تشييع مهيب لجنازة الشهيد جوان قطنة

 (ولاتي مه – خاص) في جنازة مهيبة تجاوزت الخمس وعشرون ألفاً,  زفت جماهير الشعب الكردي في الدرباسية مناضلاً جديداُ انضم إلى قافلة شهداء الحرية والكرامة في الثورة السورية, ألا وهو المناضل الشاب جوان قطنة أو كما يحلو لأصدقائه ومحبيه بوسمه آغا الثورة الكردية, وجوان قطنة كان العقل المنظم والشاب الذي كان يحرك المسيرات السلمية تقنياً وهو الذي كان يعمل بجد ومهارة فائقة في إيصال صوت وصورة التظاهرات, إلى القنوات الإعلامية, لذا فقد وضع على قائمة التصفيات الجسدية لخمد أصوات هذه الثورة السلمية, وكان التخطيط خبيثا ومكشوفا هذه المرة يهدف الى التخلص من ناشط بارز ومن ثم الإيقاع بين الكورد وضربهم ببعض..

هذا ومنذ الصباح الباكر احتشد الآلاف أمام جامع المدينة وبعد الصلاة على روحه الطاهرة,  حمل على أكف الشباب, وسار الموكب وسط زغاريد النساء اللواتي حيينا شهداء الثورة وعميدها المناضل مشعل التمو والمناضل الآخر ابن عمه وابن أخته جوان وهذا قدر وشرف هذه العائلة التي قدمت شهيدين على مذبح الحرية, حرية الشعب الكردي والسوري.

وقد ردد المشيعون شعارات إسقاط النظام, وإعدام الرئيس وأركان حكمه حتى وصل الجثمان إلى مقبرة القرية حيث وري الثرى هناك, وبعد الدفن ألقى أحد رجال الدين كلمة تضرع فيها الى الله ان  يتقبل جوان في اعلى علييه وان يلحقنا به في سبيل تحقيق الحرية والكرامة ..

وقال لن نكون بعد اليوم عبيدا ولن نكون الا احرارا ..
ثم ارتجل جميل ابو عادل كلمة باسم اتحاد القوى الديمقراطية الكوردية قال فيها ان اليد التي طالت شيخ الشهداء الشهيد محمد معشوق الخزنوي هي نفسها التي طالت قائد الثورة الأول الشهيد مشعل التمو وطالت قائد الثورة الثاني نصرالدين برهك وطالت اليوم قائد ثورة الدرباسية الشهيد جوان..

و هو نظام بشار الاسد واعوانه ..واضاف لقد كسر شعبنا من درعا الى قامشلو حاجز الخوف الذي بناه النظام في النفوس..

وقال يجب ان لا يذهب دم شهيدنا جوان هدرا يجب ان يكون دمه عامل وحدة لشعبنا لان الأيام المقبلة هي ايام صعبة على شعبنا ..

ولن نحيد عن طريق الشهيد جوان حتى اخر قطرة من دمائنا ..
ثم القيت كلمة باسم حركة النهضة الاسلامية الكوردية في سوريا جاء فيها : تنعي حركة النهضة الاسلامية الكوردية الشهيد البطل جوان قطنة الذي ارتقى الى ربه بعد جريمة بشعة نكراء تعرض لها..

فكانت هذه الجريمة دليلا حيا وملموسا على مدى قذارة هؤلاء المجرمين.

ومدى جبنهم وخستهم… وجاء في البيان: نقول بان جريمتكم هذه لن تردعنا ولن تحط من عزيمتنا ونعدكم وعدا كورديا موثقا بدماء الشهداء بان جريمتكم هذه ستكون سبب دمار عرشكم وزوال مملكتكم.ودعت الكلمة الشعب الكوردي الى وحدة الكلمة والصف والارتقاء بشهادة جوان لتكون معيارا يثبت للعدو المجرم ان الدم الكوردي غالي الثمن وان من يريق دماءنا ينبغي عليه ان يدفع الثمن غاليا.
القى بعد ذلك احد الشباب كلمة باسم اتحاد شباب الكورد في عامودا: ترحم فيها على روح الشهيد جوان وقال لو كان بامكاننا ان نحيي جوان مقابل ان ندفن انفسنا بدلا عنه لعملنا ذلك ..

وعاهد الشهيد على السير على الدرب حتى النصر..


ثم القى السيد بشار أمين كلمة باسم المجلس الوطني الكردي في سوريا , فيما يلي نصها:
أيها الحضور الكريم ..
في شهر آذار هذا ، الذي يعد شهرا كرديا بامتياز ، وبعد مرور أكثر من عام على الثورة السورية ، نودع شهيدا آخر من شهداء شعبنا الكردي بل شهيدا من شهداء الثورة السورية ، الذي اغتالته يد الإجرام بتاريخ الأحد 25 / 3 / 2012 ليلا ، ليلتحق بركب الشهداء البررة ممن سبقوه ، ليلتحق بشهيد نوروز سليمان آدي ، وشهداء انتفاضة آذار 2004 والشهيد الشيخ معشوق الخزنوي ، وشهداء نوروز 2008 ونوروز 2009 ، ليلتحق بشهداء الثورة السورية الميامين مشعل تمو وشيرزاد حاج رشيد ونصر الدين برهك وإدريس رشو ، والشباب الذين استشهدوا في صفوف الجيش السوري من أبناء شعبنا الكردي ، وكل شهداء الثورة السورية على امتداد ساحات الوطن بمدنه وبلداته وأريافه  ..
أيتها الأخوات أيها الأخوة ..

لقد خبرنا الشاب الشهيد خلف محمد قطنة ( الذي عرف باسم جوان ) وبشهادة رفاقه في تنسيقية الأحرار وشهادة زملائه الطلبة ، أنه كان مثال الشاب المتزن والطالب الجامعي المهذب ، الذي تحلى بالسجايا الطيبة والخصال الحميدة ودماثة الخلق ، وكل صفات الرجولة والشهامة والإقدام مما جعله ينبري طوعا وبكل جرأة في صفوف الثورة السورية مواظبا على التظاهر والحراك الجماهيري عبر تنسيقية الشباب الأحرار في بلدة الدرباسية إلى جانب أقرانه والناشطين من أمثاله ..
أيها الحشد الكريم ..

إن القتلة المجرمين ، بأفعالهم الخسيسة تلك ، لا يستهدفون حياة هؤلاء الشباب فحسب ، بل يستهدفون التطلعات الوطنية للمجتمع السوري بأسره والقضايا القومية لشعبنا الكردي على وجه الخصوص ، إنهم يسعون يائسين خاسئين من أجل إخماد جذوة الثورة السورية التي تزداد اتقادا يوما بعد آخر ، وتزداد الجماهير تمسكا بقيم الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية التي يسترخص الوطنيون الشرفاء من أجلها كل غال ونفيس ..
إن دماء الشهداء ودموع الثكلى من الأمهات ، وآلام الجرحى وهموم المشردين والمهجرين ، وعذابات معتقلي الرأي والموقف السياسي في سجون البلاد ، كل ذلك هو ثمن حرية وكرامة شعبنا السوري بكل مكوناته السياسية والدينية وانتماءاته القومية من كرد وعرب وسريان ، وهو عامل هام وحاسم في وحدة صفوفنا وجمع شملنا وشد أزرنا للمضي نحو المصير المشترك وبناء الدولة المدنية الحديثة التي تضمن الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة وتكفل الشراكة الحقيقية لكل المكونات الوطنية وتحقيق مبدأ سوريا لكل السوريين ، وليعلم النظام وأعوانه أن خيار القمع والعنف والتنكيل ، التي تتبعه السلطات في حل الأزمة السورية أو الحد من توسيع دائرة الثورة إنما هو محض هراء ، ولن ينال من عزيمة الشباب وإرادتهم ، بل يزيدهم تلاحما وإصرارا على المضي قدما نحو المزيد من الإقدام والعنفوان ، على طريق تحقيق الأهداف والأماني السامية لشعبنا السوري  ، ولينعم شعبنا الكردي إلى جانب أشقائه وإخوانه من القوميات الأخرى بكامل حقوقه القومية والوطنية دون نقصان ..
أيها الحضور الكريم ..

إننا باسم المجلس الوطني الكردي في سوريا الذي كان الشهيد أحد أعضاء مجلسه المحلي في بلدة الدرباسية ، لا يسعنا إلا أن نعزي أنفسنا أولا ونتقدم بأسمى آيات التعزية والمواساة لذوي الشهيد ورفاقه وتنسيقيته (الأحرار) متمنين للجميع الصبر والسلوان ولشهيدنا العزيز واسع الرحمة وفسيح الجنان ..
في الختام ، نحيي أرواح شهداء الحرية في كل مكان ، وأرواح شهداء الثورة السورية على امتداد الوطن ، مع تمنياتنا للجرحى والمصابين بالشفاء العاجل ، والعودة للمشردين والمهجرين إلى ديارهم ، والحرية للمعتقلين السياسيين في سجون البلاد وزنازينها ، وألف تحية لأرواح شهداء شعبنا الكردي في كل مكان ، وتحية عطرة لروح الشهيد جوان ..
المجد والخلود لشهداء الحرية وشهداء الوطن وشهداء شعبنا الكردي
الخزي والعار للقتلة المجرمين
ثم القيت كلمة باسم تنسيقية أحرار الدرباسية جاء فيها: “… ان قدرنا جميعا في ظل هذا النظام ان نستعد لمثل هذا اليوم لاننا ادركنا ان هذا النظام الذي فقد شرعيته لن يتورع عن قتل المواطنين السوريين.

ان احرار الدرباسية قدرنا ان نقدم شهيدنا البطل آغا الثورة على مذبح الحرية والكرامة.

لقد كان الشهيد جوان بطلا شجاعا لا يهاب الموت خلوقا صبورا في مسيرته النضالية اليومية مع زملائه والاخوة المواطنين المشاركين في التظاهرات اليومية.

نظرا لمواقفه الجريئة اختاره القتلة الجبناء هدفا لهم..

نقول ان السلطة وحدها هي التي نفذت العملية الاجرامية بحقنا جميعا.

علينا جميعا ان يكون هدفنا هو رحيل النظام واسقاطه والابتعاد عن كل ما يثير للشكوك والانقسام بين الاخوة في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة , علينا الحيطة والحذر من الفتن بين ابناء الشعب الكوردي الواحد..”
ثم القيت كلمة آل الشهيد وجاء فيها: … قدرنا نحن عائلة الشهيد مشعل التمو ان نقدم القرابين على مذبح الحرية وفي هذه المرحلة العصيبة من عمرالوطن حيث يستمر النظام بتشبثه بالسلطة رغم الاحتجاجات والتظاهرات السلمية في جميع المدن والبلدان السورية المطالبة برحيله.

وفقدانه للشرعية.

ورغم نداءات المجتمع الدولي بوقف القتل لا زال مصمما على استخدام آلته العسكرية وقبضته الآمنة ولن يتورع عن قتل المواطنين السورين حتى بلغ عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمعتقلين.

اما بخصوص المناطق الكوردية فانه يلجأ الى بعث روح التفرقة والمؤامرات من اجل شق الصف الكوردي وزرع بذور الاقتتال الأخوي.

ان الذي خطط ونفذ هذه العملية الاجرامية والجبانة في خطف وقتل شهيدنا البطل جوان هو فقط النظام وهو المسؤول الأول والأخير وخاصة ان لهذا النظام تاريخ طويل في الجرائم السياسية والاغتيالات الفردية.

من الذي اقدم على خطف وقتل شيخ الشهداء معشوق الخزنوي ؟ ان الذي قتل عميد شهداء الثورة السورية ابن الحركة الكوردية البار البطل مشعل التمو هو النظام ومن نفذ عمليات اغتيال المناضلين الشهداء شيرزاد ونصرالدين برهك سوى هذا النظام الفاسد.

ان شهيدنا اليوم جوان هو شهيد الحركة الوطنية الكوردية والشعب الكوردي في سوريا وكان يناضل في صفوف تنسيقية الاحرار بالدرباسية.

لقد كان من المشاركين الأوائل في الحراك الشبابي منذ انطلاقة الشرارة الاولى للتظاهرات في سورية المطالبة بالحرية والكرامة ورحيل الاستبداد والفساد..

اننا في عائلة الشهيد البطل مشعل التمو وجوان قطنة سنواصل النضال معا ولن تخيفنا آلاعيب وارهاب النظام وقتله لأبنائنا بشتى الطرق والوسائل الخبيثة.

نحن جزء من الحركة الكوردية كلنا مشروع شهادة حتى يتحرر البلد من هذا النظام الدموي الفاسد..”

ثم القيت كلمة حركة شباب التغيير من قبل الشاعر هوزان بادلي وجاء فيها: قدر هذه العائلة ان تقدم الشهداء في سبيل حرية سوريا واسقاط النظام التوليتاري … ان النظام هو الذي يقوم بهذه الاعمال لاسقاط الثورة.

نقول له ان الثورة لن تسقط , كلنا مشروع شهادة سنسير على درب جوان..

لن يذهب دم الشهيد هدرا..

 

 

 

 

السيارة التي خطف بها ومن ثم قتل فيها الشهيد جوان وتظهر عليها آثار الجريمة النكراء:

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…