعدة أبواقهم المحليين ونصف المحليين، وبدعم حلفائهم الجبهويين ونصف الجبهويين، وبمؤازرة أزلامهم المحكومين بلقمة عيشهم وأوهام الآخر المتربص الحاقد، أطلقوا العنان إعلامياً وميدانياً لسعير طائفي ما انفكوا يغذونه سراً وعلانية منذ وثوبهم على الحكم، ووجّهوا إلى المنتفضين المطالبين بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية شتى أنواع التهم التخوينية، وأطلقوا الرصاص الحي على صدورهم العارية بذريعة أنهم عصابات مسلحة وتكفيريون وعملاء وخونة مأجورون، واعتدوا على ممتلكاتهم وأعراضهم، ودمّروا بيوتهم وأحياءهم وبلداتهم ومدنهم بالآليات الحربية الثقيلة، وقتلوا أطفالهم، واعتقلوا أبناءهم وآباءهم وإخوتهم وأخواتهم، وشردوا عائلاتهم، وقطعوا عنهم الماء والكهرباء والدواء والغذاء والهواء والطرقات، ولولا كاميرات الهواة والأقمار الصناعية وبعض الحسابات السياسية، لقتلوا الملايين وجعلوا مدن البلاد أنقاضاً ومقابر جماعية!.
أجل..
هكذا يكون التصدي للمؤامرات الكونية..
وهكذا يجري إفشالها..
وهكذا يثبت الممانع أنه ممانع حقاً..
وهنا يجب ألا يسأل أحد لماذا يصر النظام على أن كل قوى الأرض تتآمر لإسقاطه وهو صامد مع أنه في الحقيقة هش ومنخور ولا يتحمّل صفعة من بعضها لو أرادت صفعه، ويجب ألا يستنتج آخر أن مجرد اعتقاد النظام أن كل هذه القوى تسعى لإسقاطه الآن، يعني اعترافه أنها اجتمعت نفسها قبل حين لتعيينه، ومن ثم حمايته ورعايته زماناً طويلاً، كما يجب ألا يفكر ثالث أن من يقتل شعبه ويحرق أرضه وتراثه ومدنه وقلاعه التاريخية، لا يحق له مجرد الزعم بأنه وطني أو ممانع أو يناضل من أجل حقوق وحرية الآخرين..
وأخيراً وليس آخراً، يجب ألا يستغرب أيّ كان لماذا يستمر العالم بالتفرج على المذبحة ويكتفي بالتهديدات والتحذيرات والانتقادات والاجتماعات والبيانات بينما القتل يستمر ويتزايد..
إن من يطرح على نفسه أو على غيره استفسارات كهذه هو شريك بالمؤامرة بلا شك، ويجب استئصاله..
قريباً، أو بعيداً..
سيعرف الأحياء في هذه البلاد أنهم كانوا ضحايا كذبة كبيرة عاشوا في ظلها عقوداً وهم مكممو العقول والأفواه ومقيدو الأيدي والأرجل والإرادة، اسمها الممانعة..
تلك هي المؤامرة الحقيقية!.
jihadam2009@hotmail.com
علماً أنهم لم يقوموا يوماً بعمل بطولي واحد ضد أعدائهم المزعومين، ولو على سبيل المصادفة أو الخطأ غير المقصود..
ولأنهم كذلك كما ما يزالون يدّعون، أي مستهدفين لأنهم ممانعون وحاملو لواء المقاومة والتحرير والعدالة الاجتماعية، لم يسمحوا طوال عقود تحكّمهم بمصائر الناس ولقمتهم وكرامتهم لأحد أن يتنفّس، أو أن يتكلّم، أو يتوجع، أو يعترض، أو ينتقد، أو يقترح، أو يصرخ، أو يقاتل العدو..
على الرغم من أنهم اعتمدوا الفساد منهجاً في الحكم والإدارة والقضاء و”حماية” الحدود والقيم، والقمع والترهيب والتجويع أسلوباً في التعامل مع المؤيدين والمعارضين والمحايدين، والجهَلة أدوات طيّعة في مراقبة الجميع وتقييم وتقويم أدائهم بشكل مستمر لـ”المحافظة على أمن الدولة”، وعديمي الكفاءة والشرف والرؤية وزراء ومدراء ومحافظين ومخططين استراتيجيين، وعديمي الكرامة والرجولة والمصداقية والبصيرة والحيلة حلفاء تابعين..
وحين طفح كيل الناس، وفاض بهم ألمهم، وضاقوا ذرعاً بهم وبشعاراتهم الجوفاء وبحلفائهم وشركائهم السريين والعلنيين، ونزلوا إلى الشوارع غاضبين، صرخ الناطق الرسمي باسم استبدادهم وكذبهم وفسادهم: “مؤامرة..
مؤامرة!!”..
وبطبيعة الحال فإن المؤامرة المزعومة التي يقصدون لا تعني محاولة طرف داخلي الانقضاض على كراسيهم وثرواتهم بمساعدة أعوان ومتواطئين ومناصرين محليين، وإنما تعني “مؤامرة كونية” تبرز في واجهتها وجوه وأسماء محلية مقيمة أو مهجّرة “سيئة السمعة والتاريخ والغايات”، وتتوارى في أعماقها أطراف عربية وإقليمية وأمريكية وصهيونية وإنكلوساكسونية وفرانكوفونية وشرق آسيوية وغرب إفريقية..
ويشترك فيها الموساد والسي آي إيه والنيتو والقاعدة والمافيات الدولية وعصابات الهاغانا وسعد الحريري وسمير جعجع وحرّاس الأرز وآل سعود وأمراء الخليج والجامعة العربية ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والصليب الأحمر ومنظمات حقوق الإنسان والبنك الدولي وصندوق النقد واليونيسكو واليونيسيف واليونفيل والفيفا والأوبك والمؤسسات الإعلامية الغربية الكبرى..
وتدعمها جمهوريات الموز والبطاطا والمتة والبندورة وحاكم جزر المالديف وسلطان بروناي وبابا الفاتيكان والدالاي لاما وفرسان مالطا والماسونية العالمية والمعارضة الروسية..
أما هدف المؤامرة فواضح وضوح الشمس في رابعة النهار، وهو ضرب آخر قلاع الممانعة في العالم العربي!.
انطلاقاً من هذا التقييم، وبمساعدة أبواقهم المحليين ونصف المحليين، وبدعم حلفائهم الجبهويين ونصف الجبهويين، وبمؤازرة أزلامهم المحكومين بلقمة عيشهم وأوهام الآخر المتربص الحاقد، أطلقوا العنان إعلامياً وميدانياً لسعير طائفي ما انفكوا يغذونه سراً وعلانية منذ وثوبهم على الحكم، ووجّهوا إلى المنتفضين المطالبين بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية شتى أنواع التهم التخوينية، وأطلقوا الرصاص الحي على صدورهم العارية بذريعة أنهم عصابات مسلحة وتكفيريون وعملاء وخونة مأجورون، واعتدوا على ممتلكاتهم وأعراضهم، ودمّروا بيوتهم وأحياءهم وبلداتهم ومدنهم بالآليات الحربية الثقيلة، وقتلوا أطفالهم، واعتقلوا أبناءهم وآباءهم وإخوتهم وأخواتهم، وشردوا عائلاتهم، وقطعوا عنهم الماء والكهرباء والدواء والغذاء والهواء والطرقات، ولولا كاميرات الهواة والأقمار الصناعية وبعض الحسابات السياسية، لقتلوا الملايين وجعلوا مدن البلاد أنقاضاً ومقابر جماعية!.
أجل..
هكذا يكون التصدي للمؤامرات الكونية..
وهكذا يجري إفشالها..
وهكذا يثبت الممانع أنه ممانع حقاً..
وهنا يجب ألا يسأل أحد لماذا يصر النظام على أن كل قوى الأرض تتآمر لإسقاطه وهو صامد مع أنه في الحقيقة هش ومنخور ولا يتحمّل صفعة من بعضها لو أرادت صفعه، ويجب ألا يستنتج آخر أن مجرد اعتقاد النظام أن كل هذه القوى تسعى لإسقاطه الآن، يعني اعترافه أنها اجتمعت نفسها قبل حين لتعيينه، ومن ثم حمايته ورعايته زماناً طويلاً، كما يجب ألا يفكر ثالث أن من يقتل شعبه ويحرق أرضه وتراثه ومدنه وقلاعه التاريخية، لا يحق له مجرد الزعم بأنه وطني أو ممانع أو يناضل من أجل حقوق وحرية الآخرين..
وأخيراً وليس آخراً، يجب ألا يستغرب أيّ كان لماذا يستمر العالم بالتفرج على المذبحة ويكتفي بالتهديدات والتحذيرات والانتقادات والاجتماعات والبيانات بينما القتل يستمر ويتزايد..
إن من يطرح على نفسه أو على غيره استفسارات كهذه هو شريك بالمؤامرة بلا شك، ويجب استئصاله..
قريباً، أو بعيداً..
سيعرف الأحياء في هذه البلاد أنهم كانوا ضحايا كذبة كبيرة عاشوا في ظلها عقوداً وهم مكممو العقول والأفواه ومقيدو الأيدي والأرجل والإرادة، اسمها الممانعة..
تلك هي المؤامرة الحقيقية!.
jihadam2009@hotmail.com