تفاصيل مؤتمر العهد الوطني لسوريا المستقبل

كان المأمول من المؤتمر الذي عقد في اسطنبول أن يتخذ خطوات أكثر تقدما تجاه دفع الحراك الثوري الشعبي على الأرض وحشد كافة الآراء والأفكار وبلورتها بقوة للتحضير الجدي والفعلي لمؤتمر أصدقاء سوريا والتحرك السريع لتخليص هذا الشعب الذي الأمرّين من ظلم آلة القمع الأسدية والتمهيد الفعلي لبلورة أفكار الجيش السوري الحر ودعمه وفتح الممرات الآمنة لإيصال الدعم الإغاثي والطبي إلى الداخل السوريّ بشكل عمليّ عبر قراراتٍ دولية تساعد في هذا التوجه وتفعّله بقرار من الأصدقاء ولكننا فوجئنا بجدول أعمال المؤتمر والذي التفّ على الاستحقاق الكورديّ والبند المتفق عليه في مؤتمر تونس والذي نص على :
 (( ….البيان الختامي لمؤتمر المجلس الوطني السوري الأول المنعقد في 17 و18/ 12 / 2011م
أكد المجلس التزامه بالاعتراف الدستوري بالهوية القومية الكردية ، واعتبار القضية الكردية جزءاً من القضية الوطنية العامة في البلاد، ودعا إلى حلها على أساس رفع الظلم وتعويض المتضررين والإقرار بالحقوق القومية للشعب الكردي ضمن إطار وحدة سورية أرضاً وشعباً.
أكد المجلس التزامه بالاعتراف الدستور بالهوية القومية الاشورية السريانية ،و دعا الى حل هذه القضية ضمن إطار وحدة الوطن.))

ليأتي مؤتمر العهد بصيغة جديدة بعيدة عن الوثيقة المتفق عليها بشأن القضية الكوردية الذي يمثل القومية الأساسية إلى جانب القومية العربية وتفعيل دور هذا المكوّن الذي هُمّش لأكثر من أربعة عقود والذي كان له الدور الرئيسي في كل حركات التحرر التي جرت على الأرض السورية منذ الأزل والذي تبلورت في الثورات التي واكبت تحررها من الاحتلال الفرنسي والموقف البطولي والنضالي لقادة هذه الثورات كيوسف العظمة والهنانو والبارافي الذي سمي بمهندس الثورة السورية والذي رفع علم الاستقلال فوق البرلمان السوري والحراك الذي كان على اشدّه في المدن الشمالية في بياندور وعاموده وجبل كورداغ وبقية المدن الأخرى .
ومن ثم الدور الريادي للكورد في قيادة الدولة السورية منذ استلام الرئاسة من قبل أول رئيس كورديّ وهو محمد علي العابد وما تلاه من رؤساء ووزراء كورد حتى وصول البعث إلى السلطة وتهميش الدور الكوردي وممارسة أبشع أنواع الإقصاء والظلم والأضطهاد لقومية ٍ أساسية لها بعدها الجغرافي والتاريخيّ وصولا إلى انطلاق الانتفاضة الكوردية في ربيع 2004 وتضحيات الجسام التي قدمها الكورد من ديريك لزور آفا فقط الكورد كانوا في الثورة وقتها .
ولو تحركت بقية المدن في حينها لكان ربما الوضع على غير ما نحن عليه الآن لأسباب كثيرة فلربما كانت سوريا ستكون شعلة الربيع العربي وقتها إضافة إلى الموقف الدولي الضاغط على سوريا نتيجة التدخل السوري في الشأن العراقي ودعم الإرهاب ولكن لعدم تحرك المكون العربي وئدت الثورة في مهدها وتتالت الأحداث لحين انطلاق الثورة بعبارات داعية إلى الحرية نقشها أطفال درعا على مدرستهم ولتكون المدن الكوردية و الاحياء الكوردية في المدن الكبرى في دمشق وحلب وحمص من السباقين إلى التحرك الميداني والثوري على كافة الأصعدة وكانت الآمال تزداد وتولد بقوة على الأرض نحو فكر تعددي ديمقراطي لا مركزي تشاركي يضع حدا للسلطة الحاكمة إذا حاولت تهميش إرادة الشعب وإقصائه عن مراكز القرار في السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية ولكن يبدو أن العقل والفكر العفلقي لا يزال يدير ويوجّه الرأي نحو تحييد الكورد من جديد وهذا ما نرفضه ويرفضه العقل الثوري الذي يحارب الفكر العنصري والقومي والمذهبي ويسعى لبناء وطن يستوعب كل السوريين وفق قاعدة وحدة البلاد هذه الأفكار والعقول كشفت عن اقنعتها في المؤتمر ووقفت بقوة ضد التوجه والتمثيل الحقيقي للقومية الكوردية ومستحقاتها والذي تبلور بقوة في مواقف كل من جورج صبرا وسمير النشار وبرهان غليون و كذلك التوجه الذي مُهّد له على الأرض التركية لإجهاض مقررات مؤتمر تونس والدفع بقوة نحو التهميش المتعمد والذي لا يرقى إلى الدور الكوردي والتمثيل الكوردي في سوريا والحضور الملفت للصوت التركي حتى داخل المؤتمر والصياغة التي كتبت بها المشروع والتي تعالت فيها الأصوات من الطيف العربي تتهم المجلس بتمرير مشروع تركي مترجم إلى العربية بالإضافة إلى الفوضى التي رافقت جلسة المؤتمر الصباحية والوحيدة وعدم استكمال كلمات ممثلي هيئات والحركات الشبابية والذهاب إلى الغذاء ليكمل المجلس جلساته بعد ذلك ولكنه لم يكمل بقية جدول أعمال المؤتمر وتهيأ لعقد المؤتمر الصحفي بعد انسحاب المجلس الكوردي وتهيؤ الكتلة الكوردية والتنسيقيات الكوردية للانسحاب الأمر الذي أحدث ضجة في المؤتمر فحاولت اللجنة المشرفة الالتفاف بسرعة على الأمر وإنهاء المؤتمر بأقل الخسائر حفاظا على ماء الوجه وخصوصا بعد تعالي الأصوات العربية التي ركزت على تبني الحقوق القومية للشعب الكوردي والذي نص عليها مؤتمر تونس فحاولت اللجنة التنفيذية وأعضاء من الأمانة وهم : بسمة قضماني – عبد الأحد صطيفو – عبد الباسط سيدا بإقناع الكتلة الكوردية والتنسيقيات بتمرير ورقة بديلة عن نص تونس ولكنّ الرفض كان قاطعا وتوجه الحسم إلى الانسحاب نتيجة تعنّد المجلس الوطني وإصراره على مشروعه البديل ضاربين عرض الحائط بكل المواثيق والعهود خدمة لعمر النظام وديمومته وجاء الحسم ضمن المؤتمر الصحفيّ عن الانسحاب من المؤتمر والمجلس الوطني السوري ليتحمل المصرّون على الإقصاء والتهميش سيل الدماء وتدمير المدن وانتهاك الحرمات والالتفاف على روح الثورة وجوهرها إننا في اتحاد تنسيقيات شباب الكورد في سوريا : نؤكد على المضي في ثورتنا حتى اسقاط النظام ومطالبتنا في تثبيت حقوقنا القومية التي لن نتنازل عنها أبدا وتحت أي ظرف أو تهديد كما ونؤكد بأن الممثل الحقيقي الذي أصبح يعنينا هو الحراك الداخلي الثوري والذي يساند وبقوة المطالب الكوردية وينتقد السلوك الخاطئ لبعض أفراد المجلس الوطني تجاه الثورة من جهة ومن التنصل من الحقوق المشروعة للشعب الكوردي في سوريا المستقبل من جهة أخرى …

اتحاد تنسيقيات شباب الكورد في سوريا

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…