لازال السياسي السوري عالق عند خط البداية، والثورة تجاوزته بسنوات ضوئية

فارس مشعل تمو

من خلال العروض المسرحية المقدمة من اسطنبول حول وثيقة العهد الخالية من اي عهد، يعدم المسؤولية الاخلاقية لدى هذه المعارضة عن مايحدث في سورية من مجازر، ويثبت بانها لازالت تعيش حالة العقم السياسي وانعدام الثقة الموروثة من الماضي السياسي الكئيب لهذه المعارضة طيلة عقود من نضالاتها الشوفينية الفكر، والاحادية الجانب الرافض للمتمايز قوميا.
هذا العقم لايقتصر على السياسي العربي الرافض للخروج من القوقعة العنصرية التي لايرى من خلالها سوى ان قوميته هي الوحيدة ولا احد سواه سوري، وهو غير قادر على تجاوز مرحلة سورية العروبة وغيره من القوميات بحاجة الى تجنس عروبي لاسوري، بل ينسحب العقم على السياسي الكوردي ايضا،
حيث لازالت سياسته عالقة عند نقطة البداية، ولازال على عهده عند المواجهة الحقة ينسحب من الميدان، ويدفن الراس في الرمال متباكيا لان الشريك الاخر لايعترف بنا، متسارعين الى افساد الشارع الثوري وحقنه بالاحقاد القومية، واعادة حليمتنا الى عادتها القديمة عندما كانوا يطبعون الجرائد الحزبية الكوردية لتوضيح الحقوق القومية الكوردية، ويوزعونها على بعضهم وتبقى سرية عن الشريك العربي الذي من المفترض ايصالها له لزيادة وعيه في ماهية الحقوق القومية الكوردية في سوريا التشاركية، واظهار حقيقة التعددية السورية.

ما هكذا تورد السياسية يا ساسة الخيل بعد اكثر من عام على ثورة الحرية والكرامة السورية، بعد اهم واعظم انجاز قام به شباب الثورة في بناء اواصر الثقة الشعبية بين الاشقاء والشركاء في الوطن، وزيادة وعي كافة المكونات السورية بتعددية المجتمع السوري، وباحقية الحقوق القومية لكافة المكونات، وحتمية الشراكة في الوطن وهو ما عجزتم طيلة عقود في توضيحه لمناصريكم ومريديكم وليس لشعب متعدد القوميات والثقافات باكمله.

ياسادة الممانعة القومية العربية، تتجاهلون شعب شريك في الوطن في ظل هذا الوعي الثوري لدى الشباب السوري، وفي الوقت الذي ينتظر قراركم شعب باكمله تحت النار يعاني المجازر اليومية، ومجتمع دولي ينتظر حضراتكم ليقدم العون للشعب المفجوع بقادته وساسته، وانتم تعلمون حق المعرفة بانها ستؤدي الى الشقاق، وتحطم جدار الثقة الذي بناه شباب الثورة بين مكونات المجتمع السوري.

ياسادة الممانعة القومية الكوردية، تنسحبون بكل بساطة من المواجهة السياسية، والدماء العربية الكوردية تسيل في الشارع السوري موحدة وممتزجة في قناة واحدة، آن لكم ان تعلمو باننا بعد اكثر من عام على الثورة اي اننا لانعيش في الماضي الذي يسبق الثورة لتنفعكم سياسة التباكي لاقناع الشارع الكوردي بان الشريك الاخر لايعترف بنا، آن لكم ان تعلموا بان الحقوق القومية لاتؤخذ بالشعارات الرنانة بدون تضحيات عملية والانتماء الى الثورة، مافائدة الشعارات اذا كان مطلقها لازال يحتفظ بصورة القاتل بشار الاسد في مكتبه، ودماء الشهداء تسيل بجانبه، دون ان يكترث لها وهو يتسلق عليها، آن لكم ان تعلموا بان الاعتراف بنا لانتسوله من السياسي الشوفيني الاعمى المتنصل من استحقاقات المستقبل السوري الذي سنكون شركاء فيه رغما عن انف هذا الشوفيني ومن ومعه، ولانحتاج الى تقديم صكوك وطنية ليعترف بنا او لايعترف، بل هو من يحتاج الى صكوك وطنية لكي نعترف به، لانه بهذه العقلية الشوفينية يثبت لاوطنيته وسعيه الى تقسيم سوريا بسبب علمه المسبق باننا لن نرضى التهميش والاضطهاد مجددا مهما كانت النتائج، حتى لايعيد التاريخ نفسه.

باعتقادي بان وعي شباب الثورة علمنا الكثير من الاساليب للمواجهة السياسية، لا الانسحاب ودفن الراس في الرمال، كانت الكتلة الكوردية في المجلس الوطني قادرة على الاعتصام في قاعة المؤتمر، واثارة ضجة اعلامية ومناشدة الشارع العربي قبل الكوردي ليعلمو ان من يمثلهم في المجلس الوطني السوري هم من يسعى الى تقسيم سوريا وليس كما يدعون بان الكورد انفصاليين، كانت قادرة على الصمود في القاعة وفرض لغة الحوار بارادة التحدي والقوة على الخصم الشوفيني السياسي حتى اذا ادى ذلك الى اعتقالهم من قبل سلطات الدولة المضيفة، لكن الانسحاب بهدوء لايخدم قضيتنا القومية، ويحبط الثورة، وهذا مايريده رموز الممانعة والمقاومة القومية العربية من السياسيين الساعين الى تقسم سوريا

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…

ماهين شيخاني مقدمة يواجه الشعب الكوردي في سوريا منذ عام 2011 تحولات سياسية وأمنية عميقة، أفرزت بيئة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية. وفي ظل غياب تسوية سياسية شاملة، برزت ثلاثة أطراف رئيسية تركت أثراً مباشراً على مسار القضية الكوردية وعلى الاستقرار الاجتماعي والسياسي في مناطق توزع الكورد. هذا “الثالوث” يشمل الجماعات المتطرفة، والإدارة الذاتية، والمجلس الكوردي، وكلٌّ منها يمتلك…

حسن مجيد في الوضع الكوردي العام وبشكل خاص في إقليم كوردستان العراق كل أصناف المعارضة مرفوضة وخاصة المسلحة منها فالقيام بأعمال الشغب حتى لو لم تكن مرتبطة بأجندات إقليمية أو خارجية فقط يحق لك أن تعارض ضمن مجالات حرية الرأي والتعبير . إن النيل من المنجز بطرق غير شرعية وتخريبية تخدم المتربصين والذين لايريدون الخير للكورد . الواجب الوطني…