مناسبة العودة الى بعض صفحات الماضي القريب هي ما نسمعه الآن من فضائيات معروفة عن انسحابات من المجلس من جانب أشخاص بعضهم ليس مقبولا في الشارع السوري منذ زمن طويل انضموا حديثا من دون أن يردعهم كل الأسباب والشروط والعوامل الأساسية الوجيهة التي رافقت قيام هذا المجلس بل ساهموا بدورهم في تزكية الاعوجاج وافساد المجلس أكثر مما يعيد الى الأذهان احتمال أن تكون دوافع المنسحبين محض شخصية تتعلق بالمواقع والمناصب مع الاقرار بوجود أزمة مزمنة بالمجلس منذ قيامه وليس في المدة الأخيرة فحسب نقول ذلك استنادا الى مبررات هؤلاء التي تخلو من أي مضمون سياسي اذا لم تكن غامضة أصلا بالترافق مع – خطابات – كلامية مفاجئة تصدر من دول خليجية مؤثرة مزايدة حتى على الثورة السورية والمعارضة من دون التشاور مع أي طرف معارض كما أن ما يطرحه هؤلاء من الجزم في عقد مؤتمر وطني قريبا في استانبول لايختلف عن نفس الطريقة التي سلكتها جماعة المجلس عند قيامه وقبل توجيه الاتهام الى القوى الاقليمية في الهيمنة وتنصيب الموالين لها على مقدرات المجلس السوري علينا الاعتراف بأن العلة فينا ودود الخل منه وفيه والصورة واضحة لدينا منذ عام وحتى اليوم .
لقد أعلنا مرارا وتكرارا أن السبيل الى معارضة وطنية موحدة في الخارج تكون ملتزمة بقرار الداخل الثوري هو سلوك أحد خيارين : اما اعادة هيكلة – المجلس الوطني السوري – برنامجا وهيئاتا وأشخاصا وقيادة وقرارا وتمثيلا باعادة بنائه من جديد وبمشاركة واسعة من القوى والتيارات والشخصيات التي مازالت خارجه وبما أن هذا الخيار بات شبه مستحيل جراء امتناع –الأربعة المبشرين – من أصحاب القرار بالمجلس بالالتزام به والتهرب منه وبالتالي العجز عن تطبيقه فهناك الخيار الثاني وهو بشقين أو بخطوتين الأولى وهي تشكيل لجنة تحضيرية توافقية من خمسة عشر عضوا تمثل مبدئيا مختلف المكونات والتيارات والكتل والمجوعات والتنسيقيات ومن ضمنها ممثلو المجلس تجتمع على الفور وتضع الترتيبات لعقد مؤتمر وطني عام بمشاركة واسعة من جميع المعارضين بما في ذلك الجيش السوري الحر الذين يهدفون الى اسقاط النظام وتفكيك السلطة الأمنية العائلية من دون اقصاء أحد تتمخض عنه مؤسسة ديموقراطية ثورية منظمة تحت أي اسم تريده الغالبية تقوم بمهام اسقاط النظام وتكون بمستوى المهام الجديدة التي تطرح كل الاحتمالات من ضمنها الكفاح المسلح وتتهيأ لمرحلة مابعد الاستبداد في تشخيص شكل النظام السياسي التعددي ومشروع الدستور السوري الجديد والالتزام بحل القضية الكردية ديموقراطيا وسلميا حسب ارادة الشعب الكردي في اطار سوريا الجديدة الموحدة .
ان اي عمل غير مدروس وغير جماعي في معالجة أزمة المجلس والمعارضة السورية بشكل عام سيزيد الخلافات وسيكرس المزيد من الشقاق ونحن شعب سوريا بغنى عنها بهذه المرحلة الدقيقة والخطيرة وحول هذا الموضوع بالذات أرى بضرورة الاشارة الى جانب من الدور السلبي للفضائيتين الخليجيتين المعروفتين بخصوص المعارضة على وجه الخصوص وذلك لدى قيامهما بتسويق أشخاص معينين وتلميع بعضهم ثم استبدالهم بغيرهم بعد حين أو منع البعض الآخر من الظهور لدواعي سياسية أو عنصرية بخصوص الكرد بحسب أوامر وتوجيهات الأجهزة الأمنية في بلدان القرار مما يلحق الأذى بالثورة السورية ويفرض على ذهنية المشاهد أنماطا معينة من الآيديولوجيات والتيارات والأفراد .
للتذكير نقول منذ حوالي الأربعة أشهر قمنا كمجموعة من المعارضين الوطنيين السوريين بطرح ” المبادرة الوطنية لتوحيد المعارضة السورية ” وأصدرنا وثائق بهذا الشأن سلمناها الى المجلس وباقي الأطياف والى الجامعة العربية بمناسبة اعلانها عن الاستعداد لرعاية أي مؤتمر توحيدي وما زلنا نعمل جاهدين لتحقيق مانصبو اليه في اعادة بناء الجسم السليم للمعارضة ولاشك أننا سنمد أيادينا الى كل من يعمل بهذا الاتجاه الآن وغدا ودائما .