نقف إلى جانب الشعب السوري في مطالبه الديمقراطية، لكننا لا نقبل التدخل العسكري الأوروبي في هذا البلد، وعلى هذه الثورة أن تلتزم الخيار السلمي ولا تستخدم السلاح بأية طريقة، لأن العنف سيزيد الأمور تعقيداً وانسداداً لأفاق الحل إن إقامة منطقة عازلة لا يشكل تهديداً للكرد فقط وإنما للشعب السوري بأكمله أيضا ..” .
من الواضح أن هذه الجماعة لم تتحمل شعبيا ولا داخليا ولا على المستوى القومي الاعلان المباشرعن الصفقة والتزاماتهم تجاهها من بدايتها بل أرادت اخراجها بتدرج خطوة خطوة واختارت التنفيذ العملي لبنودها أولا لتتحول الى أمر واقع ولكنها في الوقت ذاته لم تتمكن من حجبها واخفائها .
واذا عدنا الى حكاية هذه التصريحات فلا يخطىء البصر والبصيرة مدى هزالها لاتنم الا عن نيات سيئة مبيتة وخطط مخفية يراد بها الاساءة الى شعبنا الكردي أولا وثورتنا السورية ثانيا وقضيتنا القومية العامة ثالثا الى جانب تشويه أي جانب ايجابي يعتقده البعض مشرقا في مسيرة – الآبوجيين – وعلى سبيل المثال :
1 – هذه الجماعة لاترفض أي تدخل عسكري أوروبي أو تركي في سوريا فحسب بل ستقاومه وتشعل حربا ! ؟ في حين تنسيقيات الثورة السورية والشباب الثائر من القامشلي الى درعا وغالبية المعارضة السياسية في الداخل والخارج تطالب علنا بالحماية الدولية والمناطق الآمنة أو العازلة وبتسليح الجيش السوري الحر وبالمقاومة أمام جرائم النظام اليومية وبذلك تتطوع هذه الجماعة باعلان الحرب على غالبية السوريين بعربهم وكردهم ومكوناتهم وهو تطوع محسوب ومدروس له ثمن وهنا نتساءل : كيف نتعامل مع هذه الجماعة ؟هل كحركة تحرر قومي تعمل من أجل حقوق الكرد والديموقراطية والتقدم في كردستان تركيا أم كجماعة مسلحة توالي نظاما استبداديا معاديا للثورة الهادفة الى اسقاط الاستبداد واعادة بناء الدولة الديموقراطية التعددية ومعاديا في الوقت ذاته للكرد والقضية الكردية ؟.
2 – هذه الجماعة تزعم : سورية ليست ساحة صراع ومواجهة بيننا وبين تركيا، وقبل كل شيء لا توجد لنا قوات في سورية وفي الوقت ذاته تجير القضية السورية كلها شعبا وثورة وكردا لأغراضها الخاصة وفي اختلافاتها مع النظام التركي ولاأقول صراعاتها لأن مؤيدي الجماعة في تركيا يعملون في المؤسسات المدنية والبرلمان والحياة السياسية والعامة تحت ظل العلم التركي وحسب القوانين التركية أما بشأن القوات فلديها الآن أكثر من ألفي مقاتل بالتنسيق مع السلطات الحاكمة وتحت امرتها طبعا .
3 – لانعلم من خول هذه الجماعة برفض التدخل الدولي والأوروبي في سوريا وماعلاقتها ببلادنا وقضايانا وخصوصياتنا ومصيرنا ؟ ومتى أصبحت وصية علينا وعلى الشعب السوري ؟.
4 – تمنع هذه الجماعة أن يقرر السورييون مصيرهم كما يريدون وتأمرنا: “وعلى هذه الثورة أن تلتزم الخيار السلمي ولا تستخدم السلاح بأية طريقة، لأن العنف سيزيد الأمور تعقيداً وانسداداً لأفاق الحل ” في حين هي تمارس العنف وتدعو الى حمل السلاح مع أن غالبية شعب كردستان تركيا متمسكة بالسلام والنضال المدني ورغم ذلك لم نطلب يوما من الأيام أن يعمل كرد تركيا حسب رغبتنا بل نحترم ارادتهم وخياراتهم ونأمل أن يعاملنا ايا كان بالمثل.
5 – نحن هنا لانريد أن نفسر الأمور كما الآخرين فهناك من يعتبر هذه التصريحات وكذلك العملية العسكرية الأخيرة في تركيا بمثابة دعم للنظام السوري في أزمته المتفاقمة خاصة عشية وصول لجنة كوفي أنان وازدياد الانشقاقات في الجيش السوري وتصاعد وتيرة الثورة ووحدة الشارع الكردي باتجاه المشاركة الفعالة بالثورة في جميع مناطقهم وقبل انعقاد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في استانبول الذي قد يأتي بجديد نافع .
6 – ولانريد العودة الى الماضي القريب أو حتى الاشارة اليها بما حمل من أحداث مأساوية وما تردد عن علاقة ما لهذه الجماعة بها كما نريد أن نعيد الى الأذهان التهديدات الموجهة الى العائلات والأفراد الذين لايوالون الجماعة أو لايتفقون مع مواقفها : ” ذكر تيار المستقبل الكردي في سوريا في بيان له (3) أن بعض أعضائه تعرض لتهديدات من مسؤولين في حزب الإتحاد الديمقراطي.
ويتعلق الأمر بكل من فهيمة صالح أوسي، هرفين أوسي (مواليد 1979).
وفي اتصال مع الأخيرة أوضحت أن مسؤول دمشق ومسؤولة شؤون المرأة في دمشق في حزب الإتحاد الديمقراطي زاراها في منزلها ووصفاها بال«خائنة» فضلا عن تهديدها بالقتل إن لم يغير حزبها موقفه السياسي.
وادعى القياديان في الحزب أن الأحزاب الأخرى كلها أصبحت تحت «سيطرة» حزبهما.
7 – ولانريد التذكير بما صدر عن : ” مقاتلي الشهيد خه بات ” من تهديدات (4) على غرار : ” وأقسمنا بأن نبدأ عملنا النضالي بمعاقبة الخونة وعلى رأسهم هذه العائلة المجرمة التي تعمدت النصب والاحتيال والمعروفة بعلاقاتها مع أجهزة الأمن السورية و تقيم الآن علاقاتها مع أجهزة المخابرات التركية عبر أطراف مشبوهة ومعروفة من قبلنا.
ونعرف أيضاً بأن من يؤازر هذه العائلة ….
نؤكد لشعبنا أن عمليات المعاقبة والتأديب لهذه العائلة لم تنتهي بعد وستستمر حتى يقوم جميع أفراد العائلة بتسليم أنفسهم لعدالة الشعب.
كما نحذر الجميع أننا لن نكون مسئولين عن أمن وحياة الأشخاص الذين يقومون باحتضان ومساندة هذه العائلة المجرمة وتتبنى مواقفها الخيانية وكل الذين يقومون بالتجوّل معهم و إخفاءهم أو استضافتهم في منازلهم” .
8 – السورييون كردا وعربا وغيرهم على علم ومعرفة بموقف هذه الجماعة ليس من الثورة والنظام فحسب بل من سقف المطالب القومية الكردية ولن تنطلي عليهم اللعب بالعبارات فالسيد – قره يلان – لايخفي اعجابه بالنظام السوري عندما يقول (5) : ” منذ ما يقارب ستة أشهر النظام السوري يتعاطى مع الكرد بشكل مرن مستبعدا العنف تجاههم، وهذا يعد بمثابة مؤشر ورسالة مفادها بأنه لا يستهدف الكرد.
هذه هي سياسة النظام، وأيا كانت أهدافه فهي بالنسبة للكرد ليست خطرة ” .
9 – وأخيرا نريد التذكير بشهادة لبنانية محايدة (6) : ” أعلن الناطق باسم المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان في بيروت، نبيل الحلبي أنه منذ 20 سبتمبر (أيلول) الماضي لغاية اليوم قد تم تسجيل والتأكد من 12 حالة اختفاء لمعارضين سوريين على الأراضي اللبنانية، إضافة إلى نشاط كثيف يقوم به كل من حزب الله وحزب الطاشناق بالتعاون مع حزب العمال الكردستاني، في بعض المناطق اللبنانية لإجراء مسح شامل حول أسماء المعارضين السوريين “.
بهذه العجالة نكتفي اليوم بتوضيح ماسلف على أمل أن تعيد هذه الجماعة حساباتها بشأن القضية السورية ومن ضمنها مراجعة موقفها من الثورة والكرد والحاضر والمستقبل وقبل كل شيء من مسألة وحدة الصف والخطاب في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة .
* 1 – أنقرة – الشرق الأوسط – 23 – 3 – 2012 .
* 2 – صحيفة عكاظ – 29 – 12 – 2011 .
* 3 – موقع بيور – و كردووتش – بتاريخ 29 آب (أغسطس) 2011 .
* 4 – موقع بيور : 16 – 1 – 2012 .
* 5 – عكاظ – 29 – 12 – 2011 .