دهام حسن
-1-
-1-
في معرض حديثه عن العلاقة بين الفكر والسياسة مع تأكيده على أولية الفكر يقول إنجلز: يجب إخضاع السياسة لضرورات الفكر وليس العكس، هذا ما يراه إنجلز جراء نظرته النافذة للحالة، وقدرته على قراءة الواقع، واستشراف المستقبل، ومعرفته الأكيدة من أن أي إهمال في الجانب الفكري هو السبيل الأكيد في الإخفاق السياسي، هذا ما سنحاول استجلاءه وقراءته في الواقع السوري الكوردي..
من المعلوم أن ما يتميز به المثقف عن سواه من الكائنات الاجتماعية هو تقرده بملكة التفكير، والتأمل في قضايا الواقع والمجتمع، وهنا يشترط بداهة في المثقف وعيه لقضايا مجتمعه فهو أكثر تفهما من سواه للواقع بجوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإستراتيجية، ناهيك عن البعد الفكري دون أن يغرب عن بالنا من أن مهمة المثقفين تنطوي أساسا على مسار المعرفة والتنوير بالتوازي مع القضايا الاجتماعية من حرية وكرامة وعيش عزيز، فضلا عن رؤيتهم الوطنية في صون سيادة البلاد..
يجدر بنا هنا التذكير بشعار المثقفين الأثير والمقدس وهو رفع الحظر عن حقهم في الكلام والتعبير، لأن ذلك كما يرى فولتير من: (أننا نستطيع تثقيف الناس وإصلاحهم بالخطاب والقلم) من هنا تتجلى أهمية الثقافة والمثقفين، مع نبل رسالتهم الجليلة، وأن مهمة المثقفين ليست كمهمة السياسيين وهي تنحصر في الاستيلاء على السلطة، بل ما يتوجب على المثقف هنا هو السيطرة على الحيز الثاني أي المجال الثقافي، حسبما يرى غرامشي، يمكن القول من خلال النشاط الثقافي عن إمكانية استقطاب الجماهير الغفيرة ودفعها إزاء شعارات وطنية واجتماعية، ولكي لا يتخلف المثـقف عن حركة المجتمع وصيرورة الواقع، عليه أن يعيد النظر دوما في مواقفه، وأن يبقى في علاقة جدلية مع المحيط ونقدية مع الذات، وفي حوار دائم مع التيارات الأخرى..
بالمقابل ما يؤخذ على المثقف حالات عديدة منها أن يحيط المثقف نفسه بهالة من التقديس، ويعيش حالة اغتراب، والتشرنق في صومعته، وأن يؤجر قلمه لهذه المؤسسة أو ذاك الحزب دون أي مبرر أو قناعة، للأسف بعض المثقفين لا يضيرهم ذلك، فالمثقف نفسه كثيرا ما أتى تعريفه للحزب لمزا بأنه (مقاولة سياسية) ولذلك نقول بعد هذا كيف يمضي به السبيل إلى الرياء والمحاباة والاستزلام، طبعا هنا يسقط المثقف ولم يعد محسوبا على مملكة الفكر والثقافة، بل تراه يقحم نفسه في واقع العراك السياسي، لينتقل إلى دوامة السياسة، لكن دون أن يرقى إلى مصاف رجالاتها، فيبني علاقات حميمة مع أهل النفوذ والجاه، فيها جانب الولاء والخنوع ، من هنا نقول أننا لا نريد من المثقفين كما يقول غرامشي أن يتحولوا إلى موظفين لدى الجماعة المسيطرة، ومن ثم يضفون الشرعية على الكتلة الحاكمة، فهم مرتبطون أساسا بالبنية الفوقية كما هو معلوم، بل نريد منه أن يمارس العمل السياسي لكن بطريقة أخرى معرفية أساسا، فممارسة السياسة في أحد أوجهها هي ترجمة للزاد المعرفي أو الحصيلة الفكرية في الواقع المجتمعي، وبالتالي نتمنى أن تكون الممارسات الديمقراطية هي لسان حال الطرفين الثقافي والسياسي عند تعاطيهما للعمل النضالي على صعيد البلاد بحيث لا يكون المثقف مطية مذعنة للسياسي المتطلع للتحكم والهيمنة، كما يقتضي من المثقف أيضا ألا ينعزل عن واقعه عن مجتمعه، مع حرصه بألا يذوب أيضا في محيطه، بحيث يظل مثقفا عضويا ينخرط في قضايا مجتمعه برؤية معرفية ونقدية دون أي تكاسل أو تقاعس، ثم أن من ينشد التغيير في ضوء الواقع وما يتمخض عنه، عليه أن يعيد النظر في مواقفه، فالمناضل من أجل التغيير ونشدان التحولات يتوجب عليه ألا يقف ضمن عقله المغلق، فالمناضل السياسي كما المفكر عليهما أن يبقيا في علاقة نقدية مع الذات، فاقتباس الأفكار الهامة يعد كسبا لا نقلا وتقليدا للآخر فلا جنسية لهكذا أفكار..
-2-
حقيقة نقولها أن شعبنا الكوردي في سوريا ما زال يفتقر إلى نخب ثقافية من حيث الكم والعمق الفكري، وإن المآخذ على المثقف الكوردي عديدة ولها ما يبررها، ترى ما هي الأسباب التي تدع المثقف أن يضطر فيها ليؤجر قلمه ويمشي في ركاب الحاكم السيد أو السياسي المراوغ دون وازع ضمير.؟ وسندرج هنا ما نراه من أهم هذه الأسباب..الواقع الاجتماعي التاريخي المتخلف لشعبنا الكوردي، الفقر المستشري بين غالبية الشرائح الاجتماعية، غلبة الطابع الريفي، حداثة تاريخ التعليم نسبيا، انتشار الأمية على نطاق عريض، الضحالة الفكرية حتى عند المتعلمين، تلفع الطابع السياسي بالغطاء العشائري، فالكادر السياسي الذي يشغل موقعا متقدما من المسؤولية غالبا ما يحمل تلك العقلية الريفية المتسلطة والشمولية إلى حزبه، والسياسي بهذا يحاول أن يجرّ المثقف وراءه، وربما سعى هذا المسؤول السياسي أن يحسن إليه إما بدفع ما تيسر على شكل ظرف يدس في جيبه، أو نقولها في سبيل المرح والفكاهة، دعوته ليتناول معه (الكباب) بأحد المقاصف الليلية خلف السكة إذا كان المثقف من سكان القامشلي، وليثقل عليه هناك بزيف وأباطيل الأحاديث..
هذا لا يمنعنا أن نبرر ولو قليلا لبعض المثقفين تهافتهم هذا بسبب وضعهم المعيشي الصعب، فقدان فرص العمل مع حاجتهم الماسة لمصاريف على الصعيد الفردي والأسري، سحر الدولار، لا يلام المثقف كما قلت في مقالة سابقة، لا يلام كثيرا بهذا التهافت وبالتالي ليس المطلوب منه ولا نتوقع منه أن يكون “عنترة زمانه” إنما نحن ننشد علاقة واضحة ودية غير ملتبسة بل متوازنة بين السياسي والمثقف..
قبل أيام قليلة مضت اختير ثلاثة عناصر ليكونوا في رئاسة المجلس الوطني الكوردي لفترة قادمة، الثلاثة من لون واحد وإن اختلفت مقاعدهم الحزبية، جمعتهم رؤية مشتركة في الأحداث الجارية اليوم، ترى..أما كان بالإمكان إدخال مثقف في قوام الهيئة الرئاسية المشكلة.؟ لماذا يظل المثقف غائبا، ولماذا هذه الاستهانة بدوره.؟ هذا الدور جاء تسطيحه من جانب الحركة السياسية الكوردية أساسا، والأصح من قبل بعض الأطراف لها مخالب.! وهذا ذكرتني بأسطورة يونانية كما نقلها أرسطو “قالت الأسود للأرانب في مجلس الوحوش عندما طالبت الأرانب بالمساواة للجميع، قالت الأسود: أين مخالبك”؟! أي عندما تطالب بالمساواة ينبغي أن تكون لك مخالب، ومن المعلوم أن ليس للمثقفين مخالب.!
المآخذ على الجانبين-الثقافي والسياسي- عديدة فكيف يقبل ممن في القيادة السياسية أن يصبح واحدهم عرّابا وهو في الحقيقة غير مأمون الجانب؟! يتسكع هنا وهناك مستجديا لقاء من هذا أو ذاك، يبيع ويشتري في المسألة الكوردية.
كيف يقبل من آخر أن يشتت الشمل الثقافي الكوردي من خلال أنشطة متواضعة يلجأ إلى تأسيسها نفر من المثقفين والسعي لضرب بعضها بالبعض الآخر.؟ فمسعى بعض السياسيين ينحصر في التفريق حتى في الوسط الثقافي وليس جمع الشمل، وفي الإيقاع بين الداخل والخارج، وتشتيتهم والخروج بهيكلية غريبة عجيبة من عناصر لا تعرف من الثقافة غير لغة الامتثال، فهؤلاء لا يريدون غير روابط الولاء من مثقفين انتهازيين للأسف..
أليس المنافسة والتنازع في القيادة السياسية على من يلقي كلمة الوفد خلال وجوده في الإقليم مدعاة للأسف والخجل ومبعث للسخرية.؟ هؤلاء هم للأسف رجال الثورة..! قال نابليون قبل نحو مئتي عام في حالة مماثلة قال: في الثورات هناك صنفان من الرجال، هناك من يسبب في الثورة، وهناك من يتكسب منها، فتأمل يا رعاك الله كيف يتهافت هؤلاء المتهافتون من سياسيين إلى مثقفين لا في النضال بل في الاستجداء والتكسب..
أخيرا أقول ثمة مثل ألماني فحواه: “إن قولي الحقيقة لم يترك لي صاحبا” أما أنا فأقول لا..! صحيح أني خسرت بعض الرموز ومن لفّ لفهم من الأمعة، وهؤلاء ما كانوا في يوم من الأيام بأصحاب وأصدقاء أحد، لكن بالمقابل كسبت نفسي، وهذا هو الأهم بالنسبة لي فضلا عن أناس عديدين جاء التواصل معهم عبر (الإنترنت) وفي لقاءات مباشرة وبالتالي تم التعرف عليهم وكسب ودهم وصداقتهم، حتى منهم من يختلف معي في الرأي يظلّ يحترم رأيي المغاير لرأيه، مثلما أنا أحترم رأيه، ومن هنا أهمس في أذن زملائي حملة الأقلام لأقول ناصحا: ما جدوى أن تكسب هؤلاء الرموز وتخسر نفسك..!؟
يجدر بنا هنا التذكير بشعار المثقفين الأثير والمقدس وهو رفع الحظر عن حقهم في الكلام والتعبير، لأن ذلك كما يرى فولتير من: (أننا نستطيع تثقيف الناس وإصلاحهم بالخطاب والقلم) من هنا تتجلى أهمية الثقافة والمثقفين، مع نبل رسالتهم الجليلة، وأن مهمة المثقفين ليست كمهمة السياسيين وهي تنحصر في الاستيلاء على السلطة، بل ما يتوجب على المثقف هنا هو السيطرة على الحيز الثاني أي المجال الثقافي، حسبما يرى غرامشي، يمكن القول من خلال النشاط الثقافي عن إمكانية استقطاب الجماهير الغفيرة ودفعها إزاء شعارات وطنية واجتماعية، ولكي لا يتخلف المثـقف عن حركة المجتمع وصيرورة الواقع، عليه أن يعيد النظر دوما في مواقفه، وأن يبقى في علاقة جدلية مع المحيط ونقدية مع الذات، وفي حوار دائم مع التيارات الأخرى..
بالمقابل ما يؤخذ على المثقف حالات عديدة منها أن يحيط المثقف نفسه بهالة من التقديس، ويعيش حالة اغتراب، والتشرنق في صومعته، وأن يؤجر قلمه لهذه المؤسسة أو ذاك الحزب دون أي مبرر أو قناعة، للأسف بعض المثقفين لا يضيرهم ذلك، فالمثقف نفسه كثيرا ما أتى تعريفه للحزب لمزا بأنه (مقاولة سياسية) ولذلك نقول بعد هذا كيف يمضي به السبيل إلى الرياء والمحاباة والاستزلام، طبعا هنا يسقط المثقف ولم يعد محسوبا على مملكة الفكر والثقافة، بل تراه يقحم نفسه في واقع العراك السياسي، لينتقل إلى دوامة السياسة، لكن دون أن يرقى إلى مصاف رجالاتها، فيبني علاقات حميمة مع أهل النفوذ والجاه، فيها جانب الولاء والخنوع ، من هنا نقول أننا لا نريد من المثقفين كما يقول غرامشي أن يتحولوا إلى موظفين لدى الجماعة المسيطرة، ومن ثم يضفون الشرعية على الكتلة الحاكمة، فهم مرتبطون أساسا بالبنية الفوقية كما هو معلوم، بل نريد منه أن يمارس العمل السياسي لكن بطريقة أخرى معرفية أساسا، فممارسة السياسة في أحد أوجهها هي ترجمة للزاد المعرفي أو الحصيلة الفكرية في الواقع المجتمعي، وبالتالي نتمنى أن تكون الممارسات الديمقراطية هي لسان حال الطرفين الثقافي والسياسي عند تعاطيهما للعمل النضالي على صعيد البلاد بحيث لا يكون المثقف مطية مذعنة للسياسي المتطلع للتحكم والهيمنة، كما يقتضي من المثقف أيضا ألا ينعزل عن واقعه عن مجتمعه، مع حرصه بألا يذوب أيضا في محيطه، بحيث يظل مثقفا عضويا ينخرط في قضايا مجتمعه برؤية معرفية ونقدية دون أي تكاسل أو تقاعس، ثم أن من ينشد التغيير في ضوء الواقع وما يتمخض عنه، عليه أن يعيد النظر في مواقفه، فالمناضل من أجل التغيير ونشدان التحولات يتوجب عليه ألا يقف ضمن عقله المغلق، فالمناضل السياسي كما المفكر عليهما أن يبقيا في علاقة نقدية مع الذات، فاقتباس الأفكار الهامة يعد كسبا لا نقلا وتقليدا للآخر فلا جنسية لهكذا أفكار..
-2-
حقيقة نقولها أن شعبنا الكوردي في سوريا ما زال يفتقر إلى نخب ثقافية من حيث الكم والعمق الفكري، وإن المآخذ على المثقف الكوردي عديدة ولها ما يبررها، ترى ما هي الأسباب التي تدع المثقف أن يضطر فيها ليؤجر قلمه ويمشي في ركاب الحاكم السيد أو السياسي المراوغ دون وازع ضمير.؟ وسندرج هنا ما نراه من أهم هذه الأسباب..الواقع الاجتماعي التاريخي المتخلف لشعبنا الكوردي، الفقر المستشري بين غالبية الشرائح الاجتماعية، غلبة الطابع الريفي، حداثة تاريخ التعليم نسبيا، انتشار الأمية على نطاق عريض، الضحالة الفكرية حتى عند المتعلمين، تلفع الطابع السياسي بالغطاء العشائري، فالكادر السياسي الذي يشغل موقعا متقدما من المسؤولية غالبا ما يحمل تلك العقلية الريفية المتسلطة والشمولية إلى حزبه، والسياسي بهذا يحاول أن يجرّ المثقف وراءه، وربما سعى هذا المسؤول السياسي أن يحسن إليه إما بدفع ما تيسر على شكل ظرف يدس في جيبه، أو نقولها في سبيل المرح والفكاهة، دعوته ليتناول معه (الكباب) بأحد المقاصف الليلية خلف السكة إذا كان المثقف من سكان القامشلي، وليثقل عليه هناك بزيف وأباطيل الأحاديث..
هذا لا يمنعنا أن نبرر ولو قليلا لبعض المثقفين تهافتهم هذا بسبب وضعهم المعيشي الصعب، فقدان فرص العمل مع حاجتهم الماسة لمصاريف على الصعيد الفردي والأسري، سحر الدولار، لا يلام المثقف كما قلت في مقالة سابقة، لا يلام كثيرا بهذا التهافت وبالتالي ليس المطلوب منه ولا نتوقع منه أن يكون “عنترة زمانه” إنما نحن ننشد علاقة واضحة ودية غير ملتبسة بل متوازنة بين السياسي والمثقف..
قبل أيام قليلة مضت اختير ثلاثة عناصر ليكونوا في رئاسة المجلس الوطني الكوردي لفترة قادمة، الثلاثة من لون واحد وإن اختلفت مقاعدهم الحزبية، جمعتهم رؤية مشتركة في الأحداث الجارية اليوم، ترى..أما كان بالإمكان إدخال مثقف في قوام الهيئة الرئاسية المشكلة.؟ لماذا يظل المثقف غائبا، ولماذا هذه الاستهانة بدوره.؟ هذا الدور جاء تسطيحه من جانب الحركة السياسية الكوردية أساسا، والأصح من قبل بعض الأطراف لها مخالب.! وهذا ذكرتني بأسطورة يونانية كما نقلها أرسطو “قالت الأسود للأرانب في مجلس الوحوش عندما طالبت الأرانب بالمساواة للجميع، قالت الأسود: أين مخالبك”؟! أي عندما تطالب بالمساواة ينبغي أن تكون لك مخالب، ومن المعلوم أن ليس للمثقفين مخالب.!
المآخذ على الجانبين-الثقافي والسياسي- عديدة فكيف يقبل ممن في القيادة السياسية أن يصبح واحدهم عرّابا وهو في الحقيقة غير مأمون الجانب؟! يتسكع هنا وهناك مستجديا لقاء من هذا أو ذاك، يبيع ويشتري في المسألة الكوردية.
كيف يقبل من آخر أن يشتت الشمل الثقافي الكوردي من خلال أنشطة متواضعة يلجأ إلى تأسيسها نفر من المثقفين والسعي لضرب بعضها بالبعض الآخر.؟ فمسعى بعض السياسيين ينحصر في التفريق حتى في الوسط الثقافي وليس جمع الشمل، وفي الإيقاع بين الداخل والخارج، وتشتيتهم والخروج بهيكلية غريبة عجيبة من عناصر لا تعرف من الثقافة غير لغة الامتثال، فهؤلاء لا يريدون غير روابط الولاء من مثقفين انتهازيين للأسف..
أليس المنافسة والتنازع في القيادة السياسية على من يلقي كلمة الوفد خلال وجوده في الإقليم مدعاة للأسف والخجل ومبعث للسخرية.؟ هؤلاء هم للأسف رجال الثورة..! قال نابليون قبل نحو مئتي عام في حالة مماثلة قال: في الثورات هناك صنفان من الرجال، هناك من يسبب في الثورة، وهناك من يتكسب منها، فتأمل يا رعاك الله كيف يتهافت هؤلاء المتهافتون من سياسيين إلى مثقفين لا في النضال بل في الاستجداء والتكسب..
أخيرا أقول ثمة مثل ألماني فحواه: “إن قولي الحقيقة لم يترك لي صاحبا” أما أنا فأقول لا..! صحيح أني خسرت بعض الرموز ومن لفّ لفهم من الأمعة، وهؤلاء ما كانوا في يوم من الأيام بأصحاب وأصدقاء أحد، لكن بالمقابل كسبت نفسي، وهذا هو الأهم بالنسبة لي فضلا عن أناس عديدين جاء التواصل معهم عبر (الإنترنت) وفي لقاءات مباشرة وبالتالي تم التعرف عليهم وكسب ودهم وصداقتهم، حتى منهم من يختلف معي في الرأي يظلّ يحترم رأيي المغاير لرأيه، مثلما أنا أحترم رأيه، ومن هنا أهمس في أذن زملائي حملة الأقلام لأقول ناصحا: ما جدوى أن تكسب هؤلاء الرموز وتخسر نفسك..!؟