دلكش مرعي
إن اعتراف المجلس الوطني السوري بحق الشعب الكردي من خلال الوثيقة التي صدرت عن المؤتمر أو عدم الاعتراف بهذا الحق وعبر الحالة الكردية الراهنة لن تغير من الواقع شيئاً وسيبقى هذا الاعتراف تدور في كلتا الحالتين في حلقة مفرغة بل وحبر على الورق أي أن الأمر سيبقى بنهاية المطاف معلقاً بوحدة الشعب الكردي وقوته على الأرض وإخلاص من يقود هذا الشعب فالكل يعلم بأن التاريخ البشري لم يكن رحيماً وعطوفاً مع الضعفاء والمتسولين ولن يكون رحيما الآن ولا في المستقبل المنظور وخاصة لدى الشعوب المهيمنة على كردستان ومن يقودها في هذه المنطقة فهذه الشعوب لم يقدم للبشرية وعبر تاريخها سوى الحروب والغزوات وسبي النساء ونهب الممتلكات بل وتصفية بعضهم البعض فهي مكبلة بإرث الاستبداد من قمة رأسها وإلى أخمص قدميها وتاريخها تشهد على ذلك وأن هذا الإرث لن يتغير بين ليلة وضحاها بل سيحتاج إلى عقود وعقود من الزمن…
وإرث الشعب الكردي بقيمه ومفاهيمه لا يختلف كثير عن أرث هذه الشعوب لأننا ننهل ومنذ مئات السنين من نفس منهلهم الفكري والعقائدي بسبب هيمنتهم المذكورة هناك فقط ميزتين يتميز بها الشعب الكردي عن هؤلاء الأولى وهي خاصية فريدة تكمن في إرث الشقاق والتبعثر والتشرذم ومعاداتهم لبعضهم البعض بالإضافة إلى تمتعهم بثقة مفرطة بالآخرين ونسيان من مارس أعمالاً عدوانية ضدهم وبسرعة أما الخاصية الثانية والحميدة التي يتميز الكرد عن هؤلاء فهي أن الكرد يكرهون بشكل عام العنف وسفك الدماء….
وبالعودة إلى موضوعنا نقول ألم يكن للأنظمة الدكتاتورية في هذه المنطقة دساتير تعترف من خلالها بحرية المواطن وبحقوقه العامة وغيرها من الأمور فهل طبق بنود هذه الدساتير يوماً على الأرض سوى البنود المتعلقة بالأحكام العرفية وحالة الطوارئ ؟ إضافة إلى ذلك فأن الشعب الكردي هو الآخر يمتلك العديد من التجارب مع الآخرين ومن الوعود التي كان يطلقها هؤلاء حول حقوق هذا الشعب بدءاً من وعود كمال أتاتورك ومروراً بوعود الخميني إلى أن نصل إلى البنود الدستورية التي أقرته الشعب العراقي ومن يحكمون العراق الآن فهل ألتزم أيٌ من هؤلاء بتلك البنود أو الوعود وألتزم بتطبيقه على أرض الواقع ؟ والغريب في الأمر وفي الوقت الذي مازال يوجد هناك العديد من الكيانات الكردية السياسية التي لم تعترف هي ببعضها البعض ومع ذلك هناك من يأتي ويصر عبر هذه الحالة ويطلب من الآخرين بأن يعترفوا بحقوق هذا الشعب وأن يقروا به دستورياً … صفوة القول هنا هو أما أن تكون قوياً وموحداً وتنتزع حقك وحريتك بقوتك وإمكانياتك الذاتية وكبقية البشر الذين حصلوا على هذه الحرية بقوة وشجاعة أو أن تكف عن التأوه والتلاعب بالألفاظ والبكاء على أطلال مجلس الأخوان …علما أن الجميع يدرك بأن أثمان الحرية لم تكن رخيصة في يوماً من الأيام وعبر مراحل تاريخها بل كانت أثمانها باهظة على الدوام وستكون انتزاعها باهظة للشعب الكردي وفي هذا البلد أيضاً … فمن أجل هذا وذاك نقول أما أن تكون ضعيفاً مهلهلاً وتزحف على بطنك وتتسول أمام هذا المجلس أو هذه الجهة وتقول // من مال الله يا محسنين // فتتعرض مؤخرتك للرفس من أقدام هؤلاء لتقذف بك خارج هذه المجالس وتهان أمام الجميع وعبر وسائل الإعلام العالمية أو أن تكون قويا موحداً تنتزع حقوقك المشروعة بكرامة وشرف وشجاعة… ولكن السؤال المطروح هنا هو ماذا لو لم يعترف المعارضة السورية بحقوق الشعب الكردي هل ستكون هذا الموقف هو نهاية التاريخ وهل سيؤدي ذلك إلى الوقوف مع النظام الذي أنكر هو الآخر حقوق هذا الشعب في دستوره اللّا شرعي ولم يبقى ممارسة لا إنسانية إلا ومارسها ضد الشعب الكردي وعبر نصف قرن من الزمن.
صفوة القول هو أن انتزاع حقوق الشعب الكردي تقع على عاتق هذا الشعب ولا يتوسل من هذا الطرف أو ذاك بل أن هذا الأمر يتطلب توحيد جميع الطاقات المتوفرة لدى هذا الشعب لكي يقاوم لنيل حقوقه وحريته وبشتى الوسائل المتاحة أن طرح قضية الشعب وحقوقه من قبل مجموعة حزبية مهلهلة وضعت مصالحها وأجنداتها الحزبية منذ نصف قرن وحتى بداية الثورة في الواجهة وفي المقام الأول وفوق مصلحة وحقوق هذا الشعب كانت عليها أن تدرك بأن هذا التوجه الخاطئ والفوضوي لن تحقق لها سوى الخيبة والفشل فقد جعلت هذه الأحزاب من نفسها ممثلة لهذا الشعب كما هو معروف من خلال مؤتمر الأحزاب الكلاسيكية العشرة المعروفة وبمعية بعض من انصارها وكان هدفها الأول والأخير هي ان تجعل من نفسها الممثل الوحيد والشرعي لهذه الشعب متناسية بأن هذا النهج الإقصائي الأنوي أثبت فشله تاريخياً وخلال أكثر من خمسة عقود ومع كل ذلك فهي مازالت تصر على هذا التوجه …
وبالعودة إلى موضوعنا نقول ألم يكن للأنظمة الدكتاتورية في هذه المنطقة دساتير تعترف من خلالها بحرية المواطن وبحقوقه العامة وغيرها من الأمور فهل طبق بنود هذه الدساتير يوماً على الأرض سوى البنود المتعلقة بالأحكام العرفية وحالة الطوارئ ؟ إضافة إلى ذلك فأن الشعب الكردي هو الآخر يمتلك العديد من التجارب مع الآخرين ومن الوعود التي كان يطلقها هؤلاء حول حقوق هذا الشعب بدءاً من وعود كمال أتاتورك ومروراً بوعود الخميني إلى أن نصل إلى البنود الدستورية التي أقرته الشعب العراقي ومن يحكمون العراق الآن فهل ألتزم أيٌ من هؤلاء بتلك البنود أو الوعود وألتزم بتطبيقه على أرض الواقع ؟ والغريب في الأمر وفي الوقت الذي مازال يوجد هناك العديد من الكيانات الكردية السياسية التي لم تعترف هي ببعضها البعض ومع ذلك هناك من يأتي ويصر عبر هذه الحالة ويطلب من الآخرين بأن يعترفوا بحقوق هذا الشعب وأن يقروا به دستورياً … صفوة القول هنا هو أما أن تكون قوياً وموحداً وتنتزع حقك وحريتك بقوتك وإمكانياتك الذاتية وكبقية البشر الذين حصلوا على هذه الحرية بقوة وشجاعة أو أن تكف عن التأوه والتلاعب بالألفاظ والبكاء على أطلال مجلس الأخوان …علما أن الجميع يدرك بأن أثمان الحرية لم تكن رخيصة في يوماً من الأيام وعبر مراحل تاريخها بل كانت أثمانها باهظة على الدوام وستكون انتزاعها باهظة للشعب الكردي وفي هذا البلد أيضاً … فمن أجل هذا وذاك نقول أما أن تكون ضعيفاً مهلهلاً وتزحف على بطنك وتتسول أمام هذا المجلس أو هذه الجهة وتقول // من مال الله يا محسنين // فتتعرض مؤخرتك للرفس من أقدام هؤلاء لتقذف بك خارج هذه المجالس وتهان أمام الجميع وعبر وسائل الإعلام العالمية أو أن تكون قويا موحداً تنتزع حقوقك المشروعة بكرامة وشرف وشجاعة… ولكن السؤال المطروح هنا هو ماذا لو لم يعترف المعارضة السورية بحقوق الشعب الكردي هل ستكون هذا الموقف هو نهاية التاريخ وهل سيؤدي ذلك إلى الوقوف مع النظام الذي أنكر هو الآخر حقوق هذا الشعب في دستوره اللّا شرعي ولم يبقى ممارسة لا إنسانية إلا ومارسها ضد الشعب الكردي وعبر نصف قرن من الزمن.
صفوة القول هو أن انتزاع حقوق الشعب الكردي تقع على عاتق هذا الشعب ولا يتوسل من هذا الطرف أو ذاك بل أن هذا الأمر يتطلب توحيد جميع الطاقات المتوفرة لدى هذا الشعب لكي يقاوم لنيل حقوقه وحريته وبشتى الوسائل المتاحة أن طرح قضية الشعب وحقوقه من قبل مجموعة حزبية مهلهلة وضعت مصالحها وأجنداتها الحزبية منذ نصف قرن وحتى بداية الثورة في الواجهة وفي المقام الأول وفوق مصلحة وحقوق هذا الشعب كانت عليها أن تدرك بأن هذا التوجه الخاطئ والفوضوي لن تحقق لها سوى الخيبة والفشل فقد جعلت هذه الأحزاب من نفسها ممثلة لهذا الشعب كما هو معروف من خلال مؤتمر الأحزاب الكلاسيكية العشرة المعروفة وبمعية بعض من انصارها وكان هدفها الأول والأخير هي ان تجعل من نفسها الممثل الوحيد والشرعي لهذه الشعب متناسية بأن هذا النهج الإقصائي الأنوي أثبت فشله تاريخياً وخلال أكثر من خمسة عقود ومع كل ذلك فهي مازالت تصر على هذا التوجه …
خلاصة القول هو أن طرح هذا الموضوع الحساس والمصيري عبر ردود أفعال عاطفية ودون أن يقترن بحلول عملية توحيدية شاملة على الأرض تجسد من خلالها تغييراً ملموساً وحقيقياً في بنية هذه الحالة فأن طرح هذه المسألة بإطارها الحالي وعبر الوسائل المتبعة لن يتمكن سبل هذا التوجه وعبر هذا الفوضى من حل جملة الاشكاليات المثارة إلا جزئياً ولن تنتج حلاً على الأرض وستصب في خانة البحث عن الأنا المحروقة